*لندن تحتفي بالانتقالي والقاهرة تطارد جرذان الشرعية*

*لندن تحتفي بالانتقالي والقاهرة تطارد جرذان الشرعية*

*لندن تحتفي بالانتقالي والقاهرة تطارد جرذان الشرعية*
2019-03-12 14:36:45
صوت المقاومة/خاص
في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لقيادي جنوبي منذ عقود إلى المملكة المتحدة ”بريطانيا”، تمكن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن عيدروس الزُبيدي من الدخول إلى تحت قبة مجلس العموم البريطاني - أهم مؤسسة بريطانية - ولها مكانتها على مستوى أوروبا والعالم.   الزيارة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التي اهتمت بها الصحافة البريطانية والأجنبية وصحف عربية أخرى، لها دلالات نوعية واستراتيجية تتعلق بالوضع في جنوب اليمن خاصة وفي شماله أيضاً، ومستقبل العلاقات البريطانية الجنوبية في ظل وجود مجلس انتقالي جنوبي يشكل القيادة السياسية للجنوب ويمثل القضية الجنوبية التي ظلت مهمشة لسنوات طويلة بحسب وصف مركز السياسة الخارجية البريطانية.  
وبالتزامن مع وصول الزبيدي إلى لندن، كأول دولة توجه رسمياً دعوة للمجلس الانتقالي الجنوبي، كان وزير الخارجية البريطاني (جيريمي هنت) يتجول في عدن، في حدث لم تصنعه الصدفة مثلما يعتقد الكثيرون ولكن هناك سياسة تعمل على تلك التحركات. وبالربط بين زيارة وزير خارجية بريطانيا إلى عدن التي لم تكن مقررة بجدول جولته إلى الشرق الأوسط كما أعلنتها وزارة الخارجية البريطاني، يتداخل الأمر بتوقيت هذه الزيارة مع نفس التاريخ المعلن لوصول رئيس المجلس الانتقالي الزبيدي إلى لندن.   وتعمل بريطانيا على وضع حلول ومقترحات وقيادة دفة عملية السلام في اليمن بدءًا من الحديدة التي تتسبب تدخلات بعض الدول بمحاولة إعاقة تلك الحلول لإفشال المساعي البريطانية في النجاح بهذا الملف وكبح جماح أي علاقات بين بريطانيا والجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي.
 
بدا واضحا أن زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي للعاصمة البريطانية لندن قد أحدثت صدمة عنيفة في خصوم المجلس أما أعدائه فإن التبعية لحزبهم أعمتهم البصيرة وقول الصواب.
وما أن وطئت أقدام القائد الزبيدي مطار هيثرو بالعاصمة لندن والتي تزامنت مع زيارة وزير الخارجية البريطانية جيرمي هانت لمدينة عدن ما برحت أصوات وأقلام على منصات التواصل الاجتماعي تهاجم الرجل وتقلل في نفس الوقت من أهمية الزيارة، وهي الأصوات والأقلام ذاتها التي انتقدت قيام المجلس الانتقالي وناصبته العداء وقالت لن يكون حدود نشاطه أبعد من ساحل جولد مور، في إشارة إلى موقع مقره الرئيس، لكنه وصل وأوصل رسالة شعب الجنوب اليوم إلى أوروبا والإقليم والمنطقة العربية.
ومع أول تصريح للواء عيدروس الزبيدي بقوله: "فضلنا أن تكون بريطانيا هي المحطة الأولى، لما لها من تأثير إيجابي على شعب الجنوب وبحكم الشراكة القديمة والتواجد البريطاني في السابق وما حققه من إرث ثقافي وحضاري وتقدم في النظام والقانون.. وأهمية هذه الشراكة مع البريطانيين، ثارت ثائرة خصوم المجلس من دوائر الشرعية وخارجها والتف معهم أعداؤه من عواصم عربية وأجنبية مسخرين مواقعهم المدعومة من الشرعية والإخوان وفبركة أحاديث تصريحات للزبيدي عكست مدى ضحالة أصحابها.
تحركات قيادة الانتقالي الجنوبي في أروبا أبرزت وبشكل واضح مدى التغيير الجذري الحاصل في تعامل المجتمع الدولي في القوى الموجودة على الأرض باعتبارها قوة حقيقية  تمسك بزمام الأمور على أرض الواقع في الوقت الذي صارت الدبلوماسية الدولية تتحاشى التعامل مع حكومة يتضح للعالم وللإقليم يوما بعد يوم انها مجرد عصابة فاقدة للشرعية فكل ما تبقى لها من دعم هو الدعم الذي يقدمه التحالف العربي بقيادة السعودية الذي ترى قيادته في الشرعية مسمار جحا لا أكثر لشرعنة تدخله في حرب اليمن، في الوقت الذي وصلت فيه دول التحالف إلى قناعة راسخة باستحالة الاعتماد على عصابة غير قادرة على النزول في أي مدينة يمنية سواء في الشمال أو في الجنوب". 
*فشل ذريع لحكومة اللصوص في إشهار ائتلاف ضِرار*
في الوقت الذي فتحت بريطانيا العظمى أبوابها محتفية بالزيارة التاريخية للرئيس الزبيدي إلى لندن، فشلت الشرعية فشلاً ذريعاً برئيسها ووزرائها ودبلوماسيتها وبمليارات الدراهم التي أنفقتها في إقامة فعالية إشهار لائتلافها "السقط" الذي كانت تحاول إقامته في فندق جراند سيتي في العاصمة المصرية القاهرة.
ووفقاً لمصادر موثوقة في القاهرة فإن السلطات المصرية أصدرت توجيهات بطرد ومغادرة 15 وزيراً وقيادياً في حكومة الشرعية ممن كانوا مشاركين في ذلك اللقاء وألزمتهم بمغادرة الأراضي المصرية، وأمهلتهم 12 ساعة للمغادرة.
حكومة اللصوص بكل ثقلها السياسي المفترض فشلت في إقامة فعالية في الوقت الذي تسابقت الصحف ووكالات الأخبار العالمية ومراكز الدراسات للظفر بلقاء صحفي مع الرئيس الزبيدي الذي احتفى به الإعلام البريطاني كزعيم وقائد ثورة سبقه إليهم تاريخه النضالي الناصع فقد علقت الصحفية في البرلمان "كريج" قائلة: "زرته وهو مطارد في جبال الضالع وها أنا اليوم أستقبله في قاعة البرلمان هنا في لندن".
هكذا تجلى الفارق الكبير بين ذوي العزائم وعملاء الدراهم، فالأموال بمقدورها أن تشتري ذمم المرتزقة لكنها ليس بمقدورها أن تغير الواقع على الأرض، فإذا كانت الشرعية التي لازالت تحاول مغالطة نفسها بأنها حكومة قد فشلت في إقامة فعالية بسيطة وتافهة للغاية كفعالية إشهار ائتلاف ضِرار فإنه قد آن الأوان لأن تقرأ المتغيرات الموضوعية بعقلانية وبعيدا عن الشطط لترى حجمها وقدرها في ميزان الإقليم والعالم الذي لا يعترف إلا بالأقوى وبالأكثر حضورا على الأرض، بعيدا عن التمسك بشرعية أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت جزءًا من الماضي اجتازته المتغيرات المتسارعة على الأرض في الجنوب والشمال على حد سواء.