كشفت صحافية يمنية مقربة من الحوثيين ان الجماعة استنفرت امنيا في المحافظات الخاضعة لسيطرتها وخصوصا العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت الصحافية منى صفوان، أن جماعة الحوثيين استنفرت امنيا في صنعاء خصوصا.
وعللت صفوان السبب، بأنه يعود من وجهة نظر أمنية بحتة نتيجة طبيعية لاي "سلطة" تواجه هجوما وحربا نوعية، وتريد تقوية سلطتها، وتشك بأي نشاط يأتي من خارجها ،بسبب كثرة الخصوم والمتربصين، فهي سلطة تفرض قبضتها في أرض ملغمة.
واضافت بالقول": لكنه الأمر ادى الى اغلاق العديد من المنظمات الفاعلة او عرقلة عملها في مجالات شتى اجتماعية وثقافية وحتى صحية، موضحةً، ان هناك حالات اعتقال لناشطين وصحافيين او حتى مفسبكين، على خلفية منشورات او انتقاد.. وليس هناك تهم حقيقية يمكن الاستناد عليها بدليل، لكنه التوتر والهاجس الأمني فقط.
وقالت صفوان، ان هذا الاستنفار او الهاجس، من وجهة نظر اخرى يعمل على خلق مظالم، ويقوي من يعمل على تفجير وتفخيخ وتفكيك المناطق المستقرة امنيا لحد الآن ،فلحد الان يقل معدل الجريمة في صنعاء، برغم حالات الفقر، ولا توجد اي حوادث إرهابية وهي أشياء تاتي كثمار القبضة الأمنية.
وعبرت صفوان من تخوفها من ماوصفته بالتوحش الأمني، مشيرةً إلى ان هذا التوحش الامني لاي سلطة كانت على مناطقها، يؤدي مع الوقت الى مفعول عكسي، لاسباب كثيرة، اولها انها ضد حركة المجتمع والتاريخ وما اعتاده المجتمع اليمني، وضد طبيعته الفوضوية، وثانيا انها تستهدف قطاع كبير من الشباب الذين لديهم رؤى واراء يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ويعتبرون قوة اجتماعية مؤثرة وفاعلة، ويشكلون نسبة كبيرة جدا من قوام المجتمع اليمني .
واكدت، ان التشنج الأمني يحول المحايدين الى خصوم ومستهدفين، ويقيد على الحريات لشباب غير مسيس ومنصرف لنشاطات فكرية وثقافية كاقامة مهرجانات السينما "منع مهرجان كرامة للسينما مجرد مثال ".
ولفتت الى ان هذا التخوف من المنظمات والفعاليات والانشطة والندوات، وحتى اصدار الصحف المستقلة ، امر يجب مراجعته، لان الضغط يولد الانفجار ، ولان رقعة المظالم تتسع، والملاحظات تصبح انتقادات.
واستطردت بالقول: جماعة انصار الله وادارتها الامنية لاشك انها جزء من مقاومة حرب كبرى على اليمن، لكن لن تكون مقاومة العدوان بخنق أنفاس اليمنيين ، ممن يحبون وطنهم بطريقتهم، ممن يحق لهم التعبير عن أنفسهم ، كما ان الانتقاد ليس دائما سيئا ، بالعكس انت تحتاج ان تسمع ، ان أسوأ الانظمة الفاشية والديكاتورية وليس فقط السلطات المحلية او سلطات الأمر الواقع تريد دائما ان تسمع الأخطاء لتصححها.
واردفت: الجبهة الداخلية المتمثلة بالمجتمع اليمني المتنوع، والمختلف والمتعدد الآراء ، لا تقل اهمية عن الجبهة الخارجية التي تواجه الخصم التاريخي لليمن واشرس نظام واكثره ارهابا ووحشية.
وقالت صفوان إن، الجبهة الداخلية هي الحصن، ويخطئ من يتوقع انه يمكن لجم اليمنيين ، ان هذه المنظمات تعمل تحت سلطة انصار الله وتعترف بحكومتها ، انها ليست معارضة ، وتلتزم بإخراج التصاريح وكل ما يلزم، من حقك ان تشك ، لكن لا تمنع، راقب لكن لا تحظر اي نشاط ، ومن حقه ان ينتقد ومن حقك ان تسمع فقط.. ان تسمع .
وحذرت صفوان جماعة الحوثيين من حالة التشنج الأمني، موضحة انه يمكن ان يؤدي الى أخطاء كارثية والكل في غنى عنها، والاهم ان المجتمع اليمني مش قاصر، انه واع ومدرك تماما لكل ما يحدث، وهو وحده الحامي والشرعية ..واصل السلطات.. فلا تخسروه ..ولتثق اي سلطة كانت ان المجتمع اليمني حر... وراشد وهو خير معين ان وجد سلطة تحترمه وتشركه ولا تتعامل معه كمتهم.. يحتاج ان يثبت براءته دائما ..
واضافت: كل السلطات والأنظمة لحد الان اثبتت انها خسرت هذا المجتمع الفتى.. ولم تفهمه. ولكم في السلطات السابقة الساقطة خير دليل وشاهد.. كيف لفظها المجتمع وانتفض عليها..ورفض الاقتران بها.