كتب //
المحامية/ ذكرى معتوق حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
هـا أنا أكـتب في ذكـرى رحيلك الثانية يـا فـقـيدتـنا الغالية لقـد شـكـل رحيلك أيتـها الـراقيـة خسارة كبيرة على وطنـك وأهلـك ومحبـيك ، رحـم الـلـه فـقيـدتنـا فقـد كانت هـامةً قـانـونيـة وحقـوقـيه من الطراز الـرفيع ومتـمـيـزة بـحق وحقـيقـة.
قـليـلـون هم أولـئك الـذيـن يـرحـلـون بـصـمت عـن هـذه الـدنـيا الفانيـة رغـم مـا أنـجزوا مـن الأعـمال والمـآثـر لـو كـانـوا وثـقـوهـا لأحـتوت على مجـلـدات ولـكنهم آثـروا علـى أنـفسـهم أن يبـقى مـا عمـلوه خالصاً لـوجه الله وإرضاءً لمرضاته وإرضاءً لضمائرهم الحية لأن وخز الضمير كان ملازما لهم طـوال فترة حياتهم وعـملهم.
لـقـد عـاشـت الفـقـيدة بصمت دون ضجيج كعـادتها عـاشت نـظيفة اليد والنـفس واللسان.
في رحلة الـعـمر التي نعيشها يمر علينا اُناس كثيرون من زملاء وأصدقاء وأقارب لكن البعض منهم حين يغادر هذه الدنيا يتركون في نفوسنا وحياتنا فراغا كبيراً يصعب التعويض عنه وهذا هو رحيل أستاذتي راقيه حميدان التي نظل مسكونين بذكراها طالما حيينا...
لقد كان الجلوس مع أسـتــاذتـي راقيه والإستماع الى أفكارها وآراءها ، وهي تحلل وتـفـسـر الـقـوانين واللـوائـح والنـظـم القانـونـيـة والـحـقـوقـيـة، نـشـعـر باننا أمام إنسانة إستثنائية وفريدة واسعة الإلمام والثـقـافـة والإدراك والتحـلـيـل والـغـوص في الأعـماق وبقـدره فائقـة ، كانت تتمتع بقدرة عاليـة على النقاش والـقــدرة على إيصال ما تريد إيصاله للأخرين وبروح هـادئـة وديمقراطية وذوق رفيع يحترم ويدافع عن حق الأخـريـن في التعبير عن قناعاتهم دون اي تهاون او مسـاومة في مواقفها وقناعاتها تجاه قضايا المواطنين ومصالح الآخرين والمجتمع .
لقد كانت لنا أمـاً تعـلـمـنا منها الكـثيـر فـكراً وسلوكاً كانت رفيقـة ملهمة لـنا في التحفيز على التعلم والتفوق وتـمـثـل القـيم الـوطـنية والـقـانـونـية والحـقـوقـية والأخـلاقـيـة والتي تجسد الـمحـبـة والتآخي والتقارب والتآلف والتـكافـل الإنسـاني..
ستبقى الـفـقـيدة راقيه حميدان إسـماً لامعاً في سجلات القضاة والمحامون والـحـقـوقـيـون ، وستبقى ذكـراها عـطـرة عند الناس الذين أحبتهم وأحبوها...فأمثالها لا ينساهم الناس ولا يتنكر لهم التاريخ...
تـغـمـد ألــلــه الـفـقـيدة بـواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان .
وإنا لـلـه وإنا إليه راجـعـون.