*من المعلا إلى المكلا إلى سقطرى.. مشاعر الوفاء للإمارات تعم الجنوب*

*من المعلا إلى المكلا إلى سقطرى.. مشاعر الوفاء للإمارات تعم الجنوب*

*من المعلا إلى المكلا إلى سقطرى.. مشاعر الوفاء للإمارات تعم الجنوب*
2019-09-07 14:55:00
صوت المقاومة/خاص_محمد الزبيري
من المدن والقرى، من السهول والجبال، من الصحاري والوديان، انحدر الشعب الجنوبي كالسيل الجرار نحو العاصمة عدن ومدينة المكلا وجزيرة سقطرى في مشهد حب ووفاء وعرفان لإمارات الخير.
لوحة الوفاء رسمها الشعب الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه، فعدن تحتضن، وحضرموت ترسم، وسقطرى تلون، وبقية مدن الجنوب ترسم تفاصيل المشهد وتضع اللمسات الفنية الجميلة لتظهر لوحة الحب والإخاء والوفاء بهذا الشكل البديع الذي أثبت أن شعب الجنوب شعب عظيم لا ينسى من وقفوا إلى جانبه، وبلسموا جراح ما يقارب من ثلاثين عاماً من القهر والظلم والاستبداد والطغيان الذي مارسه شركاء الوحدة بحق شعب الجنوب.
عدن تحتضن الأحرار في يوم الوفاء للتحالف والإمارات
لم يتسع شارع الشهيد مدرم في المعلا للجماهير التي اكتسحت عدن رافعة إعلام الجنوب والإمارات والسعودية، لتمتلئ الشوارع الفرعية بآلاف المتظاهرين الذين هزوا عدن بهتافاتهم المعبرة عن الشكر والتقدير والعرفان للتحالف العربي ولدولة الإمارات وكذلك التأكيد على حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة.
في المعلا اجتمع العدني باليافعي، والضالعي بالأبيني، واللحجي والصبيحي والشبواني، ودهشنا ونحن نشاهد كبار السن الذين بالكاد يستطيعون المشي، والأطفال الصغار الذين لوّنوا خدودهم البريئة بأعلام الإمارات والجنوب، ورأينا النساء يتصدرن الصفوف، وشاهدنا الشباب بصخبهم ونشاطهم، الكل تجمعهم لوحة واحدة اشترك في رسمها وإبداعها كل أطياف الشعب الجنوبي، وأسماها لوحة الوفاء للإمارات.
المكلا تعانق المعلا في مهرجان الوفاء لإمارات زايد
في المكلا احتشد عشرات الآلاف من مختلف مدن ساحل ووادي حضرموت، لم تستطع قوات الاحتلال في وادي حضرموت رغم احتجازها لعشرات الباصات من منع أبناء الوادي من المشاركة في مهرجان وفاء الجنوب للإمارات، فكان خور المكلا على موعد مع تظاهرة حاشدة ولوحة وفاء معبرة رسمها أبناء حضرموت، وأتقنوا تفاصيلها فظهرت رائعة جميلة بجمال الخور وروعة المكلا عروسة البحر العربي.
في المكلا ارتفعت رايات الجنوب والإمارات والسعودية في مشهد أصاب أعداء الجنوب والإمارات بالهستيريا، فلم يستوعبوا الصدمة وظلوا يفركون أعينهم وهم يشاهدون خور المكلا عاجزاً عن استيعاب الحشود الحضرمية والقادمة من المهرة رغم قطعهم للخطوط واحتجازهم للمواطنين وممارساتهم القمعية في النقاط الإرهابية التابعة لهم ضد كل القادمين إلى المكلا من أبناء الوادي والمهرة.
لكن حضرموت انتصرت لنفسها وللجنوب وللإمارات، وأثبت المواطن الحضرمي قوته وجبروته وأرسل رسالة للمحتلين بأن اجتثاثهم من وادي حضرموت ومنفذ الوديعة قد اقترب، فلا مكان لرعاة الإرهاب، وناهبي الثروة في حضرموت بعد الآن.
