استطلاع ميداني :فؤاد جباري
في حجر تخرس الالسن وتصمت الأقلام عن الكلام فوحدها فوهات المدافع من تتكلم, طبيعة المنطقة المفتوحة من جهة الشمال جعلت حجر ساحة لحرب ضروس يتصدرها ابطال مناطق حجر على امتداداها من قعطبة شرقا حتى حدود الحشاء والازارق غربا.
ابطال المقاومة الجنوبية في حجر..ابهار رغم الحصار
وبرغم الحصار المطبق الذي تعيشه جبهات حجر المختلفة الا ان أهلها فضلوا الصمود يموتون في متارسهم واقفين كالجبال، لم يسجل التاريخ ان ثمة من خرج من ابطال المقاومة الجنوبية في حجر, فالجميع استرخصوا التضحية من اجل الأرض والعرض وقد تعاهدوا على ان يفتدوا ارضهم بدمائهم مهما كانت النتائج.
مراسل صوت المقاومة الجنوبية في الخطوط الامامية لجبهات الضالع الزميل الصحفي فؤاد جباري تنقل في زياراته الميدانية في عدد من الجبهات في حجر ابرزها جبهة حبيل الفرخ, والقفلة والشريفة وباجة, وفي جولته الاستطلاعية زار الزميل فؤاد الخطوط الأمامية التي يتواجد فيها أبناء قرية المشاريح في حبيل الفرخ، والتي لا يفصلهم عن مواقع العدو سوى مسافة قليلة، حيث قذائف الهاون ورصاصات القناصة تستهدف كل شيء يتحرك ،وحيث قلوب هزمت الخوف وأزلته من قاموس حياتهم
يقول فؤاد " وجدت هناك رجال أشاوس، وأسود مفترسة لا أدري من أين أتوا بتلك البسالة والشجاعة، هل هي إرث يجري في جيناتهم توارثوها عن الأباء والأجداد أم أنهم أكتسبوها وعشقوها بل وتفننوا بها حتى اختلفوا عن غيرهم.
وأضاف " حقا أقولها وبكل فخر، لقد رأيت فيهم بأس وصلابة ترافقها شموخ وكبرياء واعتزاز بالنفس، رأيتهم قوم يقدسون الأرض ويتشبثون بها كالأشجار، يتمسكون بكل ذرة رمل وسيضحون من أجلها بأموالهم وارواحهم,عشقوا المتارس والزناد ورائحة البارود حد الثمالة، ولا تطرب أسماعهم إلا أصوات البنادق وعزف الرشاشات، يتعطشون للنزال والمواجهة كما يتعطش مسافر الصحراء للماء.
ويردف الزميل فؤاد بقوله " رأيتهم كالبنيان المرصوص، الكتف بالكتف والزند بالزند، يقتسمون رغيف الخبز وشربة الماء بينهم بالتساوي, مدنيون صنعت منهم هذه الحرب أشجع الفرسان وأصلب المقاتلين،، وبأفعالهم وبطولاتهم وجدارتهم أثبتوا أنهم يتفوقون على خريجي الكليات والأكاديميات العسكرية فقد لقنوا المليشيات الحوثية أعتى الدروس في فنون الحرب، وأثخنوا فيها، وانتصروا لمنطقتهم في أكثر من خمسة نزالات شهدت معارك حقيقية وجه لوجه كانت الكلاشن والقنابل اليدوية سيدة الموقف ولازالوا ينتصرون انهم رجال يرون في حربهم لهذه المليشيات الحوثية عبادة، وغايتهم من الله الشهادة، فهنيئا لحجر رجال مثل هؤلاء،، إنهم ثروتها وكنوزها فعلاً.
موفد صوت المقاومة الجنوبية التقى في جولته الاستطلاعية بعدد من المقاتلين الابطال في جبهة البراكين المشتعلة حيث تحدث معهم عن قرب ونقل صدى أصواتهم في سطور الاستطلاع الذي ننشره في السطور التالية:
رسالة الابطال في جبهات حجر لمليشيات الاحتلال " والله لو صعدتم السماء لأصعدنا الله اليكم او لأمطركم الينا "
في بداية اللقاء تحدث لموفد الصحيفة القائد الميداني وضاح محسن علي قائد موقع القفلة وهو موقع استراتيجي عرف كموقع عسكري هام في عهد الدولة الجنوبية قبل الوحدة المشؤومة.
