استطلاع: فؤاد جباري
يواصل أبطال المقاومة الجنوبية في جبهات شمال الضالع ملاحم الصمود في وجه جحافل المحتل غير آبهين بما تصنعه آلة الحرب المدمرة, شجعانا يزحفون فوق أساطير الزمن, يتفردون بصناعة تاريخ بطولي يريدونه متفردا كشجاعتهم ورباطة جأشهم وصمودهم الأسطوري منقطع النظير.
في الخط الحدودي الممتد من جبل جحاف وحتى سناح يرابط الآلاف من نشامى الجنوب, في السهول وعلى قمم التلال وفي الهضاب, ببسالة الفرسان يواجهون أقزام العدو المحتل وجها لوجه, رجال الموت باعوا أرواحهم لله, تجدهم يسابقون الموت يحملون أرواحهم على أكفهم, يقاتلون بصلابة الأوفياء لأرضهم ودينهم , فالموت عند أولئك الشجعان في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والدين شرف لا يناله إلا الصناديد الشجعان.
في جبهة حجر حيث تدور رحى حرب ضروس يتسابق الأبطال في مضمار الرجولة كلا يريد أن يسطر تاريخه بيده, هناك حيث لم يعد للتاريخ متسع لسرد ما هو آت فقد امتلأت صفحاته سردا لبطولات رجال استثنائيين أذهلوا العالم بشجاعتهم وبأسهم.
صوت المقاومة الجنوبية تسللت إلى مواقع الأبطال في جبهة الشريفة لتنقل للقارئ بالكلمة والصورة رسائل الأبطال التي بعثوها بكبرياء الشامخين, ليؤكدوا للعالم أن الضالع موئل الأسود الضارية التي تأبى عيش الضعفاء وتقاوم المحتل إلى آخر نفس.
البداية كانت مع المقاوم البطل الأستاذ/ أنور علي حسن يحمل شهادة الماجستير في التربية الأستاذ أنور قال " تركت كتبي ومقعد الدراسة وها أنا ذا هنا أرابط جنبا إلى جنب مع إخواني أبناء منطقة الشريفة مدافعين على أرضنا وأعراضنا فإما نعيش فوق التراب أحراراً شامخين أو نموت شهداء"
ويضيف الأستاذ أنور " الضالع عصية وستبقى حرة شامخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, نحن أبنائها الأبرار سنموت واقفين على حدودها لنصون ترابها وإذا انتهينا سيأتي أبناؤنا ليحملوا الراية جيل بعد جيل
العدو منهار وساعة الصفر اقتربت
ويؤكد الأستاذ أنور أن العدو في حالة انهيار بعد تلقيه ضربات قاتلة من سلاح أبطال القوات الجنوبية. فيقول
" العدو منهار وفي حالة انكسار ولم يتبق إلَّا الضربة القاضية التي تحضر لها قواتنا وستكون قاتلة بإذن الله "
سننتصر بإرادة الله وبعزيمة الرجال
الأستاذ أنور علي نجده يتحدث بروح يملؤها اليقين بنصر الله مؤكدا أن الضالع ستنتصر وسيلقى فيها مجوس العصر هزيمة نكراء لا تقلُّ بشاعة عن الهزيمة التي تلقوها في 2015
" نحن مدافعون على أرضنا وسنموت فيها وموتنا دفاعا عن أرضنا عزاً وكرامة, ليس لدينا ما نخسره ومستعدون أن نقدم قوافل من الشهداء لتظل الضالع بوابة الجنوب شامخة شموخ الجبال الرواسي" هكذا ختم المقاتل الأستاذ أنور علي رسالته من خطوط النار الأولى في موقع الشهيد القائد عبيد سناح في الشريفة بحجر.
لقائنا الثاني كان مع المقاوم الصلب مازن علي عبدالله أحد أبطال اللواء82, البطل مازن يرابط مع إخوانه في موقع الشهيد القائد عبيد سناح في الشريفة.
