استطلاع ميداني: علي الهدياني-محمد الزبيري
في جبهة العود شمال قعطبة تتقدم أسود المقاومة الجنوبية صوب معاقل المليشيات الحوثية في جبل الشامي وفي بيت الشوكي وعزاب بكل ثبات وبسالة.
أبطالٌ في ريعان الشباب ينتشرون في التباب والجبال على امتداد الطريق الرابط بين قعطبة والعود وصولا إلى النادرة في إب اليمنية.
"صوت المقاومة الجنوبية" كانت حاضرة تشارك الأبطال تفاصيل حياتهم في ملاحم الصمود مع مليشيات الكهنوت الحوثي المتخلف، رئيس التحرير وبرفقة الزميل محمد الزبيري قاموا بجولة استطلاعية إلى الخطوط الأمامية لجبهة بيت الشوكي وعزاب وخرجوا بالحصيلة التالية..
*أبطال المقاومة الجنوبية.. ثبات وصمود وإصرار على التقدم نحو إب*
البداية كانت مع المقاوم البطل علي عبيد مثنى سيف جندي في قوات الحزام الأمني، وجدنا البطل علي في مقدمة جبهة بيت الشوكي يرابط مع العشرات من رفاق سلاحه على امتداد الخط الرابط بين قعطبة وبيت والعود.
علي تحدث إلينا ويداه على قبضة سلاح الدوشكا الذي يتقن التعامل معه باحتراف: "نحن اليوم هنا في بيت الشوكي وغدًا في بعدان ويريم ولن نتراجع حتى يعلم الحوثي أننا نحب الموت مثلما يحبون هم الحياة".
سألنا علي عن معنوياته فقال: "والله إننا ننتظر أوامر القيادة للتقدم صوب نقيل حدة وجبل الشوكي والتقدم صوب إب بكل صبر، نحن خلقنا مقاومين وعشنا مقاومين جُبلنا على الحرب ولذلك فقد صارت الجبهات بالنسبة لنا نزهة".
المقاوم البطل محمد أحمد عبدول من شباب المقاومة الجنوبية في حجر تحدث لـ"صوت المقاومة الجنوبية" بكل حماس قائلا: "نحن هنا في الخطوط الأمامية ولن نكون إلا في المقدمة وسنلقن مليشيات الحوثي درسا جديدا أشد مرارة من الدرس الذي لقناهم إياه في مايو 2015 ".
محمد قال: "أخطأ الحوثي حين استفز الأسود الرابضة في الضالع وسيرى نتيجة حماقته في القريب العاجل، فوالله أننا نشتاق لسماع هدير المدافع وأزيز الرصاص والموت في سبيل الله أغلى الأماني بالنسبة لنا، فنحن هنا لردع الباغي الذي بلغ به الغرور حد الحماقة وسيرى عواقب عنجهيته قريبًا".
*أبطال الجنوب: نحن هنا ولن نعود إلى الضالع إلا بالنصر أو الشهادة*
أما المقاوم البطل عبد العزيز عبد الغني فقد أقسم أنه لن يعود من الجبهة إلا بالنصر أو الشهادة، عبدالعزيز قال: "ها نحن اليوم نصد تقدم المليشيات الإيرانية بعد أن حاولت التقدم صوب قعطبة ونردهم على أعقابهم وسنلاحقهم إلى عقر دارهم".
عبدالعزيز قال أنه يشعر بالملل حين تتوقف الاشتباكات ويحل السكون: "نحن تعودنا على الكر والحرب وأصبحت أصوات المدافع والرصاص متعة بالنسبة لنا" هكذا يقول عبدالعزيز ويشاركه زملاؤه الذين قالوا إنهم يتمنون أن يسمح لهم قائد الجبهة العميد الركن هادي العولقي بالتقدم.
يا الله كيف صار أولئك الشباب الذين لم يزالوا بعمر الزهور يستعذبون أصوات المدافع والمجنزرات؟! أي بسالة وأي شجاعة يتحلى بها جيل ما بعد الوحدة؟! وما الذي صنع منهم أسودًا ضارية يتسابقون إلى الجبهات وكأنهم ذاهبون إلى نزهة؟!.
