استطلاع: فؤاد جباري
في جبهة باب غلق، شمال قعطبة، ثمة ملاحم أسطورية يسطرها الأبطال من منتسبي ألوية الصاعقة واللواء 82 واللواء الرابع احتياط والسلفيين، وبالرغم من وعورة الجبال وتمترس العدو فيها وقيامه بزرع شبكات ألغام بصورة بربرية إلا أن الأبطال الميامين داسوا على ألغام العدو وصعدوا إلى أذنابه المتمترسين في قمم الجبال وسحقوهم وداسوا كرامتهم تحت نعالهم.
في جبهة باب غلق المعارك لا تكاد تتوقف، فبعد تحرير قعطبة في أواخر رمضان تقدم أبطال المقاومة الجنوبية وبوتيرة متسارعة، حيث حرروا قردح وجبال الوعل وصولا إلى حمر قعطبة ومنها إلى الدوير والقفلة وباب غلق وصولا إلى جبال صامح وسلسلة جبال القراميد التي تمكن الأبطال من تحريرها قبل أيام، وهو ما مكنهم من مواصلة عملية الالتفاف باتجاه شليل وهجار.
"صوت المقاومة الجنوبية" تواصل نزولها الميداني لتفقد أحوال المقاتلين في ميادين الشرف والبطولة في جبهات شمال الضالع لتنقل للقارئ الكريم مستجدات الأحداث على الأرض بالكلمة والصورة، وبالرغم من ضراوة المعارك المشتعلة في خطوط التماس نواصل في صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" حضورنا الميداني جنبا إلى جنب مع مغاوير المقاومة الجنوبية لنوثق ملاحم الأبطال في ميادين العزة والكرامة.
هذه المرة ننقل لكم صورة مصغرة للانتصارات التي يسطرها الشجعان في جبهة باب غلق شمال شرق قعطبة على امتداد السلسلة الجبلية الممتدة من نقيل الشيم إلى مريس وصولا إلى هجار وشليل ومداخل منطقة العود، حيث تمكن الأبطال من إحداث اختراق استراتيجي من خلال التفاف ناجح بدأه الأبطال من اتجاه قعطبة ثم حمر قعطبة وتحرير مناطق الدوير والقفلة وصولا إلى جبال صامح والقراميد.
في زيارتنا الاستطلاعية التقينا بالأبطال من منتسبي اللواء 82 ؛حيث كان لقاؤنا الأول مع العقيد علي صالح عبدالله (علي الهباء) رئيس عمليات اللواء 82 والذي يتواجد في خط النار الأول في جبهة غلق، حيث تحدث للصحيفة مقدما شرحا لمسرح العمليات القتالية في الجبهة الأشد ضراوة.
العقيد علي الهباء قال: " نحن الآن في مواجهات مستمرة مع العدو الذي يستميت بكل ما أوتي من قوة للبقاء في هذه المناطق الجبلية الوعرة خوفا من مواصلتنا لعملية الالتفاف الناجحة والتي أوشكنا من خلالها على السيطرة الكاملة على باب غلق بالكامل بعد السيطرة على تباب القراميد والتباب السود المطلة على منطقة الفاخر".
ويواصل أركان عمليات اللواء 82 قائلا: "الحمد لله بتوفيق من الله وببسالة الرجال الشجعان تمكنا من تحرير معظم المناطق الاستراتيجية التي كانت المليشيات تستميت في البقاء فيها، حيث تقدمنا من حمر قعطبة وحررنا القفلة والدوير وصولا إلى تحرير تباب القراميد والتباب السود وصولا إلى منطقة سفيان والتي تعتبر الآن محررة وسنواصل اقتحام السلسلة الجبلية المطلة على الفاخر وهدفنا ملاحقة جرذان الحوثي إلى إب بإذن الله".
الألغام والتسللات آخر أوراق أذناب إيران
في حديثه إلى الصحيفة قال العقيد علي الهباء، أركان عمليات اللواء 82 : "إن جحافل المليشيات الإيرانية صارت في وضع منهار وتبحث عن انتصارات إعلامية ترفع بها معنويات مقاتليها الذين باتوا يؤمنون أن ثمة أيام سوداء تنتظر من تبقى منهم في مناطق الفاخر وشمال غرب حجر".