القيادي وضاح محسن قال " نحن أبناء المقاومة الجنوبية خرجنا من مختلف مناطق وقرى وعزل حجر للدفاع عن ارضنا واعراضنا وديننا وكرامتنا, ولن نتزحزح او نتراجع قيد انملة الا الى قبورنا, نحن ندافع عن انفسنا نقف صفا واحدا في وجه عدو محتل بغيض, اتى من اقاصي الدنيا ليعتدي على الأمنيين في منازلهم فكيف لا نقف في وجهه ونقاتله"
وأضاف القيادي وضاح محسن " العدو منهار وفي انكسار وقد حاولوا خمس مرات التقدم صوب مواقعنا لكنهم واجهوا وحوش ضارية لقنتهم دروس لن ينسوها في الصمود والذود عن الكرامة"
واردف قائلا" مليشيات ايران انكسرت في جبهات الضالع مرة أخرى لكنها لازالت تكابر محاولة تغطية عورتها بمنخل الاعلام الكاذب والزوامل فيما المعطيات على الأرض تؤكد ان اذناب ايران يسحقون تحت نعال الابطال ولازالت جثثهم مجندلة في التباب من المشاريح والى اخر موقع "
أرضنا مقدسة ولن يدخلها الغزاة ولو سقطنا جميعنا شهداء
ويواصل القيادي وضاح محسن قائلا" حجر لن تنكسر وكلنا مشاريع شهادة, أبناء حجر تعاهدوا الا يسمحوا للغازي البغيض ان يدنس ثرى ارضهم ولو كلف الامر ان يستشهدوا من اكبرهم الى اصغرهم في سبيل عزة وكرامة حجر والضالع و الجنوب بشكل عام "
خرجنا من كل قرى حجر, من وادي مطر, من الحذأة وقرض وخورة وحبيل لجلب وكل قرى حجر الأخرى كلنا نقف صفا واحدا في سبيل الدفاع عن ارضنا"
موقع القفلة في حجر يعد موقعا استراتيجيا حاولت المليشيات مرارا وتكرار السيطرة عليه, حيث خاض ابطال المقاومة الجنوبية بقيادة وضاح محسن اكثر من خمس مواجهات مع جحافل المليشيات اخرها كان يوم الاثنين الماضي عندما حاولت قطعان المجوس التقدم صوب المرياح ولكنها اصطدمت بمقاومة شرسة من قبل الابطال سقط على اثرها عشرات القتلى منهم لازالت جثثهم مرمية في التباب وبالقرب من البيوت ومزارع القات.
رسالة من جبهة الصمود
رغم بسالة المواجهة التي يبديها الابطال في جبهة حجر الا ان المقاومة الجنوبية هناك تفتقر الى السلاح والدعم اللوجيستي ليواصل الابطال ملاحم البطولة التي اكد قائد موقع القفلة وضاح محسن انه ورفاق سلاحه لن يكونوا الا سياج حصين وصخرة تتحطم عليها أطماع
المليشيات في اقتحام قرى حجر" صامدون في متارسنا ولن تزعزعنا الرياح العاتية ولن يتقدم جرذان المحتل قيد انملة وفينا عرق ينبض بالحياة "
المقاتل البطل الدكتور بكيل محسن حسين تحدث الى موفد صوت المقاومة الجنوبية قائلا " نحن هنا صامدون كالجبال الراسية ندافع عن ارضنا واعراضنا ولن يتقدموا الا على جثثنا"
الدكتور بكيل مثله مثل الكثيرين من ابطال الضالع من الكوادر الطبية تجده يتنقل تارة يسعف الجرحى وتارة يحمل بندقيته ويشارك في المواجهات, انها الضالع حيث الاستثناء الجميل
" انا هنا جنبا الى جنب مع الرفاق, اداوي الجرحى واذا ما اشتدت المواجهة حملت سلاحي لأشارك معهم في الالتحام مع العدو هجوما او دفاع "
اما المقاوم الصلب أكرم الهاشمي فقد وجه رسالته " رسالته الى جحافل العدو الباغي قائلا لهم " من هنا من موقع القفلة اخاطبكم بخطاب القائد المغوار خالد بن الوليد للروم فأقول لكم مثلما قال لهم “اين ستذهبون منا والله لو صعدتم السماء لأصعدنا الله اليكم او لأمطركم الينا"
ويواصل المقام الهاشمي مخاطبا اذناب المجوس " أنتم فئة باغية وجب اجتثاثها، اتيتم من كهوف صعدة لتقتلوا الأطفال والنساء وتهدموا البيوت وتقتلون بلاهدف اما نحن والله اننا نقاتل من اجل قضية مقدسة نموت من اجلها شهداء الا وهي الدفاع عن الأرض والعرض والدين.