أمواج سقطرية تكتسح لؤلؤة المحيط الهندي في يوم الوفاء الجنوبي
وفي سقطرى لؤلؤة المحيط الهندي احتشد أبناء سقطرى بكاملهم ليرسلوا رسالة حب ووفاء لدولة الإمارات ومن قلب المحيط الهندي.
من يشاهد حجم المهرجان السقطري سيعرف أن أبناء الجزيرة هبّوا عن بكرة أبيهم صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً وحتى الأطفال الرضع حرصت أمهاتهم على حملهم إلى ساحة المهرجان، فكانت لوحةً من الخيال والسحر والجمال السقطري، ومهرجانًا هزّ الجزيرة العالقة في قلب المحيط لتُسمع العالم كله صوت المواطن السقطري المعبّر عن تمسكه بأرضه وانتمائه لوطنه الجنوبي، ووفائه وعرفانه لأشقائه الإماراتيين الذين إلى جانبه في أصعب وأقسى الظروف، وأعادوا إصلاح وترميم ما دمرته الفيضانات والأعاصير.
في الذكرى الرابعة لاستشهاد الجنود الإماراتيين.. الجنوب يتذكّر والشمال يتنكّر لتضحياتهم
في الذكرى الرابعة لفاجعة استشهاد الجنود الإماراتيين في مأرب، حرص الشمال والجنوب على إحياء الذكرى لكن بطريقتين مختلفتين تماماً.
ففي مأرب التي سالت دماء أكثر من سبعين شهيداً إماراتياً وعشرات الجنود من السعودية والبحرين وهم يدافعون عنها، لم يترك حزب الإصلاح الإرهابي، الذي يسيطر عليها، مناسبة إلا واستغلها لمهاجمة الإمارات وتشويه صورتها ودورها في مواجهة الحوثيين، والتنكر لكل ما قدمته للشمال في الجانب الإنساني وحجم التضحيات التي قدمها أبناء الإمارات الذين سالت دماؤهم على تراب الشمال وقدّموا من الشهداء أكثر مما قدمه هذا الحزب الانتهازي الإرهابي في مواجهة الحوثي، ولم يكتفوا بالتنكّر لهذه التضحيات بل سخروا وسائل الإعلام التابعة لهم للتشفي والفرحة والاحتفالات بالجريمة التي ارتكبوها بالتنسيق مع الحوثيين والتخطيط المشترك معهم بأسلوب قذر وطريقة غادرة بمن جاء يقاتل دفاعاً عنهم وانتصاراً لأعراضهم التي انتهكها الحوثي، فكان الجزاء طعنهم في الظهر مثلما فعلوا بالجيش المصري الذي جاء يساندهم في العام 1962.
في الجنوب اختلفت الطريقة التي أحيا بها الجنوب الذكرى الرابعة للغدر بشهداء الإمارات في مأرب، فخرج الشعب الجنوبي من شرقه إلى غربه يهتف بالوفاء ويجدد العهد للتحالف العربي وإمارات الخير، متذكراً بالحب والإجلال تضحيات دول التحالف العربي ودماء أبنائها التي سالت في الجنوب، مؤكداً أن دماء الشهداء دين في عنق كل جنوبي يعشق الحرية والعدالة، قاطعين عهداً بأن شعب الجنوب سيتذكر كل ما قدمته الإمارات للجنوب أبد الدهر، وأن الدماء التي سالت على أرضنا سيبقى عطرها وأريجها يذكرنا بمن وقفوا إلى جانب شعب الجنوب في أحلك الأوقات والظروف.
ماذا قدمت الإمارات لشعب الجنوب؟
سؤال تكرر كثيراً خصوصاً من قبل أعداء الجنوب من الانتهازيين والإصلاحيين ومرتزقة الشرعية.
