في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة التي تشهدها الساحة الجنوبية واليمنية، وبعد تزايد الأنباء بوجود ترتيبات لعقد جلسات مجلس النواب اليمني، تتزايد حالة الرفض العام والصارم الشعبي والرسمي الجنوبي لعقد جلسة مجلس النواب الذي تعتبره أوساط سياسية جنوبية كثيرة، بأن عقد تلك الجلسات في الجنوب بمثابة شهادة زور على الإرادة الشعبية الجنوبية واستهتار بتضحيات شهداء وجرحى شعب الجنوب في معارك التصدي لغزو مليشيات الحوثي الإيرانية، وتحدٍ من قبل أحزاب الشرعية اليمنية وعلى رأس تلك القوى والأحزاب اليمنية التي تعمل على تزوير الإرادة الوطنية الجنوبية أمام المجتمع الدولي، حزب الإصلاح اليمني "ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن" العدو السياسي اللدود للجنوب.
ومن اكثر القوى الجنوبية الرافضة لعقد جلسات مجلس اليمني في الجنوب (المجلس الانتقالي الجنوبي)، وعلى لسان نائب رئيس المجلس الانتقالي "هاني بن بريك" الذي قال وعلى تغريدة على صفحته في "التويتر"،اعتبر عقد تلك الجلسات في الجنوب هو آخر محاولات حزب الإصلاح في اليمن - جماعة الإخوان المسلمين في اليمن - التي تسيطر بشكل كامل على مفاصل السلطة الشرعية بمثابة شهادة زور وأن مجلس النواب اليمني وانعقاد جلسات البرلمان اليمني في أرض الجنوب هو فعل باطل سياسيا وقانونيا ومرفوض رفضا قاطعاً ولن يقبله شعب الجنوب. وأعلن أيضا أن المجلس سيتولى حماية المظاهرات الشعبية الرافضة لعقد اجتماعات البرلمان اليمني هناك.
قبيل ذلك خرج قبل أمس الآلاف في مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت في مظاهرات حاشدة رافضة لعقد جلسات مجلس النواب في حضرموت أو في الجنوب، كما عبرت شخصيات سياسية كثيرة عن رفضها القاطع لعقد جلسات البرلمان اليمني في الجنوب معتبرين أن ذلك يأتي في ظل محاولات تمييع القضية الجنوبية وتحدٍ صارخ لشعب الجنوب ولإرادته الوطنية وتضحيات الجسيمة.
اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي قال في تصريح صحفي له لـ"صوت المقاومة الجنوبية": "إن ردنا هو مع رد الشارع في سيئون الرافض لعقد جلسات البرلمان اليمني في الجنوب".
وأضاف: "إننا نقول لتلك الأحزاب التي تحاول الإصرار بالاستهزاء بمشاعر الجنوبيين: لن تنالوا من ذلك إلا الفشل والخسران وإن الرد سيكون قاسيا مهما عملتم، فإن إرادة الشعوب لا تقهر وسنحقق أهداف ومطالب شعب الجنوب رغم كل محاولاتكم اليائسة".
وكما عبرت أوساط إعلامية وصحفية كثيرة عن رفضها القاطع لعقد جلسات البرلمان اليمني في الجنوب، الإعلامي والصحفي الجنوبي "يوسف الحزيبي" قال في لقاء خاص له على صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية": "إن السماح لانعقاد جلسات مجلس النواب اليمني في الجنوب هو خيانة لدماء وتضحيات شهداء الجنوب، وإن شعب الجنوب لن يسمح بتمرير تلك المسرحية السياسية الهزلية الباطلة في الجنوب".
وأضاف: "وإن محاولة اصرار الشرعية اليمنية لعقد جلسة برلمان مجلس النواب اليمني في الجنوب يعتبر عداء آخر على قضية الجنوب وشعبه كما نعتبره توجه احتلال آخر من الأجندة اليمنية على شعب الجنوب، ولكنني على ثقة تامة بأن الشعب الجنوبي سيقف لهم بالمرصاد ولن تمر مخططاتهم في جنوبنا بعد اليوم".
ودعا قائلا: "إنني أدعو كل أبناء الجنوب قيادة وشعبا من مختلف مكوناتهم وأطيافهم إلى الاتحاد والالتفاف خلف كيان شعب الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أرى سبل الطريق إلى محل دولتنا في مشواره وخارطته التي ينط بها اليوم".
وفي ذلك تتوالى حالة الغضب والاحتقان الشعبي والمجتمعي الجنوبي الرافض لعقد جلسات البرلمان اليمني الباطل سياسيا وقانونيا والمنزوع الشرعية في الجنوب، لتصل إلى المستويات العسكرية الجنوبية. قائد قوات النخبة الشبوانية ،المقدم محمد سالم البوحر ، في تصريح خاص لـ"صوت المقاومة الجنوبية" قال: "إن انعقاد جلسات البرلمان اليمني لا يمثلنا فهو برلمان منتهي الشرعية، فنحن بعد قرار شعبنا الجنوبي الرافض لذلك البرلمان ولعقد جلساته، فنحن نشكر شعب الجنوب لإخلاصهم لدماء الشهداء، ونقول أنتم أصحاب القرار وأنتم من يفشل جميع المؤامرات، فنحن نؤكد تأكيدا تاما للشعب ولتلك الأحزاب المتهالكة على الجنوب إننا لن نتنازل عن أهداف ومطالب شعبنا مهما كانت التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية، فلن نرضى بأي كان إلا باستعادة دولتنا الجنوبية وحق تقرير مصير شعبها المظلوم منذُ احتلال الجنوب إلى اليوم.
مجلس قيادة المقاومة الجنوبية كان لهم موقف واضح ورافض من تمرير تلك المسرحية السياسية على أرض الجنوب، القائد عادل الحالمي رئيس القيادة العليا للمقاومة الجنوبية قال في تصريح صحفي خاص له على "صوت المقاومة الجنوبية": "إننا نرفض عقد أي جلسات لبرلمان مجلس النواب اليمني في الجنوب، وإن المقاومة الجنوبية هي الحصن المنيع لأي طارئ على شعب الجنوب وأي محاولات لاختزال قضيته العادلة".
مضيفاً: "وإننا كما رفضنا عقد ذلك الجلسات ستكون العواقب وخيمة إن تم عقد أي جلسة تابعة للأحزاب اليمنية في الجنوب".
وعلى لسان القائد أبو مشعل الكازمي النائب الأول لمدير عام شرطة عدن، قال في تصريح صحفي لـ"صوت المقاومة الجنوبية" : "إننا في المقاومة الجنوبية لا يمهنا أي اجتماع أو حدث لا يناقش هموم الأمة الجنوبية وقضيتها الكبرى، ولا نعيره أي اهتمام وموقفنا واضح من الأحزاب اليمنية بشكل عام بأنها مشاركة في كل ما حدث لنا كشعب جنوبي منذُ مأساة حرب المنتصر في العام1994التي استباحت الجنوب ارضاً وإنساناً".
وأضاف القائد أبو مشعل قائلاً: "فقط إننا نريد أن نقول كلمة لفخامة الرئيس هادي أن هذه الأحزاب المتهالكة الفاسدة لن تحقق لك شيئا يا فخامة الرئيس هادي، ويجب أن تكون إلى جانب المقاومة الجنوبية فهي الأصدق في كل الفترات السابقة والحالية، كلنا معك ونكنّ لك الاحترام فعليك أن تكن مثلما عهدناك معنا، حتى ما حققناها معك ومع الأشقاء في التحالف العربي في معركة 2015".