/ تقرير: محمد مقبل أبو شادي
مدينة الضالع الباسلة، والتي شكل تحريرها بالعام 2015 منطلقًا لتحرير باقي محافظات الجنوب من قبضة مليشيات الحوثي، تراهن التاريخ اليوم بأن تحرير حدودها الشمالية سيكون منطلقًا لتحرير اليمن الشمالي وإنهاء المشروع الفارسي في جنوب شبه الجزيرة العربية.
الضالع جغرافيا جنوبية آثرت على نفسها التضحية، وبدأت ذلك في مختلف المراحل التاريخية ولكنها كانت مؤخرًا مسرحًا للجنوبيين الذين توافدوا من أبين ولحج وعدن ويافع وشبوة للدفاع عنها وعن عاصمتهم الثورية وبوابة عدن الشمالية، التي أصبحت طريق التحرر الأقرب نحو مران وصنعاء اليوم.
لم تكن الخيارات صعبة أمام القوات الجنوبية المشتركة بجبهة الضالع الشمالية والغربية التي أعلنت عن انطلاق عمليات معركة "صمود الجبال" الهادفة إلى تقويض وضرب التواجد المسلح لمليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها شمال وغرب الضالع ومحافظات اليمن الوسطى الرافضة للتواجد الحوثي على أراضيها.
يقول قائد قوات الطوارئ والدعم الأمني بالضالع العقيد/ هيثم فضل نويصر بأن قوات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني استطاعت أن تنتقل نوعيًا من وضعية الدفاع إلى الهجوم واستطاعت أن تنقل المعركة الى مناطق إب وتعز اليمنية المحاذيتين للضالع.
خلال الأسبوع الماضي حققت القوات الجنوبية نجاحات بارزة انعكست إيجابًا على مستوى أداء القوات في الميدان وأنهكت الجماعة الانقلابية، ومن أبرز النجاحات التي حققتها القوات الجنوبية المشتركة خلال الأسبوع الماضي ما يلي:
- تحرير مواقع استراتيجية في مناطق الدوير وشخب والزبيريات والقفلة غربي منطقة الفاخر إثر عمليات نوعية شنتها القوات الجنوبية المشتركة المتمثلة بالحزام الأمني والطوارئ ووحدات ألوية العمالقة والصاعقة والمقاومة الجنوبية وغيرها.
- تضييق الخناق على عناصر مليشيات الحوثي في باب غلق وهو طريق استراتيجي لقطع الإمداد عن عناصر المليشيات في مناطق شمال حجر والطريق الأقرب نحو منطقة الفاخر الاستراتيجية.
- استهداف وتدمير مراكز عملياتية ميدانية وآليات حربية تابعة لمليشيات الحوثي بضربات موفقة لوحدات الدروع والمدفعية التابعة للقوات الجنوبية المشتركة شمال وغرب حجر.
- السيطرة على موقع الفراشة والمشمر والشبه ودار الصليب في جبهة تورصة بمديرية الأزارق غربي الضالع بعمليات نوعية للوحدات هناك من المقاومة بقيادة العقيد/ محمود البتول وقوات الكتيبة العاشرة حزم واللواء السادس صاعقة والمقاومة.
- استطاعت خلال الأسبوع الماضي القوات المشتركة في جبهة الأزارق الغربية من نقل المعركة إلى قلب مديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز اليمنية.
- حققت القوات الجنوبية المشتركة خلال الأسبوع الماضي نجاحات في جبهات شمال حجر وباجة في طريق السيطرة على كامل جغرافيا المديرية الحدودية هناك.
- في جبهة المشاريح الأشد ضراوًة والأكثر ناريًة غربي مديرية حجر استطاعت القوات الجنوبية المشتركة من السيطرة على اللكمة الغبراء وهي مواقع استراتيجية في المنطقة.
- تحقيق نجاحات بارزة على ميدان المعركة في محاور جبهات مريس واحتدام المعارك الضارية على تخوم جبل ناصة الاستراتيجي الذي أصبحت القوات المشتركة تسيطر عليه ناريًا وطرد المليشيات من هناك مجرد وقت لا أكثر.
- أسر العشرات من عناصر مليشيات الحوثي الانقلابية وتكبيدهم مختلف الخسائر في الأرواح والعتاد والممتلكات.
