كتب وائل التختر
يوم الامس صحوت على صوت اذان الظهر ، اديت الصلاه ، وعدت لافتح الفيس اطالع الاخبار الجديده ،شاهدت منشور لصديق من يافع انه بدا تحرك قافله من المقاتلين الاشداء ، وترافقهم قافلة غذائيه جمعها اهالي منطقة مرفد يافع من قوت اولادهم ومصاريفهم الشخصيه دعما ونصرة لجبهات القتال المشتعله في حدود الضالع ، عند قراتي للخبر احسست بفرحه ونشوه واقشعر بدني عند قراتي للخبر .
اقفلت الفيس بوك وذهبت لاجلب اغراض للبيت من السوق وفي طريقي رايت سيارات عليها لوافت مكتوب عليها المجلس الانتقالي ومشائخ واعيان وابناء الضالع يرحبون باهلهم من يافع المدد ، وبدون وعي مني نسيت اغراض المنزل ودورت بدراجتي وتبعتهم لمنطقة الاستقبال والتي تبعد سبعه كيلو متر عن السوق ، قدت دراجتي بشكل سريع حتى الحق المستقبلين.
كان الجو ماطرا والغيوم بدات بتغطية الضالع ، وفي طريقي بدا شريط من الذكريات الاليمه للحرب النفسيه والاعلاميه ، ابطأت قيادة الدراجه ومشيت بهدوء ، تذكرت موجات التحريش والتفرقه بين الضالع ويافع وابين وعدن ولحج والصبيحه وشبوه وحضرموت والمهره وسقطرى(الاحتلال الضالعي لعدن ، يافع ابتال الضالع واتباعهم ، ردفان فقط للاستخدام الضالعي ، هل سيتسع الجنوب لابين وشبوه ،حضرموت سيطرت الضالع على قرارها ، دكوا الضالع ويافع احرقوها) ...الخ من نماذج الحرب الاعلاميه التي يبذل عليها العدو ملايين الريالات كل يوم كي يشق الصف ويهدم ما بنيناه في سنين الثوره السلميه ، والذي كان يستغل الاخطاء الفرديه ليخلق بؤر صراع جديده ، كنت عند قراتي لتلك المنشورات والاخبار وسماعي للتسجيلات ورؤيتي للفيديوهات اتألم واكبت ذلك في نفسي ولا انجر للصدام مع من تأثروا بموجات التحريش مهما كانت الاساءه للضالع وامنع بعض بني جلدتنا ان ينجروا لذلك الصراع ؛ لإني كنت اعلم ان ذلك مخطط ومدروس حتى يأتي يوم معلوم يقدم فيه العدو على حماقة اقتحام الجنوب واعادة احتلاله وكل منطقة قد سلخت من محيطها ، فيستفرد بكل منطقه على حده ، فلا مغيث ولا نصير ، وعندها سيتحقق للعدو مناه ، في اعادة الاحتلال واعادة اذلالنا وهيانتنا !!
واثناء قيادتي للدراجه ، وفجأة احسست بخطر رهيب ، لقد اتى اليوم الذي توقعته وانتظرته ، العدو يحشد ويهاجم في كل حدودنا الجنوبيه وركز هجومه على الضالع ، يالله الخطر داهم هل سيستفرد بنا العدو ، معسكرات الشرعيه سُلمت للحوثي وازداد قوه ، زاد القلق واحسست بوجع في بطني لبرهه ، فاوقفت دراجتي بجانب الخط ، واستنشقت هواء نقيا ، كي يزول القلق والوجع .