*في الضالع جيل جديد يتسابقون إلى حياض الموت وكأنهم ذاهبون إلى نزهة!*
أحد القيادات في اللواء 33 مدرع في الضالع أخبرني بأنهم يواجهون مشكلة في اختيار السرايا التي يسندون بها الجبهات في مريس وشمال قعطبة وجبهة حمك "الكل يريد الجبهة وجميعهم يتسابقون على صعود الأطقم المتجهة إلى الجبهة، أنا لم أستوعب كيف يفكر شبابنا اليوم وما الذي حولهم إلى وحوش كاسرة؟!" هكذا قال لي الضابط في اللواء 33 مدرع.
بطل آخر من أبطال الحزام الأمني في جبهة العود اسمه محمد محسن شرف، تحدث إلينا في زيارتنا الميدانية إلى الخطوط الأولى في جبهة العود قائلا: "سنكون حيث يريدنا الوطن، ومثلما اعتدوا على أرضنا وقتلوا أهلنا سنزحف بعدهم وسنلاحقهم إلى بيوتهم ولن نرضى بغير النصر أو الشهادة وهم يعلمون من هي الضالع ومن هم شباب الضالع".
البطل محمد شرف أخبرني أنه شقيق القناص في المقاومة الجنوبية الجريح عبدالله شرف الذي عرفناه مقاوماً صلباً لا يشق له غبار، الليث الهصور عبدالله شرف يرقد في المستشفى في حالة حرجة بعد تعرضه لحادث انقلاب باص كان على متنه مع مجموعة من رفاقه عائدين من الضالع إلى عدن، محمد قال إن حالة شقيقه غير مستقرة وسيقومون بتسفيره لتلقي العلاج في الخارج.
المقاوم البطل محمد الذواد اقتربنا من موقعه المتقدم في الفتحة المؤدية إلى قرية بيت الشوكي، محمد قال إنه ومعه عدد من زملائه تمكنوا من صد هجومين للمليشيات في اليوم الماضي؛ حيث تصدوا لهجوم للمليشيات على قرية القدم بضم القاف قرية في بيت الشوكي في الساعة الخامسة عصرا، وهجوم حوثي آخر حاول التقدم باتجاه مواقع اللواء 30 مدرع الساعة 3 فجرا.
"تصدينا لهم ولاحقناهم وأخذنا أسلحتهم التي تركوها بعد أن طوقناهم فنفذوا بجلودهم وسنواصل التقدم في الأيام القادمة وسنستعيد كل المواقع التي تقدموا فيها بعد خيانة المشائخ وسنطاردهم حتى نوصلهم جبال مران". هكذا قال محمد.
*أبطال من جرحى حرب 2015 في مقدمة الصفوف مجددًا*
بطل آخر من أبطال المقاومة الجنوبية، وهو جريح حرب 2015، حيث كان أحد الأسود الضارية التي تصدت لهجوم حوثي باتجاه ميدان الصمود ومدرسة الجريذي في مدينة الضالع آنذاك.
البطل (كمون الحجري) وهو اسم الشهرة، وجدناه يمتشق الرشاش الذي يعشق مداعبته، فتعجبنا من بسالة ذلك الرجل التي لازالت آثار جراح إصابته في حرب 2015 واضحة على ساق رجله.
الكمون المشهور بحنكته بتصويب الرشاش وبراعته في الرماية قال إنه أتى لإسناد الجبهة التي يقودها القائد البطل العميد هادي العولقي قائد اللواء 30 مدرع بعد أن اتصل به كونه كان أحد الجنود الذين خاضوا معه معارك شرسة ضد الحوثيين في صعدة عندما كان العولقي ضابطا في أحد الألوية هناك.
اقتربنا من آخر مواقع القوات الجنوبية التي لا تبعد عن مواقع المليشيات إلا كيلو متراً واحداً، فالتقينا بأحد عمالقة المقاومة الجنوبية وقادتها الأبطال، التقينا بالصدفة بالمدفعي أحمد محمود البتول قائد عربة بي إم بي في أكمة صلاح وقبلها في مواقع متفرقة في المدينة في حرب 2015.
قيادات في المقاومة لم يثنِهم التجاهل والإهمال من تلبية نداء الواجب فعادوا إلى مقدمة الجبهة
القائد البطل أحمد محمود البتول الذي بدا لي محبطا ومتعبا على غير عادته، المدفعي المحترف أحمد البتول تحدث لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" مؤكدا أنه والكثير من رفاق دربه ممن كانوا يتقدمون الصفوف يقبعون في منازلهم بعد أن نسيهم الجميع.
