تجري هذه الأيام، وبصمت وبدون ضجيج إعلامي، حرب منهكة للإخوان اليمنيين الغزاة وعناصرهم الإرهابية من دواعش وقاعدة في غزوهم الثالث للجنوب، تدور معارك مواجهات وكمائن في شبوة وأبين تخوضها المقاومة الجنوبية بدأب وإصرار على إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الأعـداء الغزاة.
وقالت قيادات ميدانية للمقاومة الجنوبية في شبوة - وكان لها شرف قيادة ومواجهة قوات الغزو اليمني الثاني لأرض الجنوب في العام 2015-16م الذي قادته قوات الهالك عفاش ومليشيات الحوثي - إن شباب المقاومة يحضرون أنفسهم لأساليب جديدة قاتلة ومميتة للأعداء التكفيريين والعناصر الإرهابية، وستشهد أرض شبوة مفاجئات جديدة ومهلكة لجيش الغزو اليمني، وأن الجانب النفسي والمعنوي لقوات العدو اليمني في حالة انهيار ويسيطر الخوف والقلق والإحباط على أفراده في مدينة عتق ومناطق انتشاره.
أحمد الحر، إعلامي من شبوة، أفاد بتصريح خص به صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" أن شبوة تعيش حالة من الغليان الشعبي الرافض لتواجد المليشيات الإخوانية والإرهاب بكل أشكاله وصوره.
وقال الحر: "تكثفت الاجتماعات التشاورية في شبوة خلال الأسبوع الأخير لبلورة الموقف وترتيب الصفوف وتشكيل غرفة عمليات لمواجهة الاجتياح البربري الذي تعرضت له المحافظة من قبل جحافل علي محسن الأحمر بكل تشكيلاتها من جيش وأمن وإرهابيين وعصابات مسلحة ومجاميع قبلية شمالية لإخضاع المحافظة لسطوتهم، ولكن دون جدوى".
وأضاف الزميل الحر بقوله: "بالتزامن مع هذه الاجتماعات ما يزال الرجال في الميدان يتصيدون عربات ذلك الجيش الجرار بالكمائن، ويوقعون العشرات منهم يوميا قتلى و جرحى، بالإضافة إلى إعطاب المعدات اليومي من قبل المقاومة عبر الكمائن المحكمة والهجمات النوعية؛ حيث تغيرت استراتيجية الحرب من المواجهة الشاملة إلى حرب العصابات نظراً لفارق التسليح الذي تتفوق فيه القوات الغازية، ولكن في المقابل أبطال شبوة يتفقون بالحاضنة الشعبية والروح المعنوية العالية والإصرار على النصر إيمانا بقضيتهم وحقهم في العيش بكرامة على أرضهم".
إرهاب الإصلاح يظهر للعيان
حاولت قيادة حزب الإصلاح الإرهابي أن تنفي علاقتها بتنظيم القاعدة، إلا أن العلاقة الوطيدة بين الفصيلين لم تلبث أن ظهرت للعيان واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فخلال المواجهات الأخيرة بين قواتنا الجنوبية ومليشيات الإصلاح ظهرت عناصر القاعدة تقاتل إلى جانب القبائل القادمة من مأرب والجوف وعمران لقتال الجنوبيين في شبوة.
الإعلامي الشبواني أحمد الحر قال في تصريح لـ "صوت المقاومة الجنوبية" إن عناصر القاعدة صارت تتحرك بكل حرية في مناطق شبوة بعد اجتياح مليشيات الإصلاح للمحافظة.
وقال الحر: "لم يصدقنا البعض عندما قلنا إن تنظيم الإخوان المسلمين هو منبع الإرهاب والتطرف؛ بل واتهمنا البعض بالتجني عليهم ليظهر اليوم الإرهاب الإخواني في أقبح صوره في محافظة شبوة الجنوبية".
وأضاف: "أطقم مليشيات الإخوان المسلمين - المقدمة من التحالف العربي كدعم للجيش الوطني لتحرير صنعاء من الحوثيين والتي انحرف مسارها لتجتاح محافظة شبوة المحررة - هذه الأطقم اليوم ترفع رايات تنظيم القاعدة الإرهابي خلال إقامتها نقاط تفتيش لتنفيذ حملة لاعتقال شباب الجنوب بمنطقة قرن السوداء بمديرية حبان بمحافظة شبوة".
