صارع الشاب حافظ بدران كثيراً للحصول على (مودم وشريحة 4G) خاصة بالشركة الوليدة (عدن نت)؛ لتحسين خدمة الإنترنت التي عانى منها طويلاً.
إلا أن حافظ يُفكر حالياً، بجدية، للتخلص من أجهزة الشركة، المودم والشريحة، بعد أن عادت المعاناة مجدداً، لكن بشكل آخر.
يقول حافظ (للمشاهد): قبل أكثر من شهر، كنت أترقب تدشين خدمة (عدن نت)، بعد أن شدتني الإعلانات والوعود الرسمية بتحسين خدمة الإنترنت في مدينة عدن مباشرةً بعد تدشينها، خاصةً وأنها بتقنية حديثة.
كانت الوعود تفيد بتدشين الخدمة نهاية يوليو 2018، غير أن الانطلاق تأجل مراراً لأسباب فنية، بحسب المبررات من مصادر بوزارة الاتصالات.
يضيف حافظ: السوء الذي اشتهرت به خدمة تيليمن، والانترنت البطيء في اليمن عموماً؛ جعلني أعلق آمالاً عريضة على خدمات عدن نت، وأتابع مواعيد تدشينها باستمرار.
تفاجئ الجميع، تماماً كما حافظ، باقتصار توزيع خدمات عدن نت 4G على منفذ بيع وحيد، في سنترال مديرية المعلا، وهو الأمر الذي جعل من مجرد الذهاب الحصول على مستلزمات الخدمة بمثابة المغامرة.
كانت الطوابير طويلةً، وغير منتظمة، والازدحام يكاد يخنق المواطنين الذي توافدوا على السنترال للحصول على خدمةٍ أفضل، يؤكد حافظ.
ويضيف: في داخل السنترال.. لم يكن الحصول على المودم والشريحة بالأمر الهين، كانت الوساطات والمحسوبية هي من تسمح لعددٍ قليل من المواطنين باقتناء معدات الخدمة، وبأسعارٍ تفوق تلك التي تم الإعلان عنها.
وفق إعلانات وزارة الاتصالات وشركة عدن نت، فإن خدمة 4G، كانت تَعِد الناس بالسرعة والأسعار المناسبة، غير أن الواقع لم يكن كذلك.
فالأسعار لم تكن مناسبة، فيما عانت الخدمة من مشاكل تقنية وفنية لا حصر لها.
يؤكد حافظ بدران، أن الوعود بأن يكون سعر الشريحة بحدود ثلاثون ألف ريال لم تتحقق، كما أن إجبار المواطنين على شراء المودم مع الشريحة شكل صدمةً لأكثر الراغبين في الشراء، خاصةً وأن أكثرهم كان ينوي شراء الشريحة فقط، والتي لا يتجاوز سعرها ستة ٱلاف ريال، ليصل سعرهما معاً إلى أكثر من ستين ألف ريال!!.
هذه المعضلة ليست الأولى التي يواجهها جمهور وزبائن عدن نت، منذ الوهلة الأولى من تدشينها، فهناك الكثير من الخبايا.
فبعد أن صُدم الجمهور بالأسعار المرتفعة، كانت الكمية المحدودة من المودمات والشرائح هي العقبة الأخرى التي وقع بها المواطنون.
فالتزاحم الشديد الذي شهده سنترال المعلا، لم يفضِ إلى حصول الجميع على ضالتهم من المودمات والشرائح، بل إن الكثير عادوا أدراجهم بخفي حنين.
وذكر مواطنون أن المحسوبية والوساطات من بعض الموظفين في الاتصالات منحت البعض أجهزة ومودمات (بالجملة)، ليتم بيعها لاحقاً خارج السنترال، وبأسعار مضاعفة للغاية، تصل مابين 80 – 100 ألف ريال.
في الوقت الذي اشتكى عددٌ كبير ممن حصلوا على معدات عدن نت، من مشاكل تقنية، أدت إلى تعطل وتوقف الخدمة، أحياناً بسبب الانقطاع المفاجئ والمتكرر للكهرباء؛ مما يتسبب في توقف الخدمة، ولا تعود إلا بعد إعادة برمجة الأجهزة الخاصة بالانترنت.
وتلك المشاكل المتكررة دفعت بمن حصل على الأجهزة الخاصة بعدن نت إلى بيعها، وبأسعار أقل، نظراً لمشاكلها المتعددة، وعدم الاستفادة من خدماتها.
تلك الشكاوي والمشاكل التقنية دفعت مدير عام الاتصالات بعدن عبدالباسط الفقيه، بالتوجيه الى إدارة شركة عدن نت بموافاته بتقارير الأداء والمبيعات منذ بداية انطلاق الشركة، وفق مصادر إعلامية.
يأتي ذلك في ظل معلومات كشفها موظفو مؤسسة الاتصالات بعدن عن وقوف جهات نافذة تعمل على ابتزاز المواطنين.
وأكد الموظفون، خلال احتجاجاتهم ضد قيادة وزارة الاتصالات، أن العمل في شركة عدن نت يسير بطريقةٍ عشوائية، وأنه ليس له علاقة بالفنيين والمهندسين والعمال المهنيين.
الموظفون اتهموا قيادات في الوزارة بالفساد، وأشاروا إلى أن إيرادات الشركة تذهب إلى حسابات شخصية، منهم قيادات على رأس الوزارة.
الأمر الذي دفع بمدير مؤسسة الاتصالات بعد إلى إصدار توجيهاته بتقديم التقارير المالية والإدارية للشركة، خلال فترة عملها القصير، وفق مصادر إعلامية.
وقال الفقيه: إن الهدف من الحصول على التقارير هو من أجل متابعة وتقييم عمل الشركة والعمل على تحسينها وتطوير الخدمة، بعد المشاكل العديدة التي طرأت عليها، والشكاوي المتكررة من المواطنين.
وكان الفقيه قد قال (للمشاهد)، في تصريحاتٍ عقب تدشين خدمات عدن نت، قبل نحو شهر، إنه سيتم فتح منافذ بيع لمعدات وأجهزة الشركة في مختلف مديريات محافظة عدن، بالإضافة إلى وعوده بإطلاق خدمة نوعية.
غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وعانت الخدمات من الكثير من المشاكل، كان آخرها احتجاجات الموظفين.
ودشنت شركة عدن نت لخدمة الإنترنت بتقنية 4G عملياً بعد شهرين من تدشينها رسميا من قبل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، خلال تواجده في عدن قبل شهور.
وسبق انطلاق الشركة تأجيلات متكررة، أرجعتها وزارة الاتصالات إلى ما وصفته بالمشاكل الفنية.
وهدف افتتاح عدن نت إلى كسر احتكار جماعة الحوثي بصنعاء وتحكمها في شبكة الإنترنت في اليمن، والتي تعاني من مشاكل عديدة، في مقابل ارتفاع أسعار تعرفها.