*الجنوب وسياسية إعادة إنتاج الاحتلال*

*الجنوب وسياسية إعادة إنتاج الاحتلال*

*الجنوب وسياسية إعادة إنتاج الاحتلال*
2018-12-18 18:41:54
صوت المقاومة/خاص
صوت المقاومة الجنوبية / القسم السياسي
منذ أن سطرت المقاومة الجنوبية سطور ملحمة التحرير الأولى انطلاقًا من الضالع مرورا بالمسيمير والعند ولحج وعدن وأبين ظل الهاجس المسيطر على سياسة قوى الاحتلال هو كيفية إعادة إنتاج الاحتلال للجنوب مرة ثالثة وبأسرع وقت ممكن, ولكون قوى صنعاء المتصارعة ظاهريا المتحدة من خلف الستار وجدت في الرئيس هادي مطيتها لإعادة إنتاج نفسها فقد استغلت كل طاقاتها في التحشيد ضد الجنوب وقيادة المقاومة الجنوبية وظلت تعمل ليل نهار لإنجاح مخططاتها القذرة وبكل السبل.
 
*خطر محدق*
المعطيات الماثلة على الأرض تقول أن الجنوب في خطر, وبعيدا عن النرجسية والمثالية الزائدة يبرز للعيان مدى خطورة تلك المخططات التي بدأت قوى الاحتلال تنفيذها في الجنوب نهارا جهارا وعلى مرأى ومشهد النخب الجنوبية, فحزب الإصلاح يستميت في السيطرة على العاصمة عدن من خلال إغراقها بالسلاح وآلاف مؤلفة من أنصاره الذين يتم إدخالهم تحت مسمى (النازحين) ومعظمهم في حقيقة الأمر عسكر يتبعون المناطق العسكرية الشمالية الذين يتم إدخالهم إلى عدن لإعادة إنتاج قوة عسكرية خفية يتمثل دورها الحقيقي في زعزعة الأمن والاستقرار ومواجهة إرادة الجنوبيين.
 
*مأرب تستعد لغزو عدن*
الحديث عن الاستعدادات العسكرية المكثفة التي تقوم بها سلطات حزب الإصلاح في مأرب بالتوافق مع الحوثيين وبدعم إقليمي واضح لم تكن وليدة اليوم ؛ بل أن كل المعطيات على الأرض تشير إلى أن ثمة مؤشرات لحرب ثالثة قد تشتعل بين الجنوبيين وقوى احتلال صنعاء في المستقبل القريب ، لاسيما قوى الإصلاح ومعها فلول أحزاب المشترك والحوثيين وبعض القوى الهامشية المنظوية في إطار الشرعية.
في عدن تلقي القوات الأمنية بين الفينة والأخرى على شحنات أسلحة قادمة من مأرب, تلك الحوادث لم تكن مجرد سحابة عابرة بل تكرر المشهد كثيرا في عدن وأبين ولحج وكل الأصابع تشير إلى مأرب.
صحيفة "اليوم الثامن" الجنوبية أفردت تقريرًا خبريًا نشرته الأسبوع الماضي عن استعدادات وحراك محموم يجري في مأرب للإعداد للمعركة الفاصلة مع ما تسميها قوى الاحتلال بـ"الانفصاليين".
الزميلة " اليوم الثامن" قالت في تقريرها "أن نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر استدعى قيادات عسكرية ممن كان يعرف بقوات الفرقة الأولى مدرع بالحضور إلى مأرب، من بينها قيادات عسكرية كانت إلى وقت قريب موالية للحوثيين في صنعاء، بالإضافة إلى زعماء قبائل من حاشد، كبرى قبائل الهضبة الزيدية".
 
الصحيفة قالت - نقلا عن مصدر عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب - إن عشرات الضباط وصلوا إلى المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، بالتزامن مع وصول زعماء قبائل وعشائر في تحالف حاشد القبلي ، أكبر تحالفات الهضبة الزيدية القبلية، وذلك للتحضير لتحالف أوسع يهدف من خلاله نائب الرئيس إلى إعادة تموضعه في عدد من المناطق أبرزها ساحل حضرموت وبلدات ريف شبوة .
 
