أوضح طلاب وطالبات من المرحلتين الإعدادية والثانوية، أنهم/ن صاروا أكثر ثقة بالنفس وقدرة على مواجهة المشاكل الحياتية، الشخصية وبين الأقران، وعلى مستوى الأسرة والمجتمع، والتمكن من لعب دور الوسيط في التدخل بالنزاعات المحيطة، ومحاولة إيجاد حلول ناجعة لها، مبنية على نشر ثقافة السلام وتغليب لغة الحوار على العنف، ونبذ التعصب والتطرف، وكذا إعادة النظر في العلاقات الإنسانية وتقييم السلوكيات اليومية.
من جانب أكدت مشرفات اجتماعيات على التزود بآليات فعالة تسهم في تجاوز المعوقات وحل المشاكل في أوساط الطلاب والطالبات، وتساعد على تغيير ممارسات غير سليمة وتعزز قيم السلام، وخلق بيئة تعليمية آمنة تخلو من مظاهر العنف، يسودها التفاهم والاحترام، وتشجع على تحصيل علمي عالٍ، جاء ذلك في جلسة اختتام فعاليات الدورة الخاصة بـِ “بناء قدرات الطلاب والمشرفين الاجتماعيين في المدارس تخفيفًا للعنف”.
تعتبر الدورة التدريبية من ضمن أنشطة المرحلة الثانية من برنامج “تعزيز التماسك المجتمعي في اليمن”، الذي تنفذه مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش، في محافظة عدن، بالشراكة مع شعبة التدريب والتأهيل في مكتب التربية والتعليم-عدن، وبدعم من منظمة “شركاء” الدولية – مكتب اليمن PY، ودارت عناوينه حول عدد من المواضيع الرئيسية ذات العلاقة، أبرزها: ماهية النزاع، مبادئ بناء السلام، قيم التعايش، مفهوم العنف، بالإضافة إلى كيفية تيسير اللقاءات الحوارية حول المشاكل والقضايا المجتمعية.
وأوضحت رئيس شعبة التدريب والتأهيل في مكتب التربية والتعليم-عدن/مايسة عشيش، أن تبعات الحرب وحالة الطوارئ التي تعيشها البلاد ألقت بظلالها على العملية التعليمية وتعيق مسيرتها، ولأن المدرسة أضحت قاعدة التطوير التربوي، فإن مكتب التربية والتعليم يولي اهتمام بالغ في تحقيق الأهداف المنشودة من البرنامج، بإكساب الفئات المستفيدة منه المعارف والمهارات حول نشر ثقافة السلام وتعزيز لغة الحوار، وتوظيفها في تحليل النزاعات وحل المشاكل في المدرسة والمجتمع المحيط، وإيجاد بيئة تعليمية آمنة وجاذبة.
من جانبها أشارت رئيس مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش/أشجان شريح، أن الطلاب والطالبات تلقوا خلال التدريب العديد من المفاهيم حول بناء السلام وتحويل النزاع، وكذا الفرق بين السلام السلبي والإيجابي، أدوات التدخل لحل النزاعات، الهوية، المواطنة، والنقد البناء، بالإضافة لكيفية تأسيس أندية بناء السلام، هيكلتها، أهدافها، أنشطتها، منوهةً أنه من المنتظر من كل نادي في المدرسة تنفيذ فعاليات تطوعية من شقين، جلسات توعوية لأقرانهم في المدرسة، وأنشطة ثقافية وجمالية وإبداعية هادفة في المدارس تم اقتراحها من قبل الطلابـ/ـات المتدربينـ/ـات، كما تعقد المؤسسة لقاء ختامي للبرنامج منتصف الشهر القادم، يتضمن تكريم للطلابـ/ـات المشاركينـ/ـات، ومناقشة الدروس المستفادة وقصص النجاح وإمكانية استدامة أندية بناء السلام.
اختتمت فعاليات التدريب بتوزيع رئيس المؤسسة/أشجان شريح ورئيس شعبة التدريب والتأهيل/مايسة عشيش، حقائب مدرسية على الطلابـ/ـات المتدربينـ/ـات، وتعتزم المؤسسة بناء شبكة تواصل بين أندية بناء السلام المنبثقة من برنامج “تعزيز التماسك المجتمعي في اليمن”، وتلك الأندية التي تأسست من مشروع “شباب نحو السلام”؛ لتباحث سبل استمرارها والتشبيك فيما بينها؛ لخلق أجيال من مثقفيّ الأقران، دعاة وبناة السلام، وبالتالي يصير عدد أندية بناء السلام التي أسستها المؤسسة، 15 نادي خلال العام الجاري، من جانب آخر تشارك المؤسسة منظمات المجتمع المدني، ضمن حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وبهذا الصدد تم تقديم نبذة تعريفية بسيطة للطلابـ/ـات عن ماهية وأهداف ونشاط الحملة، ودور المؤسسة في إطارها.
استمرت الدورة التدريبية على مدى خمسة أيام متواصلة، واستهدفت 16 طالب وطالبة وأربع مشرفات اجتماعيات، من أربع مدارس في مديريتيّ التواهي والمعلا، بواقع أربعة طلاب/طالبات ومشرفة اجتماعية في كل من مدرسة، وهي: مدرسة “تمنع” – ثانوية بنات، ومدرسة “محمد سعيد جراده” – ثانوية بنين، في مديرية التواهي، ومدرسة “فاطمة الزهراء” – إعدادي بنات، ومجمع “حمزة بن عبدالمطلب” – إعدادي بنين، في مديرية المعلا، وقام بعملية التدريب المتخصص في مجال بناء السلام وفض النزاعات/آثار علي، بحضور ومشاركة ممثليّ قسم التدريب والتأهيل في مكتبيّ التربية والتعليم في المديريتين.
وكانت المؤسسة قد عقدت لقاءين حواريين مجتمعيين ضمن برنامج “تعزيز التماسك المجتمعي في اليمن”، حملا شعار “من أجل تخفيف العنف في المدارس”، وحضر كل واحد منهما 20 من المعلمين والموجهين التربويين والمرشدين الدينيين وممثليّ منظمات المجتمع المدني وقيادات أجهزة أمنية وسلطات محلية وشباب وإعلاميين، من مختلفات مديريات محافظة عدن، وتركز الحوار حول ثلاثة مواضيع رئيسية: قضايا النزاع المجتمعي، تأثير العنف والتطرف على المدارس، وكذا كيفية التخفيف من العنف في المجتمع المدرسي.
يُذكر أن مؤسسة “ألف باء” الشريك المحلي لمنظمة “شركاء” اليمن في محافظة عدن في تنفيذ البرنامج المذكور آنفًا، وتعمل المؤسسة في مجالين رئيسيين؛ التمكين السياسي للشباب والنساء، وبناء السلام وفض النزاعات، وتسعى من خلال أنشطتها إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بمفاهيم التعايش وقبول الآخر ومبادئ السلام، والمساهمة في بناء مجتمع مدني، يحترم التنوع والمواطنة المتساوية وحقوق الأفراد والجماعات.
*من عاد نعمان