25 عاما مضت نحو استعادة دولة الجنوب والحرب لازالت مستمرة ضد قوى الاحتلال اليمني

بشائر استعادة الدولة تتحقق كل يوم ..

25 عاما مضت نحو استعادة دولة الجنوب والحرب لازالت مستمرة ضد قوى الاحتلال اليمني

 25 عاما مضت نحو استعادة دولة الجنوب والحرب لازالت مستمرة ضد قوى الاحتلال اليمني
2019-07-07 15:43:39
صوت المقاومة/خاص
تحل علينا الذكرى الخامسة والعشرون لاحتلال الجنوب ( أرضاً وشعباً وهوية ) من قبل أبناء العربية اليمنية بزعامة الرئيس اليمني الهالك علي عبدالله صالح الذي أعلن حرب الشمال على الجنوب من ميدان السبعين يوم 27 أبريل 1994م وانتهت بالاحتلال مكتمل الأركان في 7/7/1994م .
هذه الذكرى المشؤومة لذلك الإعلان الذي أطلقه " الهالك صالح " عقب سنوات قليلة من الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، مثل بداية الانقلاب على الوحدة وعلى اتفاقياتها والتي انتهت وإلى الأبد عقب اجتياح الجنوب واحتلاله في صيف 1994م من قبل الشمال جيشاً وقبائل وبمشاركة إرهابيين، حيث أتى ذلك الاحتلال تتويجاً لإعلان 27 أبريل والفتاوى الدينية ضد الجنوب وشعبه من قبل رجال الدين في الشمال لاسيما المنتمين لحزب الإصلاح التكفيري  .
قتل بلا هوادة
عقب إعلان الحرب في ( 27 أبريل 1994م ) بادر مشايخ الدين في الشمال بدعوة الجميع إلى وجوب طاعة ولي الأمر وأجازوا قتل الجنوبيين وسفك دمائهم واستباحة أرضهم ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم وتدمير وطمس كل ما يذكر أو يشير إلى دولة الجنوب .
حيث جسدت تلك الحرب أبشع صور العدوان والظلم والإقصاء والتهميش من قبل المنتصر في الحرب ( الطرف الشمالي ) على ( الطرف الجنوبي ) الذي تعرض نظاماً وشعباً لأعمال القتل والإبادة والتشريد وتدمير مؤسساته العامة والخاصة وتسريح أبنائه من وظائفهم العسكرية والمدنية ونهب ثرواته وتحويل مقدراته إلى ملكية خاصة يذهب ريعها لأسرة الهالك وحاشيته ولقوى النفوذ التي شاركت معه في حرب العدوان على الجنوب واحتلاله بصيف 1994م .
ناهيك عن إثارة الفتن والنعرات المناطقية ودعم الإرهاب وممارسة كل أساليب القمع والإرهاب والقتل والتنكيل الذي مورس بحق الجنوبيين وخاصة عقب تفجير ثورتهم السلمية التحررية ( الحراك الجنوبي ) عام 2007م .
حرب مستمرة
وعلى الرغم من أسقاط " صالح " من كرسي الرئاسة وفقاً للمبادرة الخليجية عقب ثورة الشباب في الشمال عام 2011م، وتسليم كرسي الرئاسة لنائبه آنذاك الرئيس/ عبدربه منصور هادي، وما تلاها من أحداث سيما الانقلاب على شرعية هادي وعدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح في مارس 2015م، إلا أن الحرب على الجنوب من قبل تحالف 7/7 لاتزال مستمرة حتى اليوم ليس عسكرياً فحسب بل في كافة المجالات، رغم انتصار مقاومته الباسلة على مليشيات الحوثي وقوات صالح في يوليو 2015م وبدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وعلى الرغم مما أحدثه احتياج واحتلال الجنوب في السابع من يوليو 1994م والذي أتى تتويجاً لإعلان 27 أبريل، من جرح ونزيف دامي في الجسد الجنوبي جراء الجرائم المرتكبة والممارسات الهمجية الممنهجة من قبل أمراء الحرب بنظام العربية اليمنية (الشمال) الذي غرته نشوة الانتصار والتصرف بعقلية القبيلة فقتل وشرد وأخفى قسراً وحكم على قيادته بالإعدام وسرح عشرات الآلاف من موظفي الدولة والجيش والأمن إلى التقاعد القسري ودمر مؤسسات الدولة والمنشآت الحيوية وعمل على تغيير هويتها ومارس القمع والإقصاء والتهميش والتنكيل بكل ما هو جنوبي وسط صمت عربي ودولي .
رغم هذا كله وما تلاه، إلا الجنوبيين لم يرضخوا بل كانت هنالك مقاومة للاحتلال الشمالي الهمجي عبر عدة تنظيمات وحركات وطنية جنوبية مثل (اللجان الشعبية - حتم - موج) التي كبدته الخسائر وعبرت عن رفض ومقاومة الجنوب لهذا الاحتلال الغاشم.
والأهم تحرك الشرفاء من أبناء الجنوب من خلال العمل سراً على لملمة الصف الجنوبي المبعثر جراء ما أحدثه نظام صنعاء المحتل من شرخ، ونشر الفتن والمناطقية وغيرها من الممارسات التي عمدت على شق الصف، وزرع الإرهاب وتشوية صورة شعب الجنوب أمام العالم، حيث كان لهذا التحرك وتلك الجهود الوطنية المخلصة أن تتوج بالإعلان عن التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي في العام 2006م من جمعية ردفان في العاصمة عدن .