يقول العقيد الهباء: " يلجأ العدو إلى زراعة شبكات الألغام بشكل هستيري ويواصل على الدوام في محاولاته للتسلل إلى مواقعنا إلا أنه في كل محاولة يتم سحقهم كالجرذان ولا يعودون إلى المواقع التي يتسللون منها، فنحن نعرف كيف نوقع بهم من خلال استدراجهم إلى مناطق تحت سيطرتنا بعدها نقوم بهجوم معاكس غالبا ننجح في إحراز تقدم كبير والسيطرة على مواقع كانت تحت سيطرتهم".
مواجهات ضارية وجها لوجه
في جبهة باب غلق شمال قعطبة الوضع يختلف نوعا ما عن بقية الجبهات، فالتباب الكثيرة المبعثرة على امتداد المنطقة جعلت المعركة محتدمة على أشدها, فمع اشتداد الخناق الذي يفرضه أشاوس المقاومة الجنوبية وأبطال مريس على جحافل المجوس تواصل قيادة المليشيات الدفع بتعزيزات كبيرة إلى تلك الجبهة المشتعلة بغية إيقاف الانهيارات المتسارعة في صفوفها مع التقدم الكبير والمتسارع للقوات الجنوبية.
في جولتنا المحفوفة بالمخاطر في جبهة باب غلق كنا نسمع زوامل أذناب إيران على مسافة قريبة منا وهو ما يدل على شراسة المواجهة وضراوة المعارك التي تشهدها الجبهة.
مقاتلو جبهة باب غلق.. عزيمة لا تلين وإصرار تعجز عن وصفه الكلمات
في جولتنا الاستطلاعية في جبهة باب غلق وجدنا شباب المقاومة الجنوبية يرابطون في متارسهم وأصابعهم على الزناد، عيونهم ترقب العدو وأسلحتهم تنتظر اللحظة الحاسمة للانقضاض على أذناب المجوس جحافل الغزو الإيراني الهمجي.
يقول حلمي علي سيف جباري، وهو قائد فرقة الاقتحامات في اللواء 82، إنه ورفاقه ينتظرون ساعة الصفر لاقتحام الفاخر ومطاردة الغزاة إلى كهوفهم في مران.
ويضيف البطل حلمي: "مثلما انتصرنا بإرادة الله وبتلاحمنا في 2015 فنحن اليوم أكثر تلاحما وتعاضدا وسنواصل الزحف حتى تحرير الأرض من رجس المجوس الروافض، وقد قطعنا على أنفسنا عهدا للشهداء والجرحى بأننا على دربهم سائرون فإما النصر أو الشهادة، ونحن اليوم ننتظر توجيهات القيادة الجنوبية العليا وسيكون لنا قصة مع انتصار جديد ضد تتار العصر في القريب العاجل".
المقاوم البطل محمد نجيب صالح أحد منتسبي اللواء 82 مشاه تحدث إلى الصحيفة بلسان المغاوير المدافعين عن الأرض والعرض حيث قال: "نحن هنا نرابط في خط النار الأول في جبهة غلق بعد أن سطرنا ملاحم بطولية ودحرنا جحافل الغزاة من قعطبة وجبل الوعل وحمر والقفلة وها نحن اليوم نحيط بهم من حيث لا يحتسبون".
في باب غلق جرحى يواصلون ملاحم الصمود بجراحهم المفتوحة
الجندي البطل الجريح ممتاز عبدالله من أفراد اللواء 82 مشاه وجدناه يرابط في مترسه في جبهة باب غلق بالرغم من جراحة الدامية التي لم تندمل بعد. الجندي البطل ممتاز قال إن الجراح هي جراح فقد الوطن وأن الانكسار هو انكسار الإرادة وهو ما ليس له وجود في قواميس أبطال المقاومة الجنوبية.
"شاركنا في مريس وتوجهنا لتحرير قعطبة وجبال الوعل وحمر قعطبة وحمر السادة والدوير والقفلة، وها نحن اليوم في باب غلق وقريبا سنتقدم لتحرير حبيل الكلب ومنه إلى الفاخر بإذن الله، معنوياتنا عالية وإرادتنا حديد نار ولن نعود إلى بيوتنا إلا بالنصر أو الشهادة".
