قراءة استنطاقية في اتفاق الرياض.. أسبابه وبُنية أطرافه وتطبيقه..تحليل صادر عن منسقيات المجلس الانتقالي في جامعة عدن

قراءة استنطاقية في اتفاق الرياض.. أسبابه وبُنية أطرافه وتطبيقه..تحليل صادر عن منسقيات المجلس الانتقالي في جامعة عدن

قراءة استنطاقية في اتفاق الرياض.. أسبابه وبُنية أطرافه وتطبيقه..تحليل صادر عن منسقيات المجلس الانتقالي في جامعة عدن
2019-12-23 16:14:20
صوت المقاومة/خاص
أصدرت منسقيات المجلس الانتقالي الجنوبي في جامعة عدن تحليلاً مطولاً عن اتفاق الرياض، تطرقت فيه إلى الأسباب التي أدت إلى التوصل إلى الاتفاقية وبنية الطرفين المتفاوضين وقراءة في تطبيق الاتفاق.
صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" حصريا تنشر الورقة البحثية التي تلقتها من منسقيات الانتقالي في جامعة عدن وذلك لأهميتها:
أولاً: قراءة في أسباب الاتفاقية
أحدثت التجاذبات الدولية والاستقطابات الإقليمية للنظام العالمي الجديد تحالفات جديدة تتحكم فيها المصالح على كل المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، الأمر الذي دفع بدول الجوار اللاعربية في إيران وتركيا إلى استغلال حالة التبعثر العربي بهدف الهيمنة عليه، عبر أجندتها الدينية المشبوهة، فنهضت الإرادة العربية في مملكة الحزم وإمارات العز للدفاع عن المشروع العربي الجديد، وكان من أبرز الخطوات المتخذة الإعلان عن قيام عاصفة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وملك المملكة وولي عهده محمد بن سلمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقيادة خليفة بن زايد رئيس الدولة وولي عهده محمد بن زايد لتحرير جنوب اليمن وشماله من الاحتلال الحوثي الإيراني وحلفائه .
    وبعد خمس سنوات من الصراع أصيبت جبهة العاصفة العربية بالتفكك نتيجة لتمكن الإيرانيين والإخوانيين منذ وقت مبكر عبر أجندتهما الإصلاحوثية من اختراق الشرعية اليمنية المنهكة وتلغيمها (بالفساد والتحوث والإرهاب)، بهدف إفشال التحالف العربي، الأمر الذي جعل الشرعية عاجزة عن تحقيق أي نصر لتحرير محافظاتها اليمنية من الاحتلال الحوثي، رغم الدعم الهائل من التحالف، بينما تمكنت القوات الجنوبية وبوقت قياسي من تحرير الجنوب من القوى العسكرية للفساد والتحوث والإرهاب، ثم اتجهت لتحرير أغلب محافظات الشمال رغم الدعم المتواضع من التحالف.
  وبالرغم من فشل الشرعية اليمنية في كل الجبهات ضد الحوثيين، إلا أنها لم تكتفي بذلك، بل عمدت إلى توقيف القتال في كل جبهاتها ضد الحوثيين وحرف مسار الحرب جنوبا بهدف احتلال محافظات الجنوب المحررة من خلال التنسيقات الخفية مع الحوثيين من أجل فتح المزيد من الجبهات العسكرية ضد الجنوب وتحريك ورقتي الإرهاب والفساد في الجنوب المحرر لإغراقه في الصراعات الداخلية بهدف إفشال التحالف العربي لصالح المشاريع اللاعربية.
   مما أدى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد/ عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية إلى تبنّي مشروع تحرير الشرعية من الفساد والتحوث والإرهاب كخطوة أساسية لتحرير الشمال من المشروع الحوثي الإيراني والتركي الإخواني والحفاظ على استقرار الجنوب لصالح المشروع العربي الجديد. 
ثانيًا: قراءة في بنية طرفي الاتفاق
وتجاوزًا لحالة التفكك وتعزيزًا لجبهة العاصفة العربية من أجل تحرير الشمال من الاحتلال الحوثي الإيراني والحفاظ على استقرار الجنوب من عبث قوى الفساد والإرهاب الإخوانية دعت المملكة العربية السعودية إلى حوار تاريخي بين حكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقامت برعايته والإشراف على تنفيذه  بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وملك المملكة العربية السعودية وولي عهده محمد بن سلمان وبمساندة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة خليفة بن زايد رئيس الدولة وولي عهده محمد بن زايد.
