*تقرير..بدموع وبقايا ذكريات حزينة الجنوب يتذكر فارس الشهداءورفاقه الميامين*

*تقرير..بدموع وبقايا ذكريات حزينة الجنوب يتذكر فارس الشهداءورفاقه الميامين*

*تقرير..بدموع وبقايا ذكريات حزينة الجنوب يتذكر فارس الشهداءورفاقه الميامين*
2019-09-27 20:33:26
صوت المقاومة/خاص-رئيس التحرير
 
 في صباح يومٍ أشرقت فيه الشمس كاسفة حزينة، وبدت السماء ملبدة ببقايا حزن عميق، كان الجنوب على موعد مع الدموع والذكريات الأليمة، حين التقى الرفاق يتقاسمون جراحهم ليتذكروا فارس الفرسان وأسد المعارك الشهيد البطل القائد/ منير اليافعي "أبو اليمامة" ورفاق دربه الميامين.
يوم الأحد الماضي لم يكن كسائر الأيام، فقد كان يوم تجدد فيه الحزن وبكت العيون وامتزجت فيه مشاعر الفخر والإكبار بمشاعر الحزن الكبير، يوم عاش فيه الجنوبيون يطالعون بعيونهم وأفئدتهم المكلومة بقايا ذكريات سطرها واحدٌ من أشجع وأنبل من أنجبتهم أرض الجنوب.
حضور حاشد
شهدت فعالية إحياء أربعينية الشهيد القائد/ منير اليافعي ورفاق دربه، حضوراً حاشدًا لرفاق درب الشهيد ممن تقاسموا معه بطولات التحرير ومعارك التطهير في أكثر من محافظة من محافظات الجنوب، بالإضافة إلى حشد كبير تقدمه قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية وشخصيات سياسية وعسكرية وجمع غفير من الصحفيين والنشطاء والمواطنين.
المنير أبو اليمامة حيٌّ في قلوب الناس 
في صباحية تأبين الشهيد القائد أبو اليمامة ورفاق دربه كانت ملامح الحزن العميق تطغى على المشهد، وفاجعة رحيله المبكر تحكيها عيون الحاضرين، كان المشهد مهيبا حين ساد القاعة صمت رهيب خيّم على المكان المكتظ بالحضور، البعض يطالع صور الفارس - الراحل إلى دنيا الخلود - التي زينت جنبات القاعة، بينما البعض راح يقرأ سطورًا يسيره من تاريخ عملاق الثورة والمقاومة ورجل الميدان الأول في كُتيب أعدته اللجنة المنظمة.
بدأت الفعالية بتلاوة آيات من كتاب الله، تلتها عدد من الكلمات والقصائد الشعرية تناولت في مجملها شذرات من حياة الشهيد القائد وجانبا يسيرا من بطولاته التي سجلها التاريخ الجنوبي بأحرف من نور.
الشهيد البطل في عيون أبناء محبيه 
تحدث الكثير من رفاق درب الشهيد الفذ أبو اليمامة، وبحزن يعتصر أعماق قلوبهم أكدوا جميعهم على الوفاء لمبادئ التضحية والإخلاص لله ثم للوطن، تلك الصفات التي تحلى بها الشهيد القائد منير اليافعي في حياته العسكرية والنضالية المليئة بالمواقف البطولية.
العميد حنش النمري، رفيق درب الشهيد القائد الذي تحمّل مسؤولية قيادة اللواء أول دعم وإسناد خلفاً لرفيق دربه الشهيد العملاق العميد منير اليافعي أبو اليمامة، رثى رفيقه المخلص بكلمات تفيض حزناً ولوعةً.
العميد النمري قال: "إن استشهاد أبو اليمامة مثل خسارة فادحة على الجنوب، وترك في نفوسنا حزنا عميقا، ورغم فداحة الكارثة، إلا أننا وقفنا على أقدامنا وعزمنا السير على نهج الشهيد ورفاقه، وشمرنا السواعد لتجاوز المحن، ووقفنا صفا واحدا إلى جانب القيادة، لتطهير الجنوب من المتآمرين وعناصر الشر والإرهاب".
قيادة المجلس الانتقالي كانت حاضرة في فعالية التأبين التي أقيمت برعاية كريمة من المجلس، حيث تقدم الأستاذ فضل الجعدي مساعد الأمين العام صف القيادات الذين حضروا الفعالية.
