كتب/ #صلاح_الحيدري
وأسأل نفسي قائلا:
هل بقي للوطن شيئا بعدك ..?
وكل مرة ياتيني جواب نفسي نافيا وقاطعا, وجازما ان لا شيء تبقى سوى جرح وطن مفتوح
ورماد ثورة احرقها رحيلك القاسي .
وذكراك وذكرياتك التي نعيشها ببؤس كل لحظة وكل يوم وعام ...
تمر علينا ذكراك الثانية ونحن لم نفق بعد من صدمتنا المأهولة ولم نستوعب بعد غيابك عنا ..
تمر علينا ذكراك الثانية ونحن لا زلنا على أعتاب وطن جريح ما يزال يبكي خسارتك كل لحظة ..
وكيف لا يبكيك وقد كنت بثوريتك جيفارا, وبنضالك غاندي, وبعروبتك عبدالناصر , وبحريتك مانديلا , وبكفاحك وجهادك عمر المختار ,
كيف ننساك وكل شهيد يغادرنا يذكرنا بك
كيف ننساك وكل رحيل مر يذكرنا برحيلك الأمر والأوجع من بين كل رحيل ..
كيف ننساك وكل الاقتحامات لمواقع الأعداء تشير اليك, يا خير من سكنته الشجاعة حيا , ويا خير من سكن واعتلئ صرح الشهادة ملكا شهيدا ,
كيف ننساك يا فخر الشهادة, يا وساما على صدرها ويا تاجا على رأسها ..
كيف ننساك وكل إنتصار يقودنا إلى أسمك
وكل عمل بطولي يدلنا عليك .. وكل اقتحام وكل تحرير وكل نصر يذكرنا بك ..
وليست الشجاعة والإقدام ما لا ننساها من صفاتك يا شهيدنا ,
أيضا جلساتك التي لا يمل منها
وايضا ضحكاتك الصاخبة التي تملا المكان فرحا
وكذا حديثك الذي يملأنا أمانا وحياة,
خفة دمك, بساطة روحك, تواضعك الكبير ..
جحاف حتى اللحظة لم تفق بعد من صدمة رحيلك
ألمها الطاغي , جرحها الغائر , حزنها الباذخ والمفرط عليك ,,
جبل حديد ما زال حتى اللحظة يبكيك
كل ميادينك ومواقعك التي صلت وحلت بها تحن إليك وتبكيك يا أبا محسن وتشتاقك شوق بصر يعقوب لرائحة قميص يوسف ,,
ماذا فعلت حتى جذبت إليك كل القلوب وسرقت محبة كل اولئك البشر ,,
ماذا فعلت حتى جعلت كل من يلتقي بك ولو لمرة واحدة محال عليه أن ينسى تفاصيلك
سيدي القائد أقسم بتراب عدن المقدس والذي لم يذق طعم القداسة الا حين امتزج بدمك الطاهر, أنني لم استوعب فاجعة خسارتك وقيامة رحيلك المبكر عنا حتى اللحظة, يا أطيب وأشجع وأنبل وأكرم من عرفت ..
وكيف على من عاشروك وألفوك مثلي أن يؤمنوا بهكذا فاجعة, او يصدقوا هكذا واقعة ..!
كيف لهم أن يناموا ليلا ليصحوا على صاعقة ذهابك الأبدي إلى موطن اللاعودة والرحيل الأبدي ,
كيف لهم أن يؤمنوا انهم قد خسروك للأبد وأنك قد رحلت عنا يا أم الخسارات ويا والد كل رحيل ..
كيف لهم أن يستوعبوا أنه وفي لحظة ما او حتى في عمرا ما قد رحل وطن وانطفئت ثورة واستشهدت قضية .. ماذا عساي ان أكتب وقد استشهدت باستشهادك كل الكلمات ,, وماتت بموتك كل الأفكار , كيف اكتب عنك يا أشجع الناس وأشرف الناس واكرم الناس وقد تهاوت برحيلك أفكار العقل وتجمد حبر الذاكرة ..
ولكنك رغم الرحيل الكبير والقاسي لا تزال بيننا حاضرا أيها الشهيد, لا تزال روحك الطاهرة تحلق كل ليلة في أفق سمائنا الجنوبية راسمة حدود الوطن وحارسة اجواءه وترابه الطاهر ,,
لا تزال بيننا بشجاعتك بإبائك بغيرتك بحماستك بوطنيتك , بكل صفات القائد الذي لم ولن يعوض أبدا ..
سلام الله على روحك ورحمة ربي تغشااااك ..