تحل علينا بعد أيام الذكرى الثانية لـ"إعلان عدن التاريخي"، الناجز في 4 مايو / أيار 2017م، والجنوب يشهد حراكًا سياسيًا وعسكريًا كبيرين، من خلال التحركات المتسارعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمرونة الرهيبة التي يتمتع بها الانتقالي لا سيما على المستوى الخارجي، بالاضافة الى الحرب المستعرة على الحدود (الجنوبية الشمالية) بين "جيش الجنوب" ومكونات القوات الشمالية.
إن يوم "إعلان عدن التاريخي" يمثلّ منعطفًا تاريخيًا عظيمًا في مسيرة الثورة الجنوبية، حيث يُعد انجازًا عظيمًا كان الجنوبيين يتطلعون إليه منذ أن نسف نظام صنعاء بكل مبادئ ومواثيق "الوحدة" من خلال الحرب الهمجية التي شنها نظام صنعاء على أرض "الجنوب" في صيف عام 1994م؛ ولذلك فإن أهمية ذكرى "إعلان عدن التاريخي" تعتبر كبيرة لدى كافة الجنوبيين، وأصبح هذا اليوم يومًا خالدًا يجب أن يُخلد في صفحات "تاريخ الجنوب" الذهبية.
لقد أصبح لزامًا على كل أبناء "الجنوب" الحفاظ، وبكل شراسة، على هذا المنجز الهام لا سيما وانهُ جاء بعد سنوات عجاف من المعاناة من قبل نظام صنعاء، الذي مارس كل صنوف التهميش والاقصاء والاستبعاد على الجنوبيين منذ إعلان "الوحدة" في نهار 21 مايو / أيار 1990م.
إن هذه الذكرى، هي ذكرى كافة الجنوبيين من العاصمة "عدن" (الأم) وإلى "حضرموت" الآبية، ومن "مهرة" الصمود وحتى "سقطرى" الرهيبة، ومن "ضالع" الشموخ وإلى "أبين" العز، ومن "ردفان" التاريخ وإلى "لحج" الخضيرة، ويجب على أبناء "الجنوب" التكاتف ورص الصفوف، والالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي لحساسّية المرحلة التي نمر بها وأهميتها؛ فالعالم أصبح لا يعترف إلا بالطرف القوي، والمنظّم.. نعم أن المرحلة الراهنة هي فرصة الجنوبيين الاخيرة للخروج من قوقعة "الوحدة"، وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة التي تحتوي كل الجنوبيين، وتعطيهم حقوقهم التي نُهبت عليهم منذُ أكثر من ثلاثون عامًا.