*إستطلاع خاص..الرشاوي والفساد في مصلحة الهجرة والجوازات.. سنة مؤكدة!*

*إستطلاع خاص..الرشاوي والفساد في مصلحة الهجرة والجوازات.. سنة مؤكدة!*

*إستطلاع خاص..الرشاوي والفساد في مصلحة الهجرة والجوازات.. سنة مؤكدة!*
2019-02-03 19:19:19
صوت المقاومة/خاص-عدن
تعالت الأصوات الشاكية والمتذمرة في الآونة الأخيرة من ممارسات مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية في محافظة عدن جراء التسويف والمماطلة بالإضافة إلى الفساد والسمسرة ممن يرتدون زيّ المقاومة والذين يرتكبون الفساد جهاراً رامين بالحائط هيبة الدولة والهوية الوطنية. 
عندما تخطيت المتاريس غرقت بين الأجساد.. مواطنون يلهثون خلف استخراج جواز سفر بمختلف مشاربهم وغاياتهم ووجهاتهم للسفر، فهناك من يرغب السفر للعلاج وهناك من يرغب بالسفر للعمل وهناك من يرغب بالهجرة بعد أن تقطعت بهم سبل الحياة في اليمن.. 
يتخلل هذا المشهد جمع من المواطنين يتحلقون حول رجل وامرأة يطلق عليهم (سماسرة).. بينما يمارس أغلبية رجال الأمن ممن يرتدون بزات المقاومة السمسرة لاستخراج جواز سفر للراغبين باستخراج الجواز بدون صعوبة، وبينما كنت أشاهد تلك الجموع لفت انتباهي جمع من الرجال يطل على محياهم أنهم من محافظة عدن تقدمت لدى أحدهم وعرّفت عن نفسي رفض إجراء اللقاء وقال لي: "لا أستطيع الحديث يلا اننا نتخارج منهم!" روى لي أنهم أحد أفراد المقاومة الذين أُجبروا على تغيير البطائق واستخراج جوازات سفر ليتحصلوا بذلك على رواتبهم، سألته: كم سيأخذ منكم؟! رد ٢٥ألف ووعدنا بالحصول على الجواز بمدة ٣ أيام فقط. وبينما أهمّ بالمغادرة لاحظت امرأة تتحدث معهم سألتهم قال أنها أيضا سمسارة!.. "صوت المقاومة الجنوبية" نزلت إلى مبنى الهجرة لنقل معاناة الناس هناك وأجرت الاستطلاع الآتي.. 
 
استطلاع/ نوال باقطيان
*مصابة بالسرطان*
أم محمد امرأة خمسينية تقف على مدخل الباب المحاذي للبوابة ترتدي زيًا صنعانيًا (شرشف) وقفت بجانبها وبدأت بالحوار معها. 
روت لي أم محمد التي تنتظر ابنتها أنها جاءت من صنعاء برفقة ابنتها العشرينية لاستخراج جواز سفر بعد رفضهم في عدن قبول الجوازات المستخرجة من صنعاء. 
أم محمد امرأة مصابة بالسرطان في الدماغ وتعتزم السفر إلى مصر لإكمال العلاج تقول أم محمد: ( كل خطوة هنا بنقود، لقد استنفدت نقودي للسفر والآن ابنتي دخلت للتصوير ولم تعد إلى الآن على الرغم من دفعنا رشاوي عديدة). 
 
*لا تذكريني!*
بادرتني أنيسة بقولها عندما علمت بموضوع استطلاعي قائلة: ( لا تذكريني بالهجرة والجوازات لأنها مهزلة ؛ لقد ذهبت بإحدى المرات لتجديد بطاقتي وجواز سفري ولكنني صدمت مما رأيت ؛ لقد كنت أظن الهجرة كما كانت بالسابق قبل الوحدة لقد صدمت مما رأيت وعدت أدراجي لم أجدد لا جواز ولا بطاقة!.. هناك سمسرة واضحة إذا بتجددي ادفعي المبلغ المطلوب أو انتظري شهور رايحة جاية، ناهيك عن البطاقة والجواز يصرف لمن هبّ ودبّ المهم يدفع). 
 
