شهدت العاصمة عدن في الآونة الاخيرة نشاطا دبلوماسيا وحراكا دوليا غير مسبوق على مختلف الصعد، سواء تلك الزيارات التي التقى خلالها مسؤولون اوروبيون بالحكومة الشرعية او بقادة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وهدفت تلك الزيارات المتتالية استمرار الدعم الاقتصادي من الدول المانحة، كما عكست بجلاء ما تنعم به المدينة الساحلية من استقرار ورخاء مقارنة بمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وشهدت عدن زيارات متعددة لعدد من وفود ومسؤولي الدول العظمى صاحبة القرار الأهم في الأمم المتحدة: الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين، إضافة لسفراء السويد وتركيا وكوريا والسعودية والإمارات وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة.
وجدد سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، دعم بلاده لأمن واستقرار اليمن، وأشاد السفير الروسي خلال مؤتمر صحفي عقده في عدن بالتحسن الأمني المتنامي الذي تشهده العاصمة عدن، وأشار إلى أن زيارته إلى عدن جاءت بناءً على دعوة من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والحكومة الشرعية، للتعرف عن كثب على الوضع في عدن.
ولفت "ديدوشكين" إلى أن زيارته شملت عدداً من المنشآت الاقتصادية منها محطة الحسوة الكهروحرارية وميناء عدن والبنك المركزي اليمني، وذكر السفير الروسي أنه اطلع خلال زيارته العاصمة المؤقتة عدن، على الأضرار التي لحقت بالقنصلية الروسية العامة في عدن، مثمناً جهود الحكومة الشرعية واستعدادها إعادة إعمار القنصلية خلال الفترة القادمة.
ورأى مراقبون في ذلك الحراك الدبلوماسي والاقتصادي الذي تشهده عدن ، علامة فارقة على ان مستقبلا ناهضا ينتظر المدينة ، التي باتت تنعم بالامن والاستقرار بفضل اليقظة الامنية لمختلف الاجهزة الامنية في المدنية ، مشيرين إلى أن وصول مسئولي الدول العظمى إلى العاصمة عدن هو بمثابة فتح بوابة الدعم الاقتصادي لليمن ورغبة تلك الدول واقتناعها باستئناف العمل الدبلوماسي والاقتصادي في بلادنا من جديد.
كما نجحت مشاركة رئيس الوزراء معين عبدالملك في عقد عدد من اللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى والتي مهدت لخلق بيئة مناسبة لإعادة العمل الدبلوماسي من العاصمة عدن، ودعوة الشركاء الدوليين لإعادة فتح سفاراتهم في المدينة، الأمر الذي لم يتأخر كثيرا حيث شهدت العاصمة عدن حراكا دبلوماسيا هو الأعلى من نوعه لسفراء دول كبرى على رأسها أمريكا وروسيا.
وتُعتَبر زيارة سفراء الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي وبقية الدول العظمى للعاصمة عدن صفعة سياسية ودبلوماسية واقتصادية في وجه ميليشيا الحوثي الارهابية التي تعجز حتى الآن عن الحصول على أي دعم يذكر من أي الدول الكبرى، التي ترفض التعامل معها باعتبارها مليشيا انقلابية خارجة على القانون، وهو ما يزيد من تقوقعها وانعزالها يوماً بعد يوم، وفي الوقت نفسه يحمل دلالات هامة على ان عدن ستكون محل التواجد الإقليمي والدولي وذلك للمكانة التارخية والاقتصادية التي تحضى بها المدينة قديما وحديثا.