اعتبر جزوليت أن حكومة هادي فاقدة للشرعية وأن حكومة صنعاء هي الشرعية لإدارة الشمال
انفجر جزوليت باكيًا خلال الندوة بعد أن تذكّر أصدقاءه من رجال الجنوب الذين استشهدوا أمامه في جبهات القتال خلال حرب1994م
بحثت ندوة سياسية بجامعة شفيلد البريطانية توفر الشروط القانونية لاستعادة دولة الجنوب المستقلة على كامل ترابها الوطني، فيما أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، الذي يزور لندن، أن ملف الجنوب الحقوقي الإنساني المشتمل على كل جرائم قوى الشر الإرهابية منذ 90م مرورًا بكل عمليات الاضطهاد والقتل الممنهج لكوادر الجنوب وصولا لغزو 94م وكفاح الحراك الجنوبي في الساحات حتى حرب 2015م وما بعدها سيكون حاضرًا بقوة في كل المحافل الدولية المتعلقة بالمنطقة.
واحتضنت جامعة شفيلد البريطانية ندوة سياسية تحت عنوان "موقف القانون الدولي من فك الارتباط والإعلان عن الدولة الجنوبية المستقلة"، تحدث فيها الخبير بالقانون الدولي بجامعة الرباط الإعلامي العربي توفيق جزوليت، وحضرها جمع من أبناء الجالية الجنوبية والمهتمين بالشأن في جهة اليمن، وحضور نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك الذي يقوم بزيارة خاصة للمملكة المتحدة. الندوة بدأت بكلمة ترحيبية للدكتور عيدروس النقيب ورئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي رحب فيها بالأستاذ هاني بن بريك، نائب الرئيس، والحاضرين، ثم قدم نبذة مختصرة عن الدكتور توفيق جزوليت، ومن جهته في كلمات مختصرة حيا الأستاذ هاني بن بريك نائب الرئيس الدكتور توفيق جزوليت مشيداً بمواقفه النبيلة والصادقة مع القضية الوطنية الجنوبية العادلة.
الورقة المقدمة من الدكتور توفيق جزوليت تضمنت دراسة مفصلة وبعيدا عن العاطفة السياسية عن موقف القانون الدولي من فك الارتباط والإعلان عن الدولة الجنوبية المستقلة، مشيرًا إلى عدالة القضية الوطنية الجنوبية ومشروعيتها القانونية. وأكد "أن القانون الدولي يتوافق مع عدالة القضية ومن أهم متطلبات القانون الدولي لإنشاء الدولة وجود أربع شروط - ومتوفرة لدى الجنوبيين – وهي: الشعب، والأرض، والحكومة، ووجود قيادة تتخاطب مع الإقليم والعالم لبناء العلاقات الخارجية الدولية. مشيراً إلى وجود المجلس الانتقالي الجنوبي وخاصة بعد اكتسابه الاعتراف الضمني وفي بعض الأحيان الصريح من دول الإقليم والعالم وحتى الأمم المتحدة كممثل للقضية الوطنية الجنوبية وعن أغلبية من الشعب الجنوبي.
وجاءت الندوة على هامش تحركات جنوبية رفيعة المستوى لفتح ملف الحرب العدوانية التي شنها تحالف نظام صالح والإخوان المسلمين على الجنوب، وهي الحرب التي سبقتها الفتوى التكفيرية الشهيرة. وذكرت مصادر دبلوماسية جنوبية أن وزير خارجية حكومة اليمن المؤقت محمد الحضرمي يقوم بتحركات هدفها عرقلة فتح الملف الأبرز الذي يثبت تورط الإخوان إلى جانب نظام علي عبدالله صالح في ارتكاب مجازر وحشية بحق الجنوبيين ونهب حقوقهم وفصلهم من الوظائف.
ويشدد جنوبيون على أهمية أن يتم فتح لملف الحرب العدوانية الأولى على الجنوب والتحقيق في كل الجرائم التي ارتكبت بحق الجنوبيين ونهب أرضهم وثرواتهم، وإحالة كل من تورط في ذلك إلى محكمة الجنايات الدولية، وتعويض كل من تضرر من الحروب العدوانية المتكررة على بلادهم.
سحب الشرعية من الحكومة
ودعا أستاذ القانوني الدولي، البرفسور المغربي توفيق جزوليت، المجتمع الدولي إلى سحب الشرعية من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وتكليف المجلس الانتقالي الجنوبي بتشكيل حكومة تدير محافظات الجنوب.
واعتبر جزوليت أن حكومة هادي فاقدة للشرعية وأن حكومة صنعاء هي الشرعية لإدارة الشمال.