   وتكمن أهمية الحوار في كونه ثمرة من ثمار العاصفة العربية ضد المشروع الحوثي الإيراني والتركي الإخواني، إذ يعد نجاحه نجاحا للمشروع العربي ذاته، بينما فشله سيمكّن المشروع الإيراني التركي من الهيمنة على مصالح اليمن والجنوب والتحالف خاصة والمصالح الدولية في المنطقة بشكل عام.
   وضمانا لإنجاح اتفاق الرياض أدركت المملكة بأن ذلك لن يتم إلا من خلال دراسة بنية كل من الشرعية والانتقالي بهدف وضع الحلول المناسبة، فتوصلت إلى الآتي:
1- الشرعية كيان ملغوم بمشروع الفساد والتحوث والإرهاب، بينما الانتقالي كيان انتصر على القوى العسكرية للفساد والتحوث والإرهاب.
2- الشرعية بدعمها لمشروع الفساد تقف ضد مصلحة الشعبين في اليمن والجنوب من خلال تبنيها لحرب الخدمات واختلاق الأزمات المدارة بمنظومة الفساد المنظم، بينما الانتقالي يقف ضد مشروع الفساد ويعمل على كشفه ومحاربته بهدف توفير الخدمات والقضاء على الأزمات لصالح الشعبين في اليمن والجنوب بالنضال المنظم.
3- الشرعية تشتغل ضد التحالف من خلال دعمها للمشروع الإيراني الحوثي بهدف تمكينه من اليمن والجنوب خدمة لإيران، بينما الانتقالي يقاتل إلى جانب التحالف ضد المشروع الإيراني الحوثي من خلال طرده للحوثيين من الجنوب وملاحقتهم إلى اليمن بهدف حماية المشروع العربي من مخاطر المشروع الإيراني.
4- الشرعية تدعم الإرهاب الإخواني ضد مصالح الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي بهدف الضغط على دول المجلس خدمة لمشاريع العصابات المحلية والإقليمية والعالمية، بينما المجلس الانتقالي يحارب مع الدول الكبرى في مجلس الأمن ضد قوى الإرهاب الإخواني دفاعا عن مصالح دول مجلس الأمن وخدمة للأمن والسلم الدوليين.
5- الشرعية الإخوانية تدثرت بشرعية الرئيس هادي وخانته في كل مرة يثق فيها، بينما قيادات الانتقالي وقفت مع شرعية الرئيس هادي ولم تخذله في أي مرة يثق فيها، فاستنتجت المملكة من كل ذلك بأن توحيد جبهة العاصفة والاتجاه شمالا للانتصار على المشروع الحوثي الإيراني لن يتم إلا إذا تبنى اتفاق الرياض تحقيق غايتين: 
- الأولى: وتتمثل في تحرير الشرعية من الفساد والتحوث والإرهاب.
- الثانية: شرعنة الانتقالي الذي انتصر على القوى العسكرية للفساد والتحوث والإرهاب من أجل منحه الصفة الاعتبارية كي يتمكن رسميا من مشاركة التحالف في تحرير الشرعية من قوى الفساد والتحوث والإرهاب كخطوة ضامنة للانتقال إلى تحرير الشمال والحفاظ على استقرار الجنوب.
    ومما عزز من قناعة السعوديين والإماراتيين التصرفات العقلانية المدروسة للانتقالي التي قدمته كطرف يتمتع في الشعور بالمسؤولية الجنوبية واليمنية والعربية والدولية، منذ اللحظات الأولى للحوار ، إذ كان الانتقالي هو السباق في تلبية الدعوة للحوار والتهدئة وتوقيف الحرب وتجاوز معضلات الحوار والتوقيع على المسودة من طرف واحد، ثم التوقيع الرسمي عليها ، بينما حكومة الشرعية اليمنية  كانت رافضة للحوار ومهددة له ومتماطلة في التوقيع عليه إلا بعد جهود مضنية من قبل التحالف، وكل ذلك بهدف إفشال اتفاق الرياض خدمة للمشروع الإرهابي الذي تقوده إيران والإخوان عبر الأجندة الإصلاحوثية المعادية للجنوب واليمن والتحالف والمصالح الدولية.
     
ثالثاً: قراءة في تطبيق الاتفاقية
   منذ لحظة التوقيع على اتفاق الرياض في 5/نوفمبر / 2019 م  اتجهت كل الأنظار في الداخل والخارج إلى جبهة العاصفة العربية وما ستشهده من انتصارات على الحوثيين بفعل المقاربة بين الانتقالي والشرعية بإشراف المملكة ومساندة الإمارات، فاستبشر الكل خيرا حين أعلن الانتقالي تنفيذ الاتفاق ولو من طرف واحد وهو ما حصل بالفعل حين رحب بعودة حكومة معين المؤقتة لتحقيق أهداف إنسانية خدماتية صرفة لمدة ثلاثين يوما مع تأمين كامل لها ولكل المناطق المحررة وتعزيز جبهات القتال ضد الحوثيين والاستمرار في محاربة الفساد والإرهاب ، وهو ما يقوم به فعليا على الأرض . 
