في أول حوار صحفي له، المتحدث الرسمي لمحور الضالع المعين حديثا من قيادة المحور النقيب/ فؤاد جباري، يتحدث بالتفصيل عن آخر المستجدات في جبهة الانتصارات شمال الضالع، وعن معركة تحرير الفاخر وحجر، وعن وضع القوات الجنوبية التي توغلت باتجاه إب، في تقدم جديد ضمن عملية (قطع النفس) العسكرية التي تهدف إلى تحقيق تقدم في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
النقيب الجباري كشف تفاصيل كثيرة عن جبهات الصمود والانتصارات في شمال الضالع تجدونها في سطور الحوار التالي:
حاوره: رئيس التحرير
1- هل بالإمكان أن تعطي القارئ نبذة عن النقيب "فؤاد جباري" المتحدث الرسمي الجديد لمحور الضالع؟
أولاً أشكر صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية"، الصحيفة التي رافقت المقاوم منذ بداية الثورة ولازالت ترافقه الآن في مترسه شمال الضالع، وشكرا أيضاً لمدير تحريرها المتألق علي محمود الهدياني الذي جعل هذه الصحيفة تحتل الصدارة بين الصحف.
بالنسبة لفؤاد جباري فهو مواطن جنوبي وشاب ممن أطلق عليهم رئيس الاحتلال عفاش آنذاك ”جيل الوحدة“ وهو الجيل الذي حورب وهمش ومورس ضده كل أنواع السياسات التجهيلية والقمعية وغيرها من قبل عصابة ما تسمى بالوحدة، وهو الأمر الذي دفع بي وبغيري من شباب الجنوب إلى أن نثور ضده.
من قرية ”الخْورة“ منطقة ”حجر“ محافظة الضالع، من مواليد سنة 1986، أب لستة أولاد، أعمل كمراسل لإذاعة "هنا عدن FM" وصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية". درست الابتدائية في مدرسة الشهيد علي صالح قاسم "خورة حجر" والثانوية في مدرسة الشهيد أبو عشيم "الحمزة" بمدينة الضالع، والتحقت بجامعة عدن كلية التربية الضالع قسم لغة إنجليزية في العام 2007، وحصلت على درجة البكالوريوس في سنة 2012م، وقد أوقفت القيد سنة لأسباب مادية حتى أنني في السنة التي توقفت بها حاولت أن أجمع قيمة دراجة نارية لأعمل عليها كي أستطيع مواصلة الدراسة، وفعلاً تحقق ذلك.
واصلت الماجستير في الصحافة والإعلام بكلية الآداب جامعة عدن وحصلت على التمهيدي بتقدير ممتاز، وكنت بصدد كتابة الرسالة بعد المصادقة على العنوان لولا أحداث الحرب الجارية الآن التي أخذت من وقتنا، لكن سنواصلها بعون الله حال هدأ الوضع.
بالنسبة لنشاطنا، كنت مشاركا في الثورة السلمية بالمظاهرات والاحتجاجات منذ 2007 في عمليات الحشد والتنظيم وغيرها، وحتى شاركنا أيضا في عدد من الهجمات المسلحة التي كنا ننفذها آنذاك ضد نظام الاحتلال قبل أن ننتقل إلى النشاط الإعلامي الذي وجدنا فيه قصورا كبيرا رافق ثورتينا السلمية والمسلحة وحتى الآن وهو ما دفعنا بالتفكير لمواصلة الدراسة في هذا الجانب.
بالنسبة لتغطيتنا لأحداث الحرب الدائرة الآن في شمال الضالع، فقد وجدنا أنفسنا في وسط خط النار وبجهود متواضعة حاولنا بقدر الإمكان نقل حقيقة ما يدور، وهو أقل واجب وطني وأخلاقي وديني نؤديه، وهو لا شيء مقابل تضحيات الأبطال من أبناء قواتنا المسلحة ومعاناة أسر الشهداء والجرحى، وأعتذر للمتابع أن كان قد وجد مني أي تقصير في التغطية، فكلها جهود ذاتية وبإمكانيات بسيطة.