وكشف المصدر لـ"اليوم الثامن "أن نائب الرئيس علي محسن الأحمر عقد اجتماعا بحضور وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبدالله النخعي، وذلك لمناقشة إمكانية حل قوات الحزام الأمني والنخبة في الجنوب ودمج مقاتليها ضمن قوات تشرف عليها وزارة الدفاع اليمنية في مأرب.
 
*خطوات استباقية* 
سلطات الاحتلال الهجينة بقيادة حزب الإصلاح الإخونجي تطبخ مخطط إعادة احتلال الجنوب على نار هادئة وبعيدا عن الصراع القائم ولخوفها من وجود قيادات عسكرية في الألوية الموجودة في الجنوب والتي تدين بالولاء للجنرال الأحمر التي ستكون محور الارتكاز في تنفيذ المخطط ، شرعت قوى الإصلاح في عزل تلك القيادات بالرغم من ولائها للشرعية. 
صحيفة "اليوم الثامن" نقلت عن  مصدر عسكري رفيع في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة  قوله :" إن اللواء 39 مدرع عزل عشرات من ضباط اللواء أبرزهم: أركان حرب اللواء العميد عيدروس الشاعري ورئيس العمليات محمد علي المجعلي ورئيس دائرة الخدمات الطبية الدكتور أحمد السعدي ، وقادة كتائب في اللواء وهم : العقيد الخضر العطري العوذلي قائد كتيبة المشاة، والعقيد فضل عبادي الردفاني قائد كتيبة المشاة، والعقيد عبدالله الصينية قائد كتيبة الدفاع الجوي، والعقيد أحمد معوضة قائد كتيبة المدفعية، والعقيد عارف عبدالحليم ركن فني اللواء والعقيد فهمي علي قائد كتيبة الرئاسة، والعقيد أحمد مثنى مالك  قائد كتيبة الإسناد".
وأكد المصدر للـ"اليوم الثامن" أن قائد اللواء 39 العميد عبدالله السبيحي استبدل القادة العسكريين بقادة مدنيين ينتمون إلى حزب الإصلاح اليمني".
 
*حكومة مأرب اليمنية تناقش حل القوات العسكرية التابعة للانتقالي في الجنوب* 
بعيدا عن الهمّ الدولي والإقليمي المتمثل في إنجاح مفاوضات السلام في اليمن ، عكفت سلطات حزب الإصلاح على إعداد الخطط لإعادة هيمنتها على الجنوب والاستمرار في امتصاص ونهب ثرواته, ولهذا فتدمير أي قوة عسكرية في الجنوب هو محور الهم الأول للإصلاحيين بل أنهم ينظرون إلى حربهم مع المجلس الانتقالي الجنوبي كأولوية تفوق أهمية عن معركتهم المزيفة مع الحوثيين.
 
في تقريرها المنشور الأسبوع الماضي قالت صحيفة اليوم الثامن أن الجنرال العجوز علي محسن الأحمر عقد اجتماعا مطولا مع القيادات العسكرية الموالية له وقادة آخرين مناصرين للشرعية ، انتهى باتفاق قيادة الجيش اليمني في مأرب على المضي قدمًا نحو حل القوات الجنوبية التي تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.
 
وقال مصدر يمني مسؤول في الرياض لـ"اليوم الثامن "إن مدير مكتب الرئيس هادي عبدالله العليمي قدم رسالة باسم الرئيس هادي تطالب بضرورة حل أجهزة الأمن في الجنوب، على غرار حل مليشيات الحوثي .
وبحسب المصدر فإن الوثيقة التي قدمها العليمي لا يعلم عنها الرئيس هادي الذي عاد الثلاثاء قبل الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض قادما من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأتت هذه المساعي في الوقت الذي تقول مصادر عسكرية في عدن إن ألوية تابعة للحكومة الشرعية عزلت قيادات عسكرية جنوبية واستبدلتها بقيادات مدنية تابعة لتيار ما يعرف بحزب الإصلاح اليمني.
 
