صلاح القعشمي
كغيري من شرفاء ومناضلي الجنوب الاحرار الذين جزعت قلوبهم إثر سماع نبأ استشهاد القائد المقدام اللواء ركن محمد صالح طماح القائد الميداني والسياسي للحراك السلمي الجنوبي رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية فجر يوم الاحد 13 يناير 2019م متاثرا بجراحه الذي تعرض له صباح الخميس العاشر من يناير أثناء مشاركته في حفل تدشين العام التدريبي في قاعدة العند..
لم اصدق هذا النبأ المؤلم في بداية الامر اطلاقا وقمت بالاتصال باحد الاخوة المقربين والذي اكد لي ان الوالد والقائد البطل قد فاضت روحه الطاهرة الى باريها ،هنا ايقنت ان المصاب قد حل والفاجعة قد اصابتنا وادمت قلوبنا وجزعت له ..
حقيقة لقد كان الخبر بهذه الفاجعة صادما ومؤلما جدا ليس لنا نحن محبيه وزملاء رحلته النضالية فحسب بل لجميع من عرفوه او حتى سمعوا عنه.. كيف لا وهو الذي استطاع ان يجسد اسمى معاني القيم الانسانية والأخلاقية ورسخ مبادئ التصالح والتسامح الجنوبي واتسم بها وسما عن غيره ،وعزز ها بافعاله وسلوكه في مجتمعه ولمسها الجميع في مختلف ميادين النضال السلمي الجنوبي.
من منا لم يلتق فيه او يسمع عنه وهو الذي خاض معمعان الثورة والنضال حربا وسلما وهو فارس الجنوب الاول الذي صال وجال وتعالت كلماته في سماء الجنوب بوجه خاص وبقاع المعمورة عموما في كل خطاب كان يلقيه على مسامعنا في كل الفعاليات والامسيات الرمضانية واللقاءات الموسعة للحراك الجنوبي ومازال صداها في مسامعي..
لقد كان كلماتك ايها الشهيد البطل تخرج من صميم قلبك وضميرك الجنوبي الحي والصادق وكم كان الأثر بالغا في نفوس الكثيرين وبلغت بها قلوب وافئدة السواد الاعظم وتحركت مشاعر واحاسيس الكثير ممن كانوا خارج اطار الحراك الجنوبي وهو الامر الذي ادى الى الانضمام الجماعي من قبل المشايخ والوجهاء والكوادر والعامة الى رتل الحراك السلمي الجنوبي.
ويجدر القول هنا ان شهيدنا البطل اللواء ركن محمد صالح طماح رجل عظيم لا يعرف النفاق والكذب رجل بريء صادق لا يحمل غل ولا عداء لكل من زاملوه واقتسموا معه كسرة الخبز والماء...لا هم له سوى تحقيق اهداف الثورة الجنوبية السامية وفي مقدمتها تحقيق التحرير والاستقلال الناجز وقيام دولة الجنوب الحرة على كامل ترابها من حوف حتى باب المندب ،وكذا تحقيق التصالح والتسامح الجنوبي بسماته الحقيقية واعتبرت ان الاصطفاف الجنوبي هو السبيل الوحيد لبلوغ الغاية والهدف السامي.
لعمري ان رحيلك عنا ايها الشهيد البطل ابا ياسر بن طماح خسارة كبيرة لنا احبابك وزملاء مسيرتك العملية والنضال، خسارة بالغة الأثر على يافع خاصة والجنوب عموما..لما لا..؟؟ وانت من طلائع الثورة الجنوبية ومن مؤسسي حراكنا السلمي الجنوبي وملتقى التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي وكنت نعم الرجل والقائد والاب لكل شباب الحراك ونشطاء الثورة.
لقد رحلت ابا ياسر كما كنت تتمناه وتردده في كل كلمة وخطاب تقوم بالقاءه علينا في فعالياتنا السلمية الجنوبية.. رحلت شهيدا في يوم التصالح والتسامح 13 يناير 2019م في الذكرى ال13 ليوم التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي وهذا يكفيك ويكفينا نحن محبوك ويحق لنا ان نفاخر فيك بين الأمم فطالما كنت رمزا لهذا التصالح السامي كنت رمزا للاستشهاد في هذا اليوم التاريخي والحدث الجنوبي العظيم..
نم قرير العين شهيدنا البطل ابا ياسر طماح فاننا على دربك ودرب كل شهداء الجنوب سائرون ...