أكد الشيخ هاني بن بريك - نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - انه ومنذ عام 1994م والجنوبيون يعتبرون ما حدث في هذه الحرب هو احتلال وهذه هي الحقيقة الواقع في اليمن الجنوبي "الجنوب العربي" هو احتلال مكتمل الاركان، تم اعلان الانفصال في 1994 وتم اجتياح الجنوب ، اجتياحا بربريا عسكريا ، وبالتالي لا يوجد توصيف حقيقي للحال الواقع في الجنوب منذ 94م الا ان يكون هذا احتلال .
وأضاف بن بريك في لقاء مع قناة فرانس24 أن كل ما حدث من بعد 94م من انتهاكات وخروقات كلها من إفرازات هذا الاحتلال.
وفي رده على سؤال لماذا نسمه هذا في وقت لا يوجد فيه دولة لا في اليمن الموحد ولا في اليمن الجنوبي ويصعب تحديد من بيده الحكم وليس هناك سوى حقيقة واحدة هي التدخل الاقليمي؟ اوضح الشيخ هاني بن بريك ان الواقع الذي حدث بعد اجتياح الجنوب مرة اخرى في العام 2015م من قبل تحالف ميليشيات الحوثي وصالح ، أفرز واقعا جديدا ، تمثل في ان الجنوبيين حرروا ارضهم من الغزو الثاني فاصبحت كل ارضهم بايديهم ، من المهرة شرقا الى باب المندب غربا،كل الارض الجنوبية مع اهلها ، ولكن مع ذلك ، لا زال الجنوبيون يحافظون على العلاقة مع الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي، لان بهذه الشرعية نستطيع ان نحافظ على مكونات الدولة.
وقال : نحن لا ندعو الى فوضى ولا ندعو الى فك ارتباط عشوائي ،تنهار معه كل مؤسسات الدولة ، بل لا زلنا محافظين على الثوابت والاعتراف بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ولا زلنا على ذلك ونقرر ذلك في كل ادبيات المجلس الانتقالي الجنوبي.
واكد ان دعوتهم لفك الارتباط هي دعوة قائمة منذ اجتياح 94م ، والجنوبيون يطالبون بفك الارتباط والعودة الى دولتهم ، فكون الواقع اليوم يختلف نيتجة غياب الحكومة الشرعية عن القيام بواجباتها وانهيار البلد من الجانب الانساني ، فهذه مسؤولية الحكومة الشرعية التي لم تقم بها بالقدر المطلوب.
وأشار بن بريك الى دولة الامارات المتحدة دخلت في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وهي العضيد الاكبر للسعودية في عاصفة الحزم ، وهناك اهداف معلنة لعاصفة الحزم ، وهذا ما نكرره دائما، الهدف المعلن هو القضاء على المشروع الفارسي واعادة الشرعية التي سلبت في سبتمبر 2014م من تحالف الحوثي وصالح "سقوط صنعاء"، ونحن في الجنوب نعرف هذا تماما ، التحالف لم يأتِ لاعلان فك الارتباط ، بل الجنوبيون بما قدموا من تضحيات ومن جهود جبارة في تعزيز التحالف العربي ، وانتصارات التحالف العربي واخلاصهم لقضيتهم فمن حقهم ان يطالبوا باستعادة دولتهم وقيام حقهم على ارضهم.
وبشأن التحرك الخاص للامارات في الجنوب ، اوضح الشيخ بن بريك بقوله من المعلوم ان قيادة التحالف لها غرفة عمليات مشتركة تدير العملية العسكرية وتقسيم الادوار بامر واضح ، وجلي ،وجود كثافة للقوات الاماراتية في منطقة دون اخرى، هذا كله بتكتيك عسكري متفق عليه مع السعودية والامارات.
وأشار إلى أن الامارات تسير بكل وضوح وفق مخططات التحالف العربي ، وبتوافق تام بين السعودية والامارات على العمليات العسكرية والامنية .
واضاف : فالامور واضحة بالنسبة لنا ، يبقى الامر في الجنوب الذي اعلن بكل صراحة وبكل وضوح مشروعه ، واعلن في كل وثائقه انه يسعى لاستعادة الجنوب وفك الارتباط وقيام دولتين متصالحتين ، متجاورتين ، نتمنى للشمال كما نتمنى للجنوب من الخير، ولن نرضى قيام دولة فاشلة في الشمال، لان ذلك ليس في صالحنا ولا في صالح الاقليم ولا في صالح المجتمع الدولي، نسعى لقيام دولتين ناجحتين، ويبقى لاشقائنا الشماليين في الجنوب ، حقوق وسنحافظ عليها ، ونحافظ على كل مصالح الشعب في الشمال بالجنوب ، مؤكدا ان الحفاظ على ممتلكات الشماليين وحقوقهم في الجنوب امور مسلمة.
لافتا الى ان الفزاعة التي يطلقها بعض المناهضين للمشروع الجنوبي ، من ان حقوق الشماليين في الجنوب ستنتهك ، واملاكهم ستنتهك وسيبقى عبء كبير على المملكة العربية السعودية من تدفق الشماليين عليها بعد نزوحهم من الجنوب، هذه فزاعات لا ساس لها، فالجنوبيون سيملكون لاخوانهم الشماليين كل ما لهم من حقوهم اشقاء ، تربطنا بهم مصالح مشتركة وهذه كلها في الاعتبارات بحسب بن بريك.
ورفض بن بريك توصيف ان الشعب في الشمال اصبح اليوم كعبء على الجنوب، وقال الشعب كشعب في الشمال ليس عبء ، بل نحن دخلت في مشروع وحدة ضمن المشروع العربي الكبير ففشلت هذه الوحدة ، فكان من الواجب ان يعود.
وعن وجود مشكلة حوثية في الجنوب ، اوضح هاني بن بريك انه لا وجود للحوثيين في الجنوب ، مؤكدا ان الحوثي مشروع ايراني دخيل حتى على الشمال،
وقال : لنكن منصفين ، الشمال ليس فيه مشروع قديم لايران ، الزيدية غير الحوثي ، الحوثي يدعي الزيدية والزيدية منه براء هذه حقيقة ، فوجود الحوثي هو مشروع دخيل حتى على الشمال، ومن التحالف العربي حريص على ان يعود المجتمع في الشمال الى وضعه الطبيعي.
وعن تفاؤله بعودة الجنوب ، أكد ان بريك انه متفاؤل جدا بعودة الحق لاهله ، وذلك من خلال الارض الصلبة لاعادة الحق لاهله ، وكذلك تفهم قيادات كبرى في الشمال للواقع، وذهبت تلك العصابات التي من مصلحتها استمرار الوحدة الفاشلة ، وكذلك ضعف التحالف القائم على الاخوان المسلمين وعلى المتنفذين في المجتمع الشمالي المستفدين من بقاء الوحدة ، فقد وهن حبلهم ووهنت قواهم ، فما بقي الا ان نعول على الوطنيين الصادقين في اليمن وفي الجنوب.