شعب الجنوب رد على السؤال وذكّرهم أن الإمارات نزلت بعرباتها وجنودها ووقفت إلى جانبنا لنحرر أرضنا من مليشيات الحوثي وعصابات اليمن، لنصحو بعد التحرير على فاجعة الخراب والدمار التي حلت بالبلاد، وهنا أتت الإمارات مجدداً لترمم المدارس، وتؤهل المستشفيات، وتصلح خطوط الكهرباء المدمرة وتساهم في رفع قدرتها التوليدية، وتقدم أطناناً من المساعدات الغذائية والإنسانية وتخفف الكثير من آثار الحرب، لتقف بعدها معنا في معركتنا الكبرى مع الإرهاب فساعدتنا في إنشاء الأجهزة الأمنية وأمدتنا بالأسلحة والمعدات ودربت جنودنا ودفعت رواتبهم وساندتنا بالطيران حتى تم تطهير عدن ولحج وأبين من الإرهاب، لتتجه نحو حضرموت وساعدت أبناءها في تحريرها عبر قوات النخبة الحضرمية التي ساعدت في إنشائها وتسليحها وتدريبها ودفع رواتب منتسبيها، وتتجه بعدها لتساعد في إنشاء النخبة الشبوانية وتقدم لها كل أوجه الدعم، وكانت الضربات الجوية التي نفذتها مؤخراً ضد العصابات الإرهابية القادمة من مأرب والتي كانت تتأهب للانقضاض على العاصمة عدن وممارسة هوايتها في السلب والنهب الذي عرفت به قبائل اليمن عبر التاريخ.
رسائل من الشعب الجنوبي لإمارات زايد الخير
يحرص الشعب الجنوبي دائماً على التعبير عن حبه ووفائه لكل الذين ساعدوه حتى ولو مر على ذلك زمن طويل.. وحتى اليوم لا زال الشعب يتذكر لبريطانيا منجزاتها التي بنتها في الجنوب، ولم يتنكّر الشعب الجنوبي لها حتى وهي دولة محتلة جثمت على أرض الجنوب 129عاماً؛ فكيف بأشقاء مدّوا له العون وساعدوه بدون مقابل؟
يقول الخضر الكازمي من أبناء أبين: "نحن شعب وفي لا نتنكّر أو نتناسى من ساعدونا، فإذا كنا نتذكر مساعدات الإنجليز أو الروس بعد مرور عشرات السنين فكيف ننسى ما قدمته الإمارات وهي التي صنعت لها بصمات مشرقة في كل شبر من أرض الجنوب؟".
عمر نجيب، من أبناء العاصمة عدن، قال: "إن ذكرى مشاركة جنود الإمارات في تحرير عدن ولحج وأبين ستظل عالقة في ذاكرته مدى الحياة". متسائلاً: "كيف سننسى من ساعدونا في التخلص من مليشيات الكهوف وعصابات شمال اليمن التي غزت عدن عاصمة النور والسلام والجمال؟".
الشيخ صالح اليافعي والذي قدم إلى المعلا، رغم كبر سنه وعجزه عن المشي بغير عكاز، قال إن حرصه على القدوم من أجل أن يجعل شعب الجنوب من هذا اليوم ذكرى سنوية لرد الجميل لكل من ساعدونا، مؤكداً أن "الوفاء لأشقائنا في الإمارات والسعودية يكمن في الوقوف معهم وتحقيق أهداف عاصفة الحزم والقضاء على حزب الإصلاح الإرهابي الذي استنزف أموال التحالف العربي بدون أن يتقدم في تحرير الشمال شبراً واحداً."
ماذا يريد شعب الجنوب
الحرية والاستقلال هذا ما يريده الشعب الجنوبي. كل من حضر للساحة في عدن والمكلا وسقطرى لم يأتِ مطالباً بمال أو مساعدة أو مشاريع.. الكل أتى ينشد وطناً، الكل أتى يحلم براية الجنوب تخفق في السماء معلنة نهاية عصر الوحدة مع المغول.
شعب الجنوب لا يبحث سوى عن وطنه، ولن يقبل ببقاء الوحدة حتى ولو حولتم اليمن إلى جنة وفرشتموها بالذهب، سيختار الجنوبي أن يعيش فقيراً لكن حراً ولن يرضى بأموال الدنيا كلها في سبيل انتزاع حريته، أو الإصرار على ربطه باليمننة والشمال.
شعب الجنوب يهتف بكل ما لديه من قوة ليوصل لكم صوته، ساعدوه في التخلص من بقية القيود، أعينوه على استعادة دولته فهي هدفه التي لن يحيد عنه، وثقوا انكم ستفعلون جميلاً يتذكره الجنوب وأهله إلى أن تقوم الساعة.