• المساحة الملوثة تقريبا تصل إلى أكثر من 50 كم تمتد من باب غلق وحتى قرية قروض المشاريخ وتركيزنا الآن على الأماكن القريبة من السكان والمناطق الحيوية
• المليشيات الحوثية تفننت بصنع عبوات ناسفة مموهة على شكل أحجار مستعينين بخبرات إيرانية
• نحمد الله أنه لم نعد نسمع عن أي حادث في المنطقة التي يعمل بها الفريق
• المليشيات الحوثية قامت بزراعة الألغام عشوائيا.. وجميعها زرعت بمناطق مدنية (قرى وطرق ومزارع)
• لا يوجد في العالم كله جهاز يحدد أن هذا لغم مدفون وهنا نستفيد من خبراتنا المتراكمة بمعرفة الأماكن التي يحتمل أن تزرع فيها وكذلك مساعدة المواطنين
• على الإخوة المواطنين الحذر والانتباه وأن لا يتم العبث أو التعامل مع أي أجسام غريبة أو أن يدخلوا مناطق مشبوهة وعليهم إبلاغ الفرق الهندسية فوراً بذلك
• لدينا معدات قديمة وسيارة متهالكة ونتمنى من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أن يعاود دعمه لنا كما كان قبل 2014م
دأبت المليشيات الحوثية على استخدام الأساليب الجبانة والمشينة في حربها على الجنوب، ومن هذه الوسائل والأساليب هي زراعة الألغام، التي قامت بزراعتها في المناطق المدنية والطرقات والمزارع والمدارس والعبّارات؛ لتستهدف كل أشكال الحياة، في صورة تبرز ملامح هذا العدو القبيح الذي لا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة، حتى البهائم لم تسلم من شرهم!
وهكذا فقد انبرى أفراد الفرق الهندسية الجنوبية لتطهير هذه الأرض الملوثة بالألغام، واضعين أكفهم على أيديهم في هذه المهمة الخطرة، لتعود الحياة إلى طبيعتها، ويعود المزارع إلى مزرعته، والطالب إلى مدرسته، والرجل إلى مرفق عمله، ويسلكون دروبهم في أمن وأمان..
"صوت المقاومة الجنوبية" أجرت حواراً مع قائد فريق البرنامج الوطني لنزع الألغام العقيد/ سيف محيي الدين حول هذا الموضوع؛ فإلى تفاصيل الحوار:
• من هو العقيد سيف محيي الدين؟
- العقيد سيف محيي الدين، قائد فريق نزع ألغام، يتبع البرنامج الوطني لنزع الألغام، يعمل بهذا المجال منذ عام 1999م حتى يومنا هذا، وقد عملت في أغلب المناطق والمحافظات الملوثة بالألغام مع فريقي.
• عقيد سيف، صف لنا المهام والدور الذي تقوم به أنت وفريقك؟
- الدور الذي نقوم به كفريق نزع ألغام، دور كبير وفعال، يتمثل بنزع الألغام والعبوات من المناطق الملوثة والمحددة لنا (من أطراف قرية باجة الدوحجة حتى منطقة الحرة قروض في أقصى الشمال الغربي لمنطقة حجر) وهذا عمل إنساني ووطني قبل أن يكون مجال عمل.
• كم تقدر المساحات الملوثة بالألغام في شمال حجر وغرب قعطبة؟
- المساحة الملوثة تقريبا قد تصل إلى 50 كيلو مترًا مربعًا أو أكثر، تمتد من باب غلق وشخب الأرياف الغربية لمدينة قعطبة شرقاً، وحتى قرية قروض المشاريخ شمال غرب حجر.
