استطلاع ميداني / علي الهدياني
على امتداد خطوط المواجهة بين قوات المقاومة الجنوبية وابطال مريس مع مليشيات الحوثي في الجبهات المشتعلة من شرق مريس مرورا بحمر قعطبة وجبال باب غلق وصولا الى شخب وسليم وحجر وتورصة في الازارق غرب الضالع يواصل نشامى المقاومة الجنوبية رسم خارطة الحدود الجنوبية بدمائهم الزكية التي استرخصوها في سبيل الذود عن الأرض والعرض والدين.
هناك حيث لا صوت يعلو على أصوات التكبير والتهليل الذي ما ان يردده ابطال المقاومة الجنوبية في احد المواقع احتفاءً بالنصر حتى يرتد صداه من موقع اخر محاذ, بكبريائهم الجنوبي المعهود وثقتهم بالله وتأييده وبروح معنوية تناطح السحاب يتزاحم ابطال الجنوب على الخطوط الامامية ولا سواها.
صوت المقاومة الجنوبية كانت حاضرة تفاصيل ملاحم الشرف والبطولة التي يسطرها ابطال المقاومة الجنوبية في الحدود الشمالية لضالع الصمود وكعادتها اقتربت من اسود المقاومة وسجلت انطباعاتهم في الاستطلاع التالي:
في البداية كان لقاءنا مع العقيد عبدالفتاح مثنى شائف من ضباط اللواء الأول صاعقة الذي وجدناه يرابط مع رفاق سلاحه في التباب المحيطة بمعسكر العللة بعد تحريره , العقيد عبدالفتاح قال انه يرابط في الجبهة منذ البداية وانه لن يبرح مترسه حتى يتم دحر الغزاة من حدود الضالع.
رسائل يبعثها الابطال المرابطون في خطوط التماس شمال الضالع
" نحن هنا ولن نتزحزح من متارسنا قيد انملة, وليعلم الغازي الملعون اننا سنفجر الأرض حمما وبراكين تحت اقدم مليشياته" هكذا تحدث العقيد عبدالفتاح مثنى
مضيفا " سيعلم الحوثي وازلامه انه حسبها غلط حين قرر استفزاز الأسود الرابضة في الضالع فوالله انه فتح على نفسه أبواب جهنم وسيرى نتائج ما حصدته يداه حين قرر غزو الضالع مجددا"
واردف العقيد عبدالفتاح " هزمنا الروافض شر هزيمة في 2015 ونحن نقاتلهم ببنادقنا الشخصية التي كنا نتناوب عليها ليل نهار فما بالكم ونحن اليوم اكثر عزيمة واشد بأسا لدينا من العتاد ما يكفي ولدينا من المقاتلين الشجعان من سيمرغ انوف الروافض في الوحل"
خرجنا للذود عن الأرض والعرض وبعنا ارواحنا لله ولنصرة جنوبنا الغالي
الجندي احمد يحي الصولاني تحدث الينا من مترسه وهو يراقب تحركات العدو قائلا " أيام سوداء قادمة على المليشيات وهذا عهد علينا, خرجنا للذود عن الأرض والعرض وبعنا ارواحنا لله ولنصرة جنوبنا الغالي ولن نعود الى منازلنا الا منتصرين او شهداء"
ويضيف الصولاني " الضالع عصية وتحميها سواعد أبنائها الميامين, ليس منا خائنا او متخاذل, كلنا لبينا النداء حين دعتنا الأرض لنحميها ونذود عنها من أطماع الغزاة, فليس لنا من هذه الدنيا الا ارضنا واعراضنا وديننا, خلقنا احرار شامخين وسنعيش احرار ما حيينا"
في الموقع المقابل كان المقاوم البطل عبدالفتاح عبادي يقوم بعملية صيانة لرشاش الشيلكا الذي يرمي عليه, صعدنا اليه لنسجل دردشة قصيرة معه فألهب حماسنا حين قال " بعناها لله الواحد القهار فأرواحنا ليست اغلى من تربة الجنوب, وأضاف " مثلما قابلتني في المسيمير والعند في 2015 وقلت لك النصر حليفنا ها انا اعود وأكرر من حدود شمال الضالع وأقول النصر حليفنا بإذن الله ومشيئته فمن متى كانت الضالع تقبل ان يدنس ترابها الغزاة الروافض"
وأردف عبادي قائلا " صحيح تم تهميشنا واقصائنا بعد الانتصارات التي حققناها في 2015 لكن تظل تلك الممارسات "فردية" ومهما كان حجم الألم الذي تعرضنا له الا ان أمن الجنوب يظل خط احمر ومن يفكر في المساس بذرة رمل من رماله سيكون طعام للكلاب الضالة وقد رأى العدو ذلك بأم عينه فلا داعي للمكابرة "
النقيب عبدالقوي محمد السعيدي من الكتيبة الأولى حزم في عدن قابلناه في أطراف شخب يرابط جنبا الى جنب مع رفاق سلاحه " النقيب السعيدي تحدث لصوت المقاومة الجنوبية بمعنويات عالية مؤكدا انه وزملائهم متحفزين لسحق فلول الغزاة وانهم ينتظرون إشارة التقدم من القيادة لتطهير مناطق الفاخر والعود من دنس الغزاة وتأمين حدود الجنوب الشمالية.