    إلا أن العالم صدم منذ اللحظات الأولى من التصرفات غير المسؤولة من قبل حكومة الشرعية اليمنية التي لم تلتزم ببنود الاتفاقية بل اتجهت للعبث فيها بهدف تمييعها وصولا إلى إفشالها بالكامل من خلال ممارستها للكثير من الانتهاكات أبرزها الآتي : 
أ‌- تعطيل مهمة حكومة معين ومحاولة حرف مسارها من حكومة تصريف أعمال مؤقتة إلى حكومة أمر واقع. 
ب‌- توجيه خلايا الفساد والتحوث والإرهاب المقنعة بالشرعية في عدن لاغتيال القيادات الٲمنية والعسكرية والمدنية الجنوبية بدلا من التوجيه إلى استتباب الٲمن في محافظات الجنوب المحرر ولاسيما العاصمة عدن.
ت‌- تسليم ألوية عسكرية بكامل معداتها وعتادها للحوثيين بدلا من الانضمام بحسب اتفاق الرياض إلى قوات التحالف والانتقالي لمقاتلة المشروع الحوثي الإيراني.
ث‌- تحريك عدة ألوية إرهابية من مأرب باتجاه شبوة وأبين بهدف الهيمنة على العاصمة عدن بدلا من الاستعداد لإخراج ألوية الشرعية الملغومة بالفساد والتحوث والإرهاب من الجنوب إلى جبهات المواجهة ضد القوات الحوثية.
ج‌- تكثيف التنسيقات الخفية بين الأطراف المهيمنة على الشرعية والحوثيين بدلا من تعزيز العلاقة مع التحالف والانتقالي.
ح‌- التنسيقات الخفية والعلنية بين الإصلاح المهيمن على الشرعية وحركة الإخوان التركية لاستحداث معسكرات موالية للإخوان في تعز بدلا من تفعيل المعسكرات اليمنية والحفاظ على قياداتها التي أثبتت نجاحها في تعز ضد الحوثيين، فبدلا من تكريمهم تم مكافأتهم بالاغتيالات كما حدث للقائد اليمني العميد الركن عدنان الحمادي وغيرها الكثير من المخالفات للشرعية في كل بنود الاتفاقية. 
الخلاصة: 
1- عندما أدركت قوى الفساد والتحوث والإرهاب المتدثرة بشرعية الرئيس هادي بأنها قد أصبحت محاصرة في اتفاق الرياض ولم يكن أمامها إلا خياران:
ٲ ـ إما أن تقبل بالتنفيذ الكلي للاتفاق وتغادر المسرح السياسي للشرعية.
ب ـ أو أن ترفض الاتفاق وتضع نفسها في مواجهة مباشرة مع الإرادة الدولية والتحالف العربي والرئيس هادي والمجلس الانتقالي والشعب الجنوبي الثائر والقوى الوطنية في الشمال، ولاسيما بعد أن أصبحت كل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها تلك القوى الظلامية المقنعة بالشرعية قبل وأثناء وبعد اتفاق الرياض قد أصبحت موثقة بالحجة والدليل، فقررت أن تبحث عن آلية تتيح لها تعطيل الاتفاقية وتجنبها الاصطدام مع التحالف. 
2- وتحقيقيا لتلك الآلية لجاءت إلى مرجعياتها الإقليمية في إيران وتركيا بهدف إنقاذها كخطوة أساسية لإنقاذ المشروع الإيراني الإخواني في المنطقة العربية برمتها. 
3- الأمر الذي دفع تلك المرجعيات الإقليمية الإرهابية في تركيا وإيران وغيرهما إلى إرباك المشهد السياسي في الجنوب عبر أجندتهما الإصلاحوثية، من خلال اختلاق إشكاليات جديدة لإشغال الإرادة الدولية والتحالف والرئيس هادي وقيادة الانتقالي والشعب الجنوبي الثائر بهدف صرفهم عن تحرير الشرعية من قوى الفساد والتحوث والإرهاب، كخطوة ضامنة لتحرير الشمال واستقرار الجنوب ظنا منهم بأن ذلك سيؤدي إلى حرف المسار التنفيذي لاتفاق الرياض وعرقلته بهدف القضاء عليه كليا.