الجعدي قال، في كلمة مقتضبة ألقاها في الفعالية التأبينية: "إن الجنوب مني بخسارة فادحة باستشهاد أحد أبطاله الميامين وأحد الأذرع العسكرية للمجلس الانتقالي، والذي كان من صماصيم الرجال الذين حملوا أكفانهم على أكتافهم في سبيل الانتصار للجنوب ورفض الظلم والاستبداد الذي عانى منه الجنوب منذ قيام الوحدة المشؤومة".
أما القائد عبدالناصر أبو همام، قائد مجلس المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن، فقد رثى رفيقه الأمين بكلمات تشتعل بركان غضب، جازما أن الثأر لسيد الشهداء سيكون مؤلما ومؤلما جدا.
قائد المقاومة الجنوبية "أبو همام اليافعي" دعا في كلمته إلى وحدة الصف الجنوبي لمواجهة التحديات التي لا تزال تشكل خطرا على الجنوب، وتجاوز أخطاء الماضي والسلبيات التي رافقت العمل النضالي، كما دعا إلى حوار جنوبي - جنوبي يشارك فيه كافة أطياف الجنوب من منطلق (الوطن يتسع للجميع) واحتراما لتضحيات الشهداء التي سقطت لكي يعيش الجميع برخاء وازدهار.
أسرة الشهيد توصي الجنوبيين بنبذ الخلافات والوفاء لدماء الشهداء
في مشهد مهيب وحزين صعدت أسرة الشهيد القائد أبو اليمامة إلى مسرح القاعة ليتم تكريمهم بترس الوفاء من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي. والد الشهيد السبعيني ذات الجسد النحيل ظل يداري دموع الفقد ولوعة الغياب لأعز أحبابه لكنه وقف بكبرياء جبل شمسان الأشم يرثي فلذة كبده ونور عينيه قائلا: "لقد فقدنا كوكباً كان يضيء لنا عتمة الليل، ولن يجبر جرحي برحيله لا التحرير والاستقلال واستعادة الدولة".
أما أخو الشهيد "مختار محمود اليافعي" فقد ألقى كلمة نيابة عن أسرة الشهيد استحلف فيها الجنوبيين بالله أن يتوحدوا ويتركوا أي خلافات جانبا، والمضي قدما نحو الهدف الذي كان ينشده الشهيد القائد أبو اليمامة وكافة شهداء الجنوب، وهو أقل ما يقدم وفاءً لأرواح الشهداء.
رفاق الشهيد لازالوا يعيشون صدمة رحيله المفاجئ 
صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" وفي تغطيتها الخاصة لفعالية تأبين الشهيد القائد البطل منير اليافعي أبو اليمامة اقتربت لتسجل قطوفاً من ذكريات حياته المرصعة بأوسمة البطولة والفداء.. في البداية التقينا بالقائد البطل عبدالمجيد بن شجاع، قائد كتيبة الحماية في قوات الدعم والإسناد، التي كان يقودها شهيدنا المغوار أبو اليمامة، سألنا بن شجاع بأن يحدثنا عن ذكرياته مع الشهيد لاسيما وهو أحد رفاقه الذين كان يحبهم ويتواجد برفقتهم في معظم تحركاته.
القائد بن شجاع أطرق برأسه يداري دموعه وهو يحاول أن يستجمع قواه ليتحدث إلينا قائلا: "إن الكلمات لا يمكن لها أن تصف ذلك القائد ولو كتبنا عن حياته ألف كتاب".
"كان الأخ والأب والصديق، كان وطنا يعيش لأجل وطن، تعلمنا منه كيف نحب وطننا ونعشق ترابه حتى الثمالة، عاش حياته ببساطة يقاسم جنوده لقمة العيش، كان حاضرا معنا في كل تفاصيل حياتنا، كان إذا مرض أحدنا أتى ليمرضه بنفسه، وإذا علم أن أحداً منا لديه ظرف بادر بالزيارة والمساعدة"..
يزيد الهلالي، أحد جنود الشهيد، بعد أن خنقته العبرة، أنه لم يعد قادراً على مواصلة مسيرته العسكرية بعد رحيل قائده الجسور.
"لا أستطيع أن أتخيل نفسي في معسكر أو في معركة يغيب عنها منير، لا زلت غير مصدق أنه رحل ولن يعود ولن نراه مجددا! يا الله.."