*استطلاع خاص..شهداء عدن.. أبطال كتبوا التاريخ بدمائهم ليعبث به القادمون من شرفات الفنادق*

*استطلاع خاص..شهداء عدن.. أبطال كتبوا التاريخ بدمائهم ليعبث به القادمون من شرفات الفنادق*

*استطلاع خاص..شهداء عدن.. أبطال كتبوا التاريخ بدمائهم ليعبث به القادمون من شرفات الفنادق*
2019-03-03 16:18:59
صوت المقاومة/خاص
صوت المقاومة الجنوبية/ نوال باقطيان
على مقاصل العدوان تسقط كرامة الوطن، وعلى مقاصل الكرامة يسقط ويتدافع الشهداء، الشهيد تلو الشهيد، للدفاع عن كرامة الوطن، حتى بلغ عدد الشهداء في عدن وحدها لعام ٢٠١٦ فقط ٢,٦١٢ شهيدًا، ومازال الشهداء يتساقطون من أجل الدفاع عن الوطن والكرامة والحلم حتى بلغ أعداد الشهداء عتيا، واشتعل رأس الشباب شيبا.. 
ففي ليلة وضحاها انقلبت الحياة من الترف وملامح المرح والترح تاركة تلك الأجساد الغضة نعيم الحياة لتنصهر في أرض عدن ملبية نداء الوطن، عدن هي مدينة لا تشيخ وقد روى أرضها دماء شهدائها الزكية لتسطر لنا أروع قصص البطولات، فمن هنا تبدأ الحكاية.. 
 
*المآذن تصدح*
Ø         الشهيد عبدالله عارف أحمد - تاريخ الاستشهاد ٥\٧\٢٠١٥م:
صدحت مآذن مدينة عدن الصغرى (البريقة) نداء الجهاد فهب جمع غفير من الأهالي لتلبية النداء..
يقول والد الشهيد عبدالله يروي لنا قصة استشهاد ولده: (أول ما صدعت المآذن بالمساجد بالجهاد ذهب ابني للذود عن مدينته من أول يوم مشاركا بالجبهات أولها جبهة بير أحمد بمرافقة الشيخ هاني اليزيدي، وقبل التحاقه بالجبهات كانوا يتناوبون على حراسة المنطقة). 
 
خلال حراسة الشهيد عبدالله اكتشف إحدى السيارات تحاول تهريب ذخائر إلى منطقة عمران، يضيف والد عبدالله يروي لنا تلك الحادثة قائلا: (أذكر في الأيام الأولى لحراسة عبدالله اكتشف سيارة هيلوكس فيها ذخائر كانت تقلها امرأتان، وعند التفتيش اكتشف عبدالله آربي جي وبعض الذخائر في محاولة منهمط لتهريبها لمنطقة عمران، اقتيد السائق إلى الشرطة وهناك أثناء التحقيق نفى السائق صلتة بالحادثة وقال أنهم استأجروه بمبلغ ٥٠ ألف لتوصيل الامرأتين إلى منطقة عمران، بعدها التحق عبد الله بجبهة بير أحمد.. مكث عبدالله ورفاقه في جبهة بير أحمد قرابة الشهرين للذود عن المدينة ولم يصب أي إصابة قبل استشهاده إلا في تاريخ ١\٧ تصاعدت وتيرة المعارك ما بين فر وكر واستبسل أبناء عدن في الدفاع عن أرضهم وأصيب عبدالله في الرأس برصاصة أسعف بعدها إلى مستشفى صابر ليمكث أربعة أيام بعدها وافته المنية متأثرا بجراحه".
 
يروي لنا والد عبدالله عن الشهيد قائلا: (كان أفضل إخوته وأطيبهم، جميع الناس يحبونه؛ لقد أبى إلا انخراطه بالجبهة للدفاع عن مدينته؛ فهؤلاء الشباب جيل الوحدة هم من هب للدفاع عن وطنهم بعد إهمالهم وتهميشهم منذ الوحدة ويكذب من يقول أن هناك أطراف أخرى هي من حررت عدن). 
 
Ø         الشهيد أمين سامي أحمد عبد العزيز استشهد في تاريخ ٢٣ \ ١١ \٢٠١٨م في البقع: 
 