- وحققت القوات الجنوبية المشتركة بمختلف وحداتها نجاحات قياسية في مختلف الجبهات أوصلت مليشيات الحوثي الى مرحلة التقهقر ورجحت الكفة لصالح القوات المشتركة في الميدان.
غارات طيران التحالف تربك حسابات الانقلاب
الأسبوع الماضي شهد حضورًا محوريًا لمقاتلات التحالف العربي "سلاح الجو"، التي شاركت في العمليات العسكرية شمال الضالع، حيث استهدفت مقاتلات التحالف تعزيزات للمليشيات في محافظات ذمار وإب، وشنت سلسلة غارات جوية مكثفة وصفت بالنوعية والناجحة في مناطق الزبيريات والقفلة شرقي الفاخر، كما نشر المركز الإعلامي لجبهة الضالع وتأكيد المتحدث الرسمي للقوات المشتركة بالضالع النقيب/ ماجد الشعيبي الذي أكد قائلًا: بأن الحضور القوي والدخول المباشر لمقاتلات التحالف في معارك شمال الضالع انعكس إيجاباً على مستوى تحقيق النجاحات للقوات الجنوبية في مختلف الجبهات.
الغنائم التي تركتها مليشيات الحوثي تثبت تقهقرها
خلال الاسبوع الماضي وامتدادا لعمليات "صمود الجبال" - المعركة التي صعقت مليشيات الحوثي الانقلابية - حصلت المقاومة والقوات في جبهات الضالع على العديد من الأسلحة والعتاد والذخائر التي تركتها المليشيات في مواقع التي هربت منها إثر الضغط الكبير الذي تفرضه القوات الجنوبية وعملياتها النوعية في الجبهات النارية أهمها جبهتي الأزارق والفاخر.
ونشر المركز الإعلامي لجبهة الضالع صورًا لأسلحة وذخائر قال إن القوات المشتركة حصلت عليها في مواقع مليشيات الحوثي بجبهة شخب والزبيريات بعد فرار مليشيات الحوثي من مواقعها هناك.
ونشر المركز الإعلامي لجبهة الضالع أيضًا مقاطع مصورة قال إنها لغنائم القوات المشتركة التي حصلت عليها في مديرية ماوية بتعز.
ويرى مراقبون ومحللون عسكريون واستراتيجيون أن هروب مليشيات الحوثي وتركها أسلحتها ومعداتها في مواقعها دليل على وصول المليشيات الانقلابية مرحلة التقهقر مهما حاول إعلامها تضليل الرأي والعام ومحاولة تغطية النكبات المتوالية على مليشيات الحوثي هناك.
رهانات المعركة الفاصلة
(صمود الجبال)، وكما يصفها الكثير من الخبراء والمراقبون والمتابعون للمعارك، بأنها معركة فاصلًة مصيريًة في تاريخ اليمن شمالًا وجنوبًا، وأن رهانات المعركة تصب اليوم لصالح القوات الجنوبية التي لم تكتفي بالدفاع عن الأراضي الجنوبية بالضالع فحسب، بل استطاعت في خلال فترة وجيزة أن تزيح الخطر الحوثي من الحدود الجنوبية، ونقلت المعركة إلى المحافظات الوسطى التي من المتوقع أن تستكمل القوات الجنوبية والتحالف استكمال تحريرها من مسلحي الجماعة الانقلابية واستنهاض مقاومة الشمال أيضًا في إطار العملية التحررية الأكبر التي أصبح فيها الجنوب بقواته رقمًا يصعب تجاوزه .
(الضالع) ترسم لوحة الجنوب الواحد
ببساطتها وتواضع رجالها وترابها الذهبي ونسيم هوائها الطلق، الضالع التي لا تكتفي بحفر المقابر الجماعية لعناصر مليشيات الانقلاب فحسب؛ بل توسم لوحة الوطن الجنوبي الواحد التي ظلت غائبًة منذ ثمانينات القرن الماضي.
تتوافد إليها الجموع من ردفان ولحج وكرش، وأبين، والصبيحة، وسقطرة، والمهرة، والقوافل من شبوة ويافع، لترسم بجماجم الشهداء وتكتب بدمائهم لوحة الجنوب الواحد من إمضاء ثائر.