تقرير/عبدالرحمن النقيب
الشهيد البطل المقدم شلال الشوبجي مدير أمن ميناء المعلا، هو أسطورة المقاومة ورمز الحرية ومرجل الثورة المتوقد منذ نعومة أظافره.
القائد الفذ عرفته الميادين حرا ثائرا وبطلا مقداما لا يشق له غبار، ما إن دخل في مواجهة إلا وخرج منها منتصرا يجر أسرى العدو خلف سريته، عرفته الضالع في حرب 2015 بصولاته التي سطرها في جبهة حجر وفي الحصين، حيث كان أحد القيادات الشابة في المقاومة الجنوبية تحت قيادة اللواء شلال شائع وبعدها انتقل مع اللواء شائع إلى العاصمة عدن وكان أحد القيادات الأمنية في إدارة أمن عدن الذي كان لهم دور بارز في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب منذ أن تولى اللواء الركن/ شلال علي شائع إدارة أمن العاصمة عدن.
أبرز إنجازات الشهيد القائد الشوبجي
كانت إدارة أمن ميناء المعلا بقيادة المقدم شلال الشوبجي هي الإدارة الأولى من بين عدد من الإدارات الأمنية من حيث الانضباط بالدوام الرسمي وتطبيق الإجراءات الجزائية على المخالفين من الأفراد والضباط وصف ضباط، بالإضافة إلى أنه استوعب الكوادر المؤهلة وخبراتها القديمة في الإدارة، وهو الأمر الذي ساعده في نجاح عمله الإداري لأمن ميناء المعلا من خلال النهوض بالعمل الإداري إلى مستوى عالٍ وكانت إنجازات إدارة أمن ميناء المعلا مشهودة وتم نشرها بوسائل الإعلام المختلفة من خلال التقارير الفصلية والسنوية ونشاطاتها اليومية من خلال تمكن أفراد إدارة أمن ميناء المعلا من ضبط العشرات من عمليات التهريب والقبض على المهربين وإحالتهم إلى الجهات المختصة بالإضافة إلى إعادة الاستقرار الأمني لميناء المعلا وتسهيل الحركة التجارية وتشديد الإجراءات الأمنية لتأمين الميناء بنجاح.
فكان - رحمه الله - أثناء جلوسنا معه لفترة من الوقت نجده مشغولا بمتابعة نشاط عمل تأمين الميناء وتفقد العمال والموظفين في إدارة أمن الميناء أثناء فترة الدوام الرسمي، بالإضافة إلى نوبات الحراسات الأمنية وتشديد الإجراءات الأمنية بشكل مستمر وهو ما أسهم في الاستقرار الأمني الذي أدى إلى زيادة ونجاح الحركة التجارية في ميناء المعلا.
يشيد به الجميع ويحظى باحترام كبير
كان الشهيد البطل المقدم شلال الشوبجي يشيد به الجميع ويحظى باحترام كبير بين صفوف المسؤولين والعمال والموظفين وكل أفراد أمن عدن في ميناء المعلا؛ بل وكل الزوار والمنظمات الدولية، لما يقدمه من دور بارز في مجال عمله وتسهيل الحركة التجارية وحمايتها بدون أي إتاوات أو رشاوي بعكس المدراء السابقين قبل عام 2015 بحسب اعترافات للتجار الذين أكدوا بأنه كان في السابق يتم إلزام كل تاجر بدفع ضريبة خاصة لأفراد أمن الميناء بينما في عهد القائد البطل شلال الشوبجي ألغى كل هذه الأعمال التي تندرج ضمن قائمة الفساد المستورد أثناء فترة احتلال نظام عفاش للجنوب.
أبرز الأدوار الوطنية للشهيد الشوبجي
للشهيد البطل القائد شلال الشوبجي دور نضالي حافل بالتضحية والفداء لأجل الوطن إلى جانب اللواء شلال علي شايع منذ الوهلة الأولى لانطلاق الحراك الجنوبي في عام 2007 وحتى استشهاده يوم الجمعة الموافق 24 مايو 2019م من خلال تزعمه لقيادة القوات الجنوبية في جبهة العبارى بحجر شمال الضالع في معركة قطع النفس وتكبيد مليشيات الحوثي خسائر فادحة بالأرواح والعتاد وكذا مواجهة قوات ضبعان والأمن المركزي آنذاك وحماية وتأمين لفعاليات الحراك الجنوبي في الضالع والعاصمة عدن.