4- إلا أن الأمر الذي لم تدركه قوى الإرهاب الإقليمية يكمن في استيعاب الإرادة الدولية والتحالف والرئيس هادي والانتقالي والشعب الجنوبي الثائر بأن الشرعية الملغومة لن تعود هذه المرة إلى الجنوب لوحدها فيما إذا تهاون الكل في مقاومتها، بل ستعود مع مرجعياتها الإيرانية والقطرية والتركية بهدف تدمير الجنوب واليمن والخليج والمصالح الدولية في المنطقة، وهو ما لا يمكن السماح به لا من قبل الإرادة الدولية ولا دول التحالف العربي ولا الرئيس هادي ولا قيادة المجلس الانتقالي ولا الشعب الجنوبي الثائر.
5- إن الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي على قوى التحوث الإيراني والإرهاب الإخواني في جنوب اليمن وشماله، وما تطمح إليه اتفاقية الرياض في الحفاظ على استقرار الجنوب وتحرير الشمال كهدفين استراتيجيين على طريق الحل النهائي للأزمة في شمال اليمن وجنوبه، لا قيمة لها إن لم يتم القضاء على الآفة الكبرى المتمثلة بقوى الفساد العميق التي تم كشفها من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وأكدت عليها اتفاقية الرياض في كل بنودها القيمية والآلية والرؤيوية كونها تشكل عائقا كبيرا أمام تطبيق اتفاق الرياض بفعل استمرار هيمنتها على محافظات الجنوب المحرر منذ أن تمكن أشقاؤنا في اليمن من قتل الوحدة واحتلال الجنوب عام 1994م .
6- تلك الآفة الإفسادية تم زراعتها في الجنوب عبر هندسة متقنة بقناع مقنن يجعلها بمثابة اللغم المهدد لمصالح الجنوب والخليج والمنطقة والعالم ولا سيما بعد أن أصبغوها بقدسية وهم الوحدة المقتولة.
7- ولضمان تعطيل الوضع في الجنوب حكموه بنظام فاسد وأداروه استخباراتيا بقوى الفساد العميق ، وخاصة عدن ، ولاسيما الجامعة من أجل الهيمنة على العقل الجنوبي بهدف تعطيل دوره في التصدي لمن قتل الوحدة واحتل الجنوب، وذلك من خلال إخضاع الجامعة ومرافق الدولة في عدن لجهاز استخباراتي خفي ومعقد يعطل من مهمة أي مسؤول في مرافق الدولة ، أو أي  رئيس للجامعة مهما كانت عزيمته كونه جهازا عميقا يصعب تفكيكه إلا من خلال جهاز استخباراتي أكثر قوة وتنظيما، وهي الإشكالية التي نعول  على حلها من قبل دول التحالف العربي من خلال تصفية الفساد من كل مؤسسات الدولة في محافظات الجنوب المحرر ولاسيما العاصة عدن والجامعة ، كخطوة أساسية ضامنة لتطبيق اتفاقية الرياض وضمان استمرارها وتفعيل دورها، تعزيزا لجبهة العاصفة العربية بهدف إنجاح المشروع العربي وهزيمة المشروع الحوثي الإيراني والتركي الإخواني . 
8- بدون اجتثاث الفساد المهيمن على الجنوب المحرر  من المستحيل أن يكتب لاتفاق الرياض النجاح، لهذا نأمل من حلفائنا في التحالف تسوية الملعب السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني في محافظات الجنوب المحرر من خلال إزاحة الصخور الفاسدة من الملعب بهدف الانتقال إلى تحرير الشمال والحفاظ على استقرار الجنوب على طريق الحل النهائي للأزمة اليمنية وحل القضية الجنوبية بما يقرره الجنوبيون أصحاب الفضل الأول بعد الله تعالى والتحالف في تحرير جنوب اليمن وشماله من الاحتلال الحوثي الإيراني الإخواني الذي جعل من الدين غطاء ومن الفساد والإرهاب سلاحا لقتل الجميع في جنوب اليمن وشماله . 
        منسقيات المجلس الانتقالي 
              في جامعة عدن 
              16/12/2019 
ملاحظة: 
     بعد أن تم الاعتذار عن اعتماد الورقة من قبل القائمين على الورشة التي أقامتها جامعة عدن الأسبوع الماضي قررت منسقيات الانتقالي في الجامعة توزيعها على الجهات ذات العلاقة: 
1 ـ نسخة لقائد التحالف في عدن
2 ـ نسخة للرئيس هادي
3 ـ نسخة للرئيس عيدروس الزبيدي
4 ـ نسخة لمكتب السيد مارتن