"نقبع في البيوت خلف جدران الصمت بعد أن صلنا وجلنا في كل الجبهات في الضالع في حرب 2015، نسونا وكأننا لم نكن يوما محور الجبهات وعنصر تفوقها بالدبابات والعربات البي إم بي!".
القيادي أحمد محمود قال إنه وبالرغم ما يتعرض له من تجاهل لبى النداء حين دعا داعي الجهاد "عز عليّ أن يعود الحوثة ليحتلوا الضالع التي روتها دماء الشهداء، فسددت على جراحي وأتيت وها أنا في مقدمة الصفوف مرة أخرى". يقول البتول.
ويضيف: "تجاهلنا وتهميش دورنا في حرب 2015 مؤلم، لكن عودة المليشيات لتنجس تراب الضالع أشد إيلاما؛ ولذلك نحن هنا ولن نتزحزح وسنخوض ملحمة جديدة مع قرود العصر".
أخذنا العقيد أحمد محمود بسيارتنا وأصر على أن نتقدم لتصوير المواقع التي يتمترس فيها الحوثة في السلسلة الجبلية المحاذية لبيت الشوكي، فدخلنا باتجاه القرية بسرعة جنونية خوفا من قنص المليشيات، وما أن وصلنا إلى جانب إحدى المساجد حتى بدأت قذائف الهون تتساقط عن أيمننا وأيسرنا وهو ما جعلنا نكتفي بأخذ عدد من الصور ونعود صوب مواقع القوات الجنوبية.
العود تناصر الحوثي.. حقيقة مرة
أثناء زيارتنا الميدانية لجبهة العود شعرنا بحقيقة اختلاف جبهة العود عن جبهة مريس، في مريس أبطال من أبنائها يخوضون حربا ضروسا جنبا إلى جنب مع أبطال الجنوب، أما في العود فما أن تدخل القرى المنثورة على جانبي الطريق بعد مدينة قعطبة حتى تشعر باختلاف المجتمع وتقاربه مع الحوثيين، في قرى شمال قعطبة نسبة الأحرار الوطنيين الذين يساندون الشرعية لا تتجاوز الـ20% أما بقية القوم فيدينون بالولاء للحوثي ويقاتل الكثير معهم في إب حسب ما أخبرنا به أحد قيادات المقاومة هناك والذي ينتمي إلى الاشتراكي وعاش حياته في عدن.
"الوضع في مناطقنا مختلف جدا عن مريس، هناك مقاومة حقيقية تقاوم الحوثيين منذ 4 سنوات وسقط منهم مئات الشهداء، أما في هذه المناطق مثل شليل وبيت الشرقي وبيت الصيادي وغيرها من المناطق فأغلب السكان من فئة السادة الذين يوالون الحوثيين ويناصرونهم". هذا ما قاله لي القيادي في المقاومة وهو من ضباط اللواء 30 مدرع.
مشاهد من جبهة العود
أثناء مرورنا من قعطبة باتجاه العود وصلنا إلى الفاخر واستقبلنا عدد من أبطال المقاومة الجنوبية في سوق الفاخر، أخذناهم معنا في السيارة وعلى امتداد الخط الرابط بين العود وقعطبة أخبرَنا أبطالُ المقاومة أن لا وجود للمقاومة الشعبية في تلك المناطق؛ بل أكدوا لنا أن عناصر متحوثة تقوم بزراعة عبوات ناسفة تستهدف أطقم المقاومة الجنوبية والحزام الأمني في قرى خلف الفاخر.
النساء مقاومات أفضل من الرجال
في العود أخبرني أحد الأبطال أن النساء فيهن نخوة وعزة أفضل من الرجال "النساء هنا فرحن كثيرا حين وصلنا ومن حينٍ إلى آخر يقمن بإحضار الماء لنا من الآبار القريبة وغالبا ما نسمعهن يدعين لنا بالنصر على الحوثة، أما الرجال فبمجرد أن تمر أمامهم تسمع همزهم ولمزهم ودعواتهم الخالصة بالنصر للحوثيين". هكذا قال لي ذلك البطل الجنوبي.
المقاوم الجنوبي طلب مني أن أذهب إلى محطة وقود بالقرب من النقطة التي يقف فيها لكي أسمع بأذني حديث الناس هناك ولأتأكد بنفسي من حقيقة عدم وجود مقاومة في العود إلا أني اعتذرت خوفاً من غدرهم.