ثورة متجددة
وانتفض المارد الجنوبي مجدداً بإعلان انطلاقة ثورته السلمية (الحراك الجنوبي) في العام 2007م رغم آلة القمع والبطش الوحشية التي مارسها نظام الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب فقدم التضحيات تتلو التضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين في سبيل استعادة حقه المسلوب، وكان أنموذج ومدرسة للشعوب الأخرى بالنضال السلمي .
ومنذ انطلاقة الثورة الجنوبية التحررية المباركة وفي كل عام يكون شعب الجنوب مع موعداً جديداً للتعبيرعن رفضه وأدانته واستهجانه لهذا الإعلان 27 أبريل 1994م، حيث خرجت المسيرات الحاشدة والوقفات المنددة بكل ربوع الجنوب وأقيمت مليونيات في العاصمة عدن والمكلا وكذا وقفات وتظاهرات لأبناء الجنوب في الخارج. 
كل هذه الفعاليات والتظاهرات الشعبية أتت تعبيراً عن رفضهم لإعلان الحرب وما نتج عنه من احتلال لأرض الجنوب وتدمير دولتهم وللمطالبة باستعادتها كهدف استراتيجي لا تراجع عنه ومحاسبة كل من شارك باحتلال أرضهم وتدمير دولتهم وقتل شعبهم.
سقط المعلن ولم يسقط الاحتلال والحرب على الجنوب مستمرة من قبل تحالف 7/7 وعلى الرغم من أسقاط "صالح" من كرسي الرئاسة وفقاً للمبادرة الخليجية عقب ما تسمى بثورة الشباب في الشمال عام 2011م، وتسليم كرسي الرئاسة لنائبه آنذاك الرئيس/ عبدربه منصور هادي، وما تلاها من أحداث سيما الانقلاب على شرعية هادي من قبل المليشيات (الحوثي – قوات صالح) وسط صمت القوى بالشمال ومحاصرته وعدداً من الوزراء الجنوبيين بصنعاء وتمكنه من الفرار إلى العاصمة عدن.
وما تلاه من عدوان لمليشيات الحوثي وقوات صالح في مارس 2015م، على الجنوب إلا أن الحرب على الجنوب لاتزال مستمرة حتى اليوم ليس عسكرياً فحسب بل في كافة المجالات، رغم انتصار مقاومته الباسلة على مليشيات الحوثي وقوات صالح في يوليو 2015م وبدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .
إلا أنه وعلى الرغم من 24 عاماً على هذا الإعلان المشؤوم لاتزال الحرب مستمرة على الجنوب أرضاً وشعباً وهوية من قبل المليشيات وتحالف 7/7 في الشرعية لاسيما حزب الإصلاح المتطرف المسيطر على الشرعية والذي عمد على محاربة الجنوب وقيادته بدلاً من محاربة مليشيات الحوثي التي اغتصبت حتى غرف نومهم في الشمال، وإعدام حليفها "علي عبدالله صالح" الذي مكنهم من مؤسسات ومرافق الدولة وسلاح الجيش اليمني خلال تحالفه معهم ضد الشرعية وغزو الجنوب، واستهداف دول الجوار وتهديد الأمن القومي الخليجي من إراضي العربية اليمنية عبر دعم إيراني.
اليوم غير الأمس
وانتفض  الشعب في الجنوب في مليونية لم يسبق لها مثيل وتم تفويض القائد/ عيدروس الزبيدي بمليونية إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2016م، على تشكيل قيادة جنوبية، تم عقبها الإعلان عن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي ونيابة الشيخ هاني بن بريك، بتفويض شعبي في أكثر من مليونية لتمثيل الجنوب داخلياً وخارجياً .
واليوم وبفضل جهود المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية البطلة تحققت للجنوب بشائر استعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 22/5/1990م بعد أن حقق المجلس الانتقالي الجنوبي الكثير من المكاسب السياسية والعسكرية والأمنية والخدمية ولازالت النجاحات تتوالى.
رؤية موحدة 
وأثبتت الأحداث الأخيرة أن شعب الجنوب يقف تحت هدف واحد ورؤية موحدة من المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا لتحقيق الاستقلال ومحاربة التنظيمات والأحزاب الإرهابية ومنها حزب الإصلاح، حيث أثبتت الأحداث في سقطرى وحضرموت وشبوة أن شعب الجنوب يقف خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ويمضي بعزم وثبات نحو استعادة دولته ويتعامل بأفق منفتح من خلال الحوار الجنوبي الجنوبي بالنسبة لقوى الداخل وبدبلوماسية سياسية وشراكات استراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة.