يحتفل شعبنا الجنوبي المقاوم بعد أيام قلائل بالذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم، عاصفة الأخوة التي أتت كمعجزة في وقت كان الجنوب الجريح يتشبث بكل ما تبقى لديه من إرادة لمقاومة قوى الاحتلال الهمجي التي انطلقت من عاصمة الكهنوت صنعاء تسابق الزمن للعودة لاستباحة الجنوب مرة أخرى..
في هذا الاستطلاع تستذكر "صوت المقاومة الجنوبية" مع جماهير شعبنا اللحظات الأولى لانطلاق العاصفة لتنقل من خلاله أفراح وأتراح الجنوبيين وهم يتلقون نبأ العاصفة الذي نزل على أفئدتهم بردا وسلاما..
*مستشار قائد المقاومة الجنوبية يستذكر اللحظات الأولى لانطلاق العاصفة ويروي كيف نجحت في قطع يد إيران التي حاولت التمدد جنوبا*
يقول العميد الركن/ ناصر سالم "أبو أيمن" مستشار القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية:
"في الحقيقة عندما اندفعت قوات تحالف الحوثي عفاش نحو الجنوب بالسرعة التي رأيناها وبدون أي مقاومة تذكر وبعد أن رأينا ذلك الانهيار الذي حصل لقوات هادي أمامها وأسر الصبيحي وفيصل رجب وناصر منصور كنا في حالة صدمة، خاصة ونحن نعلم أن الهدف من اختيار تحالف عفاش الحوثي الاندفاع نحو الجنوب أولاً هو لحاجة في نفس عفاش قبل أي شيء آخر، هو يريد أن يثأر من الجنوب، يريد إعادته تحت الطاعة وكنا نعلم أنها تنتظرنا أيام سوداء وشعبنا أعزل تماما ومجرد من كل وسائل الدفاع عن نفسه، كانت صدمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى!..
وفي مساء 26 / 3 / 2015 م كانت مفاجأة مذهلة ولم نصدق حينها ما كنا نسمعه، كان الإعلان عن بدء عاصفة الحزم، تلقينا ذلك النبأ بشيء من الدهشة وغمرتنا فرحة عارمة خاصة أن تأتي هذه العاصفة من أشقائنا في دول الخليج التي طالما أداروا لنا ظهورهم حينما كنا نناشدهم من الساحات منذ العام 2007م كنا على يقين أنهم لا يمكن أن يتخلوا عن حليفهم التاريخي عفاش وخاصة بعد أن أحاطوه بعناية فائقة في المبادرة لخليجية التي فصلت على مقاسه تماما، لكن شاءت الأقدار أن تنقلب كل المفاهيم وكل التحالفات رأسا على عقب وأتت الرياح وفقا لما تشتهيه السفن.
وشعبنا التقط هذه الفرصة التي نزلت عليه من السماء ونهض مدفوعا بقهر سنين عجاف، فأشقاؤنا في الشمال لم يتركوا لنا حتى عذر واحد يمكن أن نلتمسه في نفوسنا نحوهم فقد داسوا بقسوة على كل الوشائج وصلاة القربى ولم يبقوا أي شيء من مفاهيم مثل المروءة والأخلاق والنخوة العربية والشهامة..
فقد استطعنا خلال فترة قصيرة من تحرير أرضنا وتطهيرها من دنس الاحتلال البغيض، بل ونقلنا المعركة إلى عقر داره، وأثبتنا لأشقائنا في التحالف أننا نِعمَ الحليف وأنهم لن يجدوا منا إلا مبادلة الوفاء بالوفاء، وليس هذا بغريب علينا فنحن أصل العرب ولم ولن نتخلى قط عن عهد قطعناه على أنفسنا؛ بل ولم يسجل التاريخ أي سابقة من هذا القبيل، وهذا هو الفرق بين مجتمعنا ومجتمع الشمال الذي لا يحفظ عهدا ولا يقيم وزنا لكل المثل والأعراف".
*العميد أبو أيمن: عاصفة الحزم نجحت نجاحا ساحقا رغم خذلان الشرعية*
سألنا العميد أبا أيمن فيما إذا كانت عاصفة الحزم نجحت في قطع يد إيران التي حاولت أن تمتد جنوبا، فقال: "بالتأكيد نجحت نجاحا ساحقا رغم الخذلان ونكران الجميل الذي واجهته دول التحالف من قبل الشرعية التي عملت جاهدة على إفشال هذا التحالف بكل ما لديها من حيل وألاعيب وغدر متناسية أن هذا التحالف جاء في الأساس من أجلها هي من أجل استعادة دولتها المخطوفة لكنها تخلت عن مواجهة خاطفي دولتها ونقلت حربها باتجاه الجنوب وباتجاه التحالف وخاصة بعد أن سيطر حزب الإصلاح على قرار الشرعية".
