الجمعة : *عبدالرحمن المحضار*
في طريقه إلى لندن، قالها رئيس *المجلس الإنتقالي الجنوبي* بوضوح لنا مطالب مشروعة، في إستعادة الدولة، ولا نريد عداًء مع أشقاءنا في الشمال، لأنه يعي جيدًا معنى أن تكون محل ثقة الشعب، وحجم المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية المترتبة على ذلك.
قال *اللواء عيدروس* نريد إستعادة الجنوب القوي والمزدهر، إستعادة حقوقه المهضومة وثرواته المنهوبة وقبل ذلك ديمقراطية الدولة ومدنيتها.
*الزُبيدي* إقتحم الساحة السياسية بثقة اللاعب المنتصر، قراره واضح، أنا لست كسابقي، مع تقديره لسابقيه جميعهم بمختلف صفاتهم السياسية والإعتبارية، لكنّه أراد أن يقول الجنوب في عهدي لن يكون إمتدادًا لجنوب ماقبل الوحدة أو مابعد حرب صيف 1994م، بل سيكون تجربة مختلفة، ونقلة حداثية تواكب واقع وعلاقات اليوم السياسية والإقتصادية.
من مجلس العموم البريطاني أعلن *الرئيس* عن منهجية العمل السياسي التي يسير وفقها المجلس الإنتقالي الجنوبي، والتي تمثل خطوة مختلفة كليًا عمّا سبقتها من خطوات وتحركات للجنوبيون في السابق، مع تقدير كل تلك الجهود التي يعد المجلس خلاصة وعصارة لها وللسنون التي عاصرتها. خطوة توضح مصداقية *المجلس الإنتقالي* في مخاطبة الحلفاء والخصوم، وتجسد مدى الحرص والمسؤولية التي ينطلق من خلالها المجلس في مطالباته المشروعة التي يتطلع إليها شعب الجنوب وعلاقاته المستقبلية سواء مع الأشقاء في الشمال أو الخليج والعالم.
كانت هذه الزيارة التي إعتقد البعض أنها أشغلت الزُبيدي عن الداخل في ظل الإنهماك بالخارج لكنّه وجه ومن لندن أيضًا رسالة أخرى عندما توجهت كتائب المقاومة الجنوبية إلى مديريات *بيحان* رسالة مفادها لن نسمح بأن تفرض على جنوبنا أي تغييرات ديموغرافية تسعى أطراف داخلية وخارجية إلى فرضها لتتلاعب بمصائر مديريات بيحان الثلاث وشعبها، الذين سبق وأن واجهوا هذه المشاريع الضيّقة وقابلوها بالرفض الشعبي والمجتمعي، و الإشارة كانت واضحة وصريحة بأن من يقف خلف هذا المخطط الذي يستهدف بيحان أرض وإنسان هو *«تنظيم الإخوان الدولي ودولة قطر».*
ومن بين الرسائل التي وجهها عيدروس قاسم الُزبيدي -رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي- أن قيادة المجلس تطمئن الشعبين في الجنوب والشمال والقوى السياسية في الداخل والخارج، أن المجلس لن يحكم الجنوب بالحديد والنار كما تسوّق لهذا المطابخ الإعلامية التابعة لنفس المطبخ الذي يستهدف بيحان، بل *سيكون المجلس صمام أمان الجنوب* وسيرعى حقوق الجوار والإستثمار للشماليون في الجنوب شريطة إبداء حسن النية، كما سيكون أي «المجلس الإنتقالي الجنوبي» شريكًا فاعلًا وقويًا في الحفاظ على الأمن القومي العربي ومكافحة الفكر الإرهابي بكافة صورة، إنطلاقًا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية وإيمانًا بأن السلام والإستقرار هو العنوان الذي سيشير إلى الجنوب في القريب، وهذا ليس بالسهولة المتوقعة ولكن بتكاتف المخلصين والشرفاء من الجنوبيين وكافة القوى السياسية سيتحقق وإن غدًا لناظره قريب.
*الإنتقالي لاعبٌ متزِّن*، في واقعٍ يملاؤهُ الإضطرابُ الكبير، تحيطه ثعالبٌ داخلية وذئابٌ إقليمية، وإلى حين إتفاق الكِبار على هذا الملف اليمني الشائك ينبغي على الجنوبيون المناؤون على العالم الإفتراضي للمجلس الإنتقالي، طالما لن يستطيعون مجاراته أو تجاوزه على الواقع، وإن كان لديهم حرصٌ وطنيُّ حقًا، يبنغي عليهم الإلتفاف حول أهداف المجلس العريضة *بما يكفل توحيد جهود الجنوبيون وبَلَورة قدراتهم بشكل يمّكِنهم من مواجهة مكرِّ الثعالب المحلية وحسابات الذئاب الإقليمية.*