تصاعدت موجة الغضب والاستياء في عاصمة محافظة لحج الحوطة بسبب الأزمات الخدمية والمعيشية التي تعصف بها في ظل تجاهُل تامّ من قِبَل السلطة المحلية بلحج غير القادرة على تأمين المتطلبات الرئيسية اليومية من كهرباء ومياه لآلاف الأسر.
ويعيش سكان لحج حالة مزرية من الاوضاع الخدمية والمعيشية وفي ظل ظروف مأساوية يعاني السكان صعوبة توفير ماء الشرب بالاضافة الى انقطاع التيار الكهربائي وتدهور الخدمات ما جعل سكان المدينة يعيشون حياة اشبه بالبدائية حيث تفتقر المدينة التي يرزح سكانها تحت وطأة الفقر وانعدام شروط الحياة الانسانية الى ابسط الخدمات الضرورية للعيش .
و يسارع الاهالي الى حاويات المياه التي تزود المنطقة بالماء بشكل دوري للحصول على حصتهم منها وسط مخاوفهم من استمرار حالة التدهور التي يعيشونها.
ويتراجع مستوى المعيشة في مدينة الحوطة بلحج منذ سنوات عقب تحرير المدينة من سيطرة مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح لأسباب بينها ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية وتدهورها وانقطاع وتراجع فرص العمل وحاجة القطاع الخدمي للتأهيل.
ومع بلوغ درجات الحرارة في المدينة مستويات قياسية وتراجع ساعات توفير الطاقة الكهربائية في عموم المناطق وغيابها شبه الكامل في مدن مثل الحوطة وتبن طالب الأهالي في تصريحات بتوفير الخدمات(كهرباء ومياه ونظافة وصحة) حيث أن الحوطة تعرف انها من أشد المناطق حرارة وأقلها خدمة.
ويحاول أهالي مدن لحج التعايش مع الوضع لكنهم يبدون مخاوف كبيرة من مزيد من التدهور خلال الفترة المقبلة ما ينذر بغليان شعبي .
وكشف مسؤول محلي في لحج الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام إن مايحدث في مدينة الحوطة هو سياسية تضييق وعقاب على الأهالي لم يقتصر على هذا بل تعدى ذلك الى لقمة العيش وحرب الخدمات من انقطاع الكهرباء والمياه وغيرها.
وأضاف أن أسعار المواد الغذائية أصبحت خيالية تتحطم بها اطماع رجال المال والأعمال على حساب الشعب مياه الشرب باتت نادرة وإن وجدت فأسعارها باهظة وتقوم صهاريج يملكها مدنيون بتوزيع المياه على المنازل.
وعلق عدد من السكان المحليين عن مايحدث قائلين إن الوضع الحالي لايمكن تحمله بأي حال من الأحوال وعلى السلطة المحلية في محافظة لحج مراجعة سياستها.
وقال رئيس إتحاد الأدباء والكتاب فرع لحج الأستاذ محمود المداوي لـ"عدن تايم": نغالط أنفسنا كثير اذا قلنا أن محافظة لحج وتحديدا مديريتي الحوطة وتبن تعيش أوضاع خدمية صحيحة بكل تأكيد مثل هذه المغالطة لن يصدقها المواطن الذي صار يعاني الأمرين في الحصول على الخدمات العامة التي هي حق إنساني ووطني يجب ان يتحصل عليه إلا أن ذلك غدا أمرا مستحيلا.
وأضاف المداوي هذه هي السنة الرابعة والخدمات العامة ضائعة عن أصحابها تتلهى بها ادارت غير مكترثة بتوفير ها للناس وهو ان دل على شيء فإنما يدل على وجود عبث منظم ومقصود لزيادة معاناة الناس لاسيما محدودي الدخل.
وأكد إلى أن التلاعب بالخدمات كافة يؤكد أن هناك استخفاف بالرأي العام واستهانة بالمواطنين إلى حد يكاد يلامس كرامة الإنسان وماذا بعد ذلك .. وتساءل لدي سؤال ارفعه إلى العقلاء في السلطة المحلية في محافظة لحج واكرره ماذا بعد الكرامة اذا تم جرحها كما يحدث وعلى مدار الأيام التي خلت ؟
وقالت المواطنة أم محمد من مدينة الحوطة بلحج إن نسبة البطالة في لحج بلغت أكثر من 50 في المائة وأن النسبة في ارتفاع مستمر ما لم توفر لها درجات وظيفية وخاصة في الشركات والمصانع التي تعج بالعمالة من أبناء المناطق الشمالية فالبطالة إضافة إلى مشكلة الكهرباء تمثل أبرز معاناة تعيشها المدينة في الوقت الراهن مبينة في حديثها أن كل العوامل مشجعة على خروج أهالي الحوطة بمظاهرات جديدة ترفض هذا الواقع المؤلم.
واضافت لـ"عدن تايم": إن الحوطة قدمت تضحيات كبيرة وضحت بأعز شبابها في دحر مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في عام 2015م عند اجتياحها للمدينة آنذاك فهل يكون الجزاء هذا ؟ إهمال وحرب الخدمات .. وقالت على المحافظ أن يكون صريح مع الناس في من يقف وراء سياسة العقاب على المدينة ويحاسب كل مقصر
