بعد النجاح الكبير الذي حققته زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لبريطانيا مطلع الشهر الحالي أتت زيارته الحالية والوفد المرافق له إلى العاصمة الروسية موسكو لتؤكد حجم الانتصارات الدبلوماسية العملاقة التي تقودها قيادة المجلس الانتقالي بكل كفاءة واقتدار.
أهمية زيارة الرئيس الزبيدي والوفد القيادي للمجلس الانتقالي إلى موسكو لا تكمن فقط فيما سينتج عنها بل في كونها دعوة رسمية من الحكومة الروسية توجه رسمياً للمجلس الانتقالي وهذا يعني في العرف السياسي والدبلوماسي اعترافاً رسمياً بالمجلس وبدء العلاقات الثنائية الرسمية بين الطرفين، كما أن لقاء قيادة المجلس بمسؤول كبير في الحكومة الروسية مثل ميخائيل بوغدانوف لهو دليل على أن الأصدقاء الروس ينظرون للقضية الجنوبية بشكل جدي، فميخائيل بوغدانوف ليس مجرد نائب وزير خارجية بل التقى قيادة المجلس كونه كان "سفير الاتحاد السوفيتي في الجنوب" ولديه معرفة كبيرة بخصوصية الشعب الجنوبي وهذا ما سيخدم القضية الجنوبية داخل الكرملين وعلى مستوى العالم.
*اختراق دولي جديد للدبلوماسية الجنوبية*
الزميل الصحفي والمحلل الاقتصادي الجنوبي ماجد الداعري علق على زيارة الرئيس الزبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو واصفا إياها بالاختراق الدولي الجديد للدبلوماسية الجنوبية.
الداعري قال: "زيارة الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي ووفد الانتقالي الجنوبي المرافق له إلى روسيا تعد تطورا سياسيا نوعيا ونقلة دبلوماسية غير مسبوقة في تاريخ العمل الدبلوماسي الجنوبي سيكون لها بكل تأكيد ما بعدها من آثار إيجابية فارقة في فتح آفاق جديدة وتفعيل قنوات تواصل خارجي تعزز حضور الانتقالي على المستويين العالمي والإقليمي وتجعل منه حاضرا بقوة في إطار أي مساعٍ أممية أو تحركات دولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وإيقاف الحرب المستعرة للعام الخامس على التوالي".
وأضاف الزميل الداعري بالقول: "زيارة الانتقالي إلى روسيا لا يمكن وصفها الا بزيارة ناجحة بكل المقاييس الدبلوماسية والسياسية بعد تكمن الوفد من لقاء المبعوث الشخصي للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية الروسي نظرا لغياب الوزير في مهمة عمل مسبقة بجنيف والذي كان بإمكانه أن يجري مباحثات رسمية مع الوفد الجنوبي بدلا عن نائبه طالما دعوة الزيارة الرسمية كانت من وزارته ولأول مرة منذ عقود من الزمن وبعد تمكن الوفد أيضا من اللقاء برئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الروسي وعقد لقاءات مع مسؤولين بالبرلمان ونظرا لتزامن الزيارة مع تحركات روسية في العاصمة الجنوبية لإعادة افتتاح القنصلية الروسية في خورمكسر بعدن المهجورة منذ حرب الاجتياح الحوثوعفاشية المقيتة على الجنوب 2015 حيث شاهدت قبل يومين طقما عسكريا وجنودا جنوبيين يقفون أمام بوابة القنصلية المهجورة الكائنة جوار منزل الرئيس عبدربه منصور هادي تزامنا مع أعمال ترميم وإعادة تأهيل للمبنى الذي كان سفارة روسيا "الاتحاد السوفيتي" لدى الدولة الجنوبية السابقة".
*صدمة كبيرة للشرعية*
الأستاذ والصحفي الجنوبي صلاح السقلدي قال إن إرسال روسيا سفيرها للقاء رئيس وزراء الحكومة اليمنية في عدن أتى تداركا للموقف بعد أن رأت أن لقاء نائب وزير خارجيتها وأعضاء مجلس الدوما بوفد الانتقالي سيحرجها أمام الرئيس هادي.