التحرير الأول للضالع
ففي يوم الـ 25 من مايو 2015 م يوم التحرير الأول للضالع من مليشيات الحوثي وعفاش، كان للقائد البطل الشهيد شلال الشوبجي ورفاقه الشهداء دور بارز في هذا النصر وكان أحد القيادات الميدانية للمقاومة الشعبية الجنوبية التي يقودها المناضل القائد شلال علي شائع حيث خاض معارك شرسة ضد مليشيات الحوثي الإيرانية وأسفرت المعارك عن تحقيق انتصارات كبيرة وكسر شوكة الحوثي في الضالع، وتكبيد المليشيات الحوثية خسائر فادحة لن تنساها حتى أن مشاهد دفن جثث عناصر المليشيات في مقابر جماعية تم حفرها ودفنهم فيها بالشيولات مشاهد لن تنساها المليشيات الإجرامية.
بعد التحرير الأول للضالع 2015م
وعقب استكمال وتأمين الضالع توجه القائد الشوبجي برفقة المناضل القائد شلال علي شائع إلى العاصمة عدن، بعد أن تم تعيينه مديرا لأمن عدن، حيث كان للقائد البطل الشوبجي دور بارز في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأجهزة الأمنية لمواصلة تطهير العاصمة عدن من الإرهاب وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فيها ومن ثم أصدر مدير أمن عدن اللواء الركن/ شلال علي شائع قراراً بتعيينه مديراً لأمن ميناء المعلا، وكان لإدارته إنجازات أمنية ناجحة أسهمت في النهوض بالعمل الأمني في الميناء إلى أعلى المستويات وذلك بشهادة كل اللجان التي نزلت للتفتيش على السجلات في الإدارة ومعظم المنظمات المحلية والدولية التي زارت إدارة أمن ميناء المعلا.
الدافع الوطني للشهيد القائد شلال
ومع ذلك كان الشهيد البطل المقدم شلال الشوبجي يمتاز بدافع وطني وإيمانه المطلق بالدفاع عن الوطن وعدم السماح للغزاة العلوج بالعودة مجددا لاحتلال الضالع خاصة والجنوب بشكل عام بعد أن تم تحرير الضالع في 25 مايو 2015م من مليشيات الحوثي وعفاش التي كانت تمارس أبشع الانتهاكات التي تندرج ضمن جرائم الحرب بحق المدنيين العزل وعسكرة الحياة المدنية من خلال احتلال مدن ومناطق الجنوب.
ربط الأحزمة
وعندما اقتربت مليشيات الحوثي من منطقة العبارى، مسقط رأس الشهيد القائد الشوبجي، ربط الأحزمة وانطلق على رأس قوة أمنية من أمن عدن إلى منطقة العبارى لتعزيز قوات مدير أمن عدن التي تقاتل في جبهات الحدود؛ حيث تمكن من قيادة جبهة العبارى بنفسه مقدما أروع الملاحم البطولية وتحقيق إنجازات وانتصارات ميدانية تكبدت من خلالها مليشيات الحوثي خسائر فادحة بالأروح والمعدات رغم أنه لم يمضِ على زفافه سوى شهر واحد فقط، إلا أنه ترك شهر "العسل" والمنصب والغرف المكيفة واتجه إلى جبهة العبارى وتقدم باتجاه معزوب عامر غرب قعطبة الواقعة شمال الضالع.
استشهاد القائد البطل شلال الشوبجي
وفي ظهر الجمعة الموافق 24 مايو ارتقى البطل شلال الشوبجي إلى ربه شهيدا مقبلا ليس مدبرا مدافعا عن الانتصار الأول وتحرير الضالع الذي تحقق في 25 مايو عام 2015 و الذي يصادف الذكرى الرابعة لتحرير الضالع من مليشيا الحوثي وعفاش يوم السبت الموافق 25 مايو 2019م التي تحاول مليشيات الحوثي الإيرانية إعادة احتلال الجنوب مرة أخرى بعد احتلال قوات الجمهورية العربية اليمنية بقيادة عفاش وحلفائه من حزب الإصلاح وبقية التنظيمات الإرهابية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب عام 1994م وتكرار احتلال الجنوب في شهر مارس 2015م حتى تمكنت القوات الجنوبية من تطهير الجنوب من الاحتلال الشمالي بدماء زكية وكان الشهيد البطل القائد شلال يحيى الشوبجي أبرز الشهداء الذين عاهدوا قيادته وقطع العهد وأقسم اليمين وأوفى بعهده ليفدي تراب هذا الوطن بدمه الطاهر ويرتقي شهيدا بعد مواجهات شرسة مع مليشيات الحوثي وجها لوجه وتحرير أحد المواقع في أطراف معزوب عامر شمال الضالع.
وداعا وإلى جنة الخلد يا شهيدنا القائد
فهنيئا لك الشهادة ولكل رفاقك الشهداء، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد القائد شلال الشوبجي وكل شهداء الجنوب بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى وبالنصر على أبطال قواتنا المدافعين على تراب هذا الوطن.