#ثلاثة_اطراف_يهمها_التوقيع!

#ثلاثة_اطراف_يهمها_التوقيع!

 
كتب //
عبدالقادر القاضي 
أبو نشوان
اليوم يحقق المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلفه كل أبناء الشعب في الجنوب احد أكبر الانتصارات السياسية التي توازي تلك الانتصارات العسكرية التي حققها ومازال يحققها ابطال الجنوب على كل ثغور وجبهات الجنوب ومتوغلين بتلك الانتصارات إلى داخل أراضي الشمال .
استطاع المجلس أن ينتزع حق الاعتراف به وبما يمثله من أهداف تخص الجنوب وقضية شعبه السياسية بعد جولة من الصراعات السياسية والإعلامية والصدام العسكري الذي كان يفتعلها حزب بعينه جنوباً لكنه اليوم لم يعد يملك من ذلك الأمر شيء لان الجنوب شب عن الطوق . 
اتفاق جده اصبح من الضرورات السياسية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وكان من الضرورة بمكان أن يجدوا صيغة سياسية تكسر معادلة الجمود والتصلب والعناد السياسي من جهة حكومة الشرعية التي كان ومازال حزب الإصلاح الاخونجي هو من يسيرها حتى اللحظة على الاقل .
الرياض وابوظبي والمجلس الانتقالي الجنوبي هم اكثر ثلاثة اطراف يهمهم ولادة  اتفاق جده وخروجه إلى النور امام العالم أجمع لأن تلك الثلاثة الأطراف وشعوبهم واقتصاداتهم هي من تدفع ثمن فاتورة هذه الحرب من دماء واموالاً وجهود واغاثات  طوال خمس سنوات من حرب كان يفترض ان تنتهي خلال شهر واحد،، 
الاتفاق بشكله السياسي أعطى الانتقالي الجنوبي نقلة نوعية كبرى من حيث تحقيق اهم هدف سياسي وهو انتزاع أول اعتراف إقليمي ودولي ومحلي به كمجلس وبشكل رسمي وواضح لايمكن التراجع عنه.
وما اتفاق جدة إلا شهادة ميلاد سياسية حقيقية للمجلس الانتقالي وهو بنفس الوقت ( اتفاق جده ) هو من سيزيح عن الرياض وابوظبي اي حرج في التعاطي المباشر مع الانتقالي مثل اي طرف آخر من الفرقاء في اليمن ككل كونه أصبح طرف أصيل ورقم صعب في المعادلة ،،
 
هذا هو الجانب السياسي الذي يهم الأطراف الثلاثة الرياض وابوظبي والانتقالي وهو انتزاع الأعتراف به ،، وقد حصل .
قد ينجح الاتفاق إن توافرت الإرادة وصلحت النوايا لكل من كان يرفض الجنوب وقضيتة ويتعالى ويستكبر عليها او يظن أنه قادر على الانحراف بمسارها عبر كيانات هلامية وأسماء كرتونية هم يصنعونها لتتحدث بأسم الجنوب ،، ذلك عهدا قد انتهى وطويت صفحاته. 
وقد يفشل تنفيذ هذا الاتفاق او جزء من بنوده ويحدث عند التنفيذ تهرب ومغالطات واختلاق إشكاليات خاصة في موضوع توجيه المعركة باتجاه الحوثيين ،، 
كل شيء وارد فكل اتفاقية واي اتفاقية  بين اي فرقاء او خصوم وماتحتويه في بنود وملحقات هي عرضة للنجاح الكلي او النجاح الجزئي وتعثر الجزء الآخر ،، أو أنها تفشل جميع بنودها بمجملها كاتفاقية من حيث تصلب تنفيذها من قبل الطرف الأكثر ضرراً منها حسب اعتقاده .
كل شيء وارد من نجاح او فشل ،، إلا شيء واحد لا يمكن التراجع عنه او الانسحاب منه او إنكاره ،، 
وهو الاعتراف السياسي بالمجلس الانتقالي الجنوبي فلا حرج ولا تحرج سياسي بعد اليوم ستواجهه الرياض او حتى أبوظبي في التعاطي السياسي المباشر مع الانتقالي الجنوبي كطرف أصيل وقوي مفوض بالقضية الجنوبية ولا يحق لأحد أن يتهمهما بانهم يتعاملون مع قوى متمردة لا تعترف بها حكومة الشرعية .
كل ذلك قد تجاوزناه اليوم كجنوب ، 
ولم نعد نخطي خطواتنا في المجهول الذي شتت كل جهود ونضالات شعبنا في الجنوب منذ 2007م ،، بل نحن اليوم في الجنوب شركاء حقيقيون واقوياء على الأرض وعلى طاولات التفاوض نقبل ونرفض ونشترط ،، وننشد السلام دون تفريط بالحق الجنوبي. 
انها مرحلة جديدة تتطلب عقول سياسية ذكية تستقراء المشهد وتستنبط فرضيات 
ماسيكون ،، لتبني عليها ما يحقق السلام في المنطقة ككل إن صلحت النوايا .
.
.
      #الجنوب_ند_وليس_فرع_لأحد