*خاص..بسبب شظف العيش وقساوة الظروف ..أطفال عدن.. سوق العمل بدلا من المدارس!*

*خاص..بسبب شظف العيش وقساوة الظروف ..أطفال عدن.. سوق العمل بدلا من المدارس!*

*خاص..بسبب شظف العيش وقساوة الظروف ..أطفال عدن.. سوق العمل بدلا من المدارس!*
2019-05-06 21:33:47
صوت المقاومة/خاص
تقرير: نوال باقطيان 
في عدن تتسع رقعة الأطفال المنخرطين بسوق العمل بدلا عن ارتيادهم مقاعد الدراسة، ففي ظل الأوضاع الاقتصادية وتضرر القطاع الخاص أصبحت العائلات تعول على اطفالها في تحصيل لقمة العيش، وأصبح السوق المركزي للخضار (الشريجة) في مديرية المنصورة أحد المراتع الخصبة لطالبي العمل، ليس فقط الكبار من العاطلين بل أيضا من الأطفال وعمالة الأطفال في سوق المنصورة مجرد غيض من فيض من أسواق ومحلات عدة تستوعب الأطفال للاستغلال والعمل.
هربا من الحرب التي طالت محافظة الحديدة استقر معتز ذو العشرة أعوام مع والدته وبقية إخوته الثلاثة في محافظة عدن في حي زهرة خليل. 
 
فآلة الحرب التي كان أبو معتز أحد وقودها – وغيره الكثير من الرجال - ألقت بمعتز وأسرته بمهاوي الحاجة والعوز والفقر؛ ليجد نفسه زهاء ستة أشهر يعمل في سوق الخضار. 
 
ففي صباح يوم غائم يذهب معتز وبرفقته أصدقائه وزملاء العمل بمختلف أعمارهم من الأطفال بملابسهم البالية ووجوههم السمراء وأجسادهم الغضة الضئيلة من أثر العمل لحمل السلل الممتلئة بالخضروات. يقول معتز: (إنني هنا أجمع البطاط لأذهب لأمي مع الظهر لتطهو لنا أمي وجبة الغداء، فوالدي توفي في الحديدة في الحرب وأمي تخرج لتتسول لتأتي لنا بما يسد رمقنا).
 
البطاط غالي
يرتاد الطفل سعد عبدالله منذ ثلاثة أعوام سوق الخضار، فجمع البطاط وغيره من الخضروات من سوق الخضار تساهم في إعداد وجبة الغداء في ظل بطالة والده وفقر أسرته المكونة من ستة أفراد. حيث يقول سعد: (لأن البطاط غالي، والدتي تطلب مني أن أجمع لها البطاط لتطبخ لنا وجبة الغداء، فوالدي لا يعمل وأنا أكبر إخوتي). 
 
الإجازة الصيفية في السوق
محمد أحد الأطفال المرتادين سوق الخضار والذي يبلغ عشر سنوات، حيث تعرّف محمد على السوق من أحد معارفه ونصحه بارتياد السوق للعمل. يقول محمد: (إني أرتاد المدرسة وأنا الآن في الصف الخامس ولأن الآن إجازة آتي إلى هنا لأعمل يوميا، أما خلال العام الدراسي آتي يوم الجمعة فقط، فوالدي لا يعمل ويبلغ أفراد أسرتي ثمانية أفراد فعملي هنا يساهم في نفقات المنزل بعد خروج والدي من العمل).
 
 
 
إحصائيات 
خلال عام ٢٠١٥ أجرت منظمة العمل الدولية إحصائية، ركزت خلالها على وضع الأطفال في أربعة بلدان: الأردن والعراق واليمن ولبنان؛ وعليه تتواجد أعلى معدلات عمالة الأطفال في اليمن؛ وذلك بنسبة ١٤ في ٪ من الأطفال في اليمن حوالي ٨٣٥ ألف طفل تتراوح أعمارهم بين ٥ إلى ١٤ عاما.
كما تقدر آخر الإحصائيات الرسمية أن عدد الأطفال العاملين في اليمن يفوق ٤٠٠ ألف طفل عامل ينتمون للفئة العمرية (١٠ - ١٤) نسبة الذكور منهم ٥٥.٨ ٪ ونسبة الإناث ٤٤.٢ ٪.
وتفيد منظمة العمل الدولية في تقرير لها بأن نحو ٣٤.٣ ٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٧.٥ عاما يعملون في اليمن. وتشير إلى أن العدد في ارتفاع متواصل، وتؤكد المنظمة وجود ٤ مليون طفل يعملون في اليمن محرومين من أبسط حقوقهم، الأمر الذي يثير - بحسبها - حالة من الطوارئ تستوجب تحركا دوليا للمساعدة على الحد من هذه الظاهرة المخيفة. 
 
مضايقات   
يلاقي أغلبية الأطفال مضايقات من الضباط في سجن المنصورة المجاور؛ حيث يقوم هؤلاء بعد شكوى الباعة في السوق بالقبض على الأطفال وضربهم وسجنهم في قبو تحت الأرض.
 يقول معتز: (يقبض العساكر على أحدنا بعض مرات للاشتباه بمحاولتنا بالسرقة، فعندما نجمع الكثير من الخضروات فإنهم يشتبهون بنا بسرقتها).
 بينما يقول سعد: (نتعرض هنا لعدة مضايقات كالضرب والسجن فأنا لا أستطيع العودة إلى السوق بسبب تهديهم لي بعدما أخذت أحد العربات لأحمل بها الخضروات، فسوق الخضار في مديرية المعلا أفضل؛ حيث يتم الدفع لي في اليوم الواحد ٦ ألف فأأكل وأشبع وأساهم في نفقات المنزل).