ورشة لنشر قيم وثقافة السلام بالمجتمع" بعدن

ورشة لنشر قيم وثقافة السلام بالمجتمع" بعدن

ورشة لنشر قيم وثقافة السلام بالمجتمع" بعدن
2019-04-25 18:54:08
صوت المقاومة/خاص-عدن
 علاء عادل حنش:
نظم "اكاديميون من اجل السلام" ورشة تدريبية وحوارية حول (نشر قيم وثقافة السلام في المجتمع) صباح يوم الخميس 25 ابريل/ نيسان 2019م، في كلية اللغات بمديرية خورمكسر في العاصمة عدن.
واستهل الورشة، د.فضل الربيعي بالحديث عن مفهوم السلام، وقال ان السلام "يعد من المواضيع المهمة التي تنال اهتمام كبير من قبل الناشطين والمؤسسات والمنظمات على المستوى المحلي والدولي عمومًا".
وأضاف "مفهوم السلام يشير إلى توفير السلم والاستقرار كبديل للحروب والنزاعات والفوضى.. ويضم عدة نشاطات تهدف الى منع ظهور النزاع والصراع مجددًا، من خلال اتباع وإعداد خطط عمل متكاملة في سبيل تحقيق السلام، وتشمل هذه الخطط العديد من الفعاليات والأبعاد وتمر عبر مختلف مراحل تبدأ في فترات النزاع والصراع مرورًا بحفظ السلام ووصولًا إلى صناعة السلام".
وتابع: "نقوم بكل ذلك بسبب استمرار الحروب والنزاعات، الامر الذي يستدعي تكثيف الجهود لإنجاح عملية السلام، وتحقيق الغايات، وإرساء السلم والأمن المجتمعي".
واستطرد: "أصبح موضوع العمل على السلام مسألة ضرورية في بيئة مليئة بالتوتر والعنف والقيم المتدنية والمظالم وغياب التسامح واحترام حقوق الإنسان.. فعندما اتخذت ثقافة السلاح مركزًا مهيمنًا في معظم بلداننا العربية مع الأسف ولاسيما في اليمن، الأمر الذي يهدد مستقبل البلاد عامة والشباب خاصة بوصفهم جيل المستقبل".
وعن مصادر نشر السلام أكد الربيعي ان الإعلام بكل وسائطه يعد المصدر الأول لنشر ثقافة بناء السلام، بالاضافة الى اتباع الأسلوب المدني والرقي الثقافي في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
واشار الى انهُ يمكن نشر ثقافة السلام من خلال الابتعاد عن نشر المقالات والتصريحات والتغريدات التي تثير الخلافات بين الأفراد والجماعات في المجتمع، ونشر قيم المحبة والتسامح واللحمة الوطنية من خلال منشوراتنا المختلفة، وتسخير وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف بناء السلام".
وقال ان المعنيين بالعمل على نشر السلام هم "المثقفون والاكاديميون والتربويون والمؤسسات المدنية والوسائط الاجتماعية وطلاب الجامعة"، مؤكدًا انهُ يقع عليهم الدور الهام في تعزيز ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف والإرهاب والتطرف.
واضاف ان ذلك يتم عن طريق تغيير مواقفهم "تجاه الأوضاع المحتقنة والتقاليد المقيتة، التي تنتج الصرعات دائمًا، وتوجهات وسلوكهم المدرك لأهمية العيش معًا  ويكونوا مسؤولين عن الدفاع عن حدود السلم واللاعنف، ونشر تقافة وقيم السلام عبر الوسائط الاجتماعية".
وتابع "الحاجة للسلام تتزايد مع زيادة عدد الصراعات الداخلية التي تسببت في وفاة الآلاف من المدنيين، وتهجير أجزاء كبيرة من السكان، وأجبار الأفراد والجماعات على الرحيل، والحرب الراهنة وما تركته أثارًا سلبية على مستوى المجتمع إن كان من الناحية النفسية ام الديمغرافية أم من ناحية التعايش بين الناس والمكونات".
وعن الشباب قال الربيعي انهم يشكلون أكثر من "نصف سكان المجتمع، ويعيشون في سياقات هشة ومتضررة من النزاع، وهم من أكثر أشكال العنف تضررًا في كثير من الأحيان، وأيضًا من العنف السياسي والعصابات الإجرامية إلى الجريمة المنظمة والهجمات الإرهابية، ويمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و30 عامًا غالبية ضحايا العنف المسلح القاتل".
واضاف: "انعدام فرص الحصول على التعليم والخدمات الاجتماعية الأساسية والفرص الاقتصادية وغياب الدولة وتطبيق القوانين، وانعدام العدالة وحقوق الانسان
هذه المؤشرات وحدها تبرر إدراج الشباب في واجهة صنع السياسات وتأمين المستقبل".
وعن تعزيز مشاركة الشباب في بناء السلام أكد انهُ يتطلب رفع من مكانتهم ومستوياتهم العلمية عبر الدورات والبرامج الثقافية المختلفة، بالاضافة الى نهج اقتصادي يحدد الشباب على أنه عنصر أساسي للتنمية الاقتصادية لبلدهم، ويعزز حصولهم على الفرص الاقتصادية باعتبارها أساسية لتنميتهم، الى جانب نهج اجتماعي وسياسي يربط الشباب بالمجتمع المدني والساحة السياسية، ويتيح لهم الفرص والتدريب والدعم لمشاركتهم النشطة ومشاركتهم في الحياة العامة".
وأكد انهم يعملون على اعداد دليل ارشادي، بالاضافة الى عمل مثل هذه الورشات في باقي الكليات والمدارس.
من جانبه، قال عميد كلية اللغات الدكتور جمال محمد الجعدني ان السلام لن يحل إلا بعقول الجنوبيين.
واضاف ان المجتمع يعول كثيرًا على الاكاديميين في ترسيخ مفاهيم السلام.
وأكد أن كلية اللغات ترحب لمثل هكذا ورش وأنشطة تصب في صالح المجتمع بعيدًا عن الخلافات والمناكفات السياسية.
واشار الى ان أي كلام أو خطاب يصدر من أي شخص فهو مسؤول عن كلامه، ويجب "ان ننتبه لما نقوله".
بدوره، أكد وكيل محافظة عدن لشؤون الشباب عبد الرؤوف السقاف ان الجنوب يشهد حراكًا مجتمعيًا كبيرًا في محاربة مظاهر العنف بخلاف المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين.
وأشار الى ان الحوثيين طالبوا الأمم المتحدة بايقاف أي برامج تحث على نشر السلام.
وقال ان المحافظة على استعداد تام لدعم أي انشطة واعمال شبابية تفيد المجتمع.
فيما أكد الاستاذ في كلية التربية بالضالع د. داؤود صالح ان السلام يأتي من الشخص ذاته، مستشهدًا بايات من القرآن الحكيم.
بعدها، قُسم الحاضرين إلى خمس مجموعات؛ كي تخرج الورشة بنتائج معينة.