2- صف لنا مسرح العمليات العسكرية في جبهات الضالع وأين تجري المواجهات الآن بالضبط؟
بالنسبة لمسرح المواجهات، فبعد الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية ضد المليشيات الحوثية في معركة 8 أكتوبر، فكلها تجري الآن في الأراضي الشمالية خلف حدودنا الجنوبية التي تم تأمينها تماماً، وتعتبر المناطق التي نحن فيها الآن مناطق تابعة لمحافظة إب قبل التقسيم الإداري الأخير بعد الوحدة، وتجري المواجهات الآن في منطقة الفاخر ومنطقة هِجار (العود السفلى) ومنطقة صُبيرة وكلها مناطق تقع غربي مديرية قعطبة وتعتبر ثلاث جبهات قتالية.
3- المليشيات الحوثية لازالت تدّعي سيطرتها على مدينة الفاخر.. ما ردكم؟
المليشيات الحوثية امتهنت الكذب في كل خطاباتها، حتى أصبح لا يصدقها أحد إلا نفسها!
مدينة الفاخر دخلتها قواتنا في معركة 8 أكتوبر، والحدث موثق بالصوت والصورة، وقد شاهد الجميع ذلك، ولأن المدينة وسوقها تقع في قعر وادي منبسط، قررت قواتنا التمركز في ثلاث جهات في محيط المدينة، وهي: الجهة الجنوبية الشرقة، والشرقية، والشمالية الشرقية، وهي مناطق مرتفعة تسيطر على المدينة، فيما تتمركز المليشيات الحوثية في الجهة الغربية، لذلك فالمدينة بالكامل تقع تحت سيطرتنا النارية المحكمة، وتحاول المليشيات جاهدة إحداث أي تسلل لكن سرعان ما يتم التعامل معها.
4- تستميت المليشيات الحوثية لإعادة سيطرتها على معسكر الجب.. ما هو السر في ذلك؟
السر في استماتة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في استعادة معسكر الجب يعود للموقع الاستراتيجي الهام الذي يحتله المعسكر، حيث أن المعسكر عبارة عن مرتفع صخري يعلو عن محيطه بحوالي 100 متر ومساحته تقدر بحوالي 8 كم، ويطل على منطقة حجر وصُبيرة وحمام النبيجة وعدد من المناطق الأخرى، والقوات التي تتمركز فيه تستطيع السيطرة نارياً على كل تلك المناطق المذكورة، إضافة إلى مقدرتها على استهداف خطوط إمداد المليشيات في حبيل السماعي شمالاً وخط حبيل يحيى غرباً، وهي أهم خطوط إمداد للمليشيات في جبهتي الفاخر وصبيرة، وبالسيطرة عليه فقد تمكنا من تأمين مناطق حجر بالكامل والسيطرة نارياً على صبيرة وحبيل السماعي ومناطق أخرى واسعة شمالاً.
5- هناك حديث متكرر عن سقوط قيادات حوثية كبيرة في جبهة الضالع وكذلك أعداد كبيرة من الأسرى.. هل ذلك صحيح؟
بالنسبة لسقوط قيادات كبيرة من المليشيات الحوثية في جبهات الضالع فهذا مؤكد، وأيضاً قيادات عسكرية من الصف الأول، وهذا حسب اعتراف المليشيات الحوثية نفسها، وقد كان آخر هذه القيادات المدعو "محمد مصطفى أبو بكر المحضار" والمكنى بالـ ”الكرّار“، وقد لقي مصرعه على يد القوات المسلحة الجنوبية في إحدى مواجهات معسكر الجب، والذي كان بمثابة قائد جبهات باجة والجب وبتار، وقد نعتت المليشيات مصرعه على موقع وزارة الداخلية التابعة لها، وتم تشييعه وسط صنعاء بحضور قيادات سياسية وعسكرية كبيرة من هذه المليشيات منتصف شهر أكتوبر الماضي.
6- ماذا بعد الفاخر؟ هل لديكم نية للتقدم باتجاه إب؟
أعيننا تتجه صوب محافظة إب، ولدينا الخطة الكاملة للتوغل فيها وتطهيرها، لكن نحن الآن نتحرك وفق خطط تتماهى مع الظروف السياسية التي يمر به وطننا والمنطقة، ولهذا القوات المسلحة الجنوبية رهن إشارة القيادة السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى رأسها الرئيس القائد اللواء/ عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة، فأينما يوجهها ستكون.
