*ترجمة: رئيس التحرير*
وصف مركز "جيمس تاون" الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والبحوث القيادي في قوات المقاومة الجنوبية منير محمود أبا اليمامة بواحدٍ من أهم القادة العسكريين في الجزيرة العربية، وذلك لدوره المحوري والمؤثر في قيادة القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات في عملياتها العسكرية ضد تنظيمات الإرهاب كالقاعدة وداعش.
"صوت المقاومة الجنوبية" تعيد نشر التقرير بعد ترجمته من الموقع الرسمي لمركز (James (Town الأمريكي:
*نص التقرير:*
أبو اليمامة، 44 عاماً، هو قائد لواء الدعم الأول، وهو القوة البارزة في قوات الحزام الأمني التي تعمل في مدينة عدن وحولها وفي جميع أنحاء جنوب اليمن. وهو من سكان بلدة "مشألة" في منطقة يافع النائية والجبلية في محافظة لحج الجنوبية، التي تقع على الحدود مع محافظة عدن، وهو عضو في قبيلة يافع البارزة، وهي واحدة من أقوى القبائل العربية القبلية في مناطق الجنوب. قدمت القبيلة عددًا كبيرًا من المقاتلين لقوات الأمن اليمنية المحلية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة العاملة في جنوب اليمن؛ يافع هي مركز للعمليات والتجنيد في قوات الحزام الأمني، وتلك التي يقودها أبو اليمامة. في أبريل / نيسان 2017، تم ترقيته إلى مرتبة الشرف الفخرية لشيخ قبيلة عائلته في مشألة بعد وفاة الشيخ السابق، الذي كان عمه، كجزء من إجماع قبلي وتكريمٍ لإنجازاته العسكرية في قيادة القوات في جنوب اليمن.
أبو اليمامة قائد عسكري مخضرم، خلال مسيرته المهنية، حارب مع حركة استقلال جنوب اليمن، وكان ملتصقا بها بشكل وثيق، بما في ذلك عمله كضابط في جيش جنوب اليمن قبل الوحدة مع شمال اليمن في عام 1990. كان زعيما داخل حركة استقلال اليمن الجنوبي التي قاتلت ضد حكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح من 1993-1994. بعد هزيمة القوات الجنوبية في عام 1994، انضم أبو اليمامة إلى ضباط آخرين من القوات الجنوبية في المنفى في عمان والمملكة العربية السعودية حتى عام 1998.
في عام 2007، انضم أبو اليمامة إلى حركة أنشأها عيدروس الزبيدي، والتي دعمت استقلال اليمن الجنوبي، كان أبو اليمامة جزءًا من كادر الضباط العسكريين السابقين في اليمن الجنوبي الذي سعى إلى بدء انتفاضة ضد حكومة صالح في جنوب اليمن. لهذه الأنشطة، في عام 2010، ألقت قوات الأمن القبض على أبي اليمامة، وخضع للمحاكمة لكنه هرب من السجن واختبأ، وخلال الانتفاضة ضد حكومة صالح في 2011-2012، ألقي القبض على أبي اليمامة عدة مرات بسبب نشاطه السياسي. قاد عملية الاستيلاء على قاعدة عسكرية في منطقة ردفان بمحافظة لحج، التي كانت موقعًا لنشاط ثوري مهم لدعم استقلال اليمن الجنوبي أثناء الانتفاضة. كما قاد أبو اليمامة بنجاح قوات المقاومة الجنوبية، الموالية لـعيدروس الزبيدي، ضد حركة أنصار الله (الحوثي) وحلفائها الموالين لصالح في ردفان، دفاعا عن المنطقة.
*قائد الحزام الأمني*
برز أبو اليمامة كبطل حرب لقوات جنوب اليمن، بسبب تاريخه الطويل الذي يقاتل من أجل استقلال الجنوب ودوره كقائد للقوات الخاصة التي تم نشرها في جميع أنحاء جنوب اليمن منذ أن بدأ التحالف عملياته في مارس 2015، يعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة اختارت أبأ اليمامة قائدًا للحزام الأمني وعينته ليحل محل سلفه، القائد السابق لقوات الحزام الأمني في عدن، نبيل المشوشي، وذلك بسبب عدم قدرة المشوشي على تأمين مطار عدن الاستراتيجي، وهذا يدل على ثقة الإماراتيين، الذين هم القوة الرئيسية في عدن.
*دوره الحالي*
يعتبر أبو اليمامة هو المشرف العام لأهم قوات الأمن في مدينة عدن وحولها، وعدن هي عاصمة جنوب اليمن ومركز العمليات القتالية لقوات الإمارات في شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي على الرغم من ارتباطه الوثيق بحركة استقلال جنوب اليمن، إلا أن أبي اليمامة حريص على القول إن قيادته وقواته تعمل تحت سلطة حكومة هادي واليمن الموحد في تصريحاته الرسمية، إذ لا يزال التحالف السعودي والإماراتي يحافظ على الدعم الشعبي لإعادة بناء دولة يمنية موحدة بقيادة حكومة هادي.
وقد أشرف أبو اليمامة على العمليات العسكرية في محافظات عدن ولحج وأبين، ضد كلٍ من الحركة الحوثية وحلفائها وضد تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة؛ حيث قاد العمليات العسكرية للسيطرة على مدينة المحفد في محافظة أبين، وهي معقل سابق للقاعدة، تم تطهيره في أكتوبر 2017. تعتبر حملة السيطرة على المحفد التي قادها أبو اليمامة مثالاً على كيف يمكن للقوات الإماراتية في اليمن أن تعمل بنجاح من خلال شركاء يمنيين محليين لتحقيق أهداف عسكرية مهمة للتحالف السعودي والإماراتي. قيادة أبو اليمامة لقوات الحزام الأمني مقربا من الإماراتيين، الذين يعتبرونه الشريك اليمني المحلي المفضل.
*أبو اليمامة واحدٌ من أهم القيادات العسكرية في الجزيرة العربية*
أبو اليمامة هو واحد من أهم القادة العسكريين في شبه الجزيرة العربية نتيجة لدوره في قيادة القوات اليمنية المحلية المدعومة من الإمارات. ويبدو أنه قائد محنك ومؤثر، فهو يعي فيما يبدو القيود السياسية التي يفرضها التحالف السعودي والإماراتي حالياً على حركة استقلال جنوب اليمن بالرغم من أنه تابع للشيخ العيدروس الزبيدي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أنه القائد العسكري الأبرز الذي يؤمّن عدن والمناطق التي حولها، وهو أيضاً القائد المشرف على العمليات العسكرية ضد داعش والقاعدة خارج عدن، وهو موقع أكسبه ثقة التحالف السعودي والأمريكي لسيطرته على القوات اليمنية الجنوبية، ولا سيما الحزام الأمني الذي نفذ العديد من حملات الناجحة ضد القاعدة.
أبو اليمامة ولا يزال نجمًا صاعدًا في السياسة الاجتماعية الجنوبية، وقد تكون قيادته العسكرية نقطة انطلاق لسلطة سياسية أكبر في جنوب اليمن. إن مرونته السياسية، حتى مع استمراره في دعم استقلال جنوب اليمن أو استقلاله، وعلاقته الوثيقة والمستمرة مع القوات الإماراتية، هي مصدر نفوذه على السياسات الأمنية في جنوب اليمن، وهي المنطقة التي تعتبر من أهم المناطق استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.