• صف لنا أنواع الألغام وغيرها من المتفجرات التي قامت بزرعها المليشيات الحوثية؟
- أنواع الألغام التي زُرعت: ألغام مضادة للدبابات أو الآليات، وهي صناعة إيرانية أو محلية بخبرات إيرانية، وألغام مضادة للأفراد بلاستيكية، وهي أيضا صناعة محلية، وكذلك عبوات ناسفة مموهة على شكل أحجار تعمل بعدة طرق: منها دواسة تدفن تحت التراب بمجرد دعسها يتم إيصال الطاقة إلى العبوة لتنفجر، وطريقة ربطها بحبل تعثر وهو عبارة عن سلك صغير لا يُرى بسهولة، وبمجرد تحريك هذا الحبل ينطلق مسمار الأمان لينفجر الصاعق وتنفجر العبوة، وقد تم تزويد هذه العبوات بمسامير وشظايا مختلفة لتزيد من الإصابات. وهناك ما هو أخطر من ذلك، وهي العبوات التي تعمل بواسطة العدسة أو حساس، ويقوم بإطلاق شعاع لمسافة محددة لا يُرى هذا الشعاع، وبمجرد ملامسة الشعاع بجسم ما سرعان ما تنفجر العبوة، إلى جانب طرق كثيرة للتفجير السلكي واللا سلكي وغيرها كثير.
• من خلال قيامك بهذا العمل، الأماكن التي وضعت فيها المليشيات الحوثية الألغام هل تعتبر عسكرية أم مدنية؟
- الجميع يعلم أن المعارك دارت وتدور في مناطق مدنية وقرى سكنية ومزارع ولا توجد عندنا مناطق عسكرية، لذا كل الألغام زرعت بمناطق مدنية وقرى وطرق ومزارع كلها تعتبر مناطق مدنية.
• وصلتنا معلومات أن المليشيات الحوثية زرعت الألغام حتى في آبار المياه، هل هذا صحيح؟ وما الهدف من ذلك؟
- نحن وجدنا ألغامًا بالقرب من إحدى الآبار في منطقة ”قليعة“ بالمشاريح شمال غربي حجر، حيث وضعت في طريق للسيارات قرب البئر، لكن حتى الآن لم نصادف بئرًا ملغومة، ويحتمل أن تكون فرق أخرى عثرت على ذلك.
• نسمع بين الحين والآخر عن سقوط ضحايا مدنيين جراء هذه الألغام، هل المواطنون عادوا إلى هذه المناطق رغم الخطر الذي يحدق بهم؟
- سقوط ضحايا نتيجة هذه الألغام هذا أمر وارد للأسف؛ لأن المليشيات الحوثية قامت بزراعة هذه الألغام بدون خرائط، كذلك الزرع العشوائي، وحركة المواطنين في هذه الأماكن الملغومة يعرضهم للخطر، وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل فرق النزع إلا أن هذه الأخطار ستظل قائمة لفترة غير قليلة.. ونسأل الله السلامة لجميع المواطنين.
• بماذا تنصح الأهالي والساكنين في المناطق الملوثة بالألغام؟
- أنصح الإخوة المواطنين في القرى الملوثة بالألغام الحذر والانتباه، فلا يجب أن يدخلوا مناطق مشبوهة أو زرعت بالألغام حتى يتم تطهيرها، كما أحب أن أنصح الإخوة المواطنين بأن لا يتم العبث أو التعامل مع أي أجسام غريبة أو ألغام، وعليهم إبلاغنا بذلك ونحن متواجدون في أي وقت، وسنقوم بواجبنا الوطني والإنساني.
أيضا أحذر البعض ممن يعثر على ألغام ويقوم برفعها وليس لديه خبرة كافية، وهناك ألغام مفخخة بمجرد رفعها تنفجر، لذلك أي شخص يرى جسمًا متفجرًا فليحذر من التعامل معه وعليه إبلاغ الفرق الهندسية، كما أحب أن أنوه أن هناك من المواطنين ممن يعثر على ألغام أو أجسام متفجرة فيقوم بأخذها معه إلى منزله، وهذا يشكل خطورة كبيرة عليه وعلى أسرته، لذلك يجب تسليمها للجهات الأمنية أو لفريق نزع الألغام، وعليه نحب عبر صحيفتكم أن نعرض هذ الرقم للمواطنين للتبليغ عن وجود ألغام أو أي أجسام متفجرة 774764709.
