- صوت المقاومة الجنوبية /نقلا عن الغارديان
- ترجمة رئيس التحرير
في حوار أجرته معه صحيفة الغارديان البريطانية، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إن الاستمرار في تجاهل إرادة شعب الجنوب وتطلعاته في الاستقلال واستعادة الدولة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الاضطراب والفوضى وعدم الاستقرار سواء في المنطقة أو على مستوى الإقليم والعالم.
وقال الرئيس الزبيدي إن مسالة رغبة الشعب الجنوبي في العودة إلى وضعه السابق قبل الوحدة لا يمكن وصفها بحالة "انفصال" فالموضوع يخص دولتين اتحدتا في يومٍ ما ويرغب أحد الطرفين في العودة إلى وضعه السابق.
"صوت المقاومة الجنوبية" تعيد نشر أبرز ما جاء في حديث الرئيس الزبيدي مع الغارديان البريطانية في سطور التقرير الذي ترجمه الزميل رئيس التحرير:
السلام في اليمن يبدو مستحيلاً دون الاعتراف بدعوات جنوب اليمن للاستقلال عن الشمال، ومن المقرر أن يخبر قادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة النواب والمسؤولين البريطانيين في الوقت الذي يكثفون جهودهم للانخراط في محادثات السلام.
جنوب اليمن، الدولة الاشتراكية لفترة وجيزة، اتحدت مع الشمال في عام 1990، ثم تعرض الجنوبيون للهزيمة عسكريا عندما حاولوا الانفصال في عام 1994. واستمر الاستياء الجنوبي من سيطرة الشمال على موارد البلاد، بما في ذلك الحوثيين المتمردين.
وصرح اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المكون من 24 عضوًا، لصحيفة الغارديان بأن حركته تمثل الجزء الأكبر من سكان الجنوب، وتسيطر بشكل أكبر من الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة على المحافظات الثمانية الجنوبية، بما في ذلك ميناء عدن.
الزبيدي قال: " إن تجاهل إرادة الشعب هو طريق سيؤدي لمزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار". مضيفا :"إن الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ليس لها أي نفوذ في الجنوب، ودورها غير موجود، ولولا دعم التحالف السعودي، لكان من الممكن أن ينهار البلد بالكامل في أتون فوضى عارمة".
وقال: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يريد إجراء استفتاء حول فك ارتباط الجنوب عن الشمال واستعادة الجنوب لوضعه السابق قبل الوحدة، على أن يتم إجراؤه بشكل مستقل".
وقال الزبيدي خلال حديثه عبر مترجم: "إنها ليست حالة انفصالية وإنما (فك ارتباط). فالموضوع يخص دولتين توحدتا في دولة واحدة، وأحد طرفي الوحدة يرغب في العودة إلى وضعه السابق لا سيما وأن الوحدة فرضها نظامان استبداديان، ولم يسأل أحد منهما عن إرادة الشعب".
وأضاف: "بعد أن غادر البريطانيون عدن في عام 1967، ورثنا نحن في الجنوب مجتمعًا مدنيًا ذات مؤسسات وأنظمة. لقد كان مجتمعًا متنوعًا ومتسامحًا وعالميًا مفتوحًا، لكننا بعد الوحدة التي فرضت علينا، واجهنا مجتمعاً تحكمه القبلية والطائفية والفساد وكل صفات المجتمع الفاشل. كان هناك تصادم سياسي وثقافي كبير بين الجنوب، كدولة تعمل بشكل كامل، والشمال الذي كان قائما على القبلية".
وقال الزبيدي لصحيفة الغارديان: "إن مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، التقى بقادة المجلس الانتقالي الجنوبي أربع مرات، لكنه كان متردداً في الموافقة على مطالباتهم الانخراط رسميا في المحادثات في هذه المرحلة؛ معللا إن مهمة محاولة التوفيق بين الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وقوات الحوثيين المسؤولة عن الشمال هي مهمته العاجلة.
إن التعامل مع حالة اليمن ككيان موحد من شأنه أن يعقد المفاوضات الشاقة كما يقال. في الوقت الذي لا يستطيع جريفيث التأكد من أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل جميع المحافظات الجنوبية".
ويقول الزبيدي إن جزءًا من الصعوبة التي يواجهها غريفيث هو أنه يتفاوض مع حكومة يمنية موجودة فقط بالاسم وعلى النقيض من ذلك، "نحن موجودون على الأرض ونحن جزء من أي حل"- يؤكد الزبيدي.
ويقود الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017 بعد إقالته من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كمحافظ لعدن تحت مبرر عدم الولاء له، ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن، ومنذ ذلك الحين عزز سلطته في الجنوب، حيث قام ببناء قاعدة بين العائلات النخبوية والشخصيات القبلية والقادة الإقليميين.
ويتفق معظم خبراء اليمن، مثل مركز صنعاء للدراسات، على أن قضية الفيدرالية، أو حتى الانفصال، لا يمكن تجاهلها في أي تسوية سياسية نهائية.
مقترحات الفيدرالية التي أعدتها حكومة هادي في عام 2014 أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية الحالية منذ أن اقترحت الخطة أن المناطق الجنوبية الغنية بالموارد قد لا تحتاج إلى مشاركة ثرواتها مع الشمال الأكثر سكانًا. كان الحوثيون على وجه الخصوص يخافون من تهميشهم.
وعن علاقته بدولة الإمارات العربية المتحدة قال الزبيدي: "بعد احتلال الحوثي للجنوب، تدخل التحالف العربي بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وأيدنا ذلك؛ لأنه كان ضروريًا فقد لعبوا دورًا في المساعدة في إعادة إعمار الجنوب.. إنها علاقة مصالح متبادلة بين الطرفين".