*التوجه إلى المستشفيات الخاصة.. خيار صعب فرضه لوبي الفساد بعد إهمال المستشفيات الحكومية*

*التوجه إلى المستشفيات الخاصة.. خيار صعب فرضه لوبي الفساد بعد إهمال المستشفيات الحكومية*

*التوجه إلى المستشفيات الخاصة.. خيار صعب فرضه لوبي الفساد بعد إهمال المستشفيات الحكومية*
2018-12-28 14:59:55
صوت المقاومة/خاص
 
صوت المقاومة الجنوبية / تقرير / نوال باقطيان
 
يتوجه  غالبية المرضى  والجرحى إلى المستشفيات الخاصة بدلا عن المستشفيات الحكومية للاستطباب وإجراء العمليات الجراحية ؛ لما تتمتع به المستشفيات الخاصة من خدمات  صحية ممتازة  وتجهيزًا عاليًا   بالغ الضخامة ، بينما ينظر  المرضى  إلى المستشفيات الحكومية  بتوجس وريبة بمدى أهليتها بتقديم الخدمات الصحية والرعاية اللازمة للمريض ،  فما السبب الرئيسي بتوجه المرضى والجرحى بشكل خاص إلى المستشفيات الخاصة دون الحكومية؟ ومن المسؤول عن إهمال وتهميش المستشفيات الحكومية في ظل رصد التحالف العربي موازنات ضخمة   لعلاج الجرحى تذهب جلها لصالح المستشفيات الخاصة؟..    
 
 في الأوراق البيضاء غواية الكتابة الأولى ، وفي سديمية أروقة المستشفيات الخاصة غواية المبضع الأولى  فيها تستنثر تصوراتك وخيالاتك عن مثالية  تقديم الخدمات والأداء الممتاز المتمثل في الطاقم الفني والطبي وضخامة الأجهزة ، ناهيك عن خدمة الغرف الخاصة والتي تنافس خدمة إحدى الفنادق ذات الخمسة نجوم ؛ لاشك بعد هذه المثالية السطحية لا يلبث أن يتكئ أغلبية المرضى والجرحى والقائمين عليهم بخياراتهم بالتوجه إلى الخاص..
 
*توفر الإمكانيات*
يعزو الدكتور بدر الطوحري - استشاري جراحة عامة وجراحة منظار - توجه أغلبية المرضى والجرحى إلى المستشفيات الخاصة إلى نقص الإمكانيات ؛ حيث يقول: (يتوجه المواطن إلى المستشفيات الخاصة نظرا لتوفر الإمكانيات ، فهنا نعاني من نقص في الطاقم الفني بالإضافة إلى إهمال المريض وعدم متابعته بعد العملية ، ناهيك عن نقص بعض الأجهزة اللازمة لإجراء العمليات مما يجعل المريض يلجأ إلى الخاص).
ثم يضيف  قائلا : (تعود شحة الإمكانيات بدورها إلى وزارة الصحة  لأنها هي المعنية بتوفير الأجهزة والكادر الفني للمستشفيات الحكومية ، كما أعتقد  أن مشكلة نفور المرضى من المستشفيات الحكومية يعود إلى إحالة المندوبين  الجرحى إلى المستشفيات الخاصة).
 
*الأكثر تنظيمًا*
يعزو الدكتور وضاح  عبد الجبار رئيس قسم بنك الدم في مستشفى 22 مايو إقبال المرضى على المستشفيات الخاصة لكونها أكثر تنظيما في المواعيد وتقسيم العمل ، قائلا: (يلجأ المرضى إلى المستشفيات الخاصة لسرعة الخدمات فيها ، فالمستشفيات الخاصة أكثر تنظيما من المستشفيات الحكومية ؛ حيث تفتقد الأخيرة إلى التنظيم ، فقلة الرواتب جعلت الطاقم الطبي والفني بعد إكمال نوباتهم التوجه إلى العمل بالمستشفيات الخاصة ).
 
ثم يضيف قائلا: (ومن أهم الأسباب التي تجعل المستشفيات  تتصدر قائمة الاستطباب  هي الأسباب المالية ، حيث ترصد لهذه المستشفيات موازنات ضخمة  مقارنة بالمستشفيات الحكومية هنا ؛ حيث يبلغ موازنة المستشفى هنا أربعة مليون فقط  بالمقابل تصل حجم المصروفات إلى عشرة مليون يادوب تسد المصروفات).
 
ثم يضيف شارحا : (وعلى الرغم من ذلك يتوافد إلى المستشفى  أعداد غير قليلة من الجرحى  ، فنحن والخاص نتكامل ففي ، فالمستشفيات الخاصة تفتقد إلى بعض الأقسام كما نفتقد نحن بعض الأجهزة الطاقم الفني ، فنحن نعتمد بدرجة أولى  على الأجهزة الموجودة فقط أما المستشفيات الخاصة نظرا للرسوم الباهظة تستطيع توفير  جميع الأجهزة الحديثة ).
 
*الخاص تدفع وتدخل!*
تعزو الدكتورة فنية تخدير في مستشفى خاص قلة توافد المرضى إلى المستشفيات الحكومية إلى التأخير في الخدمات قائلة : (بسبب ضعف الإمكانيات  في المستشفيات الحكومية والطابور الطويل يتأخر المريض في الدخول إلى الدكتور  أما المستشفيات الخاصة تدفع فلوس وتدخل بسرعة ).
 
