مصنع أسمنت الوطنية وسياسة تطفيش العمال الجنوبيين.!

بقلم #أدهم_الغزالي

لا شك أن الكثير يعلم حجم الثروات الطبيعية التي في باطن الأرض الجنوبية، وهي بدون شك مصدر الثراء والتنمية للبلاد والعباد، ولكن المحزن المؤسف حقا أن نجد من يقتات على الفتات من أبناء هذا الوطن ممن تعودوا على مبدأ المصلحة الشخصية الضيقة أولا، متجاهلين مصالح الشعب ومصالح الاجيال القادمة، خصوصا ونحن في عصر ومرحلة نرى كل من حولنا ينهض ويحاول الصعود إلى الأعلى، فيما نحن نسير في الاتجاه العكسي، وقد حبأ الله أرضنا بالكثير من الثروات الطبيعية، ولا زال جزء كبير منها بكرا لم يكتشف بعد، ومما افاض الله علينا من الخيرات ان جعل في باطن هذه الأرض ثروات هائلة المكتشف منها يجعلها في مراتب الدول المتقدمة، ولكن للأسف هناك أعداء للشعب وأعداء للإنسانية والأجيال القادمة، يعملون بكل ما اوتوا من قوة على نهب الثروات بطرق غير مشروعة، متجاهلين فقر الشعب وعوزه، استخدموا ثلة من عباد المال واسكتوهم بالفتات الحقير، فيما السواد الأعظم يعيش حالة فقر مدقع وبنية تحتية غير موجودة، فيما كان الواجب ان تسخر هذه الثروات من أجل التمنية وتعمير الأرض التي عليها هذه المصانع وبناء الإنسان فيها، ولكن للأسف ما يحدث العكس تماما، ولنأخذ في هذا المقال نموذج بسيط وهو مصنع أسمنت الوطنية الذي يتواجد في منطقة الحواشب بشقيها (مديرية الملاح + مديرية المسيمير) وهذا المصنع ينتج أطنان من الأسمنت يوميا ومواد أخرى من المعادن الطبيعية النفيسة الغير معلنة، وكما أخبرني أحد عمال المصنع بأن ناتجة اليومي يقدر بحوالي نصف مليار او أكثر، ولو نظرنا إلى القرى المحيطة بالمصنع لوجدنا أنها تفتقد لأبسط الخدمات، فيما الواجب ان تذهب جزء من عائدات المصنع لتمنية القرى المحيطة به خصوصا مديرية الملاح ومديرية المسيمير ولحج بشكل عام، وهذا حق مشروع وواجب، ولكن للاسف تذهب ثروات بلادنا ويستفيد منها غيرنا، ولو نظرنا للعمالة في المصنع لوجدنا ان حوالي 60% من العمال من خارج محافظة لحج وهناك كوادر في المديريات التي يقع المصنع في نطاقها والمحافظة بشكل عام محرومون من التوظيف، والقلة القليلة المتواجدة من هذه المديريات تتعرض للمضايقات والتهميش المتعمد بوسائل مختلفة وهذا ما يجعلنا نتسائل هل هذه المصانع وجدت لخدمة البلد وتنميته والنهوض بالمستوى المعيشي لابناءه؟؟ ام وجدت لخدمة الفاسدين؟؟ وما هو موقف المحافظة والسؤولين فيها مما يحدث؟ ام ان الفتات الحقير كافي للصمت إزاء كل ما حدث ويحدث منذ إنشاء هذه المصانع؟ وفي الوقت نفسه إذا كانت هذه المصانع الموجودة في ارضنا لا نستفيد منها لا في مجال التنمية البشرية كتاهيل الشباب ودعمهم في مختلف المجالات ولا في مجال التمنية العمرانية كبناء المرافق الخدمية كالمدارس والمستشفيات وتعبيد الطرقات المتهالكة وغيرها فلا داعي لاستخراج هذه الثروات التي تذهب عبثا ويستفيد منها هوامير الفساد تجار الحرام، فايقافها أولى حتى تأتي دولة ونظام وقانون يحمي ثروات الشعب من هؤلاء اللصوص الذين يلبسون قناع التجارة والاستثمار وهو منهم براء..

وقبل الختام: نعلن تضامننا مع كل العمال الذين يتعرضون للتهميش المتعمد والاساءات المتكرره من قبل النافذين في المصنع وعلى راسهم المهندس الرائع المتخصص في مجال الكهرباء جمال فضل قاسم وجميع رفاقه ممن يتعرضون لاسوا معاملة في المصنع لغرض تطفيشهم واخراجهم منه وندين هذه الأعمال الاستفزازية بحق العمال بأشد العبارات ونطالب بتحقيق شفاف فيما يجري من انتهاك لحقوق العمال الجنوبيون الذين يعتبرون اقليه في مصنع ضخم وجد على ارضهم واستفاد منه غيرهم.. 

وفي الختام نطالب من كل الصحفيين والإعلاميين والنشطاء إلى التركيز على مثل هكذا قضايا تخص حقوق الشعب ومعرفة ناهبي ثرواته وكل من يتعامل معهم وفضحهم وتعريتهم وكشف الفساد بالأرقام والحقائق والتهيئة لمقاضاتهم ومحاسبتهم على كل ما اغترفوه من جرائم بحق الشعب وثروته والله المستعان...

ملاحظة هامة : المصنع يشتغل بالفحم الحجري وهذا حسب الاختصاصيين يضر بالبيئة المحيطة بالمصنع ويسبب الأمراض الخطيرة وهناك أكثر من مناشدة لإيقاف هذا العمل كما ان هناك حالات أصيبت بأمراض في المناطق القريبة يرجح بأن سببها مخلفات المصنع.