السقلدي قال: "ابتعاث روسيا بسفيرها إلى عدن على وجه السرعة – ولقائه برئيس الحكومة – يشير إلى أنّ لقاءات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ببعض المسئولين الروس بموسكو كانت على مستوىٍ عالٍ مِــنْ الأهمية، خصوصاً وأنها المرة الأولى التي يحدث فيها هكذا لقاء رسمي وعلى مستوى دبلوماسي روسي رفيع، وربما هي المرة الأولى على الإطلاق التي تُــستقبل بها قيادات الانتقالي من قبل مسئولين دوليين بشكل رسمي وبهذا الوضوح؛ حيث لم نرَ مثل هذا اللقاء الدولي لقيادات الانتقالي - إن لم أكُن مُــخطأً - حتى مِــنْ قبِلِ الدول العربية التي نعتقد تفهمها للقضية الجنوبية كالإمارات العربية المتحدة مثلاً. ففي وقت شكّــلَ اللقاء صدمة للشرعية باعتباره اللقاء الأول من نوعه بهذا الشكل وفي دولة عظمى كروسيا وأحدثَ معه قلقاً لدى الشرعية فقد تسبب بحرجٍ شديدٍ لروسيا أمام حكومة الرئيس هادي أضطر ها الى إرسال سفيرها للتخفيف من قع الحدث".
*روسيا تحتفي رسمياً بوفد الانتقالي*
في تطور لافت تعاملت روسيا مع قيادة الانتقالي تعاملا رسميا بحسب البروتوكولات الدولية المتعارف عليها بين دولة وأخرى ابتداءً من الدعوة الرسمية التي وجهت رسميا للمجلس لزيارة وموسكو وانتهاءً باللقاءات الرسمية بنائب وزير الخارجية ومجلس الدوما ناهيك عن الأخبار التي تناولها الإعلام الروسي بشكل رسمي عن الزيارة.
الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية أورد الخبر رسميا حيث قال في معرض الخبر: " التقى المسؤول الخاص لرئيس الاتحاد الروسي حول الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف مع وفد من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني".
وأضاف موقع الخارجية الروسية في الخبر: "في 20 مارس، استقبل الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، وفداً من المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، برئاسة رئيسه، عيدروس الزبيدي.
في سياق المحادثة التي جرت، تمت مناقشة الوضع العسكري - السياسي والإنساني الحالي في الجمهورية اليمنية بالتفصيل، وبشكل أساسي في المحافظات الجنوبية".
واختتم موقع الخارجية الخبر الذي أورده عن زيارة وفد الانتقالي لموسكو بالقول: " وتم إيلاء اهتمام خاص لمهام نهاية مبكرة للمواجهة المسلحة المستمرة في البلاد، فضلاً عن إنشاء عملية مستدامة لتسوية يمنية شاملة، تشمل جميع القوى السياسية الرائدة في تنسيق القضايا الرئيسية لمستقبل اليمن. بما في ذلك موضوع التنظيم الإداري والإقليمي".
*عملٌ مخططٌ ومدروسٌ وليس مجرد صدفة*
المهندس مسعود زين كتب عن زيارة وفد الانتقالي إلى العاصمة الروسية موسكو قائلا: "تحركات قيادة المجلس إلى عواصم الدول الأوروبية عمل واعٍ ومدروس خصوصا إذا كان من أطرافها أحد الخمسة الكبار حكام العالم."
المهندس مسعود قال: "بالأمس تعمد وزير الخارجية البريطاني أن يخاطب العالم من رصيف ميناء عدن معلنا أن عودة الأمن والحياة لعدن وللجنوب أصبح أمر وارد، وذلك في نفس اليوم الذي بدأ فيه رئيس المجلس الانتقالي زيارة هامة لبريطانيا هي الأولى من نوعها لرئاسة المجلس إلی دول القرار العالمي الدائمون بمجلس الأمن".
وأضاف: "جاء الوزير البريطاني كأكبر مسؤول غربي يزور عدن منذ حرب 2015 جاء إلى عدن في زيارة ليست مجدولة سلفا وكان بإمكانه أن يقوم بها قبل أو بعد هذا التاريخ إن أراد، إلا أن تعمد اختيار زمن الزيارة له مقاصده؛ حيث أن كل مراقب للحدث بحيادية ودون ضغط المواقف المسبقة سيجد يومها أن خبر زيارة الوزير البريطاني تناقل العالم بجملة إعلامية واحدة جمعت بين زيارة الوزير البريطاني لعدن وتواجد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن".
ويواصل المهندس: "يقدم اليوم يكرر الروس نفس الرسالة ولكن بشكل أوضح وأقوى بالأفعال وليس فقط بالإعلان عن النوايا، سفير روسيا لليمن اختار يوم الأربعاء تحديدا أن يكون في عدن وفي اللحظات التي يجتمع فيها وفد المجلس الانتقالي برئاسة الزبيري مع نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو بالتزامن مع ذلك يعلن السفير الروسي من عدن عن قرار فتح القنصلية الروسية بعاصمة الجنوب عدن، هذا التزامن البريطاني الروسي في بث الرسائل السياسية من عدن أثناء تواجد الانتقالي في عواصمهم بدعوات رسمية ليست صدف ولا مناكفات أو ردات فعل كما هي ثقافة القطيع المناكف للانتقالي عندنا بل خطوات لها ما بعدها".