واختتم الزميل الحر حديثه بالقول: "هذا الظهور ليس الأول ولكنه الأوضح؛ حيث ظهر قبل ذلك عناصر من تنظيم داعش تقاتل إلى جانب مليشيات الإخوان في مدينة عتق عاصمة المحافظة، لتزيح كل ذرة شك في أن الارتباط الوثيق بين حزب الإصلاح الإخواني وتنظيم القاعدة قد تعدى دعم حزب الإصلاح للإرهابيين مرحلة توفير الغطاء السياسي إلى مرحلة الشراكة في القتال في مترس واحد".
كمائن أبطال المقاومة تحصد رؤوس الغزاة الإخونجيين
تتواصل العمليات الفدائية والكمائن التي تنفذها فصائل المقاومة الجنوبية في مناطق عبور قوات الإصلاح، حيث شهدت مناطق ميفعة وجول الريدة والعرم والصعيد تنفيذ عدد من الكمائن أودت بحياة العشرات من جحافل الإصلاح القادمين من مأرب والجوف وعمران.
حيث تمكن أبطال المقاومة الجنوبية من تنفيذ 6 كمائن ناجحة في منطقة ميفعة يوم الاثنين الماضي استهدفت تعزيزات كبيرة لقوات الإصلاح كانت في طريقها إلى شقرة.
وفي نهار الثلاثاء الماضي أفاد مصدر ميداني في ميفعة أن رجال المقاومة الجنوبية في المديرية شنوا هجوماً شرسا على نقطة عسكرية تابعة للواء 21 في محطة الفهفة الواقعة بين مدينة جول الريدة ومدينة عزان بمديرية ميفعة محافظة شبوة.
وأضاف المصدر أن انفجارات هزت المنقطة عقبها اشتباكات استخدم فيها الطرفان السلاح الخفيف والمتوسط لأكثر من عشرين دقيقة.
وقال المصدر أنه تم رصد سيارة نوع هايلكس هرعت إلى موقع النقطة وقامت بنقل عدد من الجرحى إلى مستشفى عزان العام في المديرية.
هذا وقد شهدت النقطة ذاتها اشتباكات قبل أيام بعد سيطرة قوات تابعة لقوات غزو مأرب التابعة للإصلاح وانسحاب قوات النخبة الشبوانية المهاجمة للنقطة.
ثلاث كمائن ناجحة مساء الثلاثاء الماضي
مساء يوم الثلاثاء الماضي نفذ رجال المقاومة الجنوبية في محافظة شبوة ثلاث عمليات عسكرية ناجحة استهدفت ضرب جنود العدو اليمني المحتل ومعداته وآلياته العسكرية في ثلاث مناطق من المحافظة.
مصادر ميدانية بشبوة أفادت بتنفيذ عملية عسكرية على نقطة الفهفهة في مديرية ميفعة جنوب العاصمة عتق وشوهدت سيارات تنقل جرحى العدو إلى مستشفى عزان.
وفي مديرية عتق أكدت المصادر تنفيذ عمليتين عسكريتين لرجال المقاومة الجنوبية سمع دوي انفجاراتها في المدينة وضواحيها، والعملية الأولى استهدف معسكر "مرة" الذي يقع إلى جهة الغرب من مدينة عتق بمسافة عشرين كيلومتر، والثانية استهدفت معسكر الشهداء الذي يقع في مبنى المعهد الفني بحيد السوداء ويبعد عن المدينة بـ 8 كيلو غربا، وشوهدت النيران تشتعل فيه. وقد شوهدت عدة سيارات تنقل الجرحى من معسكري مرة والشهداء إلى مستشفى مدينة عتق.
مأرب تستقبل أكثر من 80 جثة خلال أسبوع
أكدت مصادر في مأرب وصول أكثر من 80 جثة لقتلى من أبناء القبائل من الذين تم الزج بهم في معارك شبوة وأبين، وقال المصدر إن المستشفى العسكري يكتظ بعشرات الجثث الواصلة من شبوة فيما بلغ أعداد الجرحى أكثر من 300 جريح.
وقال المدوّن والناشط المأربي "محمد حسن المرادي" مساء الثلاثاء أنه تم رصد وصول عشرين جثة إلى مسجد "عبيد" في مدينة مأرب اليمنية قادمة من محافظة شبوه لقتلى قوات الجيش اليمني وعناصر حزب الإصلاح، ولم يبيّن "المرادي" في تغريدته التي رصدها محرر "صوت المقاومة الجنوبية" مزيداً من التفاصيل عن المواقع التي سقط فيها قتلى جيش الغزو اليمني لمحافظة شبوة.
