دأبت مليشيات الحوثي على إمتهان كرامة المواطن اليمني عموماً وأبناء الساحل الغربي بشكل خاص .. مارست البطش والقتل والإعتقال والتهجير والتشريد بحق السكان ، وقصفت الأحياء السكنية ودور العبادة ودمرت المنازل ومصادر رزق المواطنين الأبرياء وحرمت أبناء الحديدة العيش بسلام .
عائلات تجاوز تعدادها المئات برجالها ونسائها وأطفالها وكهولها هجّرتهم مليشيات الحوثي الإرهابية من مساكنهم في منطقة نوبة التحيتا بمديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة ، تلك العائلات المشردة سبق وأن أطلقت المليشيات نيران أسلحتها عليهم فأصابت بعضهم بجروح .. في محاولة منها لزرع الرعب في قلب كل مواطن من أبناء تلك المنطقة .
وصلت بعض العائلات المشردة بفعل الإرهاب الحوثي إلى أطراف التحيتا .. فكانت الصحراء مأوى لهم لا يقيهم من حر شمس النهار ولا برد الليل إلا بعض شجيرات صغيرة إتخذوا منها سكناً لهم .. يفترشون رمال الصحراء ويلتحفون السماء ، أزهقت أرواحهم ممارسات الحوثيين وفتكت بهم الأمراض والجوع الكافر الذي لا يرحم .
شكى بعض كبار السن ضيق الحال الذي أوصلهم إليه الحوثيون وتحدثت ملامح وجوههم المجعدة ما عجزت عن سرده اللسان .. لم يرحمهم الحوثيون ومارسوا بحقهم أبشع الجرائم الإنسانية التي لاترتكبها إلا العصابات الإجرامية .
لم تكن هذه العائلات هي الأولى ولن تكون الأخيرة ضمن سياسة مليشيات الحوثي بالتهجير القسري والبطش والتنكيل والقتل والإرهاب فقد إعتادت المليشيات على ممارسة مثل هذه الجرائم والإنتهاكات الإنسانية في مختلف مناطق الساحل الغربي وفي ظل سريان الهدنة الأممية التي ترعاها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في نهاية العام المنصرم والتي لم تلتزم المليشيات ببنودها كنا تعهدت بذلك عند التوقيع عليها في مشاورات السويد .