يستغرب الكثير من المتابعين من حجم الانتصارات التي يحققها الحوثي في الجبهات المختلفة أو حتى مجرد الصمود لاربع سنوات والحاق كل هذه الهزائم بالتحالف رغم حجم الحرب المعلنة ضده.
وفي الواقع فإن حكومة هادي هي المعنية أولا وأخيرا بمحاربة المد الحوثي، فمعظم أعضائها وعلى رأسهم الرئيس نفسه ذاقوا الامرين من الانقلابيين وينبغي أن يكونوا في مقدمة صفوف المعركة، إلا أن ما نراه هو تأخرهم إلى الصفوف الخلفية والزج بغيرهم في صراع مزمن كلف الالاف من الارواح الجنوبية.
ولم تكتف تلك الحكومة بالتراجع والوقوف موقف المتفرج، بل أن الكثير من القائمين عليها قدموا خدمات نوعية للحوثي كلفت خسائر ميدانية مقابل تحقيق مصالح خاصة لا تخدم سوى المتنفذين.
ولقد طال الحديث عن مؤامرة تحيكها حكومة هادي مع من تصفهم هي بالانقلابيين، بهدف السيطرة على الجنوب بعد افراغه من مخزونه من الشباب، وها هو حزب الاصلاح يعقد مؤتمراته في الجنوب بمسميات وهمية ويعلن اليدومي عن عودة مرتقبة له ولانصاره إلى عدن بصفتها عاصمة مؤقتة على حد قوله.
وإذا ما اقتربنا إلى الواقع أكثر، فسنجد أن حكومة هادي بالفعل، ومن ورائها حزب الاصلاح من يقفون وراء انتصارات الحوثي ويهيئون له ظروف حسم المعركة..
فالمدعو عثمان مجلي والذي يشغل منصب وزير زراعة هادي يمتلك ارتباطات كثيرة مع الحوثيين وتتقاطع مصالحه معهم على أكثر من صعيد، آخرها سماحه بدخول كميات هائلة من مواد تستخدم في صناعة المتفجرات والصواريخ البالستية إلى مناطق سيطرة الحوثي وهو ما أكدته مصادر موثوقة.
وبحسب تلك المصادر فإن عبدالرقيب الفار وهو مدير مكتب مجلي هو من يشرف بشكل مباشر على تمرير تلك الصفقات المشبوهة ويعمل على تسهيل وصولها بيد الحوثيين.
وإلى بداية العام 2018، كان عبدالرقيب الفار مديرا لمكتب الزراعة في محافظة صعدة ويمتلك عددا من محلات بيع الاسمدة والمبيدات الزراعية ويتعامل معه الحوثيون بصفته شريك لمخططاتهم، قبل أن ينتقل إلى عدن ويشغل منصبا حساسا يؤهله لخدمة الانقلابيين بشكل أكبر.
وما يدعو للريبة أيضا فإن شقيق عبدالرقيب الفار ويدعى "وائل" هو مسؤول لدى الحوثيين ويعمل في هيئة مكلفة بجمع البيانات والمعلومات الديمغرافية للمناطق التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها.
ومن بين تلك المناطق التي شملتها المسوحات الحوثية مؤخرا، مديريات في محافظات الضالع والبيضاء وتعز وتؤدي دورا استخباراتيا عالي الدقة.
فهل يا ترى هي صدفة أن يشغل شقيقان مناصب حساسة لدى جهات ينبغي أن تكون متحاربة، أم أن الأمر جزء من الخدمات التي تقدمها شرعية هادي لخصومها الافتراضيين بغية الالتفاف على القضية الجنوبية وتسليم عدن وبقية المحافظات لتنظيم الاخوان، اللاعب الخفي في كل تلك المؤامرات.