وناشد "المرادي" من على منصته في مواقع التواصل الاجتماعي "دول التحالف العربي" بتقديم مساعدة لمحافظة مأرب تتمثل في "ثلاجة" لحفظ جثث قتلى الجيش.
فيما غرد الناشط شريف مراد الماربي مخاطبا قيادة حزب الإصلاح داعيا إياهم إلى التوقف عن زج شباب مأرب في حروب مع الجنوبيين.
وقال المأربي في تغريدته: "اتقوا لله في الناس، ما هي مصلحتكم من ترميل النساء في مأرب وتيتيم أطفال ذووهم ضحية صراع حزبي في الجنوب؟"
وأضاف: "لماذا لا نسمع غير قلائل من شباب مأرب يقولوا كلمة الحق؟ هل أصبحنا مجندين مع الإصلاح ضد الجنوب؟ كم زيدي من الهضبة قتل في الجنوب؟ اسألوا أنفسكم وسوف تقتنعون أننا أدوات موت على غيرنا وعلى أهلنا".
قيادة المقاومة الجنوبية في أبين وشبوة تعقد لقاءً هاماً
علمت صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" من مصادر قيادية أن هناك ترتيبات لتكوين غرفة عمليات مشتركة مع مقاومة أبين، وخصوصا مناطق باكازم الملاصقة لشبوة، خصوصا بمديرية المحفد، لتنسيق الجهد وتبادل المعلومات لتكون العمليات قوية وقاتلة، حيث شهدت مديرية المحفد بأبين لقاءً موسعًا جمع قيادة المقاومة الجنوبية في أبين مع إخوتهم من القيادات الميدانية للمقاومة الجنوبية في شبوة، وقد خرج الاجتماع الموسع بعدد من التوصيات أهمها:
1- يتم التنسيق بين المقاومة الجنوبية أبين وشبوة وتشكيل غرفة عمليات مشتركة على مستوى معلوماتي.
2- دعم وإسناد المقاومتين ببعض إن لزم الأمر والتنسيق الكامل على كافة الأصعدة.
3- العمل على التنسيق مع المقاومة الجنوبية في جميع المحافظات الجنوبية.
4- تحذّر المقاومة الجنوبية أبين وشبوة أبناء الجنوب المغرر بهم من حزب الإصلاح والابتعاد من القوات الشمالية الغازية لأراضي الجنوب وعدم تسييرهم أو السير ضمن أرتالهم.
5- رفع الجاهزية القتالية والنفير العام والضرب بيد من حديد ضد القوات الإرهابية الغازية لأرض الجنوب.
هذا ويعتبر اللقاء التنسيقي تجسيداً على مدى التلاحم الوطني الجنوبي وتلبيةً لأي أحداث طارئة على مستوى الساحة الوطنية الجنوبية.
تعزيزات كبيرة لقواتنا المسلحة تصل أبين
إلى ذلك عزز اللواء أول دعم وإسناد يوم الاثنين 16 سبتمبر 2019م بكتيبة مدججة بأسلحة ثقيلة إلى منطقة شقرة بمحافظة أبين.
وقال مصدر عسكري إن اللواء أول دعم وإسناد بقيادة حنش النمري عزز جبهة أبين بعدد من الدبابات وراجمات الصواريخ وجنود مشاة لتعزيز الجبهة بمحافظة أبين ضد مليشيا الإخوان والمليشيا الإرهابية.
وأكد المصدر أن التعزيزات انتشرت في المناطق المحددة لها مشكلة طوقا عسكريا حديديا تتقدمه الدبابات والمدرعات، وسط استعداد قتالي عالٍ لدك حصون ومواقع مليشيا الإخوان ومليشيا الإرهاب بمناطق أبين.
ولفت المصدر أن التعزيزات العسكرية لم تتوقف منذ أيام وأن القوات الجنوبية على أهبة الاستعداد للرد علي مليشيا الإخوان في وقت إعطاء أوامر من القيادة السياسية لتطهير أبين وصولا إلى شبوة وحضرموت، ولكنها حاليا ملتزمة بالتهدئة التي دعت لها السعودية وانتظار ما يتمخض عنه حوار جدة.
