أوردت مجلة (فورين أفيرز foreignaffair) الأمريكية في مقال تحليلي للوضع باليمن كتبه الوكيل السابق للأمم المتحدة ( جيفري فليتمان Jeffrey Feltman) وهو زميل زائر في معهد بروكينغز وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية من يوليو 2012 حتى أبريل 2018 ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى من 2009 إلى 2012.
وقال (Feltman ) ان عبد ربه منصور هادي ، رئيس اليمن ، غير مرحب به شعبيا على نطاق واسع. وحالته الصحية مقبولاً لا تجعله مؤهلا لمنصب الرئيس وهو يعلم أن رعاته - المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة - سوف يسعدونه بسعادة من أجل حل النزاع وهذه المعرفة تجعله مفاوضًا صعبًا ومضطربًا.
واعتبر الكاتب ان استبدال هادي لا يزال معقدًا. حيث نائب الرئيس ، اللواء علي محسن المتهم بالارهاب ، يكرهه الحوثيين لدوره في الحروب الوحشية ضدهم من 2004 إلى 2009 ، ولا يثق بهم الإماراتيون لكونه عضوًا في حزب الإخوان المسلمين اليمني.
وقال فليتمان : فبدون مرشح واضح للقيادة الانتقالية الذين يمكنهم كسب تأييد طائفة واسعة من اليمنيين ورعاتهم من الخارج ، فإن تكييف وقف إطلاق النار لن يطول.
وأكد الكاتب الامريكي ان الجنوب الاتفاق السياسي بدون الجنوب لن يمنع انفصال الجنوب. فوقف إطلاق النار السعودي ليس دواءً لكل داء. فليس هناك ما يضمن أن الحوثيين سيردون بموافقتهم على تقاسم السلطة مع الزعماء اليمنيين المدعومين من السعودية أو أن الجنوب سيتوقف عن محاولة الانفصال.
واعتبر (Feltman ) أن ايقاف الحرب باليمن من طرف واحد هو السعودية مشيرا ( ان إنهاء التحالف حملته العسكرية من جانب واحد سيخدم مصالح الرياض بقدر ما سيخدم مصالح الآخرين". وقال "هذا التوقف لن يكون فقط توقف عن إراقة الدماء في اليمن فحسب، بل قد يبطئ أو يوقف الانزلاق في سمعة السعودية العالمية).
وحول المبعوث الدولي لليمن قال الكاتب : أن المشكلة في إستراتيجية Griffith's للتفاوض خطوة بخطوة هي أنها ستستغرق وقتا طويلا. ففي اليمن ، تدور حرب كارثية ، ويواجه حوالي نصف السكان مجاعة محتملة. هذا ليس وقت التشاحن ، لكن التشاحن هو بالضبط ما ستدعوه عملية غريفيث. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أي من المتحاربين يمكن أن يجعل المفاوضات رهينة لمطالب غير معقولة. ومحاولات التفاوض على وقف إطلاق النار يمكن أن تتشابك بسهولة مع مسألة القيادة الانتقالية.
وخلص الكاتب انه من المرجح أن يستمر القتال المحلي على المستوى الأدنى ، حتى لو انتهت الحرب بين الحوثيين السعوديين. لكن المملكة العربية السعودية ستستفيد من وقف عملياتها العسكرية حتى لو رد الحوثيون من خلال الاستمرار في إطلاق الصواريخ عبر الحدود: سيكون عكس الدور في صالح السعوديين. سيحول العالم انتباهه إلى الحوثيين باعتبارهم المعتدين والمفسدين ، وسيتم التسامح على نطاق واسع مع الدفاع السعودي عن النفس.