*رئاسة المجلس الانتقالي: نهيب بالقوات الجنوبية أن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأرض والشعب*
*المجلس الانتقالي في حالة انعقاد دائم لمتابعة خلفيات الحادثين ومن يقف وراءهما*
*اللواء بن بريك: دماء البطل ومن استشهد معه لن نسكت عنها وما هي إلا شرار ووقود للمضي نحو الأمام*
*قيادة التحالف: أبو اليمامة عرفته ساحات الوغى فارسا لا يشق له غبار*
*خسر الجنوب والوطن العربي قائداً مغواراً شجاعاً كان وطنياً جسوراً*
*قبيل استشهاده بدقائق كان يتفقد أوضاع واحتياجات الجنود المتخرجي*
رصد / منير النقيب
شهدت العاصمة عدن أمس الأول الخميس، حادثين داميين، الأول استهدف مقراً للشرطة بمديرية الشيخ عثمان بسيارة مفخخة، والثاني بقصف صاروخ حوثي استهدف حفل تخرج دفعة من اللواء 11 صاعقة ودفعة من الدعم والإسناد بالمعسكر الواقع غرب العاصمة عدن.
وأكدت مصادر أن الهجوم الذي استهدف معسكر الجلاء في العاصمة عدن، يوم الخميس، تم بصاروخ باليستي.
وأضافت المصادر: "وقع الانفجار خلف المنصة التي أقيم فيها الاحتفال في معسكر الجلاء العسكري في منطقة البريقة في عدن".
وأكدت المصادر سماع أصوات سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان لنقل جرحى، وأظهرت الصور الأولية أضرارا بالغة بالمباني المجاورة لموقع الانفجار.
وكشفت مصادر محلية عن ارتفاع عدد شهداء الهجوم الإرهابي، الذي استهدف معسكر الجلاء في عدن يوم الخميس، إلى 40 شهيدا.
بيان المجلس الانتقالي
وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي الخميس بياناً هاماً بخصوص الهجومين الإرهابيين اللذان استهدفا شرطة مديرية الشيخ عثمان ومعسكر الجلاء أحد معسكرات التدريب للقوات المسلحة الجنوبية.
وقال البيان الصادر من رئاسة المجلس الانتقالي:
"يا جماهير شعبنا الجنوبي الأبي، يا أبطال قواتنا المسلحة في مواقع الشرف والفداء على امتداد رقعة أرض الجنوب الحرة الصامدة:
تعرضت هذا اليوم الخميس الأول من أغسطس 2019م الموافق 29 ذو القعدة لسنة 1440هـ العاصمة عدن لهجمات تفجيرية غادرة في كل من: (شرطة مديرية الشيخ عثمان وأحد معسكرات التدريب لقواتنا المسلحة الباسلة) في الوقت الذي كان فيه جنودنا يتهيؤون للاحتفال بتخريج إحدى الدفع الاعتيادية، قبل توجههم إلى الجبهات للتصدي للمشروع الإيراني الفارسي التوسعي جنباً إلى جنب مع أشقائنا في دول التحالف العربي".
وأضاف البيان: "قد استشهد وجرح في هذا الهجوم الغادر ثلة من أنبل وأشرف وأشجع جنودنا البواسل وارتقت أرواحهم إلى بارئها في قوات الأمن والقوات المسلحة يتقدمهم المناضل البطل العميد/ منير محمود أحمد (أبو اليمامة)، مفتديين بأرواحهم وأجسادهم وطنهم دفاعاً عن كرامته وعزته واستقلاله.
أيها المقاتلون الأبطال المجاهدون في كل مكان على أرض الوطن الحبيب: في الوقت الذي نعزيكم ونعزي أنفسنا فإننا نهيب بكم أن تكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدين والأرض والشعب ضماناً لحريته وأمنه واستقراره واستقلاله.. وإن قيادتكم المفوضة في المجلس الانتقالي الجنوبي من العاصمة عدن تؤكد لكم إنها إلى جواركم وستعمل كل ما تستطيع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة استقرار الوطن.. كما تؤكد أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة خلفيات الحادث ومن يقف وراءه، وأن عملها سيكون في الحفاظ على استقرار الأمور على الأرض، وإننا إذ نقدر حالة الغليان الشعبي الكبير وحجم الخسارة التي منينا بها إلا أنها تزيدنا قوةً وعزماً وإصراراً على الثبات والأخذ بثأر الابطال، وفي نفس الوقت فإن قيادتكم تتدارس الأمور بكل هدوء وحكمة نحتاجها في هذا الوقت العصيب، فإننا ندعوكم إلى ضبط النفس ورباطة الجأش والصبر فإن الفرج قريب ولن يضرنا إرجاف المرجفين.