بطل آخر من أبطال اللواء 82 مشاه تحدث إلى الصحيفة بروح معنوية توحي بمدى ثقة الأبطال الميامين بنصر الله لاسيما وهم يقاتلون عدوا غاشما قدم من كهوف الجهل والتخلف ليصب جام حقده الدفين على الضالع وأهلها.
الجندي هاشم خالد قال: "لدينا العزيمة لملاحقة جرذان المليشيات إلى جحورها في إب وصعدة، وقد اذقناهم بأسنا وسحقنا جحافلهم في معارك قعطبة وحمر والقفلة ولا زالت جثثهم مرمية في هذه التباب التي أمامك فهم أجبن مما تتصورون، والله إنهم يفرون ويتركون جرحاهم ينزفون!".
الجندي البطل شفيق الكور بطل آخر من أبطال اللواء 82 مشاه المرابط في جبهة باب غلق, الجندي البطل شفيق الكور قال في حديثه لـ"صوت المقاومة الجنوبية" إن وادي دبيان وسليم وهجار والفاخر ستكون مقابر أخرى للحوثة المجوس.
"مثلما كانت قعطبة وقردح وحمر وشخب مقابر للمئات من مليشياتهم ستكون هذه المناطق التي يحفرون متارسهم فيها اليوم مقابر لهم بإذن الله".
ويضيف البطل الكور: "بفضل الله وبإرادتنا الصلبة نحقق النصر تلو النصر فبفضل الله وبعزيمتنا حررنا قعطبة وحمر والعللة وجبال الوعل والقفلة وشخب وسلسلة القراميد والتباب السود وبإذن الله سنواصل ملاحم الانتصارات حتى ندحر المجوس الرافضة إلى ما وراء إب".
جبهات الضالع تكشف زيف قوة الحوثي التي لا تقهر
الجندي البطل شفيق الكور قال في حديثه للصحيفة: "إن الحوثة أجبن مما يصوره إعلامهم فهم يفرون بالرغم من تمترسهم في أعالي التباب وقمم الجبال وبالرغم من المتارس المحصنة التي يظلون يحفرونها ليل نهار، وبالرغم من كثافة العدة والعتاد التي يمتلكونها إلا أنهم في حالة انكسار متواصل".
تلاحم الصفوف وإخلاص النوايا عامل الانتصار الحاسم لأبطال المقاومة الجنوبية
سألنا الجندي شفيق الكور عن سبب تفوقهم قتاليا في معارك جبهة باب غلق بالرغم من سيطرة الحوثة على قمم الجبال وتمترسهم فيها، فرد علينا بجواب يسر الخاطر:
"السر في تفوقنا هو إيماننا وثقتنا المطلقة بنصر الله لطالما ونحن نقاتل على حق، ثانيا التلاحم الكبير بيننا وقتالنا على قلب رجل واحد جعلنا قوة صلبة برغم من حجم التعزيزات التي يدفع بها الحوثي إلا أنها تنهار أمام قواتنا في عشية وضحاها وهذا بفضل الله وبتأييده".
الجندي محمد عبدالله محمد هو الآخر أرسل رسالة للعدو الحوثي من حدود الفاخر مفادها: "إنا قادمون ولن يهدأ لنا بال حتى نراكم تهيمون في الأرض تلاحقكم لعنات من قتلتموهم بظلمكم وجبروتكم".
وللكهول قصة وفاء في أرض الأحرار
في جبهات شمال الضالع لم يقتصر واجب الدفاع المقدس على الشباب، بل كان لكبار السن حضور يثبت أصالة وشموخ أبناء الجنوب وبسالتهم في الدفاع عن أرضهم.
عبدالله سعيد عميد متقاعد تجاوز عمر الـ65 وجدناه يرابط مع الأبطال في جبهة باب غلق، حميته على أرضه ونخوته جعلته يتناسى كبر سنه ليلتحق بجبهات العزة والكرامة. يقول العميد عبدالله سعيد: "الحوثة نبتة خبيثة تم زرعها في جسد أمة محمد لتشويه الإسلام وهم عصابة مارقة لا تجيد سوى القتل والدمار ولذلك هبينا هبة رجل واحد للتصدي لهم والدفاع عن أعراضنا وأرضنا وديننا".