 
*حكومة معين تستقدم آلاف الموظفين من صنعاء وتعز لشغل مناصب في عدن*
أكدت مصادر موثوقة في رئاسة مجلس وزراء حكومة الشرعية أن رئيس الوزراء المعين حديثا معين عبدالملك أمر بإحلال وتوزيع مئات الموظفين الذين قدموا من تعز وصنعاء في مؤسسات الدولة ودوائر الوزارات ، بحجة أنهم موظفون سابقون ولديهم الخبرات المطلوبة ؛ بل وصل الحال بحكومته إلى طرد موظفين جنوبيين شغلوا مناصب إدارية في عدد من المؤسسات ؛ حيث أكد مدير إداري في إحدى المؤسسات الكبيرة في عدن لـ"صوت المقاومة الجنوبية" أن مدير المؤسسة الجديد القادم من الشمال رفض صرف مرتباته وزملائه بحجة أنه ليس بحاجتهم وأن لديه فريقه الخاص به الذين أحضرهم من نفس المؤسسة في صنعاء.
 
*البنك المركزي خير شاهد*
كشفت تحركات محافظ البنك المركزي بعدن عن جانب من مسلسل إقصاء مناطقي ممنهج  للكوادر الجنوبية بالبنك المركزي بدأ بانتهاجه منذ الأسبوع قبل الماضي، وسط خلافات صامتة مع نائبه شكيب حبيشي الذي سبق له وأن وعد العديد من الكوادر والموظفين الجنوبيين بالبنك بترتيب أوضاعهم الوظيفية ومنحهم مناصب إدارية ضمن المناصب الشاغرة بالبنك قبل أن يتفاجأ كغيره من العاملين والمسؤولين بالبنك باستقبال البنك أكثر من عشرة مسؤولين وعاملين بالبنك المركزي بصنعاء ،استقدمهم زمام مقابل مرتبات وامتيازات مغرية وعلى حساب غيرهم من العاملين بالبنك.
 
وأوضحت مصادر مطلعة بالبنك لـ"صوت المقاومة الجنوبية"،أن عنصرية زمام وصلت حد استقدامه الأسبوع الماضي فقط، قرابة 20 موظفا من البنك المركزي بصنعاء وترتيب أوضاعهم الوظيفية في أماكن مدروسة وقطاعات هامة منتقاة بحس مناطقي خبيث، مثل الرقابة على البنوك و الشؤون الإدارية والمالية والعمليات المركزية المحلية والعلاقات الخارجية للبنك، وبمرتبات عالية وامتيازات وصلاحيات إغرائية غير مسبوقة وصلت حد تسليمه أهم أربعة قطاعات بالبنك إلى أربعة منهم رغم كل الشكوك التي تحوم حول دوافع قبولهم المتأخر بالمجيء للعمل بالبنك بعدن وترك عوائل أغلبهم بصنعاء، بعد رفضهم كل العروض التي قدمت لبعضهم في عهد المحافظ الجنوبي السابق للبنك منصر القعيطي وخاصة الوكيل المساعد والأهم لقطاع العمليات الخارجية منصور راجح الذي سبق له وحتى الشهر قبل الماضي وأن مثل رسميا البنك المركزي بصنعاء في أكثر من فعالية خارج اليمن بصفته المذكورة سابقاً، ومع العلم أن زمام لايملك حق تسليم مهام وكيل بنك مركزي معين بقرار جمهوري من الرئيس، إلى وكيل مساعد استقدمه وأصدر له قرار تكليف، كما هو الحال مع سعيه لتعيين رشيد الآنسي وكيلا لقطاع غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب ، أو تكليف وكيل لقطاع العمليات الخارجية بدلا عن الوكيل بقرار جمهوري خالد العبادي ومثله حسين المحضار وكيل الرقابة على البنوك المقصيين من عملهما وصلاحياتهما اليوم بالبنك بفعل الانتقام المناطقي.
 