الشهيد أمين شاب في الثامنة والعشرين من عمره، البكر بين إخوته التسعة، شارك أمين في عدة جبهات أثناء حرب الحوثة في عدن في جبهة الصولبان والبساتين وجعولة، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ذهب أمين إلى الوديعة وهناك انخرط بالقتال مع اللواء مشاة ١٥١ إلى جانب اللواء فتح وغيرها من الألوية في البقع والتي وصلت اليوم إلى منطقة كتاف؛ وكان أمين من مؤسسي اللواء هناك وقد استشهد وهو يحمل رتبة ملازم ثاني.
 يروي لنا والد أمين سامي أحمد عبد العزيز قصة استشهاد ابنه قائلا: (أصيب أمين قبل ثمانية أشهر من استشهاده بالعمود جراء انقلاب طقم كان يقله حيث مكث أمين مدة شهرين في مستشفى الملك خالد في نجران لكنه لم يكمل علاجه، وعاد إلى البقع، وفي صباح أحد الأيام وتحديدا في الثامنة صباحا أثناء الطابور الصباحي كان أمين نائما في خيمته، أطلق الحوثة صاروخًا فرديًا سقط بالخطأ إلى خيمة أمين أصيب أمين بذراعه الأيمن فبترت وعانى أمين من نزيف داخلي، وبعد ساعة توفي أمين متأثرا بجراحه).
 
فور وفاة أمين استدعي والد أمين الذي كان يعمل في جدة وفور سماعه بوفاة ولده استقل طائرة إلى شرورة ومن شرورة إلى البقع أصر والد أمين استلام جثة ابنه ليواري مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في منطقة صلاح الدين، يقول والد أمين: (لقد كان الصاروخ يستهدف الطابور الصباحي في الجبهة ولكن بالخطأ سقط في خيمة ابني ولوكان سقط بالطابور لحصد الكثير من الأرواح).
يضيف والد أمين: (لقد أصررت على نقل جثة ابني لأن إصابته طفيفة وجسده سليم).
 
 
*هدف ومردود*
يقول والد أمين: (يعاني كل أب وأم شهيد معاناة نفسية بسبب فقدانه لولده؛ لكن تصبح المعاناة مستمرة من أجل هدف ومردود أو الوصول لأهداف المرجوة من الاستشهاد سواء كان في الشمال أو الجنوب وكانت بادرة طيبة). 
 
ثم يضيف: ( سأصدق معك بالقول، لم نرَ الى الآن تحسنًا أو أعمالًا إيجابية من جانب الشرعية والأحزاب، لم نرَ أي شيء يثلج الصدر، لم نرَ بوادر إصلاح في اليمن، أما على مستوى عدن لم نرَ سوى التناحر من أجل مصالح كبيرة كانت أم صغيرة، المهم لديهم التقاسم والفيد، الذي يحدث في عدن لا يعطي انطباعًا أنه الذي من أجله ضحى الشباب هناك مردود ولو كان بنسب ضئيلة مقبول بالمقام نتيجة التضحيات الجسام التي قام بها الشباب، هذا على مستوى المقاومة أما على مستوى أكبر لا يوجد شيء يذكر على مستوى القيادة لم نرَ شيئاً على مستوى أرض الواقع فأنا إنسان بعيد عن الحزبية ولم أصفق من قبل لأي شخص). 
 
*مقاتلة الروافض* 
الشهيد أمين لبى نداء الوطن منذ الأيام الأولى في عدة جبهات، كيف لا وقد طارت روحه الشفيفة لملاقاة ربه ابتغاءً للشهادة، قائلا لأبيه ‘‘نذهب لمقاتلة الروافض’’ يقول أبو أمين: (عندما ذهب إلى البقع حاولت أن أثنيه عن ذلك، لكنه يرد عليّ قائلا: سوف نحارب الروافض، فأنا عن نفسي أعلم أن الحرب ليست مذهبية وأعلم أن الحرب بسبب مصالح دول كبرى وكل إنسان يبعث على النية التي مات عليها).  
 
يضيف أبو أمين قائلا: (لقد قاتل ابني من أجل الشهادة؛ لكننا لا نستطيع أن نطلق على أي شخص شهيدًا، الله أعلم بالنيات، نحن يهمنا الإصلاح والاستقرار؛ لست نادماً على استشهاد ابني وأدعو الله أن يتقبله شهيدًا ).
 
 
*الشهيد المتكئ*
Ø         الشهيد سهيل قائد الرياشي (الشهيد المتكئ) - تاريخ الاستشهاد ٢ أبريل ٢٠١٥م: 
خرج سهيل لحماية البنك المركزي من أي سلب إلا أنه شاءت الأقدار أن يكون ضمن قافلة المستشهدين الأوائل أثناء تقدمه مع رفاقه إلى جولة صحيفة الأيام بجوار مستشفى عدن لمنع تقدم الحوثة نحو عدن فأصيب إصابة غير قاتلة إلا أنّ منع العدو من تدخل الإسعاف تُرك سهيل ينزف ليضع ساعديه خلف رأسه مستقبلا الموت بأريحية شاخصا للسماء ليموت بعد ذلك متأثرا بجراحه ليطلق بعدها لقب ‘‘الشهيد المتكئ’’ .
 
سهيل كان يعيل أسرته - المكونة من والديه وزوجته وأطفاله - من امتهانه سياقة باص أجرة ليترك بعد وفاته عائلة دون معيل..