انتهاكات وفظائع مروعة
و أكد توفيق جزوليت - الذي غطى حرب غزو واحتلال الجنوب من قبل ميليشيات المخلوع وشركائه في العام 1994م وكان شاهداً على كمية الفظائع والجرائم والانتهاكات بحق شعب الجنوب - أن تدشين الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي (اليمن الجنوبي) من قبل رئيسه اللواء عيدروس الزبيدي يعتبر مرحلة أساسية وفي غاية الأهمية على طريق إنشاء مؤسسة إعلامية متكاملة تضم قناة فضائية وإذاعة إضافة إلى مطبوعات.
وأشار جزوليت في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن هذه الخطوة الإعلامية تتزامن مع استمرار المعارك بين قوات الشرعية بدعم من التحالف العربي الذي يقتصر على القوات السعودية والإماراتية، والذي من الأرجح أن العمليات العسكرية لن تفضي إلى إنهاء الصراع بين الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة وقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي".
وأوضح جزوليت أن التطورات الميدانية والجيوسياسية تتزامن كذلك مع فشل الأمم المتحدة في إيجاد مخرج لأزمة انطلقت شرارتها مع حرب 1994 وتطورت إلى حراك شعبي من قبل أبناء جنوب اليمن أدى بالتالي إلى مقاومة شعبية أنهت الوجود الحوثي وحلفائها من الإرهابيين فوق التراب الجنوبي ليتحقق الحد الأدنى من السلم و السلام في ربوع الجنوب العربي أي جنوب اليمن سابقا"- حسب قوله.
معركة مستمرة
وأكد جزوليت أن المعركة من أجل الحرية والاستقلال بدأت مؤشراتها تلوح في الأفق مع الإعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عرف دعماً جماهيرياً لا مثيل له، وأنه و في خضم هذه التطورات المتسارعة يعلن المجلس عن تدشين موقعه الرسمي بما يحمل من تطلعات لتطويره بهدف التعريف والدفاع عن مواقفه والرغبة الأكيدة للجماهير الجنوبية في فك الارتباط مع صنعاء وإقامة دولة جنوبية ليبرالية وديموقراطية تتسع للجنوبيين كافة.
وبيّن إلى أن المعركة الإعلامية لا تزال في مهدها وهي بدون أي شك سيطول أمدها إذا أُخذ بعين الاعتبار المواقف المتباينة الإقليمية والخليجية بالنسبة لدعم مسار إقامة دولة في الجنوب.
وأضاف: "لقد سمعت وقرأت بتأنٍ شديدين تصريح اللواء الزبيدي وما ذكره الصديق الودود الإعلامي لطفي شطارة بخصوص البعد الاستراتيجي لهذا الموقع وما سيليه من إضافات أخص بالذكر منها قناة تلفزيونية التي من وجهة نظري المتواضعة تستلزم أصحاب الخبرة ليس فقط في السمعي البصري ولكن في تقنيات تسويق أهداف ومرامي المجلس والحد الأدنى بلغتين وهما: العربية والإنجليزية.. أما غير ذلك لن يكون مفيداً لقضايا الجنوب".
واختتم جزوليت منشوره قائلاً: "إنني أعي جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس في ظروف جيوسياسية معقدة.. لهذا فإن مساندة المجلس ودعمه في معركته ضد القوى التي تريد إعادة الجنوب إلى تبعية صنعاء واجب وطني من أولويات الحراك الشعبي الجنوبي التواق إلى الحرية والاستقلال وإن ظهرت أخطاء أو سلبيات يجب تفويتها وإصلاحها وليس التحريض ضدها لأن الذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ".
ناشطون أشادوا بما قدمه جزوليت في الندوة، حيث قال الناشط سلطان النعماني: "رحم الله شهداءنا الأبرار، الدم الجنوبي ينزف من 94 إلى يومنا هذا، ماذا عسانا أن نقول سوى الله يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته، ونؤكد بأننا على دربهم سائرون خلف قيادتنا الرشيدة ممثلة بقيادة المجلس الانتقالي، والذل والعار لبائعي الأوطان، ونشكر توفيق جزوليت على شعوره الطيب تجاه قضيتنا".
الناشط مروان الحريري قال: "شاهد عيان الحرب العدوانية الأولى على الجنوب الأستاذ الدكتور توفيق جزوليت انفجر باكيا خلال ندوة في بريطانيا بعد أن تذكّر أصدقاءه من رجال الجنوب الذين استشهدوا أمامه في جبهات القتال خلال معركة التصدي للغزو اليمني على عدن".
وأضاف: "تبًا لأبشع احتلال لا يزال يُبكي الجميع إلى اليوم".