رسالة الى القاعدين في بيوتهم
المقاوم البطل أكرم الهاشمي أرسل رسالة الى من اقعدتهم ملذات الدنيا في بيوتهم قائلا " هبوا الى الجبهات فو الله ان لم تموتوا من اجل شرفكم واعراضكم لتموتن قهرا تحت اقدام المحتل البغيض الذي لن يرحمكم ان أنتم ظليتم تتفرجون عليه فأمة لا يرتص أبنائها للدفاع عنها لا تستحق المجد"
المقاوم البطل محسن علي عبده أحد ابطال المقاومة الجنوبية في جبهة حجر، ضابط سابق في الجيش الجنوبي ممن تم تسريحهم في عهد دولة المحتل بعد الوحدة المشؤومة.
المقاوم محسن علي عبده قال " انا احد الضباط الجنوبيين لبيت نداء الواجب والتحقت بالجبهة أشارك الابطال وافيدهم بخبرتي في الجيش, سواء في السلاح او في التكتيك العسكري, ومن منبر صحيفة صوت المقاومة الجنوبية أوجه دعوه لزملائي ضباط الجيش الجنوبي السابق أقول لهم هبوا الى الجبهات فالوطن يناديكم ولا خير فيكم ان لم تلبوا النداء"
المقاتل المغوار الطالب وضاح سمير محمود من بني مطر يرابط في جبهات حجر منذ اشتعال المواجهات، وضاح يقول " انا هنا من اجل الدفاع عن وطني عن كرامة ارضي سنقاتل حتى أحر قطرة من دمائنا، معنوايتنا عالية تعانق السماء ومنتظرين إشارة التقدم من القيادة العلياء لكنس ما تبقى من جرذان المليشيات الى ما وراء الفاخر"
المقتل اصيل احمد محمد تحدث الى موفد صوت المقاومة الجنوبية وهو يمتشق معدله الرشاش في حين يلتف على رقبته شريط من رصاص الموت يجهزها لتكن نارا تحرق اكباد المجوس.
المقاوم البطل اصيل تحدث قائلا " نقول للغازي الواهم عد بمن تبقى من مقاتليك فلا داعي للمكابرة فقد دخلت مستنقع الموت وغامرت بجرذانك الى لظى جهنم, انها الضالع أيها الارعن اسأل من سبقوك كيف ساقتهم نيران بنادقنا الى الموت زمرا"
ويضيف اصيل " انا أحد منتسبي لواء القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب، عدت الى قريتي للدفاع عنها حين نادى المنادي ولن نتزحزح قيد انملة الا جثث هامدة "
اما المقتل الضرغام بشار محمد احمد فقد استهل حديثه مرحبا بموفد صحيفة صوت المقاومة الجنوبية الى جبهات حجر, شاكرا جهود طاقم الصحيفة في توثيق ملاحم الشرف والبطولة التي يخوضها الابطال في كل جبهات الضالع.
البطل بشار قال " نقول للغزاة الضالع عصية وستظل مقبرة للغزاة ولن يشفى غليلنا سوى التوغل في كهوفكم والأيام بيننا "
لقائنا الأخير كان مع المقاوم البطل نائف الطويل, نائف قال ان الحوثي يحصد الخيبة والخسران حين فكر بالعودة مجددا الى الضالع, فأهل الضالع معروفون ببسالتهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم وكل ما يملكون من اجل ارضهم واعراضهم وكرامتهم, ولن يسمحوا للمحتل ان يدنس تراب ارضهم ولو سقطوا شهداء جميعهم.
وأضاف " نحن صامدون وعلى أهبة الاستعداد للتقدم صوب الفاخر لولا ان القيادة منعت التقدم ووجهت بالبقاء في خطوط الدفاع حتى تعلن ساعة الصفر التي نأمل ان تكون قريبة"