مازن تحدث لمراسل صوت (الـمـقـاومة الجنـوبـيــة) قائلا " نحن هنا نلقن العدو دروساً لن ينساها, يوما بعد يوم نتقدم ونطهر مواقع يتمترس فيها أذناب المجوس ونوشك على الوصول إلى منطقة الفاخر التي يتمركزون فيها"
جثث المليشيات لازالت تملأ تباب قرية الشريفة بحجر
ويضيف مازن " أنا هنا أرابط في خطوط التماس منذ بداية شهر رمضان, صدينا محاولات كثيرة لجحافل الحوثيين ونفذنا هجمات مباغته تمكنا فيها من قتل المئات منهم, والبعض منهم لازالت جثثهم مجندلة في التباب, فلا زلت أتذكر هجومهم المتكرر على مواقعنا في هذه الجبهة خصوصا في رمضان حيث زحف أكثر من 300 حوثيا محاولين السيطرة على مواقعنا ونحن كنا حينها قلة لا نتجاوز الثلاثين لكن الإرادة والعزيمة مكنتنا من دحرهم وملاحقتهم إلى خلف منطقة باجة"
استعداد قتالي وروح معنوية عالية
البطل مازن قال إنه وزملائه المرابطين في جبهة الشريفة على استعداد لمواصلة قتال المجوس وملاحقتهم إلى جحورهم فهم العدو الأخطر على الدين والعروبة فهم يخوضون حرب بالوكالة لتحقيق أطماع الفرس ولذلك فقتالهم جهاد في سبيل الله.
المقاتل البطل عدي عبدالله محمد أحد أبطال اللواء الأول مقاومة تحدث لــ"صوت المقاومة الجنوبية. قائلا " من مواقعنا في خطوط التماس في جبهة الشريفة نؤكد لأبناء شعبنا الجنوبي الأبي أننا الدرع الحصين للضالع والجنوب والصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات العدو المحتل, صامدون صمود جبل شمسان ولن نتزحزح حتى نؤمن حدود بلادنا"
ويضيف عدي قائلا " العدو الحوثي يعرف من نحن وقد جرب وحاول الهجوم على مواقعنا في رمضان ورأى كيف تحولت أرضنا إلى قبور لمليشياته التي فرت تاركة خلفها مئات الجرحى والقتلى "
معنويات الأبطال كالفولاذ والجميع يستعد لمعركة فاصلة
المقاتل الجسور محمد هادي مسعد من أبطال اللواء 82 المرابطين في جبهة الشريفة, نجد أنه يتمتع بروح قتالية قلَّ أن نجد لها نظير.
البطل محمد هادي قال في حديثة لــ(صوت المقاومة الجنوبية): " نحن منتصرون بقوة الحق الذي نموت لأجله, نرابط في خطوط النار لا يفصل بيننا وبين مواقع تمترس العدو إلا مسافة قصيرة ولهذا فهم تحت رحمة ضربات أسلحتنا التي تقتل منهم العشرات كل يوم "
ويضيف البطل محمد هادي " معنوياتنا تناطح الجبال الراسية ومستعدين نلاحق جرذان الكهوف ونردهم إلى جحورهم في جبال مران والله معنا".
ويؤكد هادي " نحن لهم بالمرصاد, وقد عدنا للتو من هجوم نفذناه منذ الصباح جنوب باجة ولاحقناهم إلى وسط القرية, هم جبناء لا يواجهون وسماتهم المكر والقنص من وراء الجدران لكن بإذن الله سنسحق ما تبقى من قواتهم في القريب العاجل فقط منتظرين إشارة من القيادة العليا وسنريكم فيهم يوما أسودا.
صالح حسن علي عبدالله ، مقاوم مدني من أبناء الشريفة وأحد المرابطين في موقع الظفير.
البطل صالح كان أحد المقاتلين الذين قابلناهم في جولتنا الاستطلاعية في الخطوط الأمامية لجبهة الشريفة جنوب حجر
المقاتل الجنوبي البطل صالح حسن علي قال في حديثه للصحيفة "من هنا من جبهات النضال والتحدي جبهة الشريفة، ومن موقع الشهيد عبدالله محمد قاسم منصر سناح ، سندافع عند الدين والأرض والعرض، ومن هذا الموقع سنلقن مليشيات الحوثي دروساً كل يوم.