إنا لله وإنا إليه راجعون، المجد للشهداء، والشفاء للجرحى، والعزة والكرامة للوطن".
قيادة التحالف وألوية الدعم تنعيان أبو اليمامة
ونعتت قيادة التحالف العربي بعدن (مكتب الدعم والإسناد) وألوية الدعم والإسناد استشهاد القائد العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) وعدد من الجنود الذين استشهدوا معه صباح الخميس بصاروخ غادر أثناء الاستعداد لتخرج دفعة عسكرية بمعسكر الجلاء بالبريقة.
وقالت قيادتا التحالف العربي وألوية الدعم والإسناد في مستهل بيان نعيها:
"في إشارة واضحة إلى هذه الحادثة الأليمة باستشهاد البطل المقاوم القائد العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد اللواء الأول دعم وإسناد ومعه عدد من الجنود الأشاوس والتي كانت فاجعة هزت مشاعر كل منتسبي ألوية الدعم والإسناد وقادة دول التحالف العربي وكل أبناء الجنوب الذين أدانوا هذه الجريمة الشنعاء”.
وجاء في سياق البيان: ”لقد خسر الجنوب والوطن العربي قائدا مغوارا شجاعا كان وطنيا جسورا , حارب محاربة الأبطال مليشيا الحوثي وعناصر داعش الإرهابية, وحقق على يده ويد الأبطال إنجازات عظيمة لم يحققها النظام السابق خلال 33 عاما في محاربة الإرهاب".
وقالت قيادتا التحالف العربي وألوية الدعم والإسناد في البيان الصادر:
"ببالغ الحزن والأسى وإيماناً بقضاء الله وقدره, تنعي قيادة التحالف العربي بالعاصمة عدن وقيادة ألوية الدعم والإسناد استشهاد القائد الوطني البطل العميد منير اليافعي أبو اليمامة, والذي ارتقى إلى ربه بإذن الله شهيداً شامخا مقبلا ليس مدبراُ بعملية إرهابية غادرة وجبانة بمعسكر الجلاء بالبريقة ومعه عدد من الجنود الميامين من قبل أعداء الجنوب ومريقي الدماء وأعداء الإنسانية والتحرر والانعتاق الذين دأبوا على ارتكاب جرائمهم البشعة في كل شبر من الجنوب والمناطق المحررة من الغزو الحوثي وقوى التمرد الانقلابي في اليمن".
وأضافت: "باستشهاد القائد الجنوبي أبي اليمامة وعدد من الجنود الجنوب والمنطقة العربية قد خسرتا قائدا وطنيا فذا ومناضلا جسورا عرفته ساحات الوغى فارسا لا يشق له غبار لقن، وظل حتى استشهاده يلقن المعتدين وغزاة الوطن، دروسا في فنون القتال والمواجهة في ميادين المعارك، دروسا لا تنسى عبر محطات التاريخ، واستطاع بحنكته وشجاعته كسر شوكة الإرهاب في كثير من المحافظات المحررة، وكان مثال للقائد الذي تحطمت على صلابة مواقفه البطولية وشجاعته الباسلة كل المؤامرات والدسائس التي تحيكها قوى الظلم والظلام في كل حين".
وتابعت القول: "لقد عرف القائد أبو اليمامة بشجاعته وذكائه وسلوكه وانضباطه العسكري وهو ما بنى على أساسه وحدات اللواء أول دعم وإسناد وكان بمثابة الأب الروحي والقائد المتواضع والمعلم الوفي لدى أفراد قواته التي عرفت بالانضباط والسلوك العسكري الذي تعلمته سلوكا من قائدها المغوار ”أبو اليمامة”، وعلّم أفراده معنى أن تكون جنديا من أجل الوطن لا من أجل قبيلة أو عشيرة أو حزب.
استشهد أبو اليمامة وقد ترك أثرا كبيرا في نفوس محبيه، ليس حبا من أجل مصلحة ولكن بما كان يؤمن به القائد ويعمل من أجله، فقبيل استشهاده بدقائق كان يتفقد أوضاع ونواقص الجنود المتخرجين، ويستقبل ضيوفه بكل بشاشة وترحاب، لقد غادر هذه الحياة وهو مبتسما شامخا وهو يخرج دفعة من جنود هذا الوطن الغالي.
ولا يسعنا في هذا اليوم الحزين إلا أن نتقدم بعظيم مواساتنا لأسرة الشهيد أبي اليمامة وأسر الشهداء من جنوده ونعزي أنفسنا والوطن وكل أبناء الجنوب ومنتسبي ألوية الدعم والإسناد وكل أبطال الحزام الأمني وأبطال القوات الجنوبية في جبهات القتال بهذا المصاب الجلل ونتعهد بالثأر من مرتكبي هذه الجريمة البشعة وإحالتهم لوجه العدالة ولكل من تسول له نفسه المساس بالوطن وقياداته المقاومة وأمنه واستقراره".
