في المناطق الشماليه نجد رواجاً وزيادة في اعداد الذين يطلقون على انفسهم «الوحدويون» او «المستنفعين من الوحده» وهم ببساطة من اصحاب المصلحه الذاتيه والانانيه، وهؤلاء منتشرون في كل مكان وزمان بل تجدهم حتى في عدن والرياض في صفوف السلطه الشرعيه، وكذلك تجدهم يتربعون على المواقع القياديه للمنظمات الدوليه العامله في اليمن والتي تتخذ من صنعاء مقرآ لها. يلفون على انفسهم عباءة العدل في توزيع الثروه والموارد ، ويخفون في داخلهم اشد انواع الممارسات الانفصاليه، يحولون دعم المنظمات الدوليه مثل منظمة الصحه العالميه ومنظمة الصليب الاحمر الدولي لدعم المستشفيات والمرافق الصحيه في مناطق الشمال بل ويسخرون موارد الدوله لتنمية تلك المناطق والاغرب من ذلك انهم يوجهون حتى الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للهدف عينه وخير دليل على ذلك ماقدمته منظمة الصحه العالميه من دعم لمستشفى الثوره بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثه والاعمال الانسانيه وماشهدته مستشفيات مأرب والجوف من دعم كبير بشكل مباشر من نفس المركز عبر وسطاء انفصاليو الشرعيه الشماليين.
تناقض جلى وواضح خلقته تلك الممارسات يعود بنا الى وضع ضالم ومظلم كما كان في عهد عفاش عندما ازدهرت مستشفيات ومناطق الشمال وضلت مستشفيات ومناطق الجنوب في بؤس شديد، هذا التناقض نوعٌ من (الكوميديا السوداء) التي تتحوّل فيها المواقف الجادة المُحزنة إلى مواقف ساخرة مُضحكة، ويُعبّر عنها المثل الشعبي (شرُّ البلّيةِ ما يُضحك)، الذي يُقال عندما يكون الموقف المأساوي قد وصل إلى درجةٍ من الجدية والقسوة والشدة بحيث تؤدي إلى الشلل والعجز ولم يُعدْ له مخرج إلا السخرية والضحك، وهذه المواقف من الكوميديا السوداء متكررة في واقعنا الحقيقي، ومن أمثلتها:
عندما يتحدّث الاشقاء عن كثرة الدعم والجسور الجويه ، وتتكلم الحكومه عن خطط التنميه والمشاريع الموعوده، وتتغنى القنوات الفضائيه للشرعيه عن الانجازات الغير موجوده، ويُكثر نزول المنظمات للاطلاع على واقع المستشفيات والمرافق الصحيه، وعندما تكثر المراسلات لتلك المرافق برفع الاحتياجات الى تلك المنظمات ، ويُدخل المسؤلون والقائمون على تلك المنظمات والمؤسسات الدوليه الداعمه في سبات عميق، وتتكرر الوعود وتذهب دراسات الاحتياجات ادراج الرياح ، بل المحزن ان تطول غربة مسؤولي الشرعيه في السعوديه الشقيقه لسنوات طويله وتنقطع اخبارهم عن الشعب الذي يسحقه الفقر ويشويه غلاء المعيشه وارتفاع العمله كل يوم.