7- تابعنا في الآونة الأخيرة دعوة وجهها القيادي في الانتقالي "عبدالحميد طالب" للأهالي لدعم الجبهة بالغذاء (الكعك) هل ذلك مؤشر على نقص التموين للمقاتلين؟
بالنسبة للتموين فحكومة الشرعية، كما يعرف الجميع، أمرت بتوقيف كل مخصصات المنطقة الرابعة بما فيها من مرتبات وتغذية وغيرها، ولأن جبهة الضالع تتبع هذه المنطقة فقد شملها القرار وتأثرت به، لكن الجبهة ظلت وستظل متماسكة ولم تتأثر عسكريا على الإطلاق، وقد حققنا الانتصارات الكبيرة والعظيمة في معركة 8 أكتوبر دون مرتبات ودون تموين، وأرسلنا رسالة أن القوات المسلحة الجنوبية قادرة على التحرك وصنع الانتصار بعيدًا عن ما تسمى بالشرعية، وبهذه المناسبة لا ننسى الفضل الكبير لقيادة التحالف العربي ممثل بدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على الدعم اللامحدود الذي قدموه ولازالوا.
8- هناك قصور إعلامي في متابعة أوضاع الجرحى في ظل تردي أوضاعهم سواء في المستشفيات المحلية أو في الخارج.. هل معاناتهم حاضرة ضمن خطط عملكم كمتحدث رسمي لمحور الضالع؟
نعم، هناك قصور إعلامي في تناول أوضاع ومعاناة الجرحى، لا أقول قصورًا متعمدًا ولكن من باب أننا في ظل حرب مع العدو، ولا نريد أن نقدم له مادة إعلامية حتى يستفيد منها؛ لذلك نتابع ونناقش قضايا الجرحى عند الجهات المختصة بعيدًا عن الإعلام، لكن في الحقيقة هناك إهمال كبير للجرحى من الجهات المعنية سواء كانوا في الداخل أو في الخارج، وكما هو معروف أن ما تسمى بحكومة الشرعية هي السبب الأول في معاناة جرحانا خصوصاً من هم في الداخل وبحاجة للسفر إلى الخارج، ولذلك نناشد الأشقاء في التحالف العربي إلى الضغط على هذه الحكومة بسرعة إعادة فتح مكاتب إصدار الجوازات وتسهيل عملية تسفير الجرحى للعلاج في الخارج.
التحالف العربي -مشكوراً- لم يقصر في التكفل بنفقات العلاج للجرحى، لكن ما تسمى بالحكومة الشرعية هي من تقف وراء معاناة جرحانا بدرجة أولى.
9- هناك أنباء عن تعزيزات عسكرية كبيرة تدفع بها المليشيات لإعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في الفاخر.. هل لديكم معلومات عن ذلك؟
نعم؛ المليشيات الحوثية تدفع تعزيزات كبيرة بشكل متواصل، وتتوزع بين تعزيزات بالأسلحة وتعزيزات بشرية لعناصرها، ونحن نتابع كل تحركاتها ولدينا أساليبنا ووسائلنا لمعرفة كل تحرك، وتحاول بهذه التعزيزات استرجاع بعض المواقع التي خسرتها لكن سرعان ما أن تنكسر وتتكبد الخسائر تلو الخسائر في كل مرة، وقد لجأت قبل أيام إلى التسول لشحت المقاتلين كي تعزز بهم جبهاتها المنهارة، وقد فرضت على كل أسرة من أهالي: العود والحشا وجبن، إرسال مقاتل أو التكفل بدفع مبلغ 60 ألف ريال شهرياً للمليشيات كمستحقات مقاتل، وهذه التصرفات تدل - دون شك - أن هذه المليشيات تعيش حالة تخبط وحالة انهيار غير مسبوقة.
ثقتنا بقيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس الزبيدي كبيرة ونحن رهن إشارته
10- كيف تنظرون لاتفاق الرياض كجبهة قتالية مشتعلة؟ هل أنتم متفائلون؟
كقوات مسلحة جنوبية مرابطة في جبهة الضالع، ثقتنا بقيادتنا السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي وبالرئيس عيدروس الزبيدي كبيرة جداً، ونأمل كثيراً من أن هذا الاتفاق لن يكون إلا خطوة من الخطوات السياسية التي ستمكّن شعب الجنوب من نيل حقه السياسي المتمثل في استرداد أرضه واستعادة وإعلان دولته ولو على المدى البعيد.
