أجرت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية لقاءا مطولا مع الأستاذ فضل الجعدي، مساعد أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو هيئة رئاسة المجلس، تناول عددا من المواضيع المرتبطة بالوضع السياسي والملف الاقتصادي، ودور التحالف العربي والمجلس الانتقالي عسكريا .
واستهل الصحافي الألماني كريستوفر، الذي يعود إلى العاصمة عدن بعد آخر زيارة قام بها في العام 1999 ،بالتعبير عن دهشته من تغير الوضع بشكل ملحوظ، وبتحسن حالة الأمن والاستقرار التي شاهدها أثناء نزوله للشواطئ ورؤية المئات من المرتادين لتلك السواحل وهم يستمتعون مع عائلاتهم بالإجازة الأسبوعية، وكذا ملاحظته عودة الاعلام الجنوبية التي ترفرف بالمرافق والشوارع العامة، وكذا اللوحات المنتشرة والتي أثارت انتباهه، كونها تعبر عن إصرار وجدية الجنوبيين للتمسك بمطالبهم السياسية وخطاباتهم الموجهة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي .
من جهته رحب الأستاذ فضل الجعدي بالصحفي الألماني وقال ردا عن استفسارته العديدة "إنه من الضروري أولا الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها ألمانيا والاتحاد الأوروبي دعما لجهود التحالف العربي والحرص على استمرار التزامها لدعم جهود إحلال السلام، حيث تأتي زيارة صحيفة دير شبيجل، كنوع من الاسناد في المقام الأول لمعرفة الحقيقة على أرض الواقع ونقلها للرأي العام العالمي ونحن نشكرها على جهودها" .
وأوضح مساعد أمين عام الانتقالي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، كيان وطني لديه قيادة سياسية تحمل آمال وتطلعات شعب الجنوب الذي يناضل منذ ٧ يوليو ٩٤ وحتى الآن لعودة دولة الجنوب بحدود ٢١ مايو ١٩٩٠، وهذا فقط ماسيمكنه من حقوقه كاملة و سيحفظ وينتصر لتضحيات الشهداء .
وأكمل الاستاذ الجعدي مذكرا" اصدقائنا الألمان خاضوا ذات التجربة بين ألمانيا الشرقية والغربية، ولكن النتائج كانت مختلفة ، فبينما كان القانون والديمقراطية هما السائدان بالمانيا والتي أجبرتها على تخصيص نسبة كبيرة جدا من الاموال لتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطن الذي كان يعاني سابقا وعملت على تطبيق المساواة والعدالة لتنجح التجربة الألمانية"، مبينا إن عكس ذلك هو ماحدث في وحدة اليمن، حيث كان الإنقلاب على الشريك الجنوبي واغتيال قياداته، ومن ثم تم تدمير القوة العسكرية، واقصاء وتشريد الكادر الجنوبي ونهب الثروات الجنوبية لمصلحة نظام الجمهورية العربية اليمنية، بل لم يكتفوا بالاجتياح العسكري الأول في عام ١٩٩٤، بل تكرر الاجتياح العسكري مرة أخرى بنهاية مارس عام ٢٠١٥ وتدمير الجنوب مجددا .
وحول الوضع الاقتصادي والانهيار بالمؤسسات العامة، أشار الجعدي إلى أن ذلك ناتج عن تآمر واضح لضرب البنية التحتية في الجنوب وإعاقة عمل المرافق السيادية فيه لتبقى صنعاء هي المتحكمة بالاقتصاد عبر مرافقها الخاصة التي تدار مركزيآ من هناك.
وأضاف:" وفي هذا الصدد لدينا تصورات عديدة للنهوض بالاقتصاد الجنوبي وسيتم الإعلان عنها عبر مؤتمر اقتصادي يضع خارطة واضحة لإدارة الموارد الجنوبية، وتفعيل دور المستثمرين الجنوبيين وتذليل كافة الصعوبات أمامهم" .
ووصف الجعدي دور التحالف العربي بالايجابي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودعمهم لنا بتحرير الجنوب خلال فترة وجيزة سيبقى محفورآ باذهاننا.
ومنوها إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات تتهيئان لإعادة الأمل وذلك باعمار مادمرته الحرب من الان خصوصا تعزيز الوضع الأمني في إطار احترام مبادئ الحكم الرشيد، وهي إحدى القطاعات المهمة و التي تتطلب معرفة واسعة وكذا التعاون مع القوات الجنوبية ممثلة بالوية الدعم والإسناد والنخبتين الشبوانية والحضرمية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الارهاب ومحاربة تجارة المخدرات، وبالخصوص تأهيل الكوادر من خلال عقدها الدورات التدريبية فقد أعطيت الاولوية إلى التأهيل في مجال مكافحة الإرهاب و مكافحة المتفجرات وإزالة الألغام.
وبخصوص دور المجلس بالعمليات العسكرية في مدينة الحديدة، قال مساعد أمين عام المجلس أنه تم التأكيد مرارآ وتكراراً أن المقاومة الجنوبية كانت ولازالت شريكا مع التحالف العربي لتحقيق الانتصارات على طول الساحل الغربي وصولا لميناء الحديدة، ومنهجها واضح لحماية المواطنين وإعادة الأمن والاستقرار للمناطق التي احتلتها المليشيات الحوثية وتسببت بتدميرها وزرع مئات الآلاف من الألغام البشرية والتي حصدت أرواح الأبرياء.
منوها إلى أن المجلس ومن خلال لقاءاته المستمرة بالوفود الدولية وبالاخص المبعوث الأممي يؤكد على أهمية السلام وإنهاء المعاناة التي تسببت بها تلك المليشيات والتي اوصلت المواطن الفقير إما إلى الموت بالسلاح، أو للنزوح، أوالموت جوعآ .