*الشرعية ومعركة تغيير ديموغرافية الجنوب* 
بعد أيام من تدشين مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني ، التابعة للشرعية ، حملة صرف شهادة الميلاد في العاصمة عدن ومحافظات جنوبية أخرى ، والتي كانت بدعم من منظمة اليونيسف المثيرة للشك. كشفت مصادر عاملة في الأحوال المدنية بعدن عن استغلال الشرعية لهذا الدعم ، من أجل تمرير مخططات تستهدف التركيبية السكانية للعاصمة عدن والجنوب بشكل عام.
وقالت المصادر أن الشرعية التي تحركها أيادي شمالية تقوم بتسهيل عملية حصول النازحين من أبناء الشمال الوافدين إلى عدن ، على شهادة الميلاد التي يقيد فيها على أنه من مواليد عدن ويتم استخراج الشهادات حتى سن 14 سنة.
 وأوضحت أنه يبدأ بتسهيل الإجراءات للنازحين من الشمال بتوصيات لعاقل الحارة الذي يقوم باعتماد التوصيات وختم طلبات المتقدمين ، ومن ثم يتم إستكمال الإجراءات في الأحوال المدنية عبر موظفين محسوبين على الشرعية وغالبيتهم شماليين.
وأشارت أن حملة استخراج شهادة الميلاد التي تشمل الأطفال حتى سن14عاما ، تشهد إقبالا كبيرا من قبل النازحين جراء تسهيل الجهات النافذة عملية استخراج الشهادة.
ويعد هذا الإجراء الذي يندرج ضمن مخططات القوى الشمالية من أخطر الإجراءات التي تهدف لتوطين شماليين في عدن والجنوب في مسعى منها لاستمرار مخطط تغيير التركيبة السكانية للجنوب.
 
*سياسية قذرة*
عانى الجنوب بكل محافظاته من سياسات التهميش المتعمد خلال فترة مابعد التحرير وبدلا من مكافأة الجنوبيين ودعمهم وإعادة بناء مناطقهم التي دفعت وحدها فاتورة الحرب الباهظة إلا أن سياسة الحكومة الشرعية القذرة كانت تغرد في منحى آخر فهي ترى بعين حزب الإصلاح الذي داس على كل التضحيات التي قدمها الجنوبيون وحولهم إلى خصم.
حكومة الإخوان المسيطرة على مركز صنع القرار عملت جاهدة على إفشال كل القيادات الجنوبية التي تولت مسؤولية إدارة محافظات الجنوب بعد التحرير ؛ بل ظل الهاجس الأول والأخير لدى الإصلاح وأخواته من قوى الاحتلال اليمني هو عزل وإقصاء كل ما هو جنوبي وإعادة الهيمنة على الجنوب ومقدراته بكل الوسائل.
هذه السياسة التي مورست ضد القيادات الجنوبية من محافظين ووزراء ووكلاء تغيرت كثيرا وبسرعة البرق مع وصول رئيس وزراء شمالي لقيادة الحكومة, فلم تمر أيام على تعيين معين سعيد رئيسا للوزراء حتى رأينا تحركات وجهوداً لإصلاحات في العاصمة عدن وكأن معين أتى ومعه مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان , أتى معين فأتى معه الدعم من كل الجهات, فتحت له البنوك, ودنت له رقاب النافذين, وأتت إليه الودائع والقروض صاغرة ليس محبة فيه بل نكاية بالجنوبيين حتى يظهر قادة الجنوب كمجوعة فاشلين لم يستطيعوا إدارة مدنهم ولكي يفقد الجنوبي ثقته في كفاءة القادة الجنوبيين وبهذا يرتضي الجنوبيون أن يظلوا تحت وصاية قوى الشمال مجبرين وليس مخيرين.