حربنا مع الغزاة حرب مصير لا هوادة فيها
" رددنا لهم الصاع صاعين وسنواصل سحقهم على حدود الضالع والبادي اظلم, نحن مدافعين عن ارضنا وديننا ونقاتل عدو باغي اتى من كهوف ما قبل التاريخ ليعتدي على الأمنيين ويستهدف الأبرياء في بيوتهم فكيف لنا ان لا نشبعهم قتلا وتنكيلا "
ويضيف " حربنا معهم لا هوادة فيها فهم في نظرنا غزاة حاقدين أتوا من اقاصي الشمال محملين بالأحقاد والطائفية يريدون ان يستبيحون ارضنا فسحقناهم وتركنا جثثهم طعاما للكلاب"
واردف السعيدي قائلا " هم يدركون تماما من هي الضالع لكنهم وعلى ما يبدو نسوا الدرس القاسي الذي لقناهم إياه في 2015 فعادوا ليواجهوا مصير اسواء من المصير الذي لاقوه على ايدي الابطال ذاتهم وفي المكان ذاتها"
النقيب ماهر عبدالرحمن أبو ذياب قائد فصيلة المدفعية في اللواء الأول صاعقة تحدث الينا وهو يستعد للحاق بزملائه الذين تقدموا لتعزيز الجبهة في اطراف سليم " نحن هنا ننتصر او نموت " هكذا بدا النقيب ماهر حديثه الينا مردفا " اما نعيش احرار او نرحل شهداء شامخين، لسنا ممن يرتضي حياة الذل والخضوع والمهانة ولدتنا امهاتنا احرار وعشنا على ثرى ارضنا ثوار وعلى درب الاف الشهداء والجرحى سائرون اما النصر او الشهادة "
ويضيف " الحمد لله قواتنا في تقدم مستمر وقد اثبتنا للقاصي والداني ان الضالع كانت وستظل مقبرة المجوس الروافض, ففي 2015 دفنا جثثهم في مقابر جماعية وبالشيول وفي هذا العام تركناها لتأكلها الكلاب وعلى الباغي تدور الدوائر"
ويختتم النقيب ماهر أبو ذياب بالتحية لكل الابطال المرابطين في خطوط النار الأولى " انتم حماة الأرض والعرض والدين رباطكم جهاد في سبيل الله وموتكم شهادة فلا تفتروا "
صعدنا الى موقع قحوش في شخب وهو اعلى موقع يطل على سليم وشخب وحمر قعطبة شرقا وهناك وجدنا ثلة اسود المقاومة الجنوبية الابطال بقيادة رماح الصولاني, شباب في مقتبل العمر شقوا طريقا بطريقة احترافية وبدهاء عسكري لا يتقنه سوى القادة المتمرسين في شؤون الحرب من خريجي اكاديميات الحرب العلياء.
سنتوغل في عمق أراضي العدو وسنرد لهم الصاع صاعين
لقائنا الأول هناك كان مع المقاوم البطل الزبير الشعيبي والذي استهل حديثه الينا بالتحية للجميع " نحن هنا نرابط في خط النار الأول في هذا الموقع الاستراتيجي المطل على كل المناطق شمال قعطبة"
وأضاف " نحن رجال المقاومة الجنوبية من لقنا الغزاة دروسا لن ينساها طول الزمن, ومن هذا الموقع المتقدم نجدد العهد للشهداء الميامين والجرحى الابطال ونقول لهم لن يهدى لنا بال حتى نتوغل في عمق اب وهذا عهد قطعناه على انفسنا وان غدا ناظره قريب"
أطباء ومعلمين ورياضيين في الخطوط المتقدمة لجبهة الفاخر
الدكتور عبداللطيف الضبياني ترك عمله في مجال الطب واتى يشارك الابطال ملاحم الشرف والبطولة " تركنا وظائفنا حين دعا داعي الجنوب فلبينا النداء وها نحن نرابط في خطوط النار الأولى من اجل الجنوب واستعادة الدولة كاملة السيادة "
ويضيف " لم اكن بحاجة لشيء فوظيفتي تكفيني بعيدا عن الموت لكن ضميري لم يرتاح الا وانا بين رفاقي في خنادق الدفاع عن الوطن والثورة وهو ما يجب ان يعيه حلفائنا اننا معهم وسندهم طالما وهم معنا في تحقيق هدفنا الذي ضحينا بالاف الشهداء والجرحى لأجل تحقيقه الا وهو التحرير والاستقلال"
بعد حديثنا مع الدكتور عبداللطيف الضبياني تحدثنا مع الأستاذ جياب صالح سعيد مدرس في احدى مدارس الضالع , الأستاذ جياب قال ان داعي الوطن عز عليه وعلى الكثيرين من زملائه المعلمين الذين لم يكن لوظيفتهم كمعلمين ان تعفيهم من تلبية نداء الواجب وهو ما اتى بالاستاذ جياب الى خطوط النار الأولى في جبهة شخب.
" الضالع تقف اليوم على قلب رجل واحد, الكل حمل السلاح والكل مشروع شهيد, معلمين وأطباء ومحاميين ورياضيين نقف اليوم جميعا في خندق الدفاع عن الأرض والعرض ولهذا لا خوف على الضالع.
اما المقام البطل عبدالكريم موسى احد ابطال سرية الصاعقة في المقاومة الجنوبية تلك الكتيبة التي مرغت انوف الغزاة في التراب في معارك 2015, عبدالكريم موسى وهو شقيق الشهيد احمد موسى وجدناه مرابطا في مترسه في اطراف منطقة سليم.
عبدالكريم قال ان المليشيات في وضع منهار وان الضربات التي تلقتها على ايدي ابطال المقاومة الجنوبية قاتلة ولا تقل عن تلك التي تلقتها على ايدي ذات الابطال في 2015.
" مهما حشدوا ومهما جمعوا والله ان الضالع مقبره لهم ولن ينجوا من بأسنا بإذن الله " ويضيف " قاتلناهم في 2015 ونحن نفتقر الى ابسط مقومات النصر فما بالهم اليوم ونحن نمتلك المدفع والدبابة والصواريخ الموجهة