*أصحاب المعاشيق* 
أكرم أحد مرتادي الهجرة والجوازات قال لي: ( عندما تشتد الزحمة لا يدخل الصالة إلا بدفع عشرة ألف وعندما سألت أحد أصدقائي لماذا يتعامل مع المواطنين بحقارة ويتم سرقتهم؟ قال لي بالحرف الواحد أصحاب المعاشيق في القصر الرئاسي هم من علمونا الفساد والرشوة وأغلبية المواطنين يتوافدون إلى الهجرة والجوازات من الساعة الثانية عشر ليلا). 
 
*يمنيون بجنسيات أخرى* 
أم علي إحدى النساء اللواتي أخفقن في استخراج جواز سفر والسبب في ذلك ولودها في مصر وهي لأبوين يمنيين تقول: ( لقد جئت إلى هنا لاستخراج جواز سفر كأي مواطنة يمنية لكن عندما علموا أنني ولدت على أرض مصر قيل لي ممنوع استخراج جواز سفر كونك ولدتي خارج الأراضي اليمنية، حاولت أن أثنيهم عن قرارهم وقلت لهم والدي يمنيين ولا يعترض أنني ولدت خارج اليمن يمنيتي، إلا أن طلبي قوبل بالرفض). 
 
أحد الرجال  المتقدمين بالعمر يدعى عمر حكى لي أنه ولد في الصومال من أم يمنية وعلى الرغم من مكوثه منذ طفولته في اليمن إلا أنه يُعامل معاملة الأجنبي فهو لديه إقامة يجددها ولولا أن أخته تعمل في مبنى الهجرة والجوازات لكان اعترضته بعض الصعوبات والعراقيل هنا. 
 
*مطلقات*
روت لي إحداهن صعوبة استخراج جواز سفر للأطفال في حالة عدم تواجد الأب قائلة: ( لديّ ابنة واحدة فقط وبعد حدوث حرب ٢٠١٥ في عدن طلبت من طليقي وكالة باستخراج جواز سفر واصطحابي لابنتي في السفر، وافق طليقي وفور حصولي على التوكيل ذهبت إلى مصلحة الهجرة والجوازات واصطحبت معي ابنتي وكانت مازالت صغيرة عملت الاجراءات الأولية وعندما وصلت لمكتب لفحص الأوراق قال لي: أين والد الفتاة؟ أجبته أنه يقطن في السعودية وهذا توكيل منه لي، رفض الرجل وقال لابد من حضوره شخصيا أو إحضار البطاقة الشخصية أو الإقامة، وبعد عدة محاولات باءت بالفشل استعنت بأحد معارفي الذي يعمل في المصلحة والذي يتقلد منصبًا مهمًا). 
تضيف قائلة : (ذهبت إليه واصطحبني مع ابنتي وأخي إلى أحد الموظفين لاستكمال الاجراءات ولأن هذا الرجل نزيه لم يستطع إكمال الاجراءات لي، وللأمانة لم يطلب مني ريالًا واحدًا ، بعدها اضطررت اللجوء إلى طليقي مرة أخرى الذي أرسل لي بطاقة شخصيته، ومع ذلك كنت عندما أصل إلى أحد النوافذ يسألني أين والد الفتاة فأريه بطاقته ويصمت!؛ الفساد في المصلحة مستشري جدا ولابد من القضاء عليه). 
 
بينما تروي لي أم ماجد رواية مماثلة قائلة: ( لدي فتاة وولد من طليقي وبعد الحرب قررت استخراج جواز سفر ذهبت إلى الهجرة الذين رفضوا عمل الاجراءات حتى اضطررت اللجوء إلى طليقي لعمل وكالة لاستخراج جواز السفر وطلبوا مني تحديد الأشخاص الذين من الممكن مرافقتهم في السفر ومع ذلك استخرجت الجواز بصعوبة). 
 
*إحصائيات*
تصدر مصلحة الهجرة والجوازات يوميا ما يقارب 2.500 جواز (ألفين و٥٠٠ جواز) ويستقبل المواطنين الراغبين باستخراج الجواز من أكثر من ١٠ محافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية؛ حيث وصلت إيرادات مصلحة الهجرة والجوازات العام الماضي أكثر من ٥٩١ مليون ريال، ناهيك عن المبالغ التي تطلب من المواطنين دون سندات قبض كرشاوي، حيث تبدأ من ٥ألف حتى ١٢٠ ألف ريال على حسب حالة المواطن المادية ، ويطلب من المواطنين للدخول لصالة الانتظار ابتداء من ٣ ألف إلى عشرة ألف!.