❍ » لقاء/شايف محمد الحدي
❐ على الرغم من مرور 40 عامًا على حرب 1979م بين الشمال والجنوب، إلَّا أنَّ الكثير من القيادات العسكريَّة الجنوبيَّة التي شاركت في تلك الحرب، لازالت تحتفظ بذكريات الانتصارات التي حققها أبطال القوَّات المُسَلَّحَة الجنُوبيَّة.
العميد ركن ـ علي محمد علي العود، أدلى بشهادة حَيَّة عن تلك الحرب لصحيفة «الأيام» رَوَى ذكرياته كقائد لسرية المدفعية عيار 130 ملم المُسمّاة (نشوان) الملحقة باللواء 14 مشاة بحرب 1979م، والتي كانت تتبع إدارة سلاح المدفعيَّة والصواريخ عدن فيقول: "سرية سلاح المدفعيَّة عيار 130 ملم الملحقة في اللواء 14 مشاة كانت تتبع إدارة سلاح المدفعيَّة والصواريخ عدن، أما كتيبة المدفعية في اللواء 14 مشاة كان يقودها ملازم أول ـ أحمد علي حسين الكيلة، حيث لعب سلاح المدفعيَّة دورًا محوريًا بحرب 1979م في عملية تقدم القوَّات المُسَلَّحَة الجنُوبيَّة في عمق المناطق الشماليَّة، وكانت تملك الوسائل التدميرية المعدة لدعم أعمال القتال، وقامت قوَّاتنا المُسَلَّحة بعمليات هجومية بالتزامن مع التمهيد الناري، وكانت لنا غرفة العمليات في الربط بين سلاح المدفعية وقادة المجموعات على الأرض في سياق خطة عسكرية منظمة ومن محوري مُرَيس ـ دمت وحمك ـ إب.
وأضاف في تلك الحرب كنت قائد سرية المدفعية عيار 130 ملم، وكان يُسميها الأهالي في الضالع والجنوب مدافع نشوان المرعبة وأقصى مدى لقذيفة هذا المدفع 28 كيلومتراً، وهي أكثر قطعة مدفعية تطوراً لدى الجيوش آنذاك، وكان موقعنا في بداية الحرب في معسكر الجرباء وكلما تقدمت قوَّاتنا المُسَلَّحَة الجنُوبيَّة في عمق المناطق الشماليَّة تقدم سلاح المدفعيَّة إلى مواقع جديدة.
❍ سلاح المدفعية:
وأشار إلى أن "أهميَّة سلاح المدفعيَّة في تلك الحرب كان يكمن في دعم المعارك وتوفير التغطية النيرانية الكثيفة والغزيرة للمشاة والمدرعات لقوَّاتنا الجنوبيَّة أثناء عمليات التقدم وأيضاً تدمير نقاط مراقبة العدوّ، وكان لدينا خطة أكبر تمهيد نيراني لاجتياز مناطق العمق الشمالي وكنا مدربين على أعلى مستوى وأصبحنا محترفين في سلاح المدفعيَّة، حيثُ ساهم سلاح المدفعيَّة بشكل كبير في ضرب الأهداف والتجمعات العسكريَّة وعملية التمشيط، مما سهل للجيش الجنوبيّ عملية التوغل في الأراضي الشمالية بعمق عشرات الكيلو مترات ومن محوري: مُرَيس ـ دمت وحمك ـ إب وصولاً إلى مشارف مدينتي ذمار وإب".
وأكّد في سياق حديثه لـ«الأيام» أن هذه الحرب أظهرت تطوراً ملحوظاً في العقيدة العسكريَّة الجنوبيَّة والنظريات والإستراتيجيَّات القتاليَّة في الحرب الحديثة.
وقال في نهاية روايته عن حرب 1979م: "إنَّ تلك الحرب سارت بطريقة عسكرية حديثة ومنظمة في جميع الجوانب الاستراتيجيَّة والتكتيكية للحرب وأظهرت قدرات الجيش وشرف العسكريَّة الجنوبيَّة بقيادة وزير الدفاع العميد ـ علي أحمد ناصر عنتر، في هزيمة وطرد الآلاف من جنود وقبائل الجيش الشمالي آنذاك، ولا ننسى دور عناصر الجبهة الوطنية في تلك الحرب وقوَّات المليشيا الشعبيَّة الجنوبيَّة بقيادة المناضل الوطني قائد صالح حسين الشنفرة ومأمور مديرية الضالع القائد البطل قائد مثنى عمر، وطلاب الدفعة السابعة في الكليّة العسكرية عدن، الذين شاركوا في المعارك بقيادة الرائد قاسم يحيى قاسم، قائد الكليّة العسكريَّة، ولا بدّ من الإشادة أيضاً بغرفة العمليات العسكرية بقيادة النقيب حسين صالح البُري اليافعي، أركان اللواء 14 مشاة وكذلك بالدور البطولي والقتالي الذي قام به وزير الداخلية العميد صالح مصلح قاسم، والدور الذي لعبته قيادة اللواء 14 مشاة ممثلة بالبطل الصنديد والشجاع صاحب الكاريزما القوية الرائد سعيد سالم سعيد العريف، ابن شبوة الرجولة والبطولة والقائد الشجاع أحمد علي الكيلة والقائد الصارم فيصل رجب، قائد كتيبة 23 مشاة باللواء 14، والبطل الشجاع الرائد عوض عبدالله مشبح، قائد اللواء 25 ميكا، وهم من أبناء أبين الخير والعطاء، والقائد الكبير علي مسعد الدُّبا، قائد كتيبة الدبابات تي 34 باللواء 14 مشاة، وقائد كتيبة الدبابات T55 القائد الصنديد ملازم أول عبده صالح مثنى الشعيبي، الذي تم إرسال كتيبته من سلاح الدروع في عدن لتعزيز جبهات القتال في قعطبة، وأرجو المعذرة ممن لم تسعفني الذاكرة لذكرهم ممن كانوا مشاركين في تلك الحرب".