باجة تبتلع جحافل المليشيات وستكون مقبرتهم
وأضاف قائلا "أقول للمليشيات الحوثية المتمرسين في جحورهم كالفئران وسط باجة، لقد جعلناكم متخفين بعد أن كنتم تتمخطرون على متن الدراجات النارية والأطقم عندما دخلتم باجة أول مرة، شهبنا من فوقكم تمطركم كل وقت وستمطركم كل يوم وسنذيقكم بأسنا ولن تروا في باجة إلا الموت والموت فقط وستكون مقبرتكم الكبيرة، و والله لولا الأوامر العسكرية بالبقاء في مواقعنا لزحفنا إليكم حتى نخرجكم منها أذلة صاغرين.
وأردف قائلا "نحن من فوقكم نحلق برصاصاتنا كالنسور بالليل والنهار ونحصد، وجثثكم التي ملأت أطراف باجة الجنوبية والتي لم تستطيعوا انتشالها والتي جرفتها السيول لخير شاهد. وكل ما يجري لكم من تنكيل بفضل جهود شبابنا المرابطين ليل نهار والمترقبين لحصد أرواحكم في كل لحظة."
واختتم البطل صالح حسن حديثه للصحيفة بالقول "لن نخاف الموت ، بل هي الشهادة التي جعلت من شبابنا يتسابقون عليها، و والله أننا لن نخاف الموت لان أيماننا بالله عز وجل القائل "وما تدري نفس بأي أرض تموت" ، والقائل سبحانه "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كُنْتُمْ في بروج مشيدة" إيماننا كبير جدا بحجم إيماننا وثقتنا بالدفاع عن الدين والوطن"
عظمة على عظمة
ما شاهدناه من صمود وروح معنوية في وجوه الأبطال في جبهة الشريفة جنوب حجر تعجز اللسان عن وصفه, شباب في ريعان العمر يتسابقون إلى حياض الموت بكل شموخ وإباء تاركين حب الدنيا وشغف الحياة وراء ظهورهم, وما شد انتباهي وأثلج صدري هو مشاهدة اثنين من أبطال المقاومة الجنوبية الجرحى, هذان البطلان جرحا في نفس المكان لكنهما عادا إليه رغم أن جراحهم لم تندمل بعد.
المليشيات تقتل المدنيين في المشاريح
في زيارتنا الاستطلاعية لجبهات حجر المتقدمة رأينا بشاعة الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي الإيرانية ضد الأبرياء العزل من المدنيين من أبناء مناطق الشريفة والمشاريح ولكمة الدوكي حيث أقدمت المليشيات الحوثية المتمركزة في المواقع الجنوبية لمعسكر الجُب جنوب غرب مديرية قعطبة صباح يوم الأربعاء 3يوليو 2019م على استهداف منازل المواطنين في قرية المشاريح شمال غرب منطقة حجر بقذائف الدبابات ومقذوفات الهاون.
سكان عالقين في قرية المشاريح لم يتمكنوا من النزوح لعدم وجود أماكن امنة تحتضنهم أكدوا أن المليشيات الحوثية بدأت قصفها للقرية عند بداية شروق الشمس واستمر القصف - من وقت لآخر- وبشكل متقطع حتى الساعة الثانية بعد الظهر، والذي دفع ساكني المنازل القريبة من مكان القصف إلى النزوح إلى العراء.
وقد استهدف القصف العشوائي أماكن متفرقة شمال شرق القرية، حيث سقطت أكثر من 7 قذائف بالقرب من منازل المدنيين، وتأثرت عدد من المنازل بأضرار طفيفة، في حين لم يسفر عن سقوط ضحايا بقدر ما أصاب الأهالي بنوبة من الخوف والهلع خصوصا بين أوساط النساء والأطفال.