وأضاف: "لكني أستطيع القول أن شهر عسل الشرعية شارف على الانتها وقريبا سيسدل الستار عن هذه الشرعية المريضة التي تعرت كليا أمام العالم الذي بات يعرف أنها حاضن ومصدر الإرهاب بصورة لا تقبل الجدل".
*كيف يقيم مستشار قائد المقاومة الجنوبية أربع سنوات من انطلاق عاصفة الحزم؟*
يرى العميد ناصر سالم أبو أيمن أن عاصفة الحزم نجحت في كبح جماح المد الفارسي في المنطقة وأزالت خطره نهائيا وأبعدت المنطقة عن السقوط في مستنقعه..
أبو أيمن قال: "الحقيقة أن تدخل أشقائنا الحلفاء لم يكن حاجة شمالية أو جنوبية صرفة وإنما كان هناك نوع من تقاطع للمصالح، حيث كان أشقاؤنا في الشمال ممثلين بالشرعية يريدون العودة إلى السلطة المنهوبة بأي ثمن، والجنوبيون يناضلون في سبيل تحرير بلدهم منذ العام 1994م من الاحتلال اليمني، وأشقاؤنا في التحالف يسعون إلى درء الخطر الإيراني الذي بدأ من الاقتراب باتجاه حدودهم الجنوبية متمثلا بالحوثيين، من هنا برزت الحاجة الملحة للنهوض وإعلان عاصفة الحزم التي بدأت عملياتها في 26 / مارس / 2015 م والتي تم فيها تدمير القوات الضاربة الشمالية مثل الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات والأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية وغيرها.. واستمرت حتى 12 / أبريل /2015 م؛ حيث أعلن عن انتهاء عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل التي قامت بعملية إغاثية واسعة النطاق على مستوى الجنوب والشمال أيضا، وأستطيع القول أن كل الأطراف الثلاثة المذكورة المتحالفة قد استفادت بطريقتها الخاصة، فمثلا الشرعية استطاعت في هذه الحرب وبالذات بعد سيطرة الإصلاح على القرار في الشرعية أن يحافظوا على تقارب من نوع معين مع الحوثيين، وكان هدفهم الأساسي هو استغلال الفرصة ونهب دول التحالف بينما أبقوا جبهاتهم في حالة استرخاء تام وقد أثروا ثراء فاحشا وعملوا بكل جهودهم على استمرارية الحرب ليستمر (البزبوز) مفتوحا ولكنهم فشلوا إداريا وسياسيا وعسكريا وأخلاقيا".
ويضيف: "أما بالنسبة للجنوبيين فقد أبلوا بلاءً حسنًا ويمكن القول أنهم أكثر المستفيدين من تدخل الأشقاء؛ حيث تخلصوا من أقبح احتلال عرفه التاريخ واستطاعوا بمساعدة أشقائنا في التحالف من بناء قوات عسكرية ضاربة استطاعت مقارعة قوى الشمال بكل مسمياتها والإرهاب أيضا وحققت كثيرًا من الانتصارات ليست على هذا المستوى وحسب ولكن حتى على المستوى السياسي، حيث كان إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي والاعتراف به كممثل شرعي للجنوب هو بحد ذاته نصرا مجيدا وتتويجا لكل نضالات شعبنا العظيم، وتأتي اليوم الدعوات لقيادات مجلسنا الموقر من قبل الدول الدائمة العضوية لتعبر عن الاعتراف الضمني بقضية شعبنا وعدالة مطلبنا باستعادة دولتنا وبمجلسنا الانتقالي ممثلا شرعيا معبرا عن نضالات شعبنا وشريكا فاعلا في محاربة الإرهاب والمساهمة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
ويختتم مستشار قائد المقاومة الجنوبية سرده التاريخي لذكرى انطلاق عاصفة الحزم بالتأكيد على حجم الانتصار الكبير الذي حققه الجنوبيون منذ انطلاق العاصفة..
العميد أبو أيمن قال: "استطعنا أن نعري قوى الشمال ممثلة بالشرعية أمام العالم وكشفنا عورتها وعرفها العالم على حقيقتها ووقوفها وراء صناعة الإرهاب وحمايته وتصديره وعلاقتها الحميمة بكلٍ من قطر وتركيا وهذا واحد من المكاسب التي لا تقدر بثمن.