لدينا خطة إعلامية كبيرة نعمل عليها ومن خلالها سنتمكّن من إبراز الدور البطولي لقواتنا المسلحة بما يتناسب مع حجم الانتصارات التي تسطرها على الأرض
11- بصفتك متحدثٌ باسم محور الضالع تم تعيينك حديثا، هل لديكم رؤية إعلامية تستطيع أن تواكب الانتصارات التي يحققها الأبطال في محور الضالع؟
نعم، هناك خطط وبرامج لدينا نعمل عليها حالياً وبجهودنا الذاتية، وقد بدأنا بإنشاء مركز إعلامي أسميناه ”المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي“ ونعمل به حالياً كنشر تجريبي، وقد حققنا فيه نجاحات، لكن هناك خططاً لأعمال كبيرة مُقدِمين عليها تتمثل في تقديم المواد الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية، والتي منها سنقوم بإبراز دور أبطال قواتنا المسلحة في المعركة، والتصدي للشائعات التي يقوم ببثها العدو، إضافة إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية التي لها علاقة بالحرب، ورصد الانتهاكات الإنسانية التي تقوم بها المليشيات الحوثية وتوصيلها إلى الجهات المعنية داخليا وخارجيا، وسيكون ذلك عبر فتح نوافذ اتصال مع وسائل الإعلام المختلفة المحلية والعربية وحتى العالمية، وكل هذا سيتم بعون الله بعد تدشين إشهار المركز بشكل رسمي قريباً.
12- ماهي الرسائل التي تحب أن تبعثها لكل من: أبطال جبهات الضالع، قيادة الجنوب السياسية، مليشيات الحوثي، دول التحالف العربي؟
• أبطال جبهات الضالع:
أنتم حماة الشعب والوطن ودرعه المتين، وبكم تتحقق هذه الانتصارات، فامضوا كما أنتم، فوالله إنكم نلتم ثقة كل الأحرار في العالم وأبهرتم الجميع بصمودكم وبسالتكم وتضحياتكم وحبكم لوطنكم، فتحية بحجم الجنوب لهاماتكم، ونقبل الأرض التي تطؤها أقدامكم.
• قيادة الجنوب السياسية:
ثقوا أن قواتكم المسلحة الجنوبية، خصوصا المرابطة في جبهة الضالع، لن تخذلكم، وستكون رهن إشارتكم، فقودوا معركتكم السياسية بجدارة، وسنقود نحن المعركة الميدانية بجدارة أيضاً، ولنضع الوطن الجنوبي قبلتنا ونصب أعيننا، فلندافع عليه كلٌ من مكانه.
للحوثيين أقول وأكرر: الضالع عصية ولن تلاقوا فيها إلا الموت ولن تروا منا إلا ما يبكيكم ويدمي قلوبكم
• مليشيات الحوثي:
لقد كتبتم على أنفسكم النهاية عندما فكرتم بفتح باب الويل عليكم بجبهة الضالع، فلقد رأيتم في الضالع والجنوب ما رأيتم من جحيم العذاب وصرب الرؤوس والرقاب، فوالله لن يكون لكم فيها إلا الموت والموت وحده، فلقد عشقنا المتارس حد الثمالة، وأصبح البارود أكسجيننا، ولن تروا منا إلا ما يبكيكم وينكّسكم ويدميكم.
• دول التحالف العربي:
ثقوا أن القوات المسلحة الجنوبية نِعمَ الحليف، والحليف الوحيد الصادق والوفيّ، وهي صمام أمان المنطقة، وهي الصخرة التي تحطم عليها الحلم الإيراني ومشروعه التي تتبناه مليشيات الحوثي، فأوفوا معنا نوفِ معكم، ونحن وأنتم هدف ومصير واحد في سبيل دعم وإنجاح المشروع العربي الكبير الذي تقودوه، وصد وإفشال ومحاربة المشروع الفارسي الذي تقوده إيران في المنطقة عبر أدواتها.
شكرًا لكم على كل الجهود التي تبذلونها وعلى الدعم اللامحدود الذي تقدمونه لنا، وهذا جميل سيبقى دَينًا علينا، وستكون هذه المواقف التي تبدونها مخلدة في تاريخنا سيتحدث بها أجيالنا جيل بعد جيل.