نجاة قيادات بالانتقالي
نجا عدد من كبار القيادات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، من الهجوم الإرهابي الذي استهدف معسكر الجلاء بالعاصمة عدن صباح يوم الخميس.
وكشفت مصادر محلية أن هذه القيادات كانت متواجدة لحظة استهداف معسكر الجلاء في البريقة بالعاصمة عدن فيما لم تذكر أسماءهم.
دماء الشهداء لن نسكت عنها
ونعى اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية، العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد اللواء الأول دعم وإسناد والذي استشهد إثر انفجار في معسكر الجلاء بمدينة البريقة.
وأكد اللواء بن بريك من خلال برقية عزاء ومواساة لأسرة الشهيد البطل وكافة أبناء الجنوب في الداخل والخارج أن دماء البطل ومن استشهد معه خلال التفجير الجبان "لن يتم السكوت عنها وأن دماءهم الطاهرة ماهي إلا شرار ووقود للمضي نحو الأمام وعدم التراجع عن مطلب الشعب ولو شبرا واحدا.
وبهذا المصاب الجلل نجدد باسمنا وباسم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وباسم كافة أبناء الجنوب التعازي القلبية الأليمة لأسرة (أبو اليمامة) وإلى الجنود الأبطال الذين كانوا معه.
سائلين المولى العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته مع الشهداء الأبرار وأن يسكنهم فسيح جناته".
تطور خطير
دان العميد صالح السيد، مدير أمن محافظة لحج، ما شهدته العاصمة عدن من حادثين داميين، الأول باستهداف مقر للشرطة في العاصمة عدن، والثاني بقصف حوثي استهدف حفل تخرج دفعة من اللواء 11 صاعقة ودفعة من الدعم والإسناد بمعسكر غرب العاصمة عدن.
وأكد مدير أمن محافظة لحج العميد صالح السيد أن تكامل الأدوار بين العناصر التخريبية ومليشيات الإرهاب الحوثية لن تثني الدولة في العاصمة عدن والمناطق المحررة عن القيام بدورها في استكمال إنهاء الانقلاب واستئصال شأفة الإرهاب.
وعبر السيد عن إدانته الشديدة لاستهداف مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بصاروخ بالستي استهدفت عرضا عسكريا غرب العاصمة وراح ضحيته عشرات من الجنود على رأسهم العميد أبو اليمامة قائد اللواء الأول دعم وإسناد.
وقال السيد: "ما حدث اليوم – الخميس الماضي - من أعمال إرهابية في العاصمة عدن لهجوم إرهابي من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تطور خطير يهدد السلم والأمن في العاصمة (عدن) وغيرها من المدن المحررة".
مجددا موقفه على مكافحة الإرهاب والتطرف والدعوة لمواصلة دحر مليشيا الانقلاب بشكل عام كون مليشيات الحوثي لا تفهم إلا لغة السلاح والقوة.
وأضاف: "لم يبقَ أمام التحالف العربي سوى العمل العسكري لإنهاء الإرهاب الحوثي".
مختتما بالقول: "إن الاعتداء الحوثي الإرهابي لن يمر مرور الكرام؛ بل سيكون رد الفعل على قدر بشاعة الفعل، فالاستهداف الأخير بصاروخ يعتبر بكل المقاييس (جريمة حرب) لا لبس فيها مع وجود دليل اعتراف واضح جلي أخذ صفة العنجهية والاستكبار والتفاخر بقصف معسكر الجلاء واستشهاد العميد (أبو اليمامة) قائد اللواء الأول دعم وإسناد وعشرات من الضحايا من الجنود يؤكد أن ميليشيا الحوثي تمرست في الإرهاب واستوعبت مبادئ النظام الإيراني الذي صنع تلك الميليشيا ودروسه التي لقنها لها وتنفذها بكل حذافيرها في محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد".
"أبو اليمامة" أذاق الحوثيين أشد الهزائم
وفي هذا الحادث علق الخبير العسكري الإماراتي خلفان الكعبي على حادث التفجير الإرهابي في عدن الذي حدث الخميس.
وكتب في تغريدة له على تويتر هذا البطل الشهيد "أبواليمامة" أذاق الحوثيين أشد الهزائم في ميادين القتال.
وأضاف بأن ‘‘انتصارات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني ورجال النخب أفشلت المشاريع الإرهابية الممولة من قطر ودول أخرى، ورجال الجنوب هم رجال التضحيات، والاستسلام ليس في قاموسهم’’.