أما على مستوى أشقائنا في دول التحالف فقد استطاعوا أولا من إيجاد شريك حقيقي يمكن الركون إليه في التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بالسلم والأمن العالمي، هذا الشريك هو شعبنا الجنوبي ومقاومته ومجلسه الانتقالي، ثم أنهم استطاعوا من لفت أنظار العالم نحو الخطر الفارسي القادم وتهديده للمصالح الدولية في المنطقة.. الحصول على فرصة تشكيل المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وهي مكاسب عظيمة لم تراودهم حتى في الأحلام، هذا في رأيي الشخصي وتقييمي لتدخل الأشقاء في دول التحالف عسكريا".
*المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية: عاصفة الحزم كانت بداية حقيقية لمكافحة جماعات الإرهاب خصوصا في حضرموت*
النقيب هشام الجابري المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية يتذكر كيف كان الوضع في حضرموت مع انطلاق عاصفة الحزم في المناطق الجنوبية الأخرى، يقول الجابري: "مع انطلاق عاصفة الحزم سعت قوى الانقلاب بتنسيق مع عناصر الإرهاب إلى تسليم المكلا عاصمة حضرموت إلى عناصر القاعدة من أجل إرباك المشهد السياسي؛ كونه لا توجد حاضنه للحوثيين في حضرموت؛ ولذلك سعوا إلى تسليمها إلى للقاعدة وظلت المكلا ما يقارب العام محتلة من قبل عناصر الإرهاب وقاموا بكافة أعمال الإرهاب من قتل وتشريد وسطوا واعتقالات، حيث عاشت المكلا لحظات عصيبة تحت حكم جماعة إرهابية مسلحة حتى لبّى الأشقاء في دول التحالف النداء وقاموا بإعداد قوات من أبناء حضرموت لتحرير بلدهم وانطلقت عملية التحرير في 25 من أبريل 2016 بدعم وإسناد ومشاركة وبغطاء جوي كبير من قوات التحالف ضمن عاصفة الحزم، وكان الانتصار كبيرًا بتحرير المكلا وبسط سيطرة كبيرة لقوات المنطقة العسكرية الثانية، وما شهدته المكلا عاصمة حضرموت بعد ذلك من استتباب للأمن واستقرار، وكان التحدي الأكبر الذي نجحت فيه القوات العسكرية والأمنية بدعم التحالف من فرضه في مديريات ساحل حضرموت".
*الميسري: خبر انطلاق عاصفة الحزم نزل على أبناء الجنوب بردًا وسلامًا*
القيادي الجنوبي الشاب محمود الميسري، أحد أبناء عدن، يستذكر اللحظات الأولى لعاصفة الحزم بقوله: "أتذكر يوم إعلان انطلاق عاصفة الحزم وكان يوم 26مارس، حينها كنت في مديرية خورمكسر مع إخواني وجيراني وأصدقائي من أبطال المقاومة الجنوبية نحمي مساكننا بعد سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية على مطار عدن الدولي ونتصدى لكل محاولات مليشيات الحوثي الإيرانية من التقدم لما هو بعد مطار عدن الدولي وبأسلحتنا الشخصية".
ويضيف الميسري: "عندما سمعنا بانطلاق عاصفة الحزم عمت علينا الفرحة ونزل علينا الخبر بردا وسلاما وكنت أشاهدها بعيون الشباب والرجال وأبطال المقاومة وسماع التكبيرات لله تعالى وزغاريد أمهاتنا من المنازل فور سماع الإعلان المفرح من أشقائنا، فقد اشتدت عزيمتنا وزاد إصرارنا وصمودنا بوجه المليشيات الحوثية الإيرانية الغازية على أرضنا وعرضنا".
ويضيف الميسري: "قاومنا وصمدنا وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل دعم الأشقاء بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة وباقي دول التحالف العربي الذين لم يقتصر دعمهم على الإسناد الجوي بل عززونا بالسلاح من خلال الإنزال الجوي لأبطال المقاومة الجنوبية في التواهي والمنصورة وأكثر من منطقة بعدن".
ويواصل الميسري "انتقلت من خور مكسر إلى مدينة كريتر ثم إنماء ومن خلال عملي بالجانب الإنساني مع بعض الأصدقاء والزملاء كنت أرى الخوف والدمار والمعاناة الذي كانت تشهدها عدن وسكانها الآمنين المسالمين إلا أني كنت أشاهد الفرحة والنصر في كل غارة جوية يتم فيه استهدف المليشيات بكريتر وخورمكسر والتواهي".
ويختم الميسري حديثه بالقول: "في هذه الذكرى العظيمة لإعلان عاصفة الحزم نؤكد للأشقاء في السعودية والإمارات بأننا منكم ومعكم في صد ومحاربة المد الفارسي الإيراني وكل أشكال الإرهاب وأمننا وأمنكم القومي واحد، وسنبادلكم الوفاء بالوفاء".