كتب//
ناصر التميمي
بعد أن زادت حكومة الفساد من تعنتها وعذابها للمعلمين ، لم يجدوا أمامهم إلا خيارات التصعيد في وجه طغاة الحكومة ومستبديها ، الذين يعارضون على إطلاق حقوق المعلمين الذين يعانون الأمرين جراء سياسة التجويع الممنهج، الذي يمارس ضد حملة الطبشور الذين تركتهم الحكومة في مهب الريح ،ولم تستمع حتى لأصواتهم التي تنادي بإسترجاع مستحقاتهم المالية ، التي يتم إستقطاعها بدون وجه حق ، وهذا أمر غريب يجري في بلدنا التي وصل فيها المعلم إلى مرتبة متدنية ، بسبب تدني راتبه الشهري الذي لم يعد يفي بالحاجة ، مع إرتفاع الأسعار وإيجارات البيوت وغيرها.
لم يعد بمقدور المعلم أي شئ يدافع به عن حقوقهم إلا مواصلة الإضراب الشامل والمفتوح بوسائله المختلفة، لأننا نحن في اليمن نعيش تحت أقدام حكومة لايهما أي شئ سوى الحصول على مصالحها ومصالح أسيادها فقط ، ولاحاجة لها باللآخرين مهما كانت مكانتهم ،فهي لن تنظر لهم أبداً إلا إذا تم لي عنقها غير ذلك لن تستجيب مطلقاً ،وكأن شيئاً لايعنيها اللعنة اللعنة عليها ، وعلى من أراد للمعلم حياة الذل والحرمان !! .
لقد حمل المعلم عصاه الغليظة في وجه حكومة الفساد وطواغيتها،ولم يطرحها حتى تأتي حقوقه كاملة غير منقوصة ،ولن يقبل أي تلاعب أو تماطل تحت أي مبررات أو وعود كاذبة تسوقها لهم حكومة الفنادق والملاهي الليلية هذه الألاعيب المفضوحة قد عفى عليها الزمن ، وأصبحت مكشوفة ولن تنطلي على أحد بعد اليوم ولن يعد أمامها إلا خيار واحد وهو عين الصواب إن فكرة فيه وهو مكافأة المعلمين ، و إطلاق حقوقهم المتوقفة منذ سنوات دون وجه حق ،غير ذلك فلن يزيد الأمور إلا تعقيداً فقد يدفع النقابة الى إتخاذ مزيداً من التصعيد السلمي.
هناك آراء تنتقد ما أقدم عليه المعلمين في إضرابهم المفتوح الذي دخل إسبوعه الثالث بحجة إن هذا الإضراب يضر بمستقبل أبناءنا صحيح كلامهم ونحن نقدرآراءهم، ونحترمهما لكن ينبغي كذلك أن يكونوا منصفين ومقدرين للوضع الردئ الذي وصل اليه حال المعلم في بلدنا وحجم المعاناة التي وصل اليها جراء سياسة التنكيل والتجويع، التي تمارسها حكومة وشرعية العار والإسترزاق القابعة في المنافي ، فاللوم أولاً وأخيراً يقع على عاتق من بيده مفاتيح الحل لهذه المعضلة ، التي باتت قضية معروفة للقاصي والداني ، والأمر الذي يحير الجميع ،هولماذا لم تستجب الحكومة لمطالب المعلمين إذا كان يهما مصلحة الطالب؟ أنا أعتقد شخصياٌ وهذا رأيي ، بأن الحكومة وهواميرها لايردون أبناءنا أن يتعلموا بالمطلق ، وإلا كان إستجابة لهموم ومشاكل المعلمين ، وقطعت الطريق عليهم، التي تقول بأنه إضرار بالعملية التعلمية والتربوية ، والله هذا عار على الحكومة ووزراءها الغارقين في بحر من النعيم، وتاركين معلميهم ،وشعبهم الغلبان يعاني الويلات ولو كانت حريصة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، لما وصل الحال الى ماوصلنا إليه في التعليم الذي يرزح تحت الحضيض.
للعلم لن يتغير واقع التعليم في بلدنا إلا إذا أعطي للمعلم حقه القانوني ، وكوفئ على كل الجهود التي يبذلها فإذا نظرنا إلى الدول التي حولنا في عالمنا العربي، أو في العالم العالم المتطور لوجدنا إنهم وضعوا المعلم باني الحضارات في مكانة الطبيعي الذي يليق به ،وهذا ماجعل هذه الشعوب والأمم تتقدم وتتطور وإنتقلت من حياة التخلف الى التحضر والتقدم ، ونحن إذا أرادت هذه الحكومة اذا جاز لنا التعبير أن نسميها حكومة وهي بالأحرى مجموعة فاسدين ساقهم القدر، لأن يكونوا سلطة الأمر الواقع والمتحكمين بثروة البلد أن ترتقي بالعملية التعليمية والتربوية النظر أولاٌ الى المعلم الذي يلفه الجوع والفقر ومن ثم ،إصلاح البنية التحتية لواقع التعليم التي أصبحت غير ملائمة بل أصبحت البيئة التعليمية منفرة في مدارسنا ، نظراً لإفتقارها لكثير من الخدمات الضروريةلإنجاح العملية التعليمية والتربوية.
المعلمين صامدين صمود الجبال في إضرابهم ووقفاتهم الإحتجاجية، التي نفذت في عدن وحضرموت وغيرها من المدن الجنوبية ،وذلك للضغط على الجهات المعنية للنظر في مطالبهم المرفوعة، نحن لسنا راضين بما وصل إليه وضع المعلم ولكننا ندعوا المعنيين بالأمر الى الإستجابة العاجلة لمطالبهم ، من أجل أن يعود أبناءنا الطلاب الى مدارسهم في أسرع وقت ممكن ليتسنى لهم إكمال العام الدراسي.
لقد صدح يوم المعلم يوم الخميس الماضي في عدن أمام بوابة قصر المعاشيق ،ووصل صداه إلى غرف ومكاتب الحكومة التي أصمت آذانها ولم تستجب للإصوات الجائعة وتركت الأمر وكأن شئ لم يحصل ، أي غباء سياسي هذا وأي قوم هؤلاء لايستمعون لمن جاءهم ينادي ، من الظلم الواقع عليه والله، نحن أمام محنة كبيرة عنوانها حكومة الفاشل ، فهذا لن يمنع المعلمين من إتخاذ وسائل جديدة تكون أكثر إيلاماً على حكام المعاشيق، فكان بيان النقابة الجنوبية يوم الخميس شديد اللهجة التي دعت فيه الى إغلاق مكتب الوزارة بعدن، وهي خطوة جبارة وشجاعة تحتاج لمزيد من الصبر والصمود في وجه هذا الطغيان المتقوقع في عش المعاشيق ، وإن نفذت هذه الخطوة ،ستكون بادرة جيدة وسابقة في تاريخ الحركة النقابية في وقتنا الحاضر.
فالمعلمين باقون في ساحات الشرف والنضال ضد الفساد وهم رافعوا الرؤوس وسيظلون يهتفون وبصوت عالي يهز الجبال يامعلم إرفع الصوت يكفي جوع ..يكفي موت !! أبعد هذا كله ولا من مجيب إنها اللعنة عليكم ياقوم ! ألا يكفي هذا الذي تسمعونه من أفواه المعلمين الغلابى إصبروا أيها المعلمين فالصبر جميل ، ولا تهزكم التهديدات من هنا أو هناك ستستجيب الحكومة رغماً عن أنفها.