وصلت تعزيزات عسكرية تابعة لقوات ”النخبة الشبوانية”، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، إلى مديرية عسيلان، شمالي محافظة شبوة، لتستقر في إحدى المعسكرات المستحدثة، تمهيدًا لتنفيذ عمليات الانتشار الأمني في ثلاث مديريات.
وبحسب "إرم نيوز" الإماراتية فإن التعزيزات العسكرية الأخيرة، غالبية قوامها من أفراد اللواء 19 مشاة، وهم من أبناء مديريات: عسيلان، بيحان وعين، التي تم تحريرها من ميليشيات الحوثيين الانقلابية.
وأشارت إلى أن هذه القوات التي يُقدر حجمها بأكثر من 1500 جندي، ستنتشر عقب تأهيلها خلال الفترة المقبلة، لتأمين هذه المديريات التي تربطها حدود جغرافية مع محافظتي مأرب والبيضاء، شمال ووسط البلاد.
وتسيطر قوات ”النخبة الشبوانية“ التي شكلتها قوات التحالف العربي المشترك، على معظم مديريات محافظة شبوة، باستثناء مديريات عسيلان وبيحان وعين، ومن خلال تنفيذ انتشارها في هذه المديريات، تكون ”النخبة الشبوانية“ سيطرت على المحافظة بالكامل.
وكانت الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي، أوصت قيادة المجلس، في ختام دورتها الثانية المنعقدة الشهر الماضي، بضرورة متابعة ملفات بقية مناطق المحافظات الجنوبية التي لا تنتشر فيها قوات عسكرية موالية لها، وتمكين أبناء هذه المناطق من الإدارة الرشيدة لها.
وعقب وصول القوات العسكرية إلى مديرية عسيلان بشبوة، يوم الأربعاء، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو هيئة الرئاسة، سالم العولقي، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الإيام تُثبت أن ”وجود المجلس الانتقالي أنقذ الجنوب من مخاطر إدارة عاجزة فاسدة، كانت ستضيع الانتصار الذي تحقق لمصلحة جماعات أخرى من طينة الحوثي، وستتركه ينازع وهي تنظر إليه مثلما حدث لحجور، مع التأكيد أن تلك الإدارة عملت وتعمل على تفخيخ المشهد الجنوبي بكل الوسائل ولكن ستبوء بالفشل“.
واستبشر أبناء شبوة بانتشار قوات النخبة في عسيلان مؤكدين أن بيحان ستظل الدرع الحصين والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات. وفي هذا السياق قال الناشط السياسي في شبوة علي العولقي: "بيحان الجنوب تتنفس حريتها.. فقد راهن أبناء الجنوب على استعادتها لكي ترتدي شعار العزيمة والنضال.. مشهد لتاريخ يبعث رسالة واضحة، بأن بيحان أرض شبوانية جنوبيه سيدافع الجميع من أجلها والتاريخ لن يمحيه حبر أقلام وهمية.. فلا خوف على بيحان وترابها قد ارتوت بدماء أبنائها".
*مطالبات ببسط السيطرة على مناطق النفط*
ومع انتشار طلائع قوات النخبة في عسيلان، طالب عدد من النشطاء في شبوة قيادة النخبة ببسط سيطرتها على منطقة العقلة النفطية، مؤكدين جاهزية أبناء شبوة للدفاع عن حقهم المكتسب في إدارة مناطق الثروة التي ظلت لعقود مرتعًا خصبًا لقوى الاحتلال تعبث بها وتنهب مقدراتها.
وكتبت إحدى الناشطات مغردة: "نطالب المجلس الانتقالي الجنوبي كما أدخل النخبة إلى بيحان والسيطرة عليها بما في ذلك مناطق النفط، فإننا نطالب قياده المجلس الانتقالي أن يتحرك للسيطرة التامة على شركة العقلة التي لم تدخلها النخبة الشبوانية إلى اليوم وإيقاف عمليات الفساد والنهب المنظم".
*الأهمية الاستراتيجية لبيحان*
بيحان هي مفتاح المنطقة الشرقية، وخصوصا شبوة وحضرموت، لسبب ارتباط بيحان بمحافظة البيضاء إحدى القواعد الاستراتيجية في الشمال التي توفر إسنادًا مباشرًا وقريبًا من الجنوب عامة ومأرب خاصة؛ حيث أن الطرق المرتبطة إلى بيحان توفر سواتر طبيعية ومحمية بسلسة الجبال التي تمتد من البيضاء إلى تخوم رملة السبعتين؛ ولذلك بذلت قوى صنعاء جل جهدها لإبقاء الطرق مفتوحة من البيضاء إلى بيحان، وقد أنفقوا مليارات الريالات للقبائل التي تحيط بهذه الطرق، وهناك طريق رئيسي معبد من البيضاء إلى بيحان عن طريق عقبة قنذع، وهناك طريقان فرعيان غير معبدين وهما: طريق وادي النحر، يقع أقصى جنوب بيحان من الجهة الشرقية، وهو طريق يمر بسلسلة مضايق جبلية حتى البيضاء، ويوفر أقصى درجات الحماية والتخفي من الطيران، لكثرة الأشجار الكبيرة فيه.
أما الطريق الثاني فهو يتفرع من الطريق المعبد الرئيسي قبل الوصول إلى عقبة قنذع. ويمر على سفح جبل نعمان وسط بيحان وينزل على وادي خير، مقابل عقبة قنذع من الجهة الشرقية، ويمتد أيضا طريق من نفس الجبل حتى منطقة آل العريف ويتجه مباشرة إلى مدينة العلياء عاصمة بيحان.
*عين الإخوان على بيحان*
في الوقت الذي تتوغل مليشيات الحوثي في الشمال تستميت مليشيات حزب الإصلاح في إبقاء سيطرة القوات التي تدين لها بالولاء على منابع النفط في بيحان بشبوة، فقد أرسلت ميليشيا الإصلاح مقاتليها إلى منطقة «ظليمين» بمحافظة شبوة، قادمة من محافظة مأرب، في محاولة لإشعال الفوضى، في المناطق المحررة، وتوجيه ضربات لقوات النخبة الشبوانية.
حينها أصدرت قوات النخبة الشبوانية، بيانًا أكدت فيه رصدها تحركًا مريبًا لميليشيا الإخوان من «مأرب» باتجاه منطقة «ظليمين» في محافظة شبوة، مؤكدة استعدادها لردع أي محاولة إخوانية، لإثارة الفوضى في المحافظة.
قيادي في المجلس الانتقالي بشبوة أكد لـ"صوت المقاومة الجنوبية" أن الإخوان يهدفون للسيطرة على منطقة «بيحان» الغنية بالنفط ، من أجل سرقة نفط الجنوب لصالح «إمارتهم» في «مأرب»، حيث يؤسس الإخوان دويلة خاصة بهم في «مأرب» لها جيش وتمويل كامل من التنظيم الدولي، وقطر، والحوثيين.
وتابع القيادي الانتقالي: "ن تحرك الإخوان يرتبط برفض أهالي شبوة، محاولة الإخوان، الحصول على قرار من الرئيس عبدربه منصور هادي بضم مديرية «بيحان» الغنية بالنفط إلى «مأرب»، لافتًا إلى أن أهالي شبوة وقبائلها وقوتها يقفون بكل قوة ضد مخططات الإخوان ومن وراءهم قطر، مشددًا على أن قوات النخبة الشبوانية تدرك وترصد مخططات الإخوان وسعيهم للسيطرة على نفط «بيحان» لدعم دويلتهم على الجنوب".