*تفاؤل كبير*
الكثير من المحللين السياسيين المحليين والعرب أعربوا عن تفاؤلهم الكبير لهذه الزيارة التاريخية لقيادة الانتقالي للعاصمة الروسية موسكو كخطوة متقدمة لإحياء إرث العلاقات الجنوبية الروسية التي عرفت بعمقها وأصالتها على امتداد أكثر من 3 عقود.
السياسي الجنوبي حسن البيشي الذي تخرج من إحدى الأكاديميات الروسية عبر عن تفاؤله الكبير لهذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها. البيشي قال في منشور على صفحته في الفيس بوك: "متفائل جدا بزيارة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي والوفد المرافق له لموسكو ولقائهم بنائب وزير خارجية روسيا الاتحادية وأتمنى أن تبدد هذه الزيارة كل المعلومات المغلوطة التي خلفها حزب فتاح عن الوحدة كقدر ومصير واليمن الواحد والوطن الواحد وصنعاء العاصمة التاريخية والثورة الأم وغير ذلك من خزعبلات أيدلوجية الوحدة الزائفة والتاريخ المزيف.. وكذلك المعلومات التي تصلهم هذه الأيام من بعض القيادات الجنوبية السابقة ومن أعداء الجنوب عن عدم قدرتنا على إدارة بلادنا بسبب خلافاتنا وصراعاتنا الماضوية وأن تؤسس لعلاقة جديدة مع روسيا بعيدة عن المحاور وتفهم جوهر قضيتنا وحقنا الشرعي والقانوني والسياسي في قيام دولتنا المستقلة على أرضنا".
*زيارة وفد الانتقالي لبريطانيا وروسيا تقض مضاجع قوى الاحتلال*
التحركات الأخيرة لقيادة الانتقالي الجنوبي في عواصم الدول الأوربية قضت مضاجع قوى الاحتلال المتصارعة على إبقاء هيمنتها على الجنوب وثرواته، فمثلما شكلت لهم زيارة الانتقالي لبريطانيا صدمة عميقة أتت زيارة القيادة الجنوبية إلى موسكو لتضعهم في حالة جنون متواصل.
الصراخ الذي ارتفع عاليا في السماء هذه المرة لم يأتي من إعلامهم بل أتى من عمق الشرعية؛ حيث قال وزير النقل في حكومة الإصلاح صالح الجبواني إن الوضع أصبح مقلقاً للغاية فقيادة الانتقالي كما قال تتحرك في عواصم الدول الكبرى متهماً دولة الإمارات الشقيقة بالوقوف خلف التحركات المتقدمة للانتقالي.
مدير العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي المناضل أحمد عمر بن فريد علق على صراخ قوى الشرعية المتحالفة مؤكدا أن الحقد أعمى الكثير من الجنوبيين للأسف وأنساهم قضيتهم.
بن فريد قال في تغريدة نشرها على تويتر: "جن جنونهم لأن نائب وزير خارجية دولة عظمى يستقبل رسميا قيادة الانتقالي فذهبوا يبحثون بين أسطر بيان الخارجية الروسية عما يمكن أن يشكل لهم "قليل عزاء".. ترى هل يمكن للحقد أن ينسي البعض وطنهم وقضيتهم؟".
وأضاف: "اللقاء رفيع المستوى لوفد المجلس مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف مبعوث الرئيس بوتن للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نجاح كبير لقضيتنا يأتي تتويجا لنضال طويل على الأرض وعلى المسار السياسي أيضا ويؤكد أن شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة في الاستقلال محل تقدير جهات دولية كبرى".
*سياسي خليجي: زيارة الانتقالي لموسكو نقطة فاصلة*
من جهته علق السياسي الكويتي أنور الرشيد على زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو.
وقال الرشيد في تغريدة له على حسابه تويتر: ”من المؤكد بأن رحلة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي لموسكو ستكون علامة ما بين تاريخين بكل تأكيد”.
وأضاف: ”التاريخ الجنوبي قبل وبعد زيارة الزبيدي لموسكو” مشيراً بأن هذه الزيارة ستشكل نقلة للقضية الجنوبية.