عدت لقيادة الدراجه ، وتذكرت ان التشاؤم لايفيد ، بدات بقيادة الدراجه ببطئ وبدا لي شريط ذكريات للايام السابقه في حربنا الجديده تذكرت وصول اول موكب من مقاتلي ابين بعد ساعات قليله من اعلان الحرب على الضالع ، وعند وصولهم اراد اهل الضالع استضافتهم في البيوت الا انهم رفضوا البقاء في البيوت ،وقالوا :- من اراد ان يضيفنا فليرتب لنا مواقع قتاليه في الصفوف الاماميه ، وتذكرت وصول قافله من المقاتلين وقافله غذائيه من حالمين واراد اهل ضيافتهم الا انهم رفضوا وقالوا احجزوا لنا مواقع قتاليه في الصفوف الاماميه ،
بدات استبشر واتفاءل وتابعت طريقي تذكرت وصول قافله من عدن مقاتلين وغذاء وارد الاهالي استضافتهم فقالوا كما قال اهل ابين وحالمين ، ارتفعت معنوياتي وفرحت كثيرا ، تذكرت وصول موكب الصبيحه من مقاتلين وغذاء وسلاح وحدث نفس ما حدث مع اهل ابين وحالمين وعدن وانطلقوا للجبهه ، وعندها من كثر الفرح بكيت ونزلت دموعي لا اراديا ، تذكرت مواكب شبوه وردفان والواصله سابقا ، وتذكرت من ارتقوا شهداء منهم وجرحوا في المعركه من ابين وعدن ويافع فانهمرت دموعي بغزاره ولم استطع ايقافها ، وتذكرت كل الكتاب والمثقفين والاعلاميين الذين لم يبخلوا بمناصرتهم للضالع في المواقع والصحف والقنوات ، استشعرت قلقهم عند كل معركه ، ولامست تالمهم في كل خيبه ، واحسست بفرحتهم في كل انتصار واسعدني ذلك كثيرا ، وصلت لنقطه عسكريه والدموع ظاهرة على خدي اوقفني الجندي وسالني ما بالك لما تبكي ، هل حدث لك مكروه ،هل لديك مشكله ؟؟؟قلت له :- لا يوجد اي شيء كل شيء تمام ، اصر علي بالسؤال ؟؟ تحججت بان الريح هي من انزلت الدموع كوني كنت اقود بسرعه ، فظهر عليه الاقتناع وسمح لي بالمرور .
عدت لقيادة الدراجه والتفت الى دار الحيد فرايته سعيدا هو الاخر متباهيا بمن وصلوا لنصرته من كل حدب وصوب ، وعندها تنفست الصعداء وارتفعت معنوياتي ولامست السماء وقلت زال الخطر وانتصرنا على عدونا الذي اراد فتح ثغره ليمر منها ويسيطر على ارضنا ، هزمت الحرب الاعلاميه التي اردات تفرقينا ، انتصرنا على انفسنا وانانيتنا وتسامينا على الجراح .
قلت في سري واقولها في العلن لله دركم ايها العظماء ، عطاؤكم اغرقنا ، ادمعتموني يا كبار ، وقوفكم بجانبنا في محنتنا زادنا عزيمه واصرار على هزيمة العدو وسحقه.
مقاتليكم نريد ان نضعهم في حدقات اعيننا ، لولا ان اقدار الله تسبقنا ولا نستطيع ردها ،لفديناكم بارواحنا ودمائنا !!
ويقال ان اصدق الايادِ التي تمد للانسان هي الايادِ التي تمد وقت الازمات والغرق ، ونحن يسعدنا ويشرفنا وجودكم ايها الشرفاء الى جانبنا في هذه الاوقات العصيبه ونعدكم ان نكون معا يد واحده في كل الاوقات العصيبه وسنبادلكم الوفاء بالوفاء !!
وبعدها استقبلنا موكب يافع البطله وتبادلنا القبلات الصادقه وعدنا لمدينه الضالع لنتحفي بمن اتوا لنصرتنا وقد كان وصولهم بشرى خير لتحرير مناطق جديده في حدود الضالع !!
ودمتم ودام الجنوب بخير وحب وتلاحم ونصر وامان باذن الله !!
✍ وائل التختر