*المستشفى يحتاج إلى طاقم فني*
تحدثت الدكتورة سحر جميل ، طبيبة في طوارئ 22 مايو ، عن إمكانية المستشفى قائلة: (لقد زاد توافد المرضى لدينا كمستشفى حكومي ، ولاحظت ذلك منذ عام حيث يصل أعداد المرضى الذين نستقبلهم  إلى 120 مريضا ، كأولويات ، جميع الفحوصات اللازمة متوفرة ، بالإضافة إلى الكشافات والانترا ساوند  إلا أنه  توجد إشكالية توفر أغلبية الخدمات في الفترة الصباحية أما بعد الظهيرة لا تتوافر أغلبية الخدمات عدا الكشافة التي تتوافر 24 ساعة وبعض الفحوصات الخفيفة مما يدفع المريض إلى المستشفيات الحكومية).
 
ثم تضيف موضحة: (مستشفى 22 مايو كمستشفى حكومي يعد من أفضل المستشفيات الحكومية إلا أنه يعاني من نقص في الكادر الفني فلابد من تثبيت هؤلاء المتعاقدين حتى يكون لديهم قدرة على العطاء).
 
*تسيب وإهمال*
ترى الدكتورة منار فاروق ، طبيبة مناوبة في العناية المركزة في مستشفى حكومي ، أن  إقبال المرضى على الخاص يعود إلى (اهتمام المستشفيات الخاصة بالمريض  وذلك يعود لصرامة الإدارة في التعامل مع الأطباء المناوبين والأطباء الأخصائيين والطاقم الفني وعدم الإهمال والتسيب أما المستشفيات الحكومية تفتقد إلى التنظيم ناهيك عن الإهمال والتسيب من قبل الأطباء الأخصائيين ).
 
*استثناء*
على الرغم من  شحة الإمكانيات في المستشفيات  الحكومية إلا أن  بعض المستشفيات الحكومية تخطت الصعاب واستطاعت أن تجد لها مكانة بين المستشفيات الخاصة كمستشفى  22 مايو الذي نال إشادة واستحسانا كبيرين من منظمة الصحة العالمية وأجريت فيه عمليات نوعية امتاز  بها ، كإجراء عملية جراحية لإحدى مصابي الصولبان والتي نجحت بعد بذل الطاقم طبي جهودا كبيرة لإنقاذ المريض بالإضافة إلى عمليات الناظور لاستئصال القنوات الصفراوية والبنكرياس  وعمليات استبدال مفاصل وتطويل العظام.
 
يقول الدكتور عادل الحاج مدير قسم  العظام في مستشفى 22 مايو : (على الرغم من السعة السريرية الصغيرة للمستشفى  وضعف الكادر الفني إلا أننا نعمل تحت طائلة الضغط اليومي جراء صلافة بعض المرضى وتزايد أعدادهم  ، فنحن بالرغم من ذلك نعمل برسوم رمزية بينما تبالغ المستشفيات الخاصة بالرسوم الباهظة للعمليات).
 
بينما يشكو الدكتور توفيق الحمادي- رئيس قسم العمليات في مستشفى ٢٢مايو- من شحة الإمكانيات بقوله : ( لدينا عدة غرف عمليات إلا أننا نعاني من نقص الكادر الفني التي كانت ستعمل على تغطية العمل في غرف العمليات والتي كانت ستعمل على تغطية النفقات المالية للمستشفى بالتالي تأمين نفقات  صيانة الأجهزة وإصلاحها وسد ثغرة الرواتب ، فهناك أجهزة تحتاج إلى صيانة دورية وإصلاح بالإضافة إلى رواتب الموظفين).
 
 ثم يضيف قائلا : (والإدارة ممثلة بالدكتور أوسان مدير المستشفى لا يتوانى عن رفع التقارير لمكتب الصحة وإبلاغ الأخصائيين والطاقم الفني بعدم الإهمال والتسيب ،كما يتواصل مع المنظمات لتامين وتحسين مستوى الخدمات في المستشفى).
 
*سلبيات*
يرصد التحالف العربي مبالغ طائلة تصل إلى ٢مليار ريال يمني كموازنة لعلاج جرحى الساحل الغربي تصرف أغلبية الموازنة لصالح المستشفيات الخاصة والتي توليها اهتماما وتقديرا مبالغين لقدراتها مما شكل إهدارا واستنزافا للموازنة المرصودة ، فعلى سبيل المثال أنفقت  ٢مليون ريال لعلاج ٤٧ جريحا في أحد المستشفيات الخاصة ذائعة الصيت ، وكلفت زراعة سن لأحد الجرحى مليون وتسعمائة ألف ريال في نفس المستشفى ويبلغ تكلفة سيارة الإسعاف ٣٠ألف لنقل المريض في فناء المستشفى!.
 
ناهيك عن استقدام أطباء أجانب دون التحقق من شهاداتهم العلمية والسماح لهم بإجراء عمليات جراحية معقدة وانحدار البعض منهم أخلاقيا ؛ حيث كشف سكان أحد العمائر السكنية إدمان طبيب روسي على المسكرات يعمل في أحد المستشفيات الخاصة ذائعة الصيت ولم تتخذ الإجراءات اللازمة في فصله.