• كم عدد الفرق التي تعمل حاليا في المناطق الملوثة بالألغام؟
- عدد الفرق العاملة حالياً في المناطق الملوثة شمال الضالع هي أربع فرق: ثلاث منها تابعة للبرنامج الوطني، وفريق يتبع ”مسام“ المدعوم من مركز الملك سلمان. وقد تم تقسيم المناطق والقرى كالآتي: فريقان لمناطق (شخب وباب غلق والقفلة و الزبيريات والفاخر)، وفريق (للريبي وعويش)، وفريقنا يغطي مناطق (الدَّوحَجة وباجة والجب والمالح والحذأة- الغشة والمساويد- الطعنة ووادي المشاريح-بتار وقليعة- قروض-الحرة).
• كم تحتاج المناطق الملغومة من وقت حتى يتم تصفيتها في ظل وضعكم الحالي؟
- التطهير وتحديد الوقت هناك معايير عالمية للتطهير بمعنى ”تصفية لكل سنتيمتر من كل الألغام والشظايا والعبوات“، ولو حسبناها بحساب المعيار الدولي قد تحتاج أربع إلى خمس فرق تطهير بقوام سبعين فردًا، ومدة لا تقل عن ست سنوات وأكثر، ولو أنه يعتبر مبالغ به لكنّ هذا معيار عالمي، لكن نحن نعمل الآن بطريقة عمل الطوارئ، حيث نجد ألغامًا أو نشك بالمنطقة أو طرقًا مشبوهة نقوم بمسحها وتطهيرها، بحيث أننا نعمل على نزع أكبر عدد من الألغام ولا يتبقى إلا الشيء البسيط هنا أو هناك في مراعي أو شعاب بعيدة، لذلك تركيزنا الآن أولاً على الأماكن القريبة من السكان والمناطق الحيوية، وقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة، ونحمد الله أنه لم نعد نسمع عن أي حادث في المنطقة التي يعمل بها الفريق رغم توقعنا أي شيء يحدث، لكن نسأل الله السلامة للجميع.
• ما الآلية التي تتبعونها في كشف الألغام في ظل عدم وجود خرائط؟
- هناك عدة طرق كآلية متبعة لكشف الألغام: أولا الكاشف المعدني، وثانيا النظر إلى الأماكن المشبوهة لكشف العبوات، وهنا نستفيد من خبراتنا المتراكمة بمعرفة الأماكن التي يحتمل أن تزرع فيها، وكذلك الاستفادة من معلومات المواطنين، وظهور بعض الألغام والحوادث السابقة وغيرها...
• هل تواصلتم مع أي منظمات أو جهات لمساعدتكم في هذا الجانب؟
- نحن نتبع البرنامج الوطني لنزع الألغام المدعوم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وكان مدعومًا بشكل جيد حتى 2014، بعد ذلك تم تقليص الدعم ولم يتبقَ إلا القليل، لا سيارات ولا قطع غيار ولا تأمين صحي ولا أجهزة حديثة ولا بدلات؛ لذلك احتفظنا بما معنا من معدات قديمة ونعمل بها، وقد ساعدتنا في القيام بواجبنا، وقد نزعنا مئات الألغام والعبوات حتى الآن ولازلنا مستمرون بالعمل.
• سمعنا ان مؤسسة ”مسام“ قامت قبل أيام بإرسال فريق لمساعدتكم في نزع الألغام، هل هذا صحيح؟ وهل هناك من مهام خاصة بهذا الفريق؟
- شركة مسام السعودية أرسلت فريقًا إلى جبهة الفاخر، وهم زملاؤنا كانوا معنا في البرنامج، يقومون بعملهم على أكمل وجه، وقد تم تزويدهم بأجهزة ممتازة ووسائل نقل جديدة ودعم بالوقود والتغذية وكل ما يلزم، ويعملون كما نعمل، ليس هناك ما يميزهم، ولا يوجد في العالم كله جهاز يحدد أن هذا لغم مدفون، كل الأجهزة تصدر إشارة أو تنبيه للعنصر المعدني فقط، لذلك نتمنى لهم كل الخير، ونحن أيضا تلقينا دعمًا ولو أنه بسيط من الأخ القائد هاني الطبشي، حيث تابع لنا ووفّر كثيرًا من الأمور، وأيضاً الأخ العميد هادي العولقي قدم لنا مساعدة، وأمورنا طيبة ولا شيء يستحق، نحن نعمل بوطنيتنا مع كل الخيرين وواجبنا إنساني، وهناك وعود لنا بدعمنا بسيارة جديد من البرنامج لأن السيارة التي بحوزتنا أصبحت متهالكة.
• نرى أنكم تبذلون جهودًا منذ أن تم دحر المليشيات الحوثية من مناطق واسعة شمال حجر وغرب قعطبة، ماهي إنجازاتكم؟ وما الصعوبات والعراقيل التي واجهتكم وتواجهكم؟
- نحن نبذل جهودًا جبارة في نزع الألغام والعبوات وتجنيب الناس من خطرها، وقد أنجزنا الكثير، حيث تم العمل في فتح الطرق والمدارس والبيوت والمزارع والآبار والقرى ومحطات الوقود، ونزعنا المئات من الألغام والعبوات، وما يشعر المرء بالاعتزاز وأنه حصل على مكافأة كبيرة هو رؤية المواطنين وهم يزاولون أعمالهم في مزارعهم في المناطق التي كانت ملوثة بالألغام والتي تم تطهيرها، وأيضاً رؤية الطلاب يدرسون في مدارسهم، وقد تم فحص الطرق المؤدية للآبار الارتوازية وأصبحت كل الآبار تعمل بشكل طبيعي والطرق إليها مؤمّنة، ونحن نشعر بارتياح وقد قطعنا شوطًا كبيرًا، وسنواصل حتى نصل إلى مرحلة نكون راضين عنها بحكم خبرتنا في هذا المجال.
أما الصعوبات فهي كثيرة، وأهمها عدم وجود الخرائط والزرع العشوائي ووجود ألغام في أماكن القمامة أو مخلفات القرى من المعادن والعلب وغيره، بحيث يصبح عمل الأجهزة غير مجدٍ بوجود الشظايا.. وكثير من الصعوبات التي لا يسع المقام لشرحها، لكن هذه الصعوبات لن تكون عائقًا أمامنا، فلدينا من التصميم والعزيمة والخبرات ما يجعل الصعب سهلاً بعون الله.
• رسالة تريد أن توجهها عبر الصحيفة؟
- رسالتي الأخيرة أحب أن أوجهها للمواطنين بتوخي الحذر من الأماكن الملغومة، وعليهم إبلاغنا فورًا عند مشاهدتكم لأي جسم غريب.. كذلك أقول للجميع: ثقوا أننا في هذا الفريق نعمل بكل ما أوتينا من جهد لتخليصكم من الألغام، وثقوا أنه مهما كانت الصعوبات وشحة الإمكانات فلن تعيقنا عن إنجاز مهمتنا.
وأطلب من الجميع أيضاً أن يتم تبليغنا عن أي مكان مشكوك لم يدخله الفريق حتى الآن كي نعمل على تطهيره، وبتعاونكم سننجح ولن تهزمنا الألغام والعبوات، فالخير دائما فوق الشر ويعلو عليه.. كما أحب أن أشكر أخي الإعلامي المتحدث الرسمي باسم محور الضالع العسكري الأخ المتألق دوما/ فؤاد جباري، هذا الإعلامي المناضل المتواجد في الجبهات وميادين الشرف، تحية إجلال له ولصحيفتكم الغراء "صوت المقاومة الجنوبية" ودمتم ودام الوطن في